نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
مانعاني إني أروح وشاله كل حركتي ومربطه أديا.
وبقينا كل ما نحاول نصلي أو نشغل قرآن في البيت أنا وأمي ديقتنا بتزيد ونحس إن روحنا بتطلع فبطلنا خالص وبقينا كل يوم صحتنا في النازل لغاية ماإبتديت أحس إني بشم ريحة المۏت حواليا بشمها فأمي لما بتقرب مني.
وقتها أخدت قرار.. بمجرد مافكرت فيه.. حسيت بحبل إتلف حوالين رقابتي وحد بيشد فيه عشان ېخنقني..
وبالرغم من كل دا قاومت وصممت ورحت تاني يوم مشيخة الأزهر.. وطلبت اقابل الشيخ.. اللي من اول ماشافني.. فضل يحوقل ويستغفر.. ومن غير مايسألني مالك عرف اللي بيا
لأن اللي فيا مكنش محتاج سؤال وإبتدا
فورا يقرالي
وبمجرد ماعمل كده.. حسيت روحي بتتسحب مني..وشفت المۏت قدام عيوني.. وبعد جلسة قراءه شفت فيها الويل..
نجحت تستحوذ علي جسمي بالسحر الأسود السفلي أقذر انواع السحر.
سلطت عليا واحد من مردة الجن وأقوي أقويائه وأمي كمان زيي.
وقالي إن طرده من جسمي شيئ صعب.. وإنه هيتعبني جدا وإن هو مش هيقدر لوحده عليه وسألني لو ينفع يستعين بصديق
وأنا قولتله
ورجعت للبيت بعدها وأنا تعبان وبالعافيه بمشي كأني طالع جبل ونازل منه وأول مارجعت حكيت لأمي كل حاجه..وبلغتها بميعاد الجلسه في حال إني أنسي.
ورحنا في الميعد وبعد عدة جلسات ومحاولات شفنا فيها المۏت أنا وأمي نجح الشيخ ففك السحر عننا وتحريرنا منه.. وأول حاجه عملتها بعد آخر جلسه إني روحت فتشت فأوضة كريمه وطلعت منها الكتاب والحاجات اللي بتستخدمها في السحر وحرقتهم قدام عنيها وزي ماكل حاجه اتفحمت وشها هو كمان إنطعن بالسواد.
وتليفونها دايما مع أمي ودا خلي كريمه بقت زي ماتكون فسجن.
وعدي علي الكلام دا بالظبط شهرين وبنبص لقينا واحد جايلنا من البلد بتاعة كريمه بيسأل عليها!
وبمجرد مابلغنا كريمه بوجوده.. وشها أتخطف.. وخرجت قوام عشان تقابله والغريبه أنها أدتله كيس أسود.. من الواضح انه فيه فلوس وكمان كان باين أن المبلغ اللي فيه مش قليل! وطلبت منه أنه ياخدالفلوس ويمشي وميجيلهاش مره تانيه ويبلغ مراته سلامها ويقولها كريمه بتقولك ربنا يشفيكي وإن الفلوس دي آخر فلوس معاها ومن بعدها مفيش أي فلوس.
وأن فيه سر بينهم أكبر من كده.. وفضلت مراقبه وهو بيبعد وبيختفي من العماره ومن الشارع ومش عارف أيه اللي مخلانيش أروح وراه وقتها ولا أحاول أعرف أيه حكايته مع كريمه
لكن هي كده فيه حاجات.. بناخدش بالنا ليها غير بعدين.. بعد مالموقف يعدي وبنفضل نلعن فغبائنا وبلاهتنا اللي سيطروا علينا وقتها.
وبعد اليوم دا.. رجعنا تاني لروتينا العادي واللي كان مش مريح أبدا لا ليا ولا لأمي وأحنا طول الوقت عاملين زي الحراس ولازم عيونا تكون دايما مفنجله أنا علي ود وهي علي كريمه.
كتيير طلبت من أمي أننا نطرد كريمه ونطلعها من حياتنا.. لكن أمي كانت دايما تقولي
لا يابني هي كده قدام عنينا وآمنين شرها لو بعدت ياعالم هتعمل فينا أيه.. خلي دايما عدوك قدام عنيك
تبسم الطبيب حمزه فور سماعه لجملة حسام هذه.. فهي نفس الجمله التي قالتها كريمه على أمه.. وبنفس الأحداث ولكن الأدوار قد قلبت.. فالظالم أصبح مظلوم والبريئ أصبح متهم..
ولا يعلم حمزه أي القصتين أصدق
ولكنه أخفي حيرته كي لا يتوقف بسببها حسام عند هذه النقطه ويحاول ألايضاح له أكثر وهو يريد أن يتعجل حسام بالمضي قدما في الحديث كي
________________________________________
ينال أكبر قدر من المعلومات في مرة واحده والإثباتات تأتي لاحقا.
وأنتبه لحسام الذي لايزال مسترسلا في الحديث..
وفضلنا في الهدنه المدعومه بالحراسه المشدده دي.. لغاية مافيوم جه لود عريس.
والعريس دا كان ابن الجيران من العماره اللي قصادنا..
وأتقدم لود هو ومامته وجم بيتنا وأمي أستقبلتهم وبعد مامشيوا كنا قاعدين كلنا مع بعض.. وكريمه وامي أول مره يجمعهم حديث مع بعض من بعد اللي حصل وفضلوا يتناقشوا فأمر العريس..
والاتنين أول مره يتفقوا علي أن ود مش هينفع تتجوز وهي بالظروف دي.. وخصوصا أن محدش عارف أنها كانت متجوزه قبل كده.. ولا فيه حاجه تثبت.
وأمي قالت
ان دي مشكله وعقبه هتفضل فحياة ود للأبد ومستحيل هتلاقي اللي يقبل بحاجه زي دي..وأنها ضيعت نفسها ومستقبلها .
وبعد فترة سكوت من الكل.. ومحدش فيها كانت عنده الجرآه أنه يعترض علي كلام أمي منهم هما الاتنين..
تكرمت كريمه هانم وأقترحت حل من وجهة نظرها هو الحل الوحيد والجذري للمشكلة
وهو أني أكتب كتابي علي ود بمجرد ماتكمل ال١٨ سنه وبعدها اطلقها وبكده أبقي اديتها فرصه أنها تعيش حياتها بشكل طبيعي بعد ماتبقي مطلقه ودا هيحد من تساؤلات وإتهامات كتير ليها وتقدر تتجوز وتكون أسرة.
وأمي سمعت الحل دا وبصتلي وسكتت زي ماتكون بتسألني عن رأيي ومش عارف ليه حسيت أنها راضيه وموافقه
بكلام كريمه!
كل دا وأنا قاعد ساكت وبسمعلهم وعيني علي ود اللي طول مابتسمع الكلام لغاية اقتراح كريمه.. وهي باصه للارض وكل شويه ترفع عينها عليا زي ماتكون مستنيه مني رأي.. أو مستنياني اقول حاجه.
لكن أنا مكنش عندي أي حاجه أقولها..
ولا حياتها الشخصيه بقي ليا علاقه بيها من بعد اللي حصل.. ولا هحاول مجرد محاوله أني اصلحهالها لأنها كانت روحي وطلعت من جسمي والروح لو طلعت من الجسم مش بترجعله مره تانيه.
قمت من جمبهم ودخلت أوضتي برضوا من غير ماأتكلم ولا أعقب علي أي حاجه من كلامهم ولا حاسس أن مناقشتهم دي كانت تعنيني أصلا.
فردت جسمي ساعتها وحاولت أنام.. بس مش عارف ليه وقتها النوم طار من عيني وجاني هاتف يقولي.. أنت ناوي تعمل أيه في حياتك الجايه أيه خططك المستقبلية طب أيه هو الهدف اللي حاطه ليك وشايف مستقبلك عامل أزاي
وأكتشفت أني عايش من غير هدف!..ولا خطط..ولا حتي بحاول أفكر في بكره.. بعد ماكنت باني كل حياتي الجايه علي ود ومعاها..
وباللي عملته دا هدت كل حاجه سبق وبنيتها وأنا دلوقتي حاسس أني مش عايز أرجع أبني من أول وجديد.. أو خاېف أبني حاجه وأتعب فيها وتتهد بعدين.
وفضلت كده شوية لغاية ماتعبت من التفكير.. وقررت أني أنزل أشتغل بالعربيه شويه يمكن أعرف أتخلص من تفكيري دا وأخرج بره حيرة عقلي.
وفضلت أشتغل يومها لغاية الليل وعملت مبلغ حلوا ومش عارف ليه وانا راجع وشفت التين الشوكي اللي بتحبه ود.. قررت اني اشتريلها منه!
وخصوصا أنها بقالها فتره كبيره مش بتخرج ولا أكلته.
وإشتريت علبه كبيره فيها حوالي ٢٠ وحده وروحت بيها..وبمجرد مامديتهالها وأخدتها من أيدي بإستغراب وفتحتها.. حسيتها طارت من الفرحه وقعدت علي الكنبه وأخدت العلبه على رجلها وإبتدت تاكل التين بسعادة كبيره.
ومش عارف ليه في اللحظه دي.. مشفتهاش غير ود بتاعة زمان بنوتي الصغيره الطفله اللي ربيتها على ايدي بنت عمي..وبنت قلبي ولا
اراديا لقيتني ببتسم وانا شايفها بتوقع من التين علي هدومها زي العيال الصغيره بالظبط.
واتقدمت وقعدت جنبها ومسكت منديل وأبتديت أشيلها اللي بيقع عليها من التين.. بالظبط زي أيام الحاډثه وقت وقوعها من فوق المرجيحه لما كانت تعبانه وكنت بأكلها بأيدي وأمسحلها الأكل اللي بيقع علي هدومها.
ورجعت أفتكرت أيام زمان وحتي هي الظاهر أنها حست نفس إحساسي لأنها ابتسمت هي كمان وأنا بعمل كده وفضلت باصالي كتير.. وكل دا كان بيحصل تحت أنظار اللي كانت واقفه علي باب أوضتها ومراقبانا.. وإبتسمت لما عيني جات عليها وقالتلي
حلوين حبه التين اللي بقرشين ساغ دول ياحسام اللي جاي بتضحك عالعيله اليتيمه بيهم وتحلل بيهم فلوسها اللي بتلهفها فبطنك إنت وأمك من عربية أبوها والفلوس اللي بتيجي منها..دا أغلي تين دا ولا أيه
قالتها وضحكت ضحكه صفرا ودخلت أوضتها وقفلت الباب عليها وأنا فهمت اللعبه الجديده اللي هتلعبها والحبل الجديد اللي هتلعب عليه.. وعشان كده سبقت أنا وقولت لود أني بشيلها نصيبها من الفلوس اللي بتجيبها العربيه مع أمي وإن حقها في الحفظ والصون ولو تحب تشوف الفلوس بنفسها أوريهملها..
وإن أمي كانت بس مستنيه تكملهم مبلغ معقول عشان تحطهولها فالدفتر بتاعها عشان الفلوس تنفعها لما تيجي تدخل الجامعه أو تتجوز.
وبالفعل أمي تاني يوم ورت الفلوس لود وأخدتها وأخدت الدفتر بتاعها اللي كانت شايلاه معاها وراحت حطتلها ٤ تلاف جنيه علي الفلوس اللي فالدفتر
ورجعت بيها علي البيت وأخدت الدفتر شالته معاها مره تانيه. وبكده قطعنا الحبل اللي طلعت فوقه كريمه عشان تتحنجل ووقعتها علي جدور رقبتها.
أنثي بمذاق القهوة ١٥
تململ حسام في جلسته وبدا من الواضح أنه قد بدأ يتعب من طول الجلوس وأيضا من كثرة الكلام فقد بدا هذا جليا من نبرة صوته التي بدأت تتغير.
ولكن سوء حظه أوقعه في أثنين..فضولهم أقوي من أن يسمحا له بأن يستريح الآن وعند هذا القدر فهو لم يجاوب علي أول سؤال من أسئلة حمزه حتي.. فأكمل حسام متجاهلا تعبه
ورجعت أمي ومعاها ود من مشوار إيداع الفلوس في دفتر التوفير بتاعها ويومها قضوا النهار كله مع بعض في المطبخ وأمي بتحاول تعلم ود تعمل بيتزا بأيدها لأنها بتحبها جدا ودايما كانت بتطلبها من عمي الله يرحمه ومن ساعة اللي حصل.. ومن بعد مۏته مأكلتهاش. وأتحرمت منها زي ماإتحرمت من حاجات كتير وبصراحه.. شفت فرحتها بعد ماعملت البيتزا وضحكها مع أمي وسعادتها بدخولها المطبخ لأول مره وإنجازها العظيم..
ومش عارف ليه.. بدأت أحس وانا شايفها إنها مظلومه أوي.. وإنها ملهاش أي ذنب فاللي كان بيجرالها..
وحتي فاللي عملته.. وإنها طول الوقت كانت مسيره مش مخيره وإن كريمه هي المسئوله الوحيده عن سوء أخلاقها
لأنها كانت بتسمع كلامها ولو