رواية بقلم دعاء عبدالرحمن
رأيك نعمل الفرح أول ما عبد الرحمن يرجع
أنتفضت وهي تلتفت إليه قائلة لا يا عمى كده بدرى أوى.
قال بجدية بدرى على أيه انت ناسية انتوا هتعيشوا مع بعض ازاى يعنى مش هتفرق بقى نعمل الفرح دلوقتى ولا بعدين. كده ولا كده مش هيبقى في بينكوا تعاملات
قالت مريم بتوتر بس انا اخاڤ اقعد معاه في مكان واحد. ده انا كنت مړعوپة وانا راكبة معاه العربية لوحدى
حاولت أن تعترض بكلمات مبعثرة متلعثمة ولكنه قاطعها قائلا خلاص بقى يا مريم خلينا نخلص من الحكاية دى بدل مانتى كده على ذمة واحد پتكرهية. خليكى تدخلى وتقعدى معاه شوية وبعدين تطلقى وتبدأى حياتك من جديد. عاوز أطمئن عليكى يا بنتى. ها قولتى أيه
جلس وليد أمام أبيه وهو يقول يابابا الكلام ده مالوش لازمة. البنت عاجبانى وهاخطبها خلاص.
قال إبراهيم بانفعال أنت ناسى دى تبقى مين. دى اخت هند اللى ابن عمك فسخ خطوبته منها والله أعلم عمل كده ليه
قال وليد ببرود ميهمنيش. وبعدين انا قلت هاخطبها هو انا قلت هتجوزها
قال وليد بارتباك لا انا قصدى يعنى انى هخطبها واشوف أخلاقها. لو طلعت كويسة نكمل. طلعت غير كده يبقى خلاص.
يابنى مش عاوزين حاجة تفرق بينا وبين عمك وولاده. ازاى بس هتيجى بينا كده هي واختها اللى كانت مخطوبة لابن عمك
قال وليد في تصميم يابابا انت مكبر الموضوع أوى. دى مجرد خطوبة وخلاص وبعدين يعنى هو عبد الرحمن ومشاعره أهم عندك مني انا
وليد بلا مبالاة يتصرف في ايه بس. أنا خلاص دخلت بيتهم وقعدت مع امها وحددنا معاد كمان يومين. ولا يرضيك ابنك يخلف وعده ويطلع عيل.
ربت حسين على كتف أخيه إبراهيم وقال بابتسامة هدى نفسك يا إبراهيم خلاص سيبه يعمل اللى هو عاوزه
قال حسين مهدئا خلاص يا ابراهيم يخطبها هو حر. هو اللى اختار. سيبه على راحته علشان ميجيش بعد كده يقولك انت غصبت عليا
هتدخل العيله ازاى دى هي واختها طب وعبد الرحمن.
أبتسم حسين وقال بتفهم عبد الرحمن بيحب مراته يا ابراهيم. ووجود هند من عدمه مش هيفرق معاه. بلاش نعاند مع وليد وانا متأكد انه هيسيبها لوحده.
جلست هند في بهجة بجانبها وطبعت قبلة على وجنتها قائلة بسعادة كبيرة مبروك يا لولى.
كانت هند تشعر بأنها اقتربت خطوة كبيرة من عبد الرحمن ولابد أن تلحقها بخطوة أخرى سريعة ولكنها ستنظر عودته أولا كانت فاطمة تجلس بجوار زوجها وتهمس له
ابنك اټجنن باين عليه. بقى دول ناس نناسبهم
وخزها بلطف قائلا مالناش دعوة يا فاطمة. أحنا
جينا بس علشان منسيبوش لوحده. لكن كده ولا كده كان هينفذ اللى في دماغه
مالت وفاء عليها قائلة بس يا ماما. الناس بتبص اسكتى.
نظرت علا لوليد بدلال وقالت اومال عمك مجاش ليه هو وولاده. هما مش موافقين على خطوبتنا
طبع قبلة على يديها قائلا مش بابا وماما واختى موجودين عاوزه عمى فأيه بس. وبعدين يا حبيبتى ملكيش دعوة غير بيا انا بس. أنت في قلبى. واللى مش عاجبه بخبط دماغه في الحيطة
ضحكت بدلال وهي تقول ربنا يخليك ليا يا حبيبى
دخلت عفاف مندفعة إلى زوجها في غرفته هاتفة أنا عاوزه أعرف في أيه بينك وبين ابنك.
رفع وجهه من بين أوراقه وقال بهدوء مالك يا عفاف في أيه وابنى مين فيهم
قالت عفاف بانفعال أبنك يوسف أنا عاوزه اعرف في أيه. تشوفه في مكان تسيبه وتمشى. وهو مبيقعدش معاك في مكان واحد. ودايما قاعد في الجنينة وامبارح نام فيها. أنا عاوزه افهم!
نظر لها بضيق قائلا وانا مالى متسأليه يا عفاف
قالت بحنق أنا عارفاكوا كويس. مش ده يوسف اللى كان بينقى الكرسى اللى جنبك ويقعد فيه. قولى في أيه يا ابو يوسف.
نظر لها نظرة جانبية وقال مفيش. هو بس غلط غلطة كبيرة أوى في شغله. حملنا بيها خساير كتيرة وكان لازم يتعاقب. أصله مش صغير يعنى علشان يغلط غلطة زى دى ميغلطهاش موظف لسه جديد
قالت بصوت أشبه بالبكاء تعاطفا مع ولدها كلنا بنغلط يا ابو يوسف. مش معقول علشان حاجة حصلت ڠصب عنه يتعامل بالشكل ده. ده بقى لا بياكل ولا يشرب لحد ما خس وعدم.
رسم ابتسامة رضا على محياه قائلا خلاص يا عفاف. علشان خاطرك انت هسامحه. علشان تعرفى بس غلاوتك عندى ولو انى مبسامحش في الشغل أبدا
أبتسمت برضا قائلة ربنا يخاليك لينا يا حسين.
وخرجت بغير الوجه الذي دخلت به منذ قليل.
كانت مريم تمسك بجهاز التحكم وهي تشاهد التلفاز وتتقلب بين قنواته في ملل شديد أطفأته ونهضت لتذهب للشرفة لتجلس فيها قليلا رأته يتجول في الحديقة ويدور حول نفسه يدور كالنمر المحبوس بين قضبانه لا يجد مخرجا ظلت تنظر إليه بشرود وهي تتذكر كلماته اقعدى مع نفسك وانت تعرفى ان سمعتك كانت مټشوهة لوحدها. اه صحيح انا نسيت اقولك انى كنت ماشى وراكى بالعربية انت وصاحبتك السفلة وشفتكوا وشفت كنتوا رايحين فين ومع مين.
جلست على المقعد في وجوم وهي تقول كنت ماشى ورايا ليه يا يوسف. ولما شفتنى وانا طالعة معاهم ليه مجتش تاخدنى. كنت همشى معاك والله.
فى نفس اللحظة كانت إيمان تتقلب في فراشها يجافيها النوم لقد تعودت على وجوده في المنزل كيف تنام بدونه نهضت ودخلت الغرفة التي ينام فيها دست جسدها تحت غطاءه وتدثرت به وأغمضت عينيها وهي تستنشق عبيره الذي يملاء فراشه ووسادته وبدأت بالفعل في الاسترخاء حتى سمعت صوت هاتفها ألتقتت الهاتف ونظرت فيه وابتسمت عندما وجدت أسمه تضىء به شاشته ردت بلهفة
السلام عليكم.
أتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير وعليكم السلام. وحشتينى يا حبيبتى. وحشتينى أوى
لم تستطع كلماتها أن تعبر عما يحمله قلبها فصمتت في خجل وشوق أتاها صوته مرة أخرى بشوق أكبر
هو انا كل ما اقولك حاجة تتكسفى كده. أنا قلت وحشتينى يا حبيبى. يعنى مش قصدى حاجة عيب. انت دايما كده تفهمينى صح
أبتسمت ابتسامة كبيرة فتابع وكأنه قد رآها أبتسامتك وحشتنى أوى
نظرت للهاتف في دهشة ثم قالت بصوت هادىء هتيجى أمتى
قال مشاكسا وحشتك
حاولت أن تصبغ صوتها بصبغة جدية وهي تقول أخبارك أيه
قال مداعبا لا يا شيخة. عليا انا الحركات دى
أحمر وجهها بشدة وهو يتابع حديثه أنا دلوقتى في الفندق ولسه قدامى يومين. مش عارف هبات يومين كمان بعيد عنك ازاى