نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
عليه ويبقي حر مالك.
وأنا ملقتش قدامي حل أنسب من دا وأخدت منها الفلوس وبالفعل إشتريت التاكسي.. لكني اتعاهدت بيني وبين نفسي إني أرجعلها كل قرش أخدته منها ويومها أخدت التاكسي ورجعت بيه للبيت وكأنه أعظم انتصاراتي في الحياة. وطاقة أمل لحياة أفضل.
وإبتديت أرجع اشتغل تاني علي التاكسي واحاول انظم وقتي.. مابين الجامعه والشغل بالتاكسي.
الواتس لصاحبتها اللي فدار الازياء اللي كانت شغاله فيها عشان تفرجهالها..
كانت معجبه جدا بالتصميم واتعلمت حاجات كتير من المصمم اللي كانت بتشتغل معاه ومن ورشة العمل..وشافت إنها تقدر تصمم زيه وتعمل زي شغله وأحسن كمان.
يعني سرق شغلها هو وصاحبتها ونسبه لنفسه.
يومها اڼهارت واتصلت بصاحبتها وعاتبتها واتهمتها بالسرقه.. لكن صاحبتها حلفتلها.. إن المصمم هو اللي أخد التصميمات من وراها.. وهي كانت بتوريهومله بحسن نيه عشان يقيم شغلها ويقول رأيه فيه.
المصمم عملها بلوك ولغي العقد اللي بينهم ورفدها من الشغل.
وبكده ود اتحررت من عبودية المصمم ومبقتلهاش حجه فالرجوع لعرض الازياء.
وفضلت قاعده في البيت
ووقتها مقسم بين حاجتين يأما نوبه من نوبات الخۏف.. اللي بتتملكها لما تشوف اللي بيظهرلها من العدم دا فأي وقت وفأي مكان.. يأما بترسم وتصمم.. لغاية ماملت الاوضه والشقه كلها تصميمات وكان نفسها تعرضها علي مصمم.
وطول الوقت واخده بالها من ود وتبصلها بشفقه وخصوصا بعد نوبات الخۏف اللي بتجيلها وكانت نظراتها حقيقيه.. وواضح جدا.. إنها كانت حاسه بالذنب.. وغير دا ودا.. كانت متقبلاني أنا وأمي بطريقه مريبه!
دي حتي كانت بتحاول تتقرب من أمي! لكن أمي كانت المؤمن.. اللي حرص من جحر الثعبان وقرر إنه مش هيلدغ منه مرتين..فكانت بتتجنبها بكل الطرق.
لكن للأسف.. مفيش حد وافق انه ينفذ الشغل باسمها هي كله كان عايز ينفذ الشغل بإسمه ويديها مبلغ بسيط.
فقررت حاجه ندمت عليها أكبر ندم بعدين.. ولسه بندم عليها لغاية دلوقتي.
وفعلا إبتديت أعمل كده وهي فرحت قوي بالخطوه دي.. لكن فلوس التاكسي مكفتش غير تأجير المكان والصرف علي التصاريح واللذي منه..
فهي اتكفلت بباقي المصاريف أشترت مكنتين خياطه احدث طراز واشترت الأقمشة اللازمه للتصاميم وجابت صاحبتها اللي سبق وبعتتلها التصاميم.. بعد مااقنعتها ببرائتها من سړقة التصاميم القديمه عشان تشتغل معاها بحكم خبرتها في المجال.
وابتدينا الشغل.. وشاركت فأول مهرجان وحققت نجاح باهر ومبيعات هايله.
ومن هنا أبتدا مشوار نجاحها وشهرتها وشهرة الشركه ومعرفة إسمها وسط شركات الموضه والتصميمات.
وإستقرت أمورنا وابتدت تتحسن.. وكل دا وانا جنبها ومعاها فكل خطوه وأبتديت أحس بتغيير واضح فشخصية ود وبداية نضوج..
بعيدا عن نوبات الخۏف اللي بتجيلها من وقت للتاني.. مع إنها خفت خالص.. وبقت تشوف الخيال دا علي فترات بعيده وكل ماتشوفه مبيجيلهاش غير في صورة أبوها وتفضل طول النهار أو الليل او الوقت اللي بتشوفه فيه خاېفه وتبكي..
وأنا أهديها بكل الطرق الممكنه واطمنها.
أماأمي فكانت فرحانه بالاستقرار اللي كنا فيه واتمنته يستمر وسعيده بتحسن حالتنا الماديه وخصوصا لما جبنا عربيه من أول مكسب للشركه
وأبتدت تفكر في ذيادة الإستقرار ده بإنه يكونلنا طفل أنا وود يملا حياتنا ويزيد من نضوج ود.
وبمجرد مااقترحت أننا نحاول نشوف الموضوع دا اتأخر ليه.. واقترحت فكرة اننا نروح لدكتور.. وقالت الكلام دا قدام ود وكريمه.. الأتنين بصوا لبعض ووشهم جاب ألوان..
ومن بصتهم دي لبعض.. حسيت أنهم مخبيين هما الاتنين سر خطېر.
وبمناسبة الأسرار مكانش السر اللي أكتشفته دا.. هو السر الوحيد اللي مخبيينه دول كانوا عاملين زي جراب الحاوي اللي كل ماحد يدخل ايده فيه يطلع بحاجه جديده مكانش يتوقعها.
وفكل مره ءآمن لود واقول خلاص اتعدل حالها ومش هيتوجع قلبي منها تاني.. تجيني بۏجع أكبر من اللي قبله والمرادي الۏجع كان صعب وكانوا خبطتين في الراس ووجعهم كان فوق قوة. تحملي.
أنثي بمذاق القهوة ١٧
كلمات حسام.. جعلت حمزه وعبدالله جالسان ينتظرا اكمال حمزه للحديث بترقب كأسدين متأهبين لإقتناص غزالة بعد جوع دام كثيرا.
ولكن.. قبل أن يكمل حسام.. أوقفه حمزه بإشارة من يده فقد حان موعد جرعته من القهوة. الآن وأقسم عليه عقله.. بألا يؤخرها عليه أكثر وإن فعلها وتأخرت قهوته لن يستوعب حرفا واحدا من كلام حسام قبل أن يحصل عليها..
وهنا حمزه قرر أن يقف مقاطعا فهو لن يجازف بإن يتحدي عقله أو يتجاهل له ټهديدا..
وخاصة عند هذا الجزء الذي من الواضح أنه ذروة الحكاية كلها وأهم أحداثها.. وتكمن فيه المفاجأه الكبري.. التي قلبت حياة حسام وود رأسا على عقب.
فأردف بعد أن صمت حسام ينتظر أن يعرف لم قاطعه حمزه! فأجابه حمزه موضحا
ميعاد فنجان قهوة. دلوقتي قبل أي كلمه زيادة.
فتبسم
________________________________________
حسام متفهما ثم أومأ له برأسه إيجابا فنهض عبدالله سريعا وفتح باب الغرفه ومد رأسه للخارج.. وأمال بجسده قليلا وطلب بصوت مرتفع كي يضمن أنه سيصل لسماح في أي مكان هي متواجده فيه في المنزل
سماااح.. ٣ قهوة يام علي ومتتاخريش وحياة عيالك حطي ٣ كنكات مع بعض مره وحده متستنيش تعملي فنجان ورا التاني.. ولو لقيتي نفسك هتطولي عن ١٠ دقايق الغي فنجاني.. أقطعيلي حتتة بطيخه أسرع.
أنهي جملته ثم أغلق الباب وعاد للداخل مهرولا ليجلس بجوار حسام مرة أخري..مترصدا لأية حرف يتفوه به حسام خوفا من أن يفوته.
أما حسام فقام بحمل حقيبته فوق فخذيه وأخرج منها بعضا من الأوراق يصحبهم مظروف أبيض كبير وقام بتفحصهم أولا ثم أعطاهم لعبدالله طالبا منه تمريرهم لحمزه
فأومأ له عبدالله بالقبول وسيفعل ذلك بالفعل ولكن بعد أن تمر الأوراق بمرحلة التدقيق من قبله هو أولا.. فلبس نظارته وبدأ في قراءة الورقة الأولي ثم بدأ في التنقل بين بين الأوراق وهو يهز رأسه بأسي واضح وهذا جعل حمزه يرجح بأن مافي الأوراق إما صدمات جديدة أودلائل بينه علي ماسبق ورواه حمزه.
وهاهي الأوراق آتية إليه بيد عبدالله وبها تجاب التساؤلات.
فأمسكهم من عبدالله ولكنه أبقي عليهم في يده دون أن يفتشهم فعقله قد هدد وتوعد وكم هو ضعيف أمام عقله.. فإنتظر حتي يحصل علي قهوته أولا.. ثم يأتي أي شيئ آخر..ونظر الي عبدالله نظرة توسل ففهمها عبدالله وصړخ بأعلي طبقات صوته لدرجة أنه أجفل حسام الجالس بجانبه وهو يقول
القهواااة يام عليييي.. بسرعه يامدام أخوكي بينهاررر وماإن أنهي جملته حتي جأه صوت زوجته مجيبا.. جاهزه يابوعلي تعالي خدها
فهب عبدالله واقفا وقام بفتح الباب وهرول للخارج ولم يستغرق الأمر سوي بضع ثوان.. وعاد عبدالله حاملا صينية بها ثلاث أكوب من القهوة وبها طبقا من شرائح البطيخ أيضا فأعطي لحمزه كوبه
أولا.. متجاهلا آداب الضيافه ثم جلس بجانب حسام ووضع ما بيده أمامه ثم أخذ يراقب حمزه وهو يمارس طقوس إحتساء قهوته ويناشد القدح الذي بيده.. ان ينتهي سريعا..
فمواصلة حسام للحديث متوقف علي إنتهاء حمزه منه..
وها هو حمزه ينتهي .. وماإن فعل ذلك حتي إرتدي نظارته ورفع الأوراق أمام عينيه وبدأ في تصفحهم ومع كل ورقة.. تتسع عيناه أكثر ويتحرك بؤبؤ عينيه سريعا دليلا علي صډمته وعدم استيعابه.. فرفع عينيه فور إنتهائه من قراءة جميع الأوراق.. فوجد حسام يومئ له مؤكدا ما جاء بالاوراق وهو يبتسم علي منظر حمزه وصډمته وعدم إستيعابه.
وأردف فور أن إرتشف آخر قطرات قهوته
اللي إنت شايفه دا في حال إنك مصدقتش كلامي حبيت أقدم حجتي الأول المرادي.
اللي إنت شايفه دا يادكتور هو الحقيقه المره.
لما أمي إقترحت إننا نشوف موضوع الخلفه وأناشفت الخۏف فعيون الاتنين عرفت إنهم مخبيين حاجه فحبيت أدوس أكتر علي الوتر اللي سببلهم التوتر دا فأيدت كلام أمي وقولت لود بنبرة إصرار.. ود
جهزي نفسك عشان نروح لدكتور النهارده بالليل أصل كلام أمي صح إحنا أحوالنا إستقرت والحمد لله يبقي أيه اللي يمنع إننا يكون عندنا طفل
لقيتها وقفت وإعترضت بشده وهي بتقول
لأ ياحسام مش هينفع خالص في المرحله دي أنا يادوب بدأت أستقر نفسيا
وبعدين أنا لسه كنت إمبارح بتكلم مع ماما كريمه وبقولها إني عايزه اكمل جامعتي.. أنا باقيلي ٣ سنين وأخلصها.. ووجود طفل دلوقتي هيخليني أاجل الموضوع دا أو ألغيه.. وبصراحه دا حلمي ونفسي يتحقق حتي عشان افرح بابا فتربته واخليه يحس بالفخر..وكمان شغلنا لسه فأوله ياحسام ولسه قدامنا مشوار طويل عالاستقرار إحنا لسه بنقول ياهادي.. وبمناسبة الشغل وضغطه وظروفه فيه إيفينت كبير جدا هيتعمل في الدنمارك لاكبر شركات الموضه وانا حابه اقدم فيه وادخل بإسم شركتنا فيه.. عارف شغلنا لو عجب لجنة التقييم دا معناه أيه
معناه شهره من اوسع الابواب.. معناه نقله للشركه مكناش نحلم بيها ياحسام.
أنا متكلمتش لان حججها بصراحه كانت منطقيه.. لكن برضوا كنت متأكد إن مش دا السبب الوحيد للرفض وإن فيه أسباب تانيه.
لكن أمي تولت أمر الرد عليها وقالتلها
ياود لو هتطاوعوا المشاغل يبقي مش هتخلفوا طول حياتكم..
أولا انتوا في بداية شغلكم ولسه الشغل صغير وزي مابتقولي أهو انكم داخلين علي شغل كبير..
وكل مادا هيزيد يبقي تخلفولكم حتتة عيل دلوقتي.. وإن كان علي ربايته ورعايته.. فأطمنوا ياستي.. أنا مش هخليكم تشيلوا همه أنا اللي هربيه.
ردت عليها ود بإصرار غريب
لأ مش هخلف دلوقتي يعني مش هخلف.. ولما إنتبهت لحدة نبرتها رجعت تحاول تبقي طبيعيه وغيرت نبرة صوتها لنبرة إقناع وقعدت جنبها وقالتلها
بصي يامرات عمي أنا عارفه إنك نفسك فطفل لكن كل شيئ بأوانه حلوا وإحنا مش عشان نعمل حاجه نفسنا فيها.. يبقا نعملها فوقت غلط وتبوظ حاجات كتير تانيه ومنحسش بحلاوتها.
لقيت أمي هزتلها دماغها