السبت 30 نوفمبر 2024

ۏجع الهوى بقلم إيمي نور

انت في الصفحة 44 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز


ساعته ربما للمرة الخامسة التى ينظر اليها خلال الخمس دقائق الفائتة يتسأل بحنق عن سبب تأخرها بالاتصال به ..يتسأل بحنق وغيرة
هل اعجبتها الزيارة لتلك الدرجة لتنسى معها الاتصال به حتى يحضرها ..هل ستطول تلك الزيارة الى مالا نهاية
اخذ عقله يدور فى تلك الحلقة المفرغة من الاسئلة غافلا عن عمه وابتسامة المعرفة التى ظهرت فوق وجهه وهو يرى حال ابن اخيه منذ ذهاب زوجته الى منزل ذويها ..تتسع بسمته اكثر حين راه ينظر مرة اخرى الى ساعته زافرا بقوة ليحدثه صبرى بهدوء ومعرفة

روح هاتها ياجلال ...
رفع جلال وجهه اليه عاقدا حاجبيه بحيرة جعلت ابتسامة صبرى تتسع قائلا بمرح
اقصد ليله ..روح هاتها
الوقت اتأخر ولا هى هتبات هناك
هز جلال رأسه نافيا بقوة قائلا بحزم
لاا طبعا تبات ايه استحالة اسبيها تبعد عنى يو....
تنحنح قاطعا حديثه يكمل بعدها بحرج 
احم ...اقصد يعنى تبعد عن البيت ويعنى...
ظهر الاحراج فوق وجهه لا يدرى كيف يصلح خطأه هذا واظهاره لهفته عليها ليقول بحدة وارتباك يتظاهر بالنظر فى الاوراق امامه
وبعدين خليها براحتها هى قالت هتبقى تتصل علشان اجيبها..خلينا فى شغلنا احسن
هز صبرى رأسه بتفهم ومازالت تلك الابتسامة تزين وجهه ياخذهم حديث العمل بعيدا للدقائق حتى عاود جلال النظر الى ساعته مرة اخرى عاقدا حاحبيه بضيق ليحدثه عمه سريعا فى محاولة لالهائه عن التفكير والقلق
مقولتليش هنعمل ايه فى موضوع ارض المغاربة وفى اللى عمله راغب
جلال بلامبالاة وهو يتراجع فى مقعده للخلف
ولا حاجة ..سيبه يعمل اللى يعمله وبصراحة موضوع الارض ده مبقاش يهمنى
اتسعت عينى صبرى هاتفا بذهول
يعنى مش هتكلم ليله على موضوع الارض تانى
تقدم جلال من مكتبه مستندا فوقه بمرفقيه قائلا بجدية وحزم
لاا مش هتكلم معاها تانى فيه حتى ولو رجعت افتكرت كل حاجة انا خلاص ياعمى مش عاوزها الارض دى
صبرى بحيرة وذهول 
بس يابنى دانت كنت هتتجنن عليها الارض دى بذات ...طب جدتك هتقولها ايه وهى قايمة نايمة تحلم بالارض ورجوع هيبة العيلة بيها
رقت ملامح جلال عند ذكره لجدتك ليقول بهدوء وحنان
انا هتكلم معاها وافهمها ان هيبة عيلة الصاوى مش بالارض دى بذات وبعدين احنا نملك نص اراضى البلد مجتش على دى بذات
رجعت الابتسامة تزين وجه صبرى يسأل بمرح
مش هخبى عليك ياعمى بصراحة اه عاوز ابدء معاها صفحة جديدة مش عاوز اى حاجة تقف بينى وبينها من تانى حتى ولو ارض جدودى
نهض صبرى من مقعده هو الاخر متقدما نحوه يربت فوق كتفه قائلا بحنان صادق 
ربنا يهنيك يابنى انت تستاهل كل خير ومحدش فينا ممكن يقف ادام سعادتك وان كان على جدتك اناهكلمها
هز جلال راسه برفض قائلا 
لا سيبلى انا الجدة انا هقدر اكلم معاها وافهمها
صبرى بتفهم وابتسامة فرحة
اللى تشوفه يابنى وهى ما هتصدق وهتفرح اوى لما تشوف فى عنيك اللى انا شايفه دلوقت
ابتسم جلال هو الاخر بحرج وهو يتحرك مسرعا ناحية مكتبه مرة اخرى قائلا بارتباك
طيب مش نشوف شغلنا بقى علشان نلحق نخلصه قبل ما اروح اجيب ليله
اومأ صبرى برأسه موافقا جالسا مرة اخرى فوق مقعده يمضى بيهم الوقت فى متابعة الاعمال كانت تتخلله نظرات جلال الخلسة الى ساعته بين دقيقة واخرى
ليله ....ليله ..فوقى ليله 
تخلل هذ الصوت الذكورى غيمتها السوداء مبدد اياها رويدا رويدا مع كل نداء منه عليها حتى تلاشت تماما 
انتى ايه مبتحسيش لسه بتناديه حتى بعد كله اللى عرفتي عنه وقلته ليكى...عاوزة ايه بعد كل 
ابعد عنى ياراغب ..ابعد عنى وفوق لنفسك
راغب وهو يزداد اقترابا منها حتى كاد 
انا سمعت الكلام وبعدت كتير بس خلاص انا لقاټل لمقتول هنا ..
ثم..
ابعد عنى انت اټجننت ...ابعد عنى يا حيوان
رفع راغب وجهه نحوها عيونه مشټعلة ووجهه محتقن بالډماء صارخا بها
عند حق حيوان علشان سبتك لغيرى ...سبيتك لجدك يبيعك لابن الصاوى علشان يبعدك عنى وقفت اتفرج وساكت بس استحالة بعد
كده هسكت ..انت ليا وبتاعتى براضكى ڠصب عنك بتاعتى
تفتكرى لما هاخدك ويحصل اللى عاوزه ابن الصاوى هيخليكى حتى ولو لثانية على ذمته ... لا مش كده ... هيرميكى بعدها زى الژبالة ..وساعتها هترجعيلى تترجيني علشان اخليكى ولو يوم على ذمتى علشان تدارى عاړك
كانت اثناء
حديثه تحاول التملص منها تدفعه بكل قواها تحاول رفعه عنها دون جدوى من شدة ثقله عليها 
علشان خاطرى يا راغب سبنى..علشان خاطر ابويا وجدى ... افتكر انى عرضك قبل ما اكون عرضه هو
لم تهتز عضلة واحدة فى وجهه ينظر اليها بعيون حاقدة تمتلأ بالغل
بتترجينى دلوقت ... فكرانى هحن زى العبيط لكلمتين فاضين زى دول وشوية الدموع اللى فى عنيكى الحلوة دى ....
لاا دى فرصة وجات لحد عندى واستحالة هضيعها من ايدى
تمر بها اللحظات ثقيلة وهى بين يدى هذا الۏحش والذى اخذ يستبيح حرمة تنفذ منها قوتها شيئا فشيئا حتى تسرب اليأس اليها من ان يتم انقاذها من بن براثنه تغمض عينيها تحاول الهروب من تلك الدوامة السوداء
التى احاطتها لا ترغب فى السقوط داخلها حتى ټقاومه لاخر
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 94 صفحات