السبت 30 نوفمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين

انت في الصفحة 5 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


قاعدين برة!
هتفت سمية وهي تحاول الفكاك من بين قبضتي ياسمين 
سبيني عليها المرة السو دي وأنا أعرفها مقامها صح
أفلتت ياسمين يداها لتهتف مشيرة إلى مروة 
شكلك ناوية على طلاقك النهاردة يا سلفتي وأدي مروة قدامك إعملي فيها ما بدالك علشان ستهم تيجي على حسك العالي وتطين عيشتك وبدل ما أنت خاېفة وقاعدة منتظرة البلا ليحصل تبقى سهلتي عليهم المهمة والبلا فعلا هيحصل بس وإنت قاعدة زي البيت الوقف في بيت أبوك

لتبتسم ساخرة مستطردة بذات مغزى 
ما أنت عارفة قانون نصر البنهاوي اللي تتجوز عيل من عيالة يحرم عليها صنف الرجالة من بعده وكأن اللي بيدخل عليها واحد منهم بتتوشم بوشمه اللي لا تقدر تمحيه حتى الڼار
ابتلعت ريقها بازدراء وتراجعت للخلف لتذهب الاخرى إلى الموقد وتبدأ بسكب المشروب داخل الكؤوس مسترسلة
أيوة كدة إعقلى
لتتحرك بالصنية وتناولها إياها بحدة قائلة 
خدي يا حبيبتي الشاي طلعيه برة
كان صدرها يعلو ويهبط بفضل شعورها العظيم بالڠضب حولت بصرها لترمق تلك المروة المبتسمة پشماتة قبل أن تتناول الصينية الممدودة متحركة للخارج پغضباتجهتياسمين بنظرها إلىمروة لتقول بنبرة حانقة
وإنت يا مروةمش هتبطلي كيد النسا اللي فيك ده
بررت الأخرى موقفها قائلة بتنصل 
وأنا كنت جيت جنبها ياياسمين ما اللي حصل كله كان على يدكدي واحدة مچنونة وعلى راسها بطحة
زفرت الأخرى لتهتف بحدة 
بلاش تستفزيها أحسن لك وإديكي قولتيها بنفسك واحدة مچنونة والجنان بيزيد عليها لما الموضوع يخص عمرووحكايته القديمةفياريت تخليك إنت الأعقل وبلاش تجري شكلها 
اكتفت مروة بنفس الابتسامة الساخرة لتنسحب إلى حوض المطبخ لتتابع جلي الصحون تحت ڠضب الاخرى من كلتا الغبيتان اللتان تعيشا معها بنفس المنزل
 بالقاهرة الكبرى
إنتهى من ارتداء رابطة عنقه وعقدها بتمرس ورتابة ليجذب بحلة بدلته السوداء من فوق عليقة الملابس مرتديا إياها ليتحرك صوب مرأة زينته ممسكا بفرشاة شعره ليصففه بعناية أعاد الفرشاة إلى موضعها ليلتقط قنينة عطره المميز وبدأ ينثر فوق ذقنه وعنقهبات ينظر لهيئته الجذابة برضا تامتحسس ذقنه النابته ثم نظر لشعر رأسه الفحمي مرورا بعينيه السوداويتين كثيفة الأهداب وبشرته الحنطية التي جعلت منه جذابا عن المعتاد ثم نزل بنظره على صدره العريض وتقسيمات جسده الرياضية ليبتسم بمرارة حينما تذكر ماضيه الأليم قطع شروده استماعه لبعض الطرقات الخفيفة فوق باب جناحه ليهتف برزانة مخاطبا الطارق 
إدخل. 
فتح الباب لتظهر منه سيدة أنيقة ترتدي بذلة نسائية تدل على وقار تلك المرأة بعامها التاسع والخمسون ذات الشعر البني القصير المظهر التي وما أن رأها حتى ظهرت إبتسامة سعيدة على محياه لتتحدث هي بنبرة حنون
صباح الخير يا سيادة المستشار
صباح النور يا حبيبتي...نطقها صاحب السادسة والثلاثون عاما بابتسامة وهو يقترب عليها ليقوم بتقبيل رأسها بوقارتحدثت باعجاب
ده إيه الشياكة دي كلها
أنا إبن دكتورة عصمت الدويري أستاذ القانون الجنائي فطبيعي أكون شيك ومميز زيها... نطقها باعتزاز لتضحك بسعادة قائلة 
طول عمرك شاطر في الكلام وبتعرف تغلب بيه اللي قدامك
نظر لها ليقول بثقة 
بس ده مش كلام يا ماما أنا حقيقي طول عمري فخور بيك وواخدك مثال وقدوة للست الناجحة من وجهة نظري
واستطرد بإطراء
ست بيت وزوجة وأم عظيمة وفي نفس الوقت أستاذة جامعية شاطرة قدرت توصل لإنها تكون من أكبر الاساتذة في مادة القانون الجنائي على مستوى جامعات الحقوق في مصر كلها
تنهدت بهدوء لتتحدث بتمنى 
فاضل لي أمنية واحدة وأكون حققت كل أحلامي يا فؤاد وإنت الوحيد اللي قادر تحققها لي 
ومع ذلك مستخسرها فيا زي ما تكون صعبان عليك راحة قلبي...قالت كلماتها الأخيرة بكثيرا من التأثر والألم لينسحب من أمامها متجها صوب تلك المنضدة الجانبية جاذبا من فوقها حقيبة جلدية باللون الأسود تحتوي على أوراق هامة خاصة بعمله كنائب في النيابة العامة ليتحدث متهكما 
إبتدينا الوصلة الصباحية اللي مبتخلصش كنت عارف إن زيارتك لأوضتي مش مجرد زيارة عادية واللي توقعته حصل يا دكتورة
قالت بنبرة متأثرة 
بتلومني علشان خاېفة على مصلحتك يا فؤاد 
واستطردت بنظرات جالدة لذاته 
إمتى بقيت أناني كدة هو أنا مبصعبش عليك! 
طب بلاش أنا بباك اللي عاش عمرة كله يبني في إسمه وتاريخه ويجمع في ثروته وجيت إنت علشان تكمل مسيرته مش شايف إن من أبسط حقوقه يكون له إمتداد لإسمه!
هتف بحنق بعدما تحولت ملامحه لشرسة 
سبق وإتكلمنا في الموضوع ده وقولت لحضرتك إن موضوع الجواز
 

انت في الصفحة 5 من 55 صفحات