الخميس 12 ديسمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 35 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


شعروا بالفخر لمقدرة صغيرتهما على حل مشكلاتها بحكمة وكتمها لما يحدث بينها وبين زوجها فأية خلافات اذا تدخل الأهل فيها ولو بغرض الاصلاح تتفاقم لا بد ان يصل الزوجين بنفسيهما الى حل يرضي جميع الاطراف وتدخل الأهل لا يكون الا في حالات استثنائية يكون فيها الحياة الزوجية لأبنائهم مھددة بالاڼهيار التام 

وصلت منة بصحبة صديقاتها الى قاعة عقد القرآن وجدوا سيف بانتظارهم خارج القاعه الملحقة بالمسجد الخاصة بعقد القرآن كان يقف بجانبه والده والذي عرفته منة ما ان شاهدته بزيه الصعيدي التقليدي ولكن الباهظ الثمن كما تدل عباءته الفخمة والعصا العاج المطعمة بفصوص من الاحجار الكريمة أعلاها والتي كان يمسك بها وبرفقتهم اربعة رجال في عمر سيف تقريبا خمنت أنهم أزواج أخواته البنات 
ما ان شاهد سيف منة وهى تهبط من سيارة احمد بمساعدة صديقاتها حتى حبس أنفاسه لشدة جمالها ولم يشعر بنفسه وهو يترك والده في منتصف حديث ما ليسير ناحيتها كالمسحور ويقف امامها مذهولا من هذا الجمال الرباني الصاعق الذي يقف أمامه يكاد يتوارى منه خجلا قال سيف بصوت مبهور
إيه الجمال دا لكز أحمد سيف في خاصرته وقال بجدة زائفة
احترم وقفتي بينكم على الاقل أشاحت منة بوجهها بعيدا تكتم ضحكتها بينما تطلع سيف الى احمد في اللحظة التي تبادلت فيها الصديقات الابتسامة في محاولة لكتم ضحكاتهن التي أوشكت على الانفجار قال سيف بغيظ من بين اسنانه
مش وقتك خاااالص يا احمد بقول ايه ما تشيلني من دماغك بقه يعني انساني انهرده علشان خاطري 
تظاهر احمد بالتفكير ثم اجاب باستفزاز واضح
أفكر 
تأبط سيف ذراع منة واتجها الى داخل القاعة لتجد والدها ووالدتها واقفان بالداخل لمقابلة المدعوون اسرعت اليها والدتها ټحتضنها وعيناها تدمعان لرؤية صغيرتها وقد غدت عروس جميلة تتأبط ذراع عريس وسيم ودعت الله أن يكفيهما شړ عين حاسدة متمتمة بداخلها بالأذكار المحصنة 
مرت مراسم عقد القرآن كالحلم شعرت منة كأنها تحلم وعندما طلب منها أن توقع باسمها أسفل العقد الرسمي الذي يربط مصيرها بمصير سيف رفعت عينيها تطلع اليه لثانية قبل ان تضع اسمها في خانة الزوجة لتطالعها ابتسامة صاف وفرحة تزغرد في مقلتيه فابتسمت بتوتر وذيلت العقد بتوقيعها لتنطلق زغاريد الفرح بعد ذلك 
وقفت منة وسيف جنبا الى جنب لتلقي مباركات الاهل والاصدقاء محاطين بوالديهما تقدم منها حماها بعد انتهاء عقد القرآن وقال وهو
يفتح ذراعيه على وسعيهما
مبروك يا مرت ولدي الف الف مبروك واحتواها بين ذراعيه مقبلا جبهتها وسط ضحكات عائلتها وخجلها الشديد شعرت بالارتياح لشقيقاته البنات سميحة وسمية وسلمى وسارة اللواتي كن يرتدين عباءات سمراء حريرية بتطريز أنيق راق رحبوا بها مهنئين بالزواج الميمون بشدة وهن يطلق زغاريد الفرح ابتسمت منة وهمست لسيف حتى لا يسمعها أحد
انتم كلكم على حرف السين ايه امبراطورية سين بس للابناء فقط ابتسم سيف ونظر اليها بمرح مجيبا
ابتدي انت كمان ياللا جهزي اسامي امبراطورية الولاد بتاعتنا خلي بالك لو الامبرطورية اقل من 6 افراد مش هستلم 
فتحت منة عينيها على آخرهما ونظرت اليه بحدة قائلة بحنق طفولي
امبراطورية ايه و مين احنا لسه يدوب شبكة وكتب كتاب 
نظر سيف الى الطقم المرصع بالالماس شبكته اليها والذي قد ألبسها اياه بعد الانتهاء من عقد القران ولم تكن قد شاهدته قبلا فهو كما سبق واخبرته قد اختاره لها بمفرده فهي هديته اليها قال سيف ونظره معلق على جيدها حيث تتدلى سلسال الطقم فوق فستانها المقفول ولم يظهر أي يء من هذا الجيد المرمري فقد التف وشاحا من الستان حوله ليخبئه عن الأعين
بمناسبة الشبكة عجبتك 
اجابت منة وهى تشيح بنظراتها خجلا
آه جميلة بجد زوقك حلو فعلا 
همس بالقرب من أذنها
انا عارف ان زوقي حلو والدليل على كدا اني اخترتك 
نظرت اليه منة لتتوه في ابتسامته التي تنير وجهه الرجولي شتان بين هذا اليوم وذاك اليوم الذي أتى لمصالحتها فيه فهو الآن يبدو كنجم سينمائي لامع بحلته الكاملة الرمادية اللون وقميص من أرماني بنفس لون الحله وربطة عنق من لون فستانها وكان قد سألها عن لونه حينما اشترته منذ فترة وقد شذب لحيته فغدا وسيما يخطف الانفاس بينما لا تزال تلك الخصلة الشارده فوق جبينه العريض تستفز منة لاعادتها الى الخلف مع باقي رفيقاتها من خصلاته الابنوسية الناعمة 
قطع استرسالهما في الحديث والدها الذي احتضنها مباركا لها ثم احتضن سيف موصيا بها خيرا وجاء احمد الذي ما ان احتضنها بين ذراعيها حتى كادت ان تبكي فربت على ظهرها بينما يطوقها بين ذراعيه بقوة وهو يقول بحنان
مبروك يا منون ماتتصوريش فرحتي قد ايه يا حبيبتي ابتعدت منة عن ونظرت اليه بحب اخوي صاف وقالت بينما الدموع تلمع في مقلتيها
الله يبارك فيك يا حبيبي عقبالك يا رب حانت منه نظرة الى شاغلة عقله وقلبه التي تقف على بعد
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 117 صفحات