رواية خيوط العنكبوت الجزء الاول بقلم فاطمة الالفي
وانا
مش عاوز اكسر فرحتها وبفكر يعني احاول اطلب نقل لمدرسه هناك
وأشوف الاداره التعليميه هتوافق ولا لأ وننقل نعيش في مصر البنات بتكبر
وفرص العمل في مصر افضل بكتير من هنا ايه رأيك شور عليه اعمل كده
فعلا ولا شايف في حل تاني بحيث البنت ماتكونش لوحدها هناك
ضيق حاجبيه بضيق وقال
ايه اللي انت بتقوله ده عاوز تسيب هنا عشان خاطر بنتك لاقت شغل في
تسترهم مش تقولي شغل وسفر ومش
عارف ايه لا وانت كمان عايم علي عوم بنتك يا فاروقده بدل ما تعقلها بتشجعها كمان
ابتلع ريقه بتوتر فهو شقيقه الأكبر ولا يريد أن ينفعل عليه أو يغضب منه
فهو لديه عقليه مختلفه عنه تماما تنهد بهدوء ثم قال
بالظبط وناجحه في شغلها الست دلوقتي بتاخد اعلي مناصب في الدوله في وزيره وسفيره وقاضي كمان
مالناش دعوه بدول
عاد طارق من عمله في ذلك الوقت وعندما اخبرته والدته بوجود عمه اسرع
إليهم يصافح عمه ويجلس يتثامر معهم ولكن تفاجئ بحديث والده الغاضب
صافحه بود ثم جلس جانبه وهو يتسأل بقلق
خير في ايه يا عمي
ربت علي كتفه وقال
مافيش يا حبيبي
أتت والدته ووضعت صينيه الشاي
هتف شريف بصوت غاضب
قال ايه حياه هتشتغل في مصر وعمك مواقف علي كده ومش بس كده
ده عاوز يسيب هنا ويروح يعيش في بلد مايعرفش فيها حد عشان خاطر
قاطعه طارق بهدوء
معلش يا بابا ممكن تهدي وبلاش انفعال وبعدين عمي من حقه يفكر في مصلحة بناته
يعني ايه انت كمان
هتف طارق قائلا وهو ينظر لوالدة بتوسل أن يصمت لكي يتحدث هو فهو يعلم بما في قلب أبنه لذلك صمت شريف
تسمحلي يا بابا اتكلم
نظر إلي عمه وقال
عمي حضرتك عارف ان بشتغل محاسب قانوني في البنك والحمد لله راتبي كويس واقدر افتح بيه بيت وناوي أكمل نص ديني ويشرفني أن أختار بنت عمي حياه زوجه ليه لو حياة وافقت انا أقدر اتنقل للفرع الرئيسي في القاهره ونبدا حياتنا مع بعض خطوه خطوه وهعملها اللي هي بتحلم بيه
هتف فاروق بدهشه
هتف شريف بحدة
ابن عمها وأولى بيها واهو موافق أنها تشتغل وكمان بيحبها وهيحطها جوه عنيه وهيصونها لأنها من لحمه ودمه ها قولت ايه يا فاروق نقرأ الفاتحة
قولت لا إله إلا الله ثم أردف قائلا
الأمور دي ماتتخدش كده يا حج لازم اقعد مع بنتي واسالها عن رأيها موافقه على طارق ولا لأ
والله عال يا ابو البنات كمان البنات بقا ليهم رأي
شعر فاروق بالاحراج فنهض وقال
انا ماشي دلوقتي وبعدين نتكلم
نهض طارق وسار خلف عمه وقال خاڤت
عمي انا
اسف حضرتك عارف عقليه بابا قديمه شويا انا منتظر رأي حياه واتمني يكون خير لان بجد بحبها وعاوزها تكون مراتي وام عيالي
ربت علي كتفه برفق ثم قال
ربنا يقدم اللي فيه الخير يا بني ليك وليها
يارب يا عمي
غادر فاروق منزل شقيقه وهو هائما علي وجهه كأنه صفعه بقوه علي وجهه أو القي به
من الطابق العاشر فهو يعلم بأن القادم سيجعله يخسر شقيقه الأكبر ولكن
هو يفضل مصلحة بناته فوق كل اعتبار إذا وضعت ابنته وسعادتها بكفه و
الكفه الاخري شقيقه لن يختار إلا أبنته
فلذة كبده وروح فؤاده ولكن يتمني
أن لا يضع في ذلك الاختبار الصعب
عندما عاد والدها من الخارج وجدها بانتظاره اقتربت منه بابتسامتها المشرفه ثم هتفت قائله
حمدالله على السلامه يا روقه
ابتسم بحب وربت علي كتفها وقال
الله يسلمك يا قلب ابوكي ثم أردف قائلا
لو مستنياني عشان نقرر هنعمل ايه في موضوع شغلك فأنا مش قادر اتكلم دلوقتي بكره الجمعه ولينا قعدة مع بعض وربنا يقدم اللي فيه الخير يا حبيبتي
رفعت حاجبيها بمشاكسة وقالت
بري يا بيه والله مستنيه اطمن على حضرتك لأنك اتاخرت
اطمني يا حبيبتي يلا تصبحي علي خير
ق بلت وجنته ثم قالت وهي تهم بالتوجه إلى غرفتها
وحضرتك من أهل الخير والسعادة يا رب
ثم دلفت إلى غرفتها وبعد أن اطمئن فاروق لذهابها جلس مكانه شاردا في ما هو قادم
تجنب أسر الحديث مع زوجته بعدما أخبرها بأنه سوف يسافر في الغد
برفقة سراج فهو لا يريد
أن يكون عبئا على أحد
حاولت أن تسترضيه ولكن أبت كرامته أن يخضع لمكرها فهو يعلم بأن وراء
تغيرها المفاجئ ليس إلا جدها كما علم من سراج ما فعله شقيقه من أجله
وعائله زوجته على شفه حفرة من الإفلاس
ابتلع اقراص الدواء الخاصة به ثم ابدل ثيابه ودثر نفسه بالفراش لكي
يذهب في نومه دون أن تاتيه النوبة الصرعيه وتجعله يستيقظ من نومه
أما نور فبعد أن تأكدت من نومه ابدلت ثيابها وارتدت مايوه السباحة ذات
قطعة واحدة بلونه الأصغر ووضعت أعلاه البورنص وقررت أن تهبط الدرج وتغادر الفيلا
لكي تذهب إلى حمام السباحة الملحق بالفيلا ورغم برودة