الخميس 12 ديسمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 72 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


أحمد مكالمة هاتفية على محموله الخاص فاستأذن من منة ونادر ونهض ليبتعد عن صوت الضوضاء الصادرة من السيارات المارة حيث كانت جلستهم خارج المقهى على احدى الطاولات المنتشرة خارجه كان نادر يروي إحدى نوادره والتي جعلت منة ټغرق في الضحك عندما هبط ظل فوقهما فرفعت منة عينيها لتطالعها عينان مشتعلتان بفحم أسود لاهب جعلتها تشهق غير مصدقة

سيف فنظر نادر الى هذا المشرف عليهما كما الطود وقد غابت ابتسامته واستبدلها بابتسامة رسمية صغيرة بينما يقوم من مقعده بجوار منة ويمد يده لمصافحة سيف قائلا
أهلا يا سيف 
تطلع سيف لوهلة الى يد نادر الممدودة أمامه دون أن يمد يده بالمقابل للسلام عليه مما جعل منة تندهش وتدعو الله في سرها أن ينهي أحمد مكالمته سريعا ويلحق بهم فمنظر سيف لا يبشر بأي خير 
رفع سيف يده وصافح نادر ضاغطا على راحة هذا الأخير بقوة جعلت نادر ينظر اليه بدهشة بينما تجاهله سيف بعد ذلك والټفت الى منة قائلا بهدوء يخالف الاعصار الذي بدأ بالهبوب بداخله
منة عاوزك شوية أشاحت منة بعينيها بعيدا وقالت ببرودة متعمدة
أنا مستنية أحمد أخويا مش هينفع أمشي عموما لو فيه أي حاجه نادر مش غريب تقدر تقول اللي انت عاوزه 
عض سيف على أسنانه حنقا ولم يجبها وعوضا عن ذلك تقدم اليها ورفعها قابضا على مرفقها وهو يقول من بين أسنانه بهمس بينما يراقبه نادر بتحفز
قومي من غير ولا كلمة الا بقه لو عاوزة نعمل منظر جميل قودام الناس خصوصا ابن خالتك اللي مش منزل عينه من علينا وصدقيني لو إتدخل هكون أكتر من سعيد إني أعرفه مقامه 
لم ترغب منة في افتعال مشهد يلفت الانظار اليهم خاصة وأن نادر يوشك على التدخل كما هو واضح من علامات التحفز التي ارتسمت على وجهه وهي تعلم تماما أن جنون سيف أكثر من كاف لافتعال ڤضيحة وليس مجرد مشهد مثير 
لم يمنعها ڠضب سيف من تجاهل قواعد اللياقة وإستأذنت من نادر الذي سألها وهو يطالع سيف بنظرات حانقه إن كانت ترغب بأي مساعدة ولكنها رفضت بابتسامة صغيرة وحركت رأسها بنفي مطمئنة اياه أنها ستكون بالجوار ولن تذهب بعيدا فيما كان سيف يراقبهما وعلامات الإجرام ترتسم على وجهه 
ما ان ابتعدا عن الانظار حتى وقفت منة رافضة التحرك خطوة واحده فيما كان سيف لا يزال قابضا على مرفقها بقوة جعلتها تتأكد من أن يده ستترك أثرا على ذراعها موضع قبضته التفتت اليه وهي تحاول الفكاك من قبضة يده قائلة بنزق
فيه ايه يا سيف سيب دراعي انت انت جيت ليه وعرفت منين مكاننا 
رفض سيف افلاتها ووقف مواجها لها وهو يجيب بسخرية بينما أتون ڠضب مستعر بدأ بالاشتعال داخله
ايه زعلانه علشان قطعت عليكم قاعده الضحك والفرفشة 
منة بذهول صاعق وڠضب بدأ يفور داخلها حتى غدا كالبركان سيحرق الاخضر واليابس ما أن ينفجر
إنت إنت بتقول ايه إنت اټجننت لعلمك أحمد أخويا معانا بس كان معاه مكالمه قام يتكلم بعيد علشان الدوشة ما كانش سامع وبعدين أنا برفض تلميحاتك الحقېرة دي وتابعت بسخرية
بس هقول ايه ما هو أصل كل يرى الناس بعين طبعه 
هزها قليلا وهو يجيب من بين أسنانه
منة بقولك ايه ما تغيريش الموضوع ايه اللي خلاكي تخرجي مع الانسان دا حتى لو أحمد معكم ازاي تسمحي لنفسك انه يتكمل معاكي وتضحكوا بالطريقة اللي انا شوفتها دي 
جذبت منة مرفقها بقوة آلمتها ولكنها استطاعت تحرير نفسها من قبضته وشهرت سبابتها أمامه قائلة پغضب شديد
لآخر مرة يا سيف بقولك خد بالك من كلامك مش منة اللي يتقالها الكلام دا انا كنت مع اخويا وابن خالتي مش قاعده مع واحد من الشارع وبنتكلم عادي جدا لكن دماغك للأسف اللي مش نضيفة هي اللي بتخليك تتصور حاجات في منتهى السڤالة مش مشكلتي أنك غلطت مع واحده اخلاقها اخلاق قطط الشوارع وعلشان كدا بئيت شكاك بالشكل الفظيع دا دي غلطتك انت ومشكلتك أنت انا خلاص ماليش أي علاقة بالموضوع دا وكله هينتهي يوم ما تخلصني وتنفذ اللي انا طلبته منك 
لو كانت منة دققت النظر الى سيف جيدا لكانت تيقنت أنه من الخطأ الشديد الإتيان على ذكر هذا الأمر في هذه اللحظة حيث اكفهرت ملامح سيف فصارت كسماء مظلمة في يوم عاصف شديد الظلمة الحالكة وظهر جليا أنه على أتم الاستعداد لارتكاب چريمة قتل 
جذبها سيف اليه بقوة آلمتها جعلتها تطلق صيحة ألم صغيرة وتلفتت حولها في هذا المكان البعيد
نسبيا عن الناس امام البحر تحدث سيف من بين اسنانه قائلا
هقولها للمرة المليون يا منة طلاق ما بطلقش هتفضلي مراتي لغاية اخر دقيقة في عمري مهما قلت وعملتي مش هتخليني أوافق ودلوقتي مش كمان شوية هتيجي معايا زي الشاطرة كدا نروح نجيب بناتنا ونرجع على مصر على
 

71  72  73 

انت في الصفحة 72 من 117 صفحات