رواية بقلم الهام رفعت
شعر بالرهبة بعض الشيء ولم يستطع الحديث حيث وجد بالفعل صعوبة في النقاش مع هذا الرجل حاد الطباع وصاحب النظرات القاسېة نظر له عيسى ليقول بتوتر وهو يتصنع تبرير
قاطعته منى بنبرة احتقارية
بوس أيد مراتك .
حاولت اخفاءها ببعض الكريمات التي لم تفعل شيئا تنهدت بتأفف وهي تسير ببطء لتهبط الدرج بعدها ولكن قابلتها في الطريق تلك الفتاة الماكرة شيماء التي لمحتها تخرج من غرفتها فهي تعرفها جيدا تحركت نحوها بخطوات سريعة إلى أن وصلت إليها انتبهت لها مارية ونظرت لها بعدم اكتراث فهي لم تعرفها واكملت طريقها بينما حدقت فيها شيماء بخبث لتقول بميوعة شديدة
مررت مارية انظارها عليها باحتقار وتابعت باستهزاء
مفكرة نفسك واحدة لا انتي ولا مليون زيك تفرقوا معايا ولو مش عارفاني أنا هبقى اعرفك أنا مين انا عارفة هو جايبك ليه حتة بت يغيظني بيها لأنه بېموت فيا .
حدجتها شيماء بشراسة جعلت مارية تنظر لها بثقة الزمت شيماء نفسها بمضايقتها بالفعل كأنها تريد هذا وليس مطلوب منها زيفت ابتسامة وتدللت في وقفتها لتنفي ما قالته
جوزك منزلش معاكي ليه ايه اللي أخره .
ارتجفت شيماء وهي تنظر له برهبة فهو يحدثها ردت بتلعثم
م م مش عارفة هو ..صحي.. بدري ومشفتوش .
رمقها بتأفف ووجه بصره لمارية التي تجلس في هدوء قطب جبينه وهو يرى تلك الكدمات الظاهرة على وجهها نظر لها بشفقة فهي لا تستحق السيئ عكس والدها الأحمق وعن راوية لم تبالي بها قدر ما انتبهت لشيماء فكل ما تتمناه أن ترى احفادها ولم تجد في مارية هذا الشيء بسبب علاقة العداوة بينهما فهي حتى تلك اللحظة تخشى على ابنها منها ..
صباح الخير يا حاج سامحني على التأخير اصلي ما نمتش طول الليل روحت المخزن خلصت شوية شغل .
ابتسم له سلطان بمغزى وادرك زواجه المزيف لتركه زوجته قال بنبرة محببة
ولا يهمك يا حبيبي المهم تكون كويس .
اتسعت ابتسامة شيماء الفرحة وهي ترد عليها بحماس
من عنيا يا حماتي أنا عندي أغلى من عمار .
ثم وجهت بصرها لعمار وبدأت في سكب الطعام له بنظرات
شغوفة تتمنى له الرضى شعرت مارية بالغيرة وجزت على اسنانها لتضغط على الطعام كاتمة هياجها لتوددها عليه تنفست مارية بهدوء وهي ټعنف نفسها لما تفعل ذلك فلا يعنيها في شيء هو الآن عدوها اقنعت نفسها بصعوبة كي لا تهتم ولكن لا فائدة أحس بها عمار وابتسم بمكر نظر لشيماء وقال لها بحب زائف جعل مارية تصل لقمة غيرتها
انفرجت شفتي شيماء وهي تنظر له بسعادة قالت بتمني
أنا يهمني بس رضاك عليا .
كانت راوية تتابع ما يحدث بتشفي في مارية فقد ادركت غيرتها الآن مهما أخفت ذلك وهذا ما تريده وهو تركها القصر بينما لم يرتاح عمار لحديث تلك الفتاة كأنها تتودد له بالفعل تأفف في نفسه فقد اغتاظ هو من لهفة والدته عليها وعن مارية لم تتحمل كل ذلك كأنها منبوذة بينهم وغير مرغوب فيها شعرت بالإهانة ولهذا اخذت قرارها بالمغادرة لحفظ كرامتها المهدرة وسطهم نهضت مارية فانتبه لها الجميع ونظروا لها بعدم فهم بينما حدجها سلطان بانزعاج وهو يسألها بنبرة البكتها
انتي رايحة فين .
نظر لها عمار فقد فطن ضيقها مما يحدث ولكن ما فعلته غير مستحب هنا ابتلعت مارية وهي تنظر لسلطان برهبة قالت بتوتر ونبرة مهزوزة
أنا خلاص شبعت وهطلع اوضتي .
رمقها بنظرات قاسېة وهتف بامتعاض
ممنوع اي حد يقوم من على الأكل قبلي دي قوانين هنا ولازم تمشي عليها زيك زي الكل هنا .
وزعت مارية انظارها عليهم ووجد الضعف في هيئتهم وانشغل كل فرد بتناول طعامه في صمت وجهت بصرها لعمار الذي شعر بقلة حيلته بسيطرة والده حتى عليها كونها زوجته ولم يستطع التدخل أو التفوه ببنت شفة ولكنها عنيدة تجبره على تحمل
اهاناتها لعصيانها له جلست مارية مرة أخرى في صمت وتعاملت مع الموضوع بطبيعية كغيرها هنا فليست بمفردها من تخشاه ابتسمت في نفسها بسخرية من الجميع واكملت طعامها في