الخميس 12 ديسمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 67 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


وزوجها 
ما إن أغلق أحمد بابا غرفة الجلوس خلفه حتى وقف والده امامه آمرا اياه بمنتهى الصرامة والحزم
حالا تقولي ايه اللي حصل بين أختك وجوزها انا كنت ساكت الاول ومش عاوز أدخل بقول مهما كان البيوت اسرار ومنة أنا عارف دماغها لكن الموضوع يوصل انها كانت ممكن تروح من ايدينا يبقى لأ لازم أعرف كل حاجه وبالتفصيل 

نظر أحمد الى ولده وزفر عاليا وهو يقول بلهجة التسليم بالأمر الواقع
أنا هقول لحضرتك على كل حاجه 
احترم أحمد صمت والده الذي تحدث بعد برهة زمنية
قصيرة قائلا بصوت خرج أجشا رغما عنه حزنا على صغيرته
كلمه يا أحمد عاوز أشوفه 
عقدت الدهشة لسان أحمد لثوان قبل ان يفيق من ذهوله ويتحدث بحيرة
نعم عاوز تشوفه يا حاج الموضوع خلص خلاص ومافيهوش فصال 
نظر عبدالعظيم لإبنه بنظرة مټألمة وصوت طغى الحزن على نبراته
أختك معاها بنتين منه يا احمد والبنات بيحبوه ومتعلقين بيه اوي واختك نفسها مش شايف حالتها ازاي دي مش حالة واحده بايعه 
ليفاجئهم صوت ضعيف ولكن بثقة
واحدة ضايعه بعد الصدمة اللي خدتها يا بابا 
نظر كلا من عبدالعظيم واحمد بدهشة الى مصدر الصوت لتفاجئا بمنة وهى تقف مستندة الى ذراع كلا من والدتها وايناس قام احمد من فوره وأجلسها بجانب والدها الذي احتواها بين ذراعيه مربتا عليها بحنان الابوة بينما أطلقت هي لدموعها العنان ولم تستطع أمها كتم بكائها بينما اكتفت ايناس بالوقوف جانبا وعينيها يغشاهما الدمع 
قال عبدالعظيم بمنطق الأب الحاني الحكيم
ليه يا منة خبيتي علينا 
منة من بين شهقات دموعها
ما كنتش قادرة أتكلم يا بابا سيف سيف قتلني يا بابا قتلني 
وتفاجأ الجميع بمن يقول بصوت أشبه بالعويل
لو قتلتك يبقى قټلت روحي وانا مش ممكن أقتل روحي يا منة 
نظر الجميع الى هذا النمر الجريح الذي اندفع الى الداخل بعد أن فتحت له هنا ابنته فأشار اليها بالصمت ودعاها للحاق بأخوتها بينما تتبع هو صوت الجميع الذي قاده الى غرفة الجلوس ليصطدم سمعه بعبارة منة التي كانت كالسهم الذي نفذ الى صدره 
شهقت منة وهى ترفع رأسها من فوق صدر والدها الحامي هاتفة بعدم تصديق
سيف 
فمن كان يقف أمامها لم يكن هو أبدا سيفها حبيبها ووالد بناتها لقد كان شبحا يثير الذعر لمن يراه 
كانت لحيته قد استطالت فلم يشذبها منذ تركته منة كعادته وكانت ثيابه مجعدة وكأنه لم يبدلها منذ وقت طويل واحاطت بعينيه هالات سوداء وأصبحت وجنتيه غائرتين داخل وجهه ولكن ما لمسها حتى العمق تلك النظرة الضائعة التي اعتلت ملامحه 
اقترب سيف منها وتحدث الى والدها بينما عيناه طفقا يشبعا جوعهما الى ملامح معشوقتهما بنهم شديد
أنا جيت لغاية عندك يا عمي أي حاجه تطلبها منة أنا موافق عليها بس أرجوك يا عمي خليها ترجع معايا أنا مش طايق البيت من غيرها هي والبنات حياتي كلها اتلخبطت من غيرهم 
نظرت اليه منة پغضب تأجج ما ان سمعت صوته وقد ذهب شعور الشفقة الذي داهمها حياله ما إن وقع نظرها عليه أدراج الرياح بينما تحدثت عواطف بغيظ واضح
إنت ليك عين كمان ليقاطعها صوت والدها الجهوري قائلا بصرامة
أم منة صمتت عواطف على مضض في حين أكمل عبدالعظيم بحزم
عواطف خدي بنتك وادخلوا جوه 
قامت منة بمساعدة والدتها يساندها احمد الذي تركها لتتلقفها ايناس وغادرن الغرفة بينما يلاحقها سيف بنظرات مشتتة كاد يركض اليها ما ان سارت بمحاذاته مغادرة يكاد يجن من فرط شوقه إليها قاطع صوت عبدالعظيم استرسال افكاره ونظراته الملاحقة لطيف محبوبتها بلا هوادة قال عبدالعظيم بجدية وهو يشير الى أحد المقاعد
اتفضل يا سيف اقعد علشان نعرف نتكلم 
جلس سيف بينما اعتلى وجهه تعبير لهفة واضحة وما ان استقر عبدتاعظيم في مقعده أمامه حتى هتف 
انا عارف إني غلطت ومستعد لأي ترضية تطلوبها بس متحرمونيش من مراتي وبناتي 
تقدم أحمد الذي كان يقف على بعد خطوات قليلة منه وتحدث بصوت مكتوم غيظا وڠضبا
انت بتستعبط هو اللي انت عملته شوية 
قاطع صوت عبدالعظيم الجهوري ابنه
احمد بهدوء علشان نعرف نتفاهم ثم عاود النظر الى سيف متابعا بحسم
ايوة يا سيف انا سامعك و انت معترف بغلطك وعاوز مراتك وبناتك صح
ليجيبه سيف بلهفة واضحة
آه أكيد أنا مقدرش أعيش من غيرهم ثانية واحده الايام اللي فاتت دي كانت سنين بالنسبة لي ولولا اني حبيت منة تهدى الأول كنت جيت وراها من اول دقيقة 
عبدالعظيم ببرود وهو يطالعه بنظرة أسى
للأسف يا سيف غلطتك مش بسيطة دا لو سميناها غلطة لأنها مش غلطة يا سيف دي چريمة في حق نفسك ومراتك وبناتك وفي حق ربك قبل أي حاجه ومن غير كتر كلام بنتي مش هتوافق وأنا مش هضغط عليها اللي حصل مش خڼاقه عادية سمعتها كلمتين ولا حتى رفعت ايدك عليها لا يا سيف الموضوع أخطر وأكبر من كدا
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 117 صفحات