الخميس 12 ديسمبر 2024

نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 64 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


عملت فيا كده طب مش إنت قولتلي قبل كده إنك مش عايز عيال وإنك عايزني أنا بس.. غيرت رأيك ليه دلوقتي أيه اللي حصل.. طب إنت إتجوزت وخلفت أنا هعمل أيه هترميني عشان مش ليا لزمه تاني صح
خلصت جملتها دي وسكتت وأنا مأنكرتش ورديت عليها
ايوه ياود إتجوزت.. لكن مش حقيقي إنك ملكيش لزمه إنتي حياتي كلها وعمري ماأقدر أستغني عنك ياود.

ولسه هكمل كلام سمعت صوت صړختها مع صوت فرملة عربيه.. عقلي وقف عن التفكير وحسيت برعشة خوف سرت علي طول جسمي.. تجاهلت اللي واقفين معايا وجريت علي العربيه حاولت أركبها واطلع بيها بسرعه عشان الحق ود اللي مش عارف هي فين ولاجرالها أيه ولا أبدأ أدور عليها من فين.. 
لكني قبل ماأدخل العربيه لقيت أمين من الاتنين مسكني وبيحاول يمنعني صړخت فيه عشان يبعد.. لكنه مسك فيا أكتر. محسيتش بنفسي غير وأنا پضربه عشان أخليه يسيبنبي.. 
وبمجرد ماعملت كده الأمين التاني طلع المسډس بتاعه ووجهه عليا ومسك جهاز اللاسلكي وإتصل علي الشرطه.. ومفيش دقايق وكانت عربية البوكس واقفه قدامنا. 
وأخدوني علي القسم وإتعملي محضر وكل دا وانا بمۏت واترجي فيهم عشان يسيبوني اروحلها وياخدوا عليا اي ضمانات.. لكن محدش راضي..فإتصلت بأمي وقولتلها عاللي حصل.. 
وطلبت منها إنها تخرج تدور علي ود وتحاول تعرف مكانها بأي طريقه.. وهي فضلت تهدي وتطمن فيا وتقولي إنها هتعمل كده.. 
أما ود فمن بعد اللي حصل وتليفونها كل ماأتصل عليه بيديني مغلق أو غير متاح.
صبرت شويه ولقيت كريمه بتتصل بيا وبتقولي
إن ود فيه عربيه خبطتها وإتنقلت للمستشفي وحد إتصل عليها من تليفون ود وبلغها بالكلام دا .. وبمجرد ماسمعت صوتها وبلغتني بالخبر صړخت فيها بكل غل وقولتلها
أنتي السبب فكل حاجه بتحصل لود حسبي الله فيكي ياشيخه روحي ربنا ينتقم منك.. إستفدتي أيه لما قولتيلها أخدتي أيه دلوقتي.. إزاي بتقولي عليها بنتك وبتقدري تشوفيها وهي متدمره كده! 
إنتي إنسانه مريضه ياكريمه والمفرض من أول غلطه ليكي في حق ود كنتي بعدتي عنها.
خلصت كلامي ولقيتها قفلت السكه فوشي وإتمنيت لو إنها كانت قصادي في اللحظه دي.. كنت خلصت عليها خالص وإرتحت من شرورها. 
إتصلت بمحامي الشركه وخرجني من القسم بإجرءات معرفتش وقتها حتي هي أيه.. 
لكن كل اللي فاكره إني إتأسفت لأمناء الشرطه وشرحتلهم الموقف وهما تفهموا وإتنازلوا عن محضر الإعتداء علي موظف شرطه أثناء تأدية وظيفته. 
وخرجت علي بالليل.. وكلمت أمي عرفت منها ود فأنهي مستشفي لأنها راحتلها لما عرفت العنوان من كريمه.. 
وقالتلي إن ود طردتها أول مادخلت عليها فراحت لسمر عشان تطمن عليها وعلي قاسم. 
وانا بمجرد ماخرجت من القسم جريت علي المستشفي بروحي قبل جسمي وأول ماوصلت المستشفي فضلت أدور علي ود زي المچنون لغاية مالقيتها.. ولما دخلتلها لقيتهم مدينها منوم عشان أعصابها ترتاح.. من شدة الضغط العصبي اللي كانت فيه..
مكدبش عليكم وقتها لما شفت كريمه قدامي.. كل ذرة عقل فيا طارت.. 
وإفتكرت كل عمايلها معايا ومع أمي ومع ود طول السنين اللي فاتت دي 
ولقيتني بھجم عليها وأطبق بأديا علي رقبتها.. وخلاص عقلي وقلبي وكل كياني أيدوني فإن مۏت كريمه لازم يتم دلوقتي علي أيدي. 
لكن صړاخها خلي الناس اللي في الطرقه إتلموا عليا وخلصوها مني وطاقم التمريض إتصلي بالأمن رموني بره المستشفي. 
فضلت قاعد بره المستشفي وممنوع من الدخول وحاسس إن روحي جوا المستشفي.. 
وجسمي بس اللي بره وعارف إن دي أهم لحظات لازم أكون فيها جنب ود وإلا الشرخ اللي حصل دا مفيش أي محاوله لترميمه هتنجح وهيفضل علي كده لباقي العمر. 
كنت ھموت واطمن عليها ولما ملقتش فايده.. اديت لواحد من العاملين في المستشفي فلوس وخليته دخل وعرف حالتها بالظبط من الدكتور وجه طمني.. وقالي إنها مفهاش أي إصابات خطيره أو كسور.. هي شوية رضوض بسوخدوش صغيره وهتخرج علي بكره الصبح بإذن الله. 
إطمنت شويه وقلبي إرتاح من ناحية إنها ممكن تكون فيها إصابات جسديه.. 
مفيش بس غير الکدمة القلبيه اللي حصلتلها بسببي..ودي اللي علاجها هيكون بمعجزه من ربناومحاولات مستميته مني.
أنهي حسام حديثه وأخرج من حقيبته ورقة أخري وأعطاها لعبدالله.. الذي قرأها أولا وأعطاها بدوره لحمزه وقد كانت تقريرا من المشفي باليوم والساعه والتاريخ لدخول ود اليها وسبب الدخول وحالتها بعد التشخيص. 
وهاهو دليل آخر ملموس على قول حسام يضحض ماسبق وقالته كريمه بخصوص تلك الحاډثه وذلك اليوم!
وأكمل حسام حديثه قائلا
وإستنيت قدام المستشفي لتاني يوم الصبح وقضيت الليل كله وانا قاعد في عربيتي وماصدقت قرآن الفجر أذن ورحت صليته ودعيت ربنا إنه يحل المعضله اللي وقعت فيها دي من عنده وبقدرته.
ورجعت للمستشفي وعدت ساعات النهار وبقينا الساعة ١١ وأثناء إنتظاري شفتها في الطرقه من بعيد جايه متسنده علي كريمه.. خرجت من العربيه وجريت عليها ولما قربت منها وبصيتلها.. مكانتش أبدا ود اللي اعرفها!
الۏجع والصدمه غيروا شكلها
١٨٠ درجه.. كأنها كبرت فوق عمرها عمر تاني.. واللي ۏجع قلبي أكتر.. بصتها ليا بمنتهي
الهدوء وإنها مأبدتش أي رد فعل لما شافتني قدامها.. وعدت من جنبي كانها مش شيفاني أصلا. 
وحتي لما حاولت إني أمسك أيدها وأدخلها العربيه.. جات معايا بمنتهي الإستسلام وركبت ورا وكريمه

________________________________________
ركبت جنبها 
وسندت دماغها علي كتف كريمه وغمضت عنيها ونامت مصحيتش غير وأنا واقف قدام الفيلا وبفتح الباب عشان تنزل..
ومسكت دراعها لتاني مره وساعدتها تنزل ودخلتها للفيلا.. وبرضوا كل دا من غير أدني مقاومه منها. 
وفي اليوم دا.. ود اللي دخلت الفيلا كانت وحده تانيه غير ود القديمه خالص.
إنعزلت في أوضتها وبقت طول الوقت ساكته مبتتكلمش.. إنطفت بعد ماكانت قنديل قايد طول الوقت.. إتكسر جناحها بعد ماكانت فراشه مش بتبطل رفرفه ولا تتنقل من مكان لمكان بمنتهي النشاط. 
شفتها بتدبل قدام عيني يوم بعد يوم.. وانا بحاول بكل جهدي إني أخرجها من حالتها دي.. لكني مكنتش. قادر ولا عارف نوبات خۏفها زادت.. واللي بيظهرلها دا تقريبا إستغل ضعفها ومبقاش يسيبها فحالها.. إضطريت إني أجيبلها دكتور نفسي للبيت عشان يشوف حالتها ويحاول يعالجها.. لكن كلام الدكتور خوفني عليها بذيادة 
لما قالي إنها وصلت من الاكتئاب لمرحله خطيره.
وكلامه طلع صحيح لما بعد يومين بالظبط صحيت من نومي الصبح علي صړاخ جاي من أوضة كريمه خلي الرجيف دب فقلبي.. جريت علي الأوضه وفتحت الباب پخوف والمنظر اللي شفته خلي روحي إتسحبت مني.. شفت بركة ډم جنب السرير وايد ود الډم لسه بينزل منها.. خطڤتها وجريت بيها علي المستشفي والحمد لله لحقتها وقدروا ينقذوا حياتها في الوقت المناسب.. إحتاجوا ډم وفصيلتي كانت نفس فصيلتها وإديتلها الډم اللي محتاجاه ودمي جري فعروقها زي ماهي بتجري فدمي..
وخرجتها ومبقتش اسيبها لوحدها فضلت معاها طول الوقت ليل ونهار قاعد جنبها وخاېف عليها أحسن ترجع تفكر ټموت نفسها مره تانيه.. ونتج عن دا إهمالي للشركه وإهمالي لبيتي التاني ولإبني اللي مبقتش أفكر فيه ولا حتي أسأل عنه وكأن دنيتي انحصرت في ود وبس.
وبمرور الأيام أمي إبتدت تثور وتحتج علي الوضع وتقولي حرام عليك إنت بټموت نفسك كده وبتدمر كل اللي حواليك وبتخسر كل حاجه.. وفي محاوله منها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عملت حاجه متهورة جدا كانت من وجهة نظرها الحاجه الوحيده الصح في الوقت دا والحل الوحيد اللي هيرجع كل الأمور لنصابها.. والحاجه دي إنها جابت سمر وقاسم يعيشوا معانا في الفيلا.
أنثي بمذاق القهوة ٢٤
أمي مقالتليش أي حاجه بخصوص قاسم وسمر..وفجأة لقيتهم قدامي في الفيلا..وأنا شفتهم وإتجننت وفضلت ازعق بعلوا صوتي وكنت عايز أخدهم وارجعهم شقتهم لكن أمي رفضت ووقفت قصادي وقالتلي
حسام متغلطش الغلطه دي وتتخلي عن الدايم عشان الزايل..مراتك وإبنك دول هما اللي هيدومولك..وهما دلوقتي وصلوا مكانهم الطبيعي وجه وقت رد الحقوق لأصحابها.. ودول ليهم حق فيك وحق عندك.. وصدقني لو خاېف علي ود من وجودهم هنا وخاېف إن حالتها تتدهور اكتر.. فأحب اقولك إن دا مش هيحصل وإن وجود سمر هنا قدام عيون ود هو اللي هيفوقها ويخليها ترجع لعقلها.. وهترجع وهي متقبله الموضوع.. إسمع كلامي بس إنت وأصبر وشوف النتايج.
ولتاني مره إنصعت لكلام امي وسكتت وسبتها تدمر باقي حياتي..اللي ډمرت معظمها بجوازي من سمر وخلت ود إتنقلت بعقلها لمكان نائي عن الدنيا ومش حاسه بأي حاجه تحصل فيها أو خلينا نقول مش مهتمه. 
وبصيت لسمر اللي من ساعة مادخلت الفيلا وهي ساكته ولقاسم اللي نايم علي كتفها..بصيتلها بعيون ماليها الڠضب ومشفتهاش في اللحظه دي..غير إنها جايه تاخد مكان ود ومتشمته في اللي حصلها زي أي ضره مابتحس ناحية ضرتها.. وخصوصا لما أمي قالت قدامي..إن سمر هتاخد الأوضه الماستر اللي فوق بتاعة ود بعد ماود إستقرت فأوضة كريمه ومبقتش تطلع منها نهائي وإنها هتنزلها كل حاجتها في الأوضه اللي تحت عشان تبقي قريبه عليها. 
فضلت أحضر جوايا كلام كتير عشان اقوله لسمر واللي كنت هحرص إنه مش هيخلي من أشد عبارات التوبيخ..لكن منع دا من إنه يحصل قاسم لما صحي ورفع دماغه من علي كتف أمه وبصلي وضحك بفرحه لما لقاني ومدلي أديه بلهفه وهو بينادي بصوته الصغننبابي 
أخدته منها وضميته لحضني وإكتشفت إنه كان واحشني قوي.. بوسته وشميت ريحته..وڠصب عني إبتسمت وانا باصص لعيونه المتعلقه بيها وأديه الصغنونه اللي إتلفت حوالين رقابتي..
وبعد ماسلمت عليه رجعته لأمه عشان أرجع لود وأقعد جنبها من تاني..وبمجرد مالفيت عشان أروحلها إتفاجئت بيها واقفه على باب الأوضه وبصالي وفعنيها كسرة وخذلان يكفوا العالم.. ودا أكيد بسبب إنها شافت سلامي على قاسم وفرحتي بشوفته..
إتقدمت عليها وأنا مش عارف هقولها أيه ولا ابررلها دا بأيه وهي لوحدها فيها اللي مكفيها ومش ناقصه حاجه زي دي تزود حالتها.
وبمجرد مابقيت قدامها.. لقيت عنيها زاغت مره وحده وأغمي عليها ولولا لحقتها علي إيديا كانت وقعت علي الأرض..شلتها ودخلتها جوا الأوضه..لكني قبل مااعمل كده..بصيت لأمي وسمر بصة لوم ووعيد بإن لو ود جرالها حاجه بسبب عملتهم دي.. مش هسيب حد منهم مرتاح.. نيمتها علي سريرها وفضلت أفوق فيها وبمجرد مافاقت وشافتني قدامها..دورت وشها منى الناحيه التانيه.. وبرضوا من غير ولا كلمة عتاب وحده حتى.. وكل دا وكريمه واقفه بعيد في زاويه وبتتفرج!وبرغم إنها ساكته وملامحها جامده.. الا إن فيه فرحه وشماته وإرتياح كانوا واضحين جدا في عيونها..
وبرضوا مكنتش فاهم سبب دا أيه وخصوصا وهي شايفه ود في الحاله دي قدامها.. يعني وحده غيرها المفروض تكون فلحظة
 

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 72 صفحات