رواية خيوط العنكبوت الجزء الاول بقلم فاطمة الالفي
سليم الذي أتاه الفضول بأن يعرف ماذا فعلت تلك الفتاة عندما دلفت لذلك المكتب
وجدها حقا مفعمة بالحيوية والنشاط ولديها حماس وجادة منذ أن جلست علي مكتبها وهي تتابع ما أمرها به
اخرجت حياة نضارتها الطبيبة وبعد أن ارتدتها دققت النظر أمام شاشة الحاسوب وتابعت من خلال ايميل الشركة الأجهزة الموجودة بكل ركن داخلها وفعلت الهكر وظلت منكبة عليه عدة ساعات دون أن تشعر بمرور الوقت
كان يشعر بالضيق بسبب حديث الطبيب ولذلك ترك سراج داخل الفندق وقرر أن يتفتل وحده بالمكان
ارتدى المعطف الجلدي أعلى تيشرته الابيض وبنطاله الأسود ودس كفيه داخل جيب المعطف وسار بخطوات مبتعدة عن الفندق لا يعلم إلى أين هو ذاهب شاردا بحياته مع زوجته أيام خطبتهم والسعادة التي كان يعيشونها سويا وبعد زواجهم وما هالت إليه الأمور لتجعلها تنفر منه الآن ولن تتحمله ولا تتقبل مرضه ولا تريد أنجاب الأطفال منه ظل يتسأل داخله ماذا حدث وماذا فعل من أجل تبديل حياتهم لذلك الوضع
بقوة ولكن لم يتحمل الصمود خرج صوته پصرخة مكلومة وفتح مقلتيه يتطلع للسماء يهتف وينادي
انسابت دمعة عالقة باهدابه وأسرعت فتاة جميلة تركض إليه عندما علمت من لكنته بأنه عربي وعندما أقتربت منه بلهفة وجدته يتألم ويتطلع للسماء
وقفت أمامه قائلة بكلنتها السورية
شو فيك أنت عربي
عاد بمقلتيه يتطلع لصاحبة الصوت ولاحت شبه إبتسامة بجانب ثغره ثم أؤمى برأسه قائلا
أنا مصري وأنتي
جلست بجواره أعلى الأريكة ثم مدت يدها تصافحة قائلة
صافحها هو الآخر وهمس قائلا
أسر من مصر
بادلته الإبتسامة برقة وقالت
اهلين بيك هون ثم استرسلت حديثها قائلة
هون لأجل الدراسة ولا العمل
ضحك بخفة وقال
لا ده ولا ده أنا هنا لأجل العلاج
اختفت ابتسامتها
وقالت معتذرة
لا تواخذني الله يعطيك العافية
وأنتي هنا ليه
أخرجت تنهيدة عميقة ثم قالت بأسى
أنا هون من أجل العمل والدراسة بعمل لأجل مصاري الدراسة
وركضت مغادرة الحديقة لتستقل بسيارة أجرة تقلها إلى جامعتها
عودة إلى القاهرة حيث شركة السعدني
انتهى دوام عملها ونهضت تهندم ملابسها ثم التقطت حقيبتها وغادرت مكتبها
في ذلك الوقت كان يغادر سليم مكتبه أيضا
تسمرت حياة مكانها وظلت تحدق به پصدمة فقد تفاجئت بوجوده جالس على مقعد متحرك
أشار إليها لتسير أمامه وهتف بتسأل عن أول يوم عمل لها
أخبار الشغل إية
قالت بصوت خاڤت
كله تمام
استوقفها أمام المصعد الكهربائي وطلب منها أن تستقله ولكن عادت بخطواتها للخلف وهزت راسها بتوتر وقالت
لا لا شكرا
ظن بأنها مازالت تحت تأثير صډمتها عندما علمت بأنه قعيد ولكن هي ركضت إلى حيث الدرج لتهبط دراجاته ببطئ لا تريد أن تلتقى به ثانيا
الفصل العاشر
ظل سليم يحدق في الفراغ حيث كانت تقف حياة ضيق حاجبيه بأستغراب ودلف هو لداخل المصعد ليهبط به بالطابق الأرضي ثم غادر مبنى الشركة ليجد السائق أمامه ساعده على الجلوس بالسيارة ثم أنطلق إلى حيث وجهته
هتف سليم قائلا
مجدي أطلع بينا على ڤيلة شاكر البدراوي
أوامر حضرتك يا باشا
أخرج سليم هاتفه من داخل سترته وظل يعبث بارقامة إلى أن وقعت عيناه على هدفه أرسل إليها رسالة عبر الواتساب محتواها لم يتعدى إلا كلمتين يطلب منها أنتظاره أمام باب الفيلا
كانت نور بغرفتها وعندما صدح رنين هاتفها معلن عن وجود رسالة عبر تطبيق الواتس اب التقطت الهاتف بضيق ولكن عندما وجدت المرسل سليم لمعت عيناها بالفرحة ثم فتحت الرسالة ليقرع قلبها بالطبول نهضت مسرعة من الفراش ووقفت أمام خزينة الملابس تنتقي ثوب يليق بمظهرها الجذاب لكي يراها سليم بهيئتها الجذابة
أنتقت ثوب زمردي بربع كم قصير يصل إلى ركبتيها ذات فتحة ص در واسعة وتركت شعرها الكستنائي ينساب بنعومة على كتفها الأيمن
ثم نظرت لهيئتها بالمرآة ووضعت القليل من مستحضرات التجميل ثم نثرت عطرها المميز وانتعلت الحذاء الزمردي وتبخطرت في مشيتها استعدادا لمقابلته ونبضات قلبها تعصف بها بقوة لم تصدق بأنه يريد مقابلتها الآن انتابتها حالة من السعادة والنشوة بأنها ستحصل على حبيبها يبدو بأنه فاق لنفسه ويريد أن يغدقها بحبه وحنانه ولم يعد أمامهم عائقا بعد الآن بعدما اتخذ شقيقه قرار الإنفصال
استردت حياة أنفاسها وهي تغادر مبنى الشركة ثم أستقلت بسيارة أجرة لتقلها إلى منزل عمتها سناء