رواية بقلم دعاء عبدالرحمن
مريم. ماشى
قالت مريم بتوتر ربنا يسهل يا ماما.
جلس الثلاثة في حلقة نقاش وتشاور حول الأمر حتى سمعوا طرق على باب الشقة أرتدت إيمان أسدال الصلاة وتوجه إيهاب ليرى من الطارق كانت مفاجأة أخرى له ولأختيه عندما علموا أن الزائر هو عمهم إبراهيم وفي صحبته عبد الرحمن وفرحة ووفاء. أخذ الحاج إبراهيم إيهاب بين ذراعيه وربت على كتفه وهو يقول
تراجع إيهاب ليفسح المجال ل إيمان ومريم ثم أبتسم ل عبد الرحمن وصافحه أستدارت إيمان بعد مصافحة عمها والسلام على فرحة ووفاء وفوجدت بعبد الرحمن يمد يده إليها بالسلام وهو يقول مبتسما
أنت إيمان توأم إيهاب مش كده
أبتسمت أبتسامة خفيفة وقالت أيوا انا
ثم نظرت إلى يده الممدودة وقالت بنفس الأبتسامة الخفيفة آسفه مبسلمش.
ثم ألقى التحية إلى مريم ولم يمد يده بالسلام فلقد توقع نفس الرد أدخلهم إيهاب للصالون المتواضع القابع في أحدى الغرف الصغيرة وقدمت لهم إيمان الشاى وحاولت وفاء بشخصيتها الأجتماعية كسر الحواجز المرتفعة بينهم فقالت
وأنت بقى يا إيمان خريجة ايه
نظر إليها عمها أبراهيم مبتسما وقال بفخر ماشاء الله يابنتى ربنا يزيدك
قال إيهاب مؤكدا إيمان أصلها من صغرها وهي مدارس أزهرى. طول عمرها حابة الطريق ده
أبتسم الحاج إبراهيم مجددا لثناء إيهاب على أخته وشعر بمدى الترابط بينهما وقال وأكيد بقى إيهاب كان معاكى ما أنتوا توأم
تكلم ايهاب قائلا لا يا عمى أنا مهندس ديكور.
قالت وفاء بمرح انا بقى حقوق
وأشارت الى فرحة وقالت وفرحة فنون جميلة
أبتسمت فرحة بخجل فطرى وقالت لمريم أحنا من سن بعض تقريبا ياريت نبقى أصحاب
ردت مريم بنفس الأبتسامة طبعا يا فرحة
بعد ساعة تقريبا انتهت الجلسة العائلية الدافئة وانصرف الجميع على وعد باللقاء مرة أخرى جلست مريم وقالت بتسائل.
نظرت أيمان إلى إيهاب وقالت رأيك ايه يا إيهاب
تدخلت مريم بالكلام هي دى محتاجة رأى. الناس باين عليهم محترمين ومستوى. ولو رحنا نعيش معاهم هنتنقل لمستوى تانى خالص
قاطعها إيهاب هي كل حاجة مظاهر عندك يا مريم. مستوى ايه بس
ثم نظر إلى إيمان وقال انت ارتحتلهم يا ايمان
ايمان بصراحه معاملتهم معانا محيرانى جدا. شكلهم ناس كويسه وطريقتهم محترمه مش زى الفكره اللى كنا واخدنها عنهم خالص. بس الموضوع محتاج تأنى مش لازم نحكم بسرعه كده
جلست فرحة بجوار أمها وقالت بشغف وهي تنظر إلى والدها أنا حبيتهم أوى يا بابا. شكلهم محترمين ودمهم خفيف كمان
ثم ضحكت بمشاكسة وهي تنظر إلى عبد الرحمن وقالت أسكت يا بابا أما عبد الرحمن أتحرج بشكل مش معقول
قال والدها بابتسامة متسائلة ازاى
عبد الرحمن مد أيده يسلم على إيمان. قالتله مبسلمش بالأيد
مدعبد الرحمن يده وعبث بشعرها وهو يقول هاهاها محدش قالك ان دمك خفيف قبل كده.
قال بزهو مصطنع كتير قالولى كده
ضحكوا عليكى صدقينى.
مر ثلاثة أيام لم تنقطع فيهم اتصالات الحاج حسين بأبناء أخيه واستمرت أيضا اتصالات من فرحة ووفاء ل مريم وإيمان لوصل حلقات الود بينهم وزاد إعجاب عبد الرحمن بإيهاب وهو يتعرف عليه أكثر وأكثر ويراه رجل يعتمد عليه ولم لا وهو يراعى أختيه ويحرص عليهما قدر المستطاع كانت مشاعر إيهاب وإيمان متوترة بعض الشىء فهما مقدمان على شىء مجهول لا يعرفونه سيعيشون في كنف أسرة لم يألفوها ولا يعرفوا عنها الكثير نعم ستكون لهم خصوصية ولهم طابق بمفردهم ولكن سيكون هناك احتكاك كبير ومعايشة ليس هذا فقط ولكنهم أيضا متخبطون بين ما يعرفون من أمهم عن هذه العائلة وبين ما رأوه من ألفه واهتمام وود وحرص وطيبة تظهر بتلقائية في عيون عمهما حسين و إبراهيم لا يعرفون الحقيقه ويشعرون أن هناك حلقة مفقودة لا يستطيعون أن يجدوها إلا بالموافقة على الأنتقال للعيش معهم. أما مشاعر مريم لم تكن تختلف كثيرا ولكن مع كثير من النشوة لانتقالها للمستوى التي كانت ترنوا إليه منذ زمن ولم يكن له سبيل أخيرا سيتحقق حلمها ولكن.
بمراجعة بسيطة كيف سيتحقق هذا الحلم نعم سينتقلون لمنزل آل جاسر ولكن بدون حقوق لن تمتلك سيارة لن تتجرأ على طلب شراء الملابس التي تحبها إذن سيكون الانتقال ماهو إلا تغير العنوان فقط ولكن مهلا هناك سبيل آخر إنه والدتها وما حاولت أقناعها به إن فعلت هذا سيكون لها نصيب كبير في هذه العائلة بل وتستطيع أن تعيد أملاك والدها مرة أخرى وقفت أمام المرآه و شردت في كلام أمها.
صدقينى يا مريم هي دى الطريقة الوحيدة اللى هنقدر نرجع بيها
أملاك أبوكى اللى أخدوها منه بالڼصب والاحتيال. الڼصب ميرجعش غير بالڼصب يا بنتى. وأنا لو كنت مالية أيدى من أختك كنت هقولها كده برضة. بس أنت عارفة إيمان هتقعد تقولى حرام وحلال. علشان كده أنا معتمدة عليكى أنت يا مريم. أنت اللى هترجعلنا جزء من حقنا. واسمعى سيبك من ولاد عمك إبراهيم ركزى على ولاد عمك حسين هو الكل في الكل وأكيد ولاده برضه هيبقوا الكل في الكل وده اللى أحنا عايزينه. وبما أن عبد الرحمن طلع خاطب يبقى مفيش غير يوسف. أنا جبتلك كل المعلومات اللى هتحتاجيها. الكلام ده ميطلعش برانا أحنا الاتنين فاهمانى يا مريم.
وفى اليوم التالى مباشرة أتصل إيهاب على عمه حسين وأخبره أنهم موافقون على عرضه بالأنتقال للعيش معهم لتبدأ حياة جديدة وعلاقات جديدة ومعاملات لم تكن في الحسبان.
الفصل السادس
أصرت عفاف على أستقبالهم بنفسها عند بوابة المنزل الداخلية ورأتهم وهم يخطون أول خطواتهم في حديقة المنزل الكبير رحبت عفاف بهم أشد ترحيب واحتضنت مريم وإيمان في حنان بالغ بينما اكتفت فاطمة بلقاء بارد وتحية مصطنعة.
كانت دهشة الأخوة الثلاثة بالغة حينما شاهدوا الطابق الخاص بهم و ما أعده لهم أعمامهم فيه لا ينقصه شىء على الأطلاق الشقق بها جميع الكماليات والأثاث الفاخر مما زاد انبهار مريم بصفة خاصة كانت الفتيات تتعامل ببهجة وهم يضعون الملابس في خزاناتهن الخاصة ويجهزون كل شىء وكانت أم عبد الرحمن تعد الطعام في شقتها وعلى وجهها علامات السرور فلقد أحبتهم كثيرا وشعرت أنهم أبنائها التي لم تنجبهم وكانت تساعدها أم وليد التي ما لبثت أن قالت في ضيق.
البت الصغيرة دى شكلها مش مريحنى أبدا. شبه أمها كده
قالت عفاف وهي تعد الطعام بنشاط بقولك أيه يا أم وليد دول مش جايين يومين وماشين. لا دول جايين يعيشوا هنا يعنى أنسى بقى أنك بتكرهى أمهم الله يسامحها أفتكرى بس انهم يبقوا ولاد علي الله يرحمه
ابتسمت فاطمة بسخرية وقالت أنا عارفة انك علانياتك يا عفاف. حتى لو أحنا نسينا أمهم هما مش هينسوا والله اعلم ناوين على أيه وأبقى أفتكرى كلامى ده كويس.
دخلت فرحة مقاطعة حديثهما