جوازة نت بقلم منى لطفى
وزوجها
ما إن أغلق أحمد بابا غرفة الجلوس خلفه حتى وقف والده امامه آمرا اياه بمنتهى الصرامة والحزم
حالا تقولي ايه اللي حصل بين أختك وجوزها انا كنت ساكت الاول ومش عاوز أدخل بقول مهما كان البيوت اسرار ومنة أنا عارف دماغها لكن الموضوع يوصل انها كانت ممكن تروح من ايدينا يبقى لأ لازم أعرف كل حاجه وبالتفصيل
أنا هقول لحضرتك على كل حاجه
احترم أحمد صمت والده الذي تحدث بعد برهة زمنية
قصيرة قائلا بصوت خرج أجشا رغما عنه حزنا على صغيرته
كلمه يا أحمد عاوز أشوفه
عقدت الدهشة لسان أحمد لثوان قبل ان يفيق من ذهوله ويتحدث بحيرة
نظر عبدالعظيم لإبنه بنظرة مټألمة وصوت طغى الحزن على نبراته
أختك معاها بنتين منه يا احمد والبنات بيحبوه ومتعلقين بيه اوي واختك نفسها مش شايف حالتها ازاي دي مش حالة واحده بايعه
ليفاجئهم صوت ضعيف ولكن بثقة
واحدة ضايعه بعد الصدمة اللي خدتها يا بابا
ليه يا منة خبيتي علينا
منة من بين شهقات دموعها
ما كنتش قادرة أتكلم يا بابا سيف سيف قتلني يا بابا قتلني
وتفاجأ الجميع بمن يقول بصوت أشبه بالعويل
لو قتلتك يبقى قټلت روحي وانا مش ممكن أقتل روحي يا منة
نظر الجميع الى هذا النمر الجريح الذي اندفع الى الداخل بعد أن فتحت له هنا ابنته فأشار اليها بالصمت ودعاها للحاق بأخوتها بينما تتبع هو صوت الجميع الذي قاده الى غرفة الجلوس ليصطدم سمعه بعبارة منة التي كانت كالسهم الذي نفذ الى صدره
سيف
فمن كان يقف أمامها لم يكن هو أبدا سيفها حبيبها ووالد بناتها لقد كان شبحا يثير الذعر لمن يراه
كانت لحيته قد استطالت فلم يشذبها منذ تركته منة كعادته وكانت ثيابه مجعدة وكأنه لم يبدلها منذ وقت طويل واحاطت بعينيه هالات سوداء وأصبحت وجنتيه غائرتين داخل وجهه ولكن ما لمسها حتى العمق تلك النظرة الضائعة التي اعتلت ملامحه
أنا جيت لغاية عندك يا عمي أي حاجه تطلبها منة أنا موافق عليها بس أرجوك يا عمي خليها ترجع معايا أنا مش طايق البيت من غيرها هي والبنات حياتي كلها اتلخبطت من غيرهم
نظرت اليه منة پغضب تأجج ما ان سمعت صوته وقد ذهب شعور الشفقة الذي داهمها حياله ما إن وقع نظرها عليه أدراج الرياح بينما تحدثت عواطف بغيظ واضح
إنت ليك عين كمان ليقاطعها صوت والدها الجهوري قائلا بصرامة
أم منة صمتت عواطف على مضض في حين أكمل عبدالعظيم بحزم
عواطف خدي بنتك وادخلوا جوه
قامت منة بمساعدة والدتها يساندها احمد الذي تركها لتتلقفها ايناس وغادرن الغرفة بينما يلاحقها سيف بنظرات مشتتة كاد يركض اليها ما ان سارت بمحاذاته مغادرة يكاد يجن من فرط شوقه إليها قاطع صوت عبدالعظيم استرسال افكاره ونظراته الملاحقة لطيف محبوبتها بلا هوادة قال عبدالعظيم بجدية وهو يشير الى أحد المقاعد
اتفضل يا سيف اقعد علشان نعرف نتكلم
جلس سيف بينما اعتلى وجهه تعبير لهفة واضحة وما ان استقر عبدتاعظيم في مقعده أمامه حتى هتف
انا عارف إني غلطت ومستعد لأي ترضية تطلوبها بس متحرمونيش من مراتي وبناتي
تقدم أحمد الذي كان يقف على بعد خطوات قليلة منه وتحدث بصوت مكتوم غيظا وڠضبا
انت بتستعبط هو اللي انت عملته شوية
قاطع صوت عبدالعظيم الجهوري ابنه
احمد بهدوء علشان نعرف نتفاهم ثم عاود النظر الى سيف متابعا بحسم
ايوة يا سيف انا سامعك و انت معترف بغلطك وعاوز مراتك وبناتك صح
ليجيبه سيف بلهفة واضحة
آه أكيد أنا مقدرش أعيش من غيرهم ثانية واحده الايام اللي فاتت دي كانت سنين بالنسبة لي ولولا اني حبيت منة تهدى الأول كنت جيت وراها من اول دقيقة
عبدالعظيم ببرود وهو يطالعه بنظرة أسى
للأسف يا سيف غلطتك مش بسيطة دا لو سميناها غلطة لأنها مش غلطة يا سيف دي چريمة في حق نفسك ومراتك وبناتك وفي حق ربك قبل أي حاجه ومن غير كتر كلام بنتي مش هتوافق وأنا مش هضغط عليها اللي حصل مش خڼاقه عادية سمعتها كلمتين ولا حتى رفعت ايدك عليها لا يا سيف الموضوع أخطر وأكبر من كدا