من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
الفتنة طلعتي أحسن من اي أغنية غنيتها طلعتي مبهرة
ثم أمسك يدها ليوضع كفها علي صدره وأردف
_ شوفي دقات قلبي في قربك عاملة ازاي شوفي لو بعدت عنك وده إن قدرت قلبي هيعمل فيا ايه حياتي هتبقى من غيرك ضياع
واسترسل حديثه وهو يمرر عيناه على وجهها ككل يحفظه داخله مرة داخل عيناها وأخري شفتاها وأخري وجنتاها وأخيرا قرر أن يكشف عن باقي المكنون وهي مازالت في تيهتها
وأن لاتتأثر حتي بأسبابه ولكن تفوهت بكلمة واحدة وهي تبعد يداه برفق عنها
لم يقدر على الابتعاد عنها وأزاح قميصه من علي صدره ليشير إلي موضع قلبه الموشوم أعلاه وأكمل
_ بقى يرضيكي بعد الجرى وراكي ده كله وقلبي ده اللي اتع ڈب في جفاكي ونفورك منه الشهور دي كلها وتيجي لحظة قربك وتقولي لي أبعد !
ثم بتسم بهدوء وأمسك كفها وطبع بداخله قبلة لثوان ولكن أذابتها من حرارتها المنبعثة من شفتاه ثم نظر إليها وأكمل
متحلميش يامكة ومش هيحصل ابدا.
استجمعت شتاتها المفرق في قربه ثم نظرت جانبها وجذبت حجابها كي تغطي راسها ولكنه لحقها وأخذ منها الحجاب ورماه بعيدا عنها ثم اقترب منها وجذب خصلات شعرها بين يداه برفق ثم قربه من أنفه واستنشقه بهيام وكأنه عبير من الجنة بين يداه ثم لف خصلاته علي إحدى يداه وډفن الأخرى بين شعرها حتي وصل إلى رقبتها ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا برفض قاطع وهو يغمز لها بطريقة أذابتها أكثر من ذلك
مكة لازم تفهمي كويس اني بقيت جوزك يعني من حقي أشوفك في اي وقت واكلمك في اي وقت ونحب في بعض في اي وقت وأطلب منك تدلعيني فتدلعيني وأطلب منك نتكلم مع بعض ونسهر لحد الصبح فتسهري معايا واقول لك يالا نخرج نشم هوا فتخرجي معايا وإلا هتشيلي ذنب والملايكة هتلعنك.
_ هو انت بتاخد بالك من كلام ربنا في حاجات وحاجات له ! انت عجيب قوووي ياشيخ
مش واخد بالك بردو أننا مش مكتوب كتابنا طبيعي زي اي اتنين واني اتغصبت على وجودك في حياتي .
وضع إبهامه على شفاها كي يمنعها أن تكمل ثم نهاها عن الحديث
_ متحاوليش تنكدي عليا وتخلي هرمونات النكد اللي بتبقى جوة كل ست تطلع دلوقتي ودلوقتي بالذات علشان مش هديكي الفرصة يامكة ومهما كان كلامك واعتراضك في النهاية إنتي مراتي ومن حقي عليكي الطاعة يا إما هشتكيكي لربنا وانتي بتخافيه اووي فبلاش نمشي مع بعض بمبدأ الملاوعة ده .
نفخت بضيق من حصاره ثم سألته بغيظ وهي تأكل شفتاها وتلك حركتها المعتادة عند الاضطراب الشديد لديها
_وه يعني انت عايز ايه دلوك يابن الناس اني تعبت ومبقتش قادرة أتحمل لعب الأعصاب دي واصل .
أعجبه نبرتها الطفولية وحركاتها التى تفتعلها بوجهها فكل حركاتها جديدة عليه كليا فأول مرة يراها ثم احتضن وجنتاها مرددا بنفس لكنتها
_ عايزك في حضڼي وجار قلبي يابت الصعيد إنتي
عايزك تبقى ليا وعايز حضنك ميفارقش حضڼي واصل وبس اكده
ثم استرسل حديثه وهو يغمز لها بكلتا عينيه بدعابة
_ ايه رأيك فيا واني بتتحدت وياكي صعيدي مش لايق على بردو ولا ايييه ياقمرة إنتي
نفخت بضيق ثم أدارت وجهها المحكم بيداه بعيدا عنه وظل يشاغبها كثيرا وكثيرا فتلك لحظته المنتظرة فوجدها تجيبه
_ طبعا مانت ممثل تعرف تتغير وتتلون بمېت لون في لحظة يعني لو عايز تحب وتدوب اللي قدامك هتعرف تعملها لو عايز تبكي وتبكي اللي قدامك بردك هتعرف تمثلها
حرك وجهها مرة أخرى بحدة خفيفة آلامتها وجعلتها تنهره
_ يدك تقيلة وجعتني .
حرك حاجبه بعبس
_ سلامتك من الۏجع ياقلبي بس انتي ضايقتيني بكلامك
لاحظ تعجبها فأكمل هو
_ ايون يعني اني بمثل عليكي الحب مثلا ! طيب بذمتك يامكة واحد في مكانتي الفنية هيستحمل منك اللي استحمله ده كله ليه ! علشان بس يقضي معاكي لحظة صفا وبعدها يفر ولا علشان يخطف قلبك ويسيبك وېغدر
وتابع حديثه وتبدلت نظراته من ملامة لها إلى عاشقة وبنبرة متيمة اعترف لها
_ لاااا ياحبيبتي ده علشان أنا ب ح ب ك عارفة يعني ايه بحبك يعني ايه قلبي وكلي عايزك ومش عايز غيرك يعني مهما يحصل مش هبعد يامكة مش هبعد .
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار
_ طيب انت نسيت مشكلتنا وسرحت في عالم تاني خالص هنعمل ايه فيها
استوعب سؤالها واردف بنبرة عاشقة متجنبا خۏفها
_ طيب هو في أحلى ولا أجمل من العالم اللى أنا سرحت فيه
قدامي مراتى حبيبتي اللي سحل تني وراها ومرم طت اللي خلفوني لحد لما وصلت للحظة دي ولولا إن ربنا مرضاش لعبده المرمطة اكتر من كدة وعارف إنه كفاية عليه كدة وهونها عليه كان زماني لسة بعد النجوم وبسهر الليل على ضوء عيونك اللي بلون السما ياحبيبي.
اتسعت مقلتيها بذهول من حديث ذاك الآدم وحتما سيجعلها تطبق في رقبته الآن من طريقته ثم هدرت به
_ ياربي أووووووف هتجنني معاك والله واني منقصاش جنان .
ابتسم بمشاغبة ثم أردف
_ الله شفتك النهاردة بجميع حالاتك وكلهم في وقت واحد بذمتك أنا مش متمكن بردو
قال كلمتها الأخيرة وهو يغمز لها بطريقة جعلتها تبتسم ثم أكمل
_ ايون كدة ياشيخة اضحكي خلي الشمس تطلع والدنيا تنور خلي القلب يدفى بعد البرد اللي عشش جواه .
تنهدت بتعب ثم طلبت منه
_ طيب ممكن نشوف المشكلة ونحلها الأول وبعدين نشوف جنانك ده وهنشوف هنكمل مع بعض في الجواز ده ولا .... لم يتركها تكمل ووضع يداه مرة أخرى على شفاها ناهرا إياها
_ متكمليش يامكة مش هسيبك ورب الكون ماهسيبك
ثم جذب وجهها إليه وأنهال علي شفتيها بعشق ووله مصاحبان لقليل من العڼف في قبلته بسبب ټهديدها له بالابتعاد فلم يشعر بحاله وهو يقبلها بذاك الع نف الذي آلمها
يعلو بداخلها أصوات صراع صاخبة بين قلبها وكبريائها فقامت بدفعه في صدره وهي تلتقط أنفاسها إنحنت نحو الأرض وألتقطت بعنق زجاجه حط متها على الفور ووضعتها عند العرق النابض في عنقها وصاحت بټهديد بعدما فاض بها
_ والله لو عملت اكده تاني لاهم وت نفسي وأريحها واريحك مني وأريح الدنيا كلياتها
ثم استرسلت ودموعها التمعت داخل عيناها
_ يا أخي اديني فرصة استوعبك اديني فرصة أتقبل ظروفك وأشوف هتعامل وياها إزاي .
إتسعت عيناه خوفا فأشار إليها بكفيه وقال
_ خلاص خلاص نزلي الإزازة دي وأنا والله ماهعمل كدة تاني بس أرجوكي اهدي وصدقيني أنا مش بحلف كڈب .
رمت عنق الزجاجة المحطمة على المنضدة ثم لامها
_ بقى كدة يامكة والله حرام عليكي بجد .
لم ترد عليه ولكن لاحظ نظراتها للزجاجة مرة أخرى
وكأنها تهدده ثم نفخ بضيق من أفعالها المتهورة ولكن حاول تهدئة حالها ثم أمسك حجابها ويليه نقابها قائلا
_ اتفضلي البسي الحجاب ولمي شعرك كويس جدا والبسي النقاب وخلي اعصابك هادية علشان هنطلع البث المباشر واعملي حسابك بردو هتمسكي في ايدي طول البث علشان متتهوريش قدام الكاميرا
ثم أدلى عليها تعليماته وما سيقولاه في البث وأطاعته بكل شيئ وبالفعل بعد دقائق بدأ البث وذكر فيه كل ما قالته له أخته بالتفصيل وبدأت المباركات تنهال عليهم بالآلاف وفي نهاية البث نظر إليها وأمام العالم أجمع وهو ينظر داخل عيناها
_ وفي النهاية احب أقول لمكة قدام العالم كله اني مش بس بحبها علشان مكتوب كتابنا لاااا انا بحبها علشان هي أعظم انتصاراتي هي كل حاجة حلوة حصلت لي في حياتي وبوعدها قدامكم كلكم اني عمرها ماهسيبها ولا هقدر أستغنى عنها ومن دلوقتي بعزمكم على فرحى منها بعد أسبوع يا أجمل جمهور وعيلتي التانية .
ثم أنهى البث بعد أن ودع متابعينه فدلفت هند ومها وسكون وعمران وماجدة فرحين بأن الغمة انزاحت فجذبوها إلي أحضانهم وانهالوا بالمباركات عليهم وهي بعد كل ذلك تشعر بالتخبط وعدم الارتياح ولكن ستترك امرها بيد الله يدبره كيفما شاء وليس احن على قلوب العباد من خالقها .
في نفس اليوم وبالتحديد في الساعة السادسة مساء في مكتب ماهر الريان جالسا وهو شارد الفكر يتذكر اليوم المشؤوم الذي مر في حياته فهو من الأساس لن ينساه
عاد بذاكرته إلى عشر سنوات من الآن وهو يتذكر تلك الليلة المريرة التى فقد فيها ابنته وهي ولدت للتو وأخذها بين أحضانه ولم تلبث عشر دقائق حتي فارقت روحها الحياة قبل أن تبدأ
وظل يردد داخله بحزن دفين
_لم يؤلمني التقدم بالعمر لأنه محتم بقدر ما ألمتني أمنيات شابت بداخلي لقد شاخ قلبي قبل عمري
نمضي في الحياة ولا نعرف أين نحن ذاهبون
نهرب من أشياء لا نعرف لما تطاردنا
نقوم بكل الأشياء المفروضة علينا إلا تلك التي نرغبها و بشدة
نتكلم كثيرا إلا الكلام الذي نود قوله نحبسه بداخلنا !
تائهون في حكايات مضت وأخرى نعيشها
مشتتون بين أمنيات نرغب بها وأخرى تاهت منا دون أن ندركها
معتادون على كل شيء حدث ويحدث معنا
مقبلون على الحياة دون أنفسنا
وبعد ..
إلى الأيام القادمة مري علينا بسلام فقلوبنا جدا متعبة ومرهقة
أرهقتها الحظوظ وأتعبتها تراكمات الأيام
فلاش_باك
فرح وهي تتوجع بشدة
_ الحقني ياماهررر بمووووو ت آااااااااه .
شعر بالذعر لحالتها ثم نقلها على الفور إلى المشفى وما إن رأوا حالتها حتى أدخلوها فورا إلى غرفة