رواية الشيطان المتملك الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا
متأكدة إنه مش حيخيب ظننا...دي
آخر مرة تيجي فيها المكان داه..من النهاردة
مفيش لا أدوية و لا تحاليل حنسيب كل
حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فالحمد
لله و لو مقدرش نقول بردو الحمد لله.....
ضمت يديه بين يديها و هي تضيف
بنبرة عاشقة حنونةمش قلتلي إنك
حتعتبرني بنوتك الكبيرة و مش عايز
بقى....
تخرجه
في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه
عن شعوره التقصير ناحيتها
طوال سنوات زواجها به لم تحسسه
و لو مرة واحدة بالنقص تواجه كل إهانات
عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا...
هذه هبة التي عشقها و إختارها من بين
آلاف الفتيات يوما بعد يوم تثبت له
أنه لم يخطئ ابدا بحبك يا أحلى
في الدنيا....
أجابته هبة و انا كمان يا قلب هبة.
بعد اسبوع......
مساء في مستشفى البحيري
فركت ليليان عنقها بتعب و هي تنحني
برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح المكتب
تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث
الاسبوع الماضي....عملها الذي إستمر في المستشفى
بالشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل
مع والده لم تذق طعم النوم منذ يومين
لكثرة العمل و الذي إضطرها للمكوث
في المشفى أغلب وقتها و من جهة أخرى
أيهم الذي لا يكف عن ملاحقتها و محاصرتها
في كل مكان بهداياه و مفاجآته الغريبة
باقات ورود و مجوهرات ثمينة و فساتين
ووو...
فتحت أحد ادراج المكتب لتخرج منها
بداخلها خاتم ألماسي رقيق يخطف
الانظار وجدته صباحا فوق مكتبها و معه
وردة حمراء نسيت حتى اين وضعتها
بسبب إكتظاط مكتبها بباقات الورد
التي تصلها منه كل يوم...
تذكرت الرسالة المرافقة لها و التي كتب فيها
ايهم لها عن رغبته في رؤية الخاتم في يدها
و سيعتبر ذلك دليلا على موافقتها على
مختلفة كليا عن الماضي الأليم الذي لم تستطع
لحد الان نسيانه...
همست بداخلها و هي تعبث بالخاتم الذي
زين إصبعها و كأنه صنع خصيصا لها
يا ترى هو فعلا تغير و إلا لعبة من ألاعيبه
القديمة...إزاي حد زي أيهم مغرور و قاسې
و زير نساء حيتغير... بس هو بقى بيصلي
أنا شفته كذا مرة و بسمع صوته كل ليلة و هو
بس رغم كل داه مش قادرة أصدق إنه....
يووووه انا تعبت من التفكير تعبت من كل
حاجة.... يا ريته مارجع كان زماني مرتاحة .
إلتفتت بجسدها للوراء لتضع العلبة
في حقيبته و هي تحاول طرد تلك الأفكار من راسها ثم عادت لتتصفح أوراقها لټغرق
في عملها من جديد رغم إحساسها الشديد
بالتعب و الإرهاق...
هزت رأسها بترقب عندما سمعت صوت
مقبض الباب و هو يدار ليدلف أحدهم دون
طرق الباب و الذي لم يكن سوى طفلها الصغير أيسم
أسرعت نحوه لتلتقط بين ذراعيها قبل أن يسقط
على الأرض بسبب ركضه بخطوات غير
متوازنة و هو يحمل في يده وردة حمراء
في غاية الروعة...فكان مظهره لطيفا
قابلا للإلتهام.... قهقه الصغير بصوته
الطفولي ووالدته لا تكف عن تقبيله و
دغدغته جلست به على الاريكة و هي
تسأله بصوت لاهث مين اللي جابك هنا
طنط أميرة و إلا انكل محمد......
إستقام أيسم ليقف على الاريكة متعلقا
برقبتها و هو يقول مشيرا باصبعه نحو الباب
بابي هنا....
حولت ليليان نظرها نحو مكان إشارته
لتجد أيهم مستندا بجسده على الباب و يتابع
حركاتهما منذ دلوف الصغير و على وجهه
إبتسامة سعيدة...
رفع كفه ليحييها اهلا...
ثم خطى للداخل ليبحث عن حقيبة يدها
حتى وجدها معلقة وراء مكتبها ليأخذها
ثم يسير نحوها مكملا كلامه يلا خلينا
نروح الوقت تأخر.....
تابعته ليليان بعينيها حتى