الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت الجزء الاول بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 25 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

سليم الذي أتاه الفضول بأن يعرف ماذا فعلت تلك الفتاة عندما دلفت لذلك المكتب 
وجدها حقا مفعمة بالحيوية والنشاط ولديها حماس وجادة منذ أن جلست علي مكتبها وهي تتابع ما أمرها به 
اخرجت حياة نضارتها الطبيبة وبعد أن ارتدتها دققت النظر أمام شاشة الحاسوب وتابعت من خلال ايميل الشركة الأجهزة الموجودة بكل ركن داخلها وفعلت الهكر وظلت منكبة عليه عدة ساعات دون أن تشعر بمرور الوقت 
بمدينة نيويورك
كان يشعر بالضيق بسبب حديث الطبيب ولذلك ترك سراج داخل الفندق وقرر أن يتفتل وحده بالمكان 
ارتدى المعطف الجلدي أعلى تيشرته الابيض وبنطاله الأسود ودس كفيه داخل جيب المعطف وسار بخطوات مبتعدة عن الفندق لا يعلم إلى أين هو ذاهب شاردا بحياته مع زوجته أيام خطبتهم والسعادة التي كان يعيشونها سويا وبعد زواجهم وما هالت إليه الأمور لتجعلها تنفر منه الآن ولن تتحمله ولا تتقبل مرضه ولا تريد أنجاب الأطفال منه ظل يتسأل داخله ماذا حدث وماذا فعل من أجل تبديل حياتهم لذلك الوضع 
زفر أنفاسه بضيق وجلس بإحدى الحدائق على الأريكة الموضوعة وعاد بظهره للخلف ثم أغمض عيناه بشدة فقد انتابه نوبة صداع شديد وضغط بقوة على أسنانه يخشى أن تاتية نوبة الصرع بذلك المكان الذي لا يعرفه به أحد حاول السيطرة على ج سده ولكن ارتجفت مفاصله وقبض قبضة يده
بقوة ولكن لم يتحمل الصمود خرج صوته پصرخة مكلومة وفتح مقلتيه يتطلع للسماء يهتف وينادي
يارب تعبت ريحني بقا
انسابت دمعة عالقة باهدابه وأسرعت فتاة جميلة تركض إليه عندما علمت من لكنته بأنه عربي وعندما أقتربت منه بلهفة وجدته يتألم ويتطلع للسماء 
وقفت أمامه قائلة بكلنتها السورية
شو فيك أنت عربي
عاد بمقلتيه يتطلع لصاحبة الصوت ولاحت شبه إبتسامة بجانب ثغره ثم أؤمى برأسه قائلا
أنا مصري وأنتي
جلست بجواره أعلى الأريكة ثم مدت يدها تصافحة قائلة
ميلانا من سوريا
صافحها هو الآخر وهمس قائلا
أسر من مصر 
بادلته الإبتسامة برقة وقالت
اهلين بيك هون ثم استرسلت حديثها قائلة
هون لأجل الدراسة ولا العمل
ضحك بخفة وقال
لا ده ولا ده أنا هنا لأجل العلاج
اختفت ابتسامتها
وقالت معتذرة
لا تواخذني الله يعطيك العافية
وأنتي هنا ليه
أخرجت تنهيدة عميقة ثم قالت بأسى
أنا هون من أجل العمل والدراسة بعمل لأجل مصاري الدراسة
أعجب بكفاحها وظل يسترسل معها بالحديث ونسى الالم الذي كان يشعر به وقرر أصحابها لتناول وجبة الإفطار معا ولكن رفضت بسبب جذهابها للجامعة الآن وتبادلون أرقام الهواتف وطلب منها أن تهاتفة إذا احتاجة لأي شيء وعدته أن تلتقى به ثانيا ريثما ينتهى دوام عملها ثم ودعته
وركضت مغادرة الحديقة لتستقل بسيارة أجرة تقلها إلى جامعتها 
أما عنه فودعها بابتسامة عذبة فقد شعر بالالفة بالحديث معها وقرر أن يعود إلى سراج لتناول الإفطار معه بغرفة الفندق 
عودة إلى القاهرة حيث شركة السعدني 
انتهى دوام عملها ونهضت تهندم ملابسها ثم التقطت حقيبتها وغادرت مكتبها 
في ذلك الوقت كان يغادر سليم مكتبه أيضا
تسمرت حياة مكانها وظلت تحدق به پصدمة فقد تفاجئت بوجوده جالس على مقعد متحرك 
أشار إليها لتسير أمامه وهتف بتسأل عن أول يوم عمل لها
أخبار الشغل إية 
قالت بصوت خاڤت 
كله تمام 
استوقفها أمام المصعد الكهربائي وطلب منها أن تستقله ولكن عادت بخطواتها للخلف وهزت راسها بتوتر وقالت
لا لا شكرا
ظن بأنها مازالت تحت تأثير صډمتها عندما علمت بأنه قعيد ولكن هي ركضت إلى حيث الدرج لتهبط دراجاته ببطئ لا تريد أن تلتقى به ثانيا 
الفصل العاشر
ظل سليم يحدق في الفراغ حيث كانت تقف حياة ضيق حاجبيه بأستغراب ودلف هو لداخل المصعد ليهبط به بالطابق الأرضي ثم غادر مبنى الشركة ليجد السائق أمامه ساعده على الجلوس بالسيارة ثم أنطلق إلى حيث وجهته
هتف سليم قائلا 
مجدي أطلع بينا على ڤيلة شاكر البدراوي
أوامر حضرتك يا باشا 
أخرج سليم هاتفه من داخل سترته وظل يعبث بارقامة إلى أن وقعت عيناه على هدفه أرسل إليها رسالة عبر الواتساب محتواها لم يتعدى إلا كلمتين يطلب منها أنتظاره أمام باب الفيلا
كانت نور بغرفتها وعندما صدح رنين هاتفها معلن عن وجود رسالة عبر تطبيق الواتس اب التقطت الهاتف بضيق ولكن عندما وجدت المرسل سليم لمعت عيناها بالفرحة ثم فتحت الرسالة ليقرع قلبها بالطبول نهضت مسرعة من الفراش ووقفت أمام خزينة الملابس تنتقي ثوب يليق بمظهرها الجذاب لكي يراها سليم بهيئتها الجذابة 
أنتقت ثوب زمردي بربع كم قصير يصل إلى ركبتيها ذات فتحة ص در واسعة وتركت شعرها الكستنائي ينساب بنعومة على كتفها الأيمن 
ثم نظرت لهيئتها بالمرآة ووضعت القليل من مستحضرات التجميل ثم نثرت عطرها المميز وانتعلت الحذاء الزمردي وتبخطرت في مشيتها استعدادا لمقابلته ونبضات قلبها تعصف بها بقوة لم تصدق بأنه يريد مقابلتها الآن انتابتها حالة من السعادة والنشوة بأنها ستحصل على حبيبها يبدو بأنه فاق لنفسه ويريد أن يغدقها بحبه وحنانه ولم يعد أمامهم عائقا بعد الآن بعدما اتخذ شقيقه قرار الإنفصال 
استردت حياة أنفاسها وهي تغادر مبنى الشركة ثم أستقلت بسيارة أجرة لتقلها إلى منزل عمتها سناء
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 97 صفحات