رواية الشيطان المتملك الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
وصوله أمامها
لتجيبه لسه عندي شغل كثير مش حقد....
قاطعها و هو يجثو أمامها ليمسك يدها التي
كانت تضعها على
ركبتيها قائلا بنبرة حنونة مشفقةالشغل مش
حيطير و إنت بقالك يومين منمتيش حتى
وشك تعبان و عنيكي مرهقة...محتاجة ترتاحي
عشان تقدري تكملي و انا أوعدك بكرة حاجي
بدالك المكتب و أكمل كل الشغل المتعلق و إنت خذي اجازة...أيسم مشتقالك كثير مش كده يا بابي....
ليقرص أيهم وجنته المكتنزة الحمراء بخفة
قبل أن ينحني نحوه ليحمله و يقف منتظرا
ليليان التي لم تستطع معارضته فهي فعلا
متعبة جدا تشعر بأنه سيغمى عليها في أي
لحظة...
خلعت معطفها الطبي ثم وضعته على الاريكة
قبل أن تسير باتجاه الباب و تخرج بعد أن أشار
الباب بالرقم السري ثم توجها معا نحو الخارج
وافقت ليليان على مرافقته في سيارته دون
جدال بسبب عدم قدرتها على القيادة...
راقبت أيهم من مرآة السيارة و هو يضع الصغير في كرسيه المخصص له في الخلف ثم دلوفه بجانبها
على مقعد السائق..
أشار لها لتضع حزام الأمان
جانبها لتخرجه من وراء المقعد و تضعه حولها....
راقب أيهم ملامحها المتعبة بقلق مؤنبا نفسه
للمرة الالف ففي كل مرة يكون هو السبب في
ألمها و تعبها....سألها بصوت خاڤت بعد أن
لاحظ أنها تغلق عينيها من حين إلى آخر
إنت كويسة
أجابته ليليان دون أن تلتفت إليه دماغي
مصدعة....
وزع نظراته الخاطفة بينها و بين الطريق
تعشي و نامي على طول ...
أومأت له قبل أن تجيبه لا انا حنام على طول
مش عاوزة عشاء...ممكن تنيم أيسم معاك الليلة
دي لو وسمحت .....
أخفي أيهم إبتسامته المستهزءة على آخر كلماتها
ليردف طبعا...متقلقيش عليه داه إبني بردو.
تابع قيادته بهدوء و من حين لآخر يلقي
نظرة على المرآة التي تعكس صورة الصغير
لها أيهم أثناء جولتهم في النهار..
كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف
مساء عندما دلفت سيارة أيهم بوابة الفيلا
نظر نحو ليليان التي أغمضت عينيها باستسلام
لسلطان النوم الذي تمكن منها بشدة...
فتح باب السيارة الخلفي لينزل أيسم و يضعه على
الأرض قائلا له حبيبي إنت إسبقني على جوا
أجيب مامي...أصلها نامت في العربية....
اجابه الصغير ببراءة قبل أن يركض للداخل
حاضر يا بابي...
سار أيهم ليفتح باب السيارة الأمامي بهدوء
حتى لا يصدر صوتا مزعجا و يجعل تلك النائمة
تستيقظ... ليحملها بخفة و يدلف بها إلى الداخل
حيث وجز الباب مفتوحا كما توقع...
صعد درجات السلم و هو يشير لكل شخص
من العائلة يراه في طريقه ليصمت تاركا أيسم
يخبرهم انها نامت في طريق العودة من شدة
تعبها في العمل...
أغلق أيهم باب غرفته بعد أن أوصى والدته
بالاعتناء بالصغير و إرسال طعام العشاء نحو
غرفته.... وضع ليليان على الفراش ثم نزع
عنها حذائها و حجابها ثم تجرأ بعد تردد
طويل في فتح اول أزرار قميصها حتى تشعر
بالراحة أثناء نومها..
غادر نحو غرفتها ليحضر لها بعضا من ثيابها
البيتية المريحة بيجاما قطنية باللون الوردي
الهادئ...ثم عاد ليجلس بجانبها ليبدأ في إيقاظها
ليليان... قومي يا حبيبتي عشان تغيري هدومك هدوم الشغل حتضايقك و إنت نايمة.
تململت ليليان في نومها لتلتفت للجهة الأخرى
و هي تجيبه بصوت ناعس دون أن تفتح
عينيها سيبني انام مش.... قادرة أحرك....
إيدي حبقى اغير بعدين.
ايهم ضاحكاإمتى بعدين...يلا بلاش كسل قومي
غيري هدومك و تعشي و بعدين إرجعي نامي .
همهمت ليليان دون أن تجيبه ليزفر أيهم
بيأس قائلا و هو يهزها طيب قومي شوية و أنا حساعدك.
تأففت قليلا قبل أن تستقيم