الأحد 24 نوفمبر 2024

نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 8 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


طلبتها مكانتش بتخلص ابدا لدرجة انه مسكها هي المرتب وقالها هاتي اللي تجيبيه واللي نفسك فيه وانتي اصرفي عالبيت براحتك.. وريح دماغه منها ومن كلمة هاتلي وهاتلي كل شويه.
بس لاحظت حاجه غريبه انها بتجيب لحسام كل حاجه واي حاجه من غير مايطلب ولما ود تطلب منها تفضل تماطل فيها ومتجيبهاش على طول وتتحجج باي حجه وعشان ود عاقله ومؤدبه كانت بتسكت وتصبر مع ان باباها كان معودها ان الحاجه تجيلها بمجرد ماتنطقها..

واستمرينا عالحال دا واتأقلمنا ويوم عن يوم ابتدت ود تكبر وجمالها يوم عن يوم يزيد 
وحسام كمان بيكبر معاها وبصراحه انا مكنش عاجبني ان ود وحسام يكونوا مع بعض فمكان واحد وخصوصا انهم بقوا ففترة المراهقه والدنيا متؤتمنش
وبرغم ترددي وصعوبة الموضوع الا اني عرضت علي قاسم انه يفصل مابين حسام وود بانه يوديه هو وامه فشقتهم وانا افضل مع ود هنا فشقتنا واللي بينا يبقي زيارات وبس
قاسم خد يومين يفكر فالموضوع ولاحظت انه طول الوقت عينه علي حسام وود وضحكهم وهزارهم وضربهم فبعض والظاهر انه اقتنع عشان فاليوم التالت سمعت صوت قاسم وسعاد بيتخانقوا فاوضتهم وصوتها كان عالي وواضح جدا وواصل لمسامع الكل
سعاد ودا من امتا القرار دا بقي ياسي قاسم يعني ايه اروح فشقه انا وابني ونعيش لوحدنا
وسيادتك بقي هتعيش هنا ولا هناك واصلا ايه اللي حصل لدا كله ومتقوليش الولاد كبروا دي تاني عشان دي حجه عبيطه هدفك انك تبعدنا بيها عن هنا..
قاسم وليه اتحجج عشان ابعدكم ياسعاد وليه هتبعدوا اصلا واحنا مفيش بينا وبينكم غير فركة كعب!
سعاد بينا وبينكم يعني جامع نفسك معاهم مش معانا يعني معني كده ان استقرارك هيكون هنا مش كده 
قاسم امال يعني هسيب اتنين ستات لوحدهم
سعاد اه هما مينفعش يتسابوا لوحدهم وانا اتساب لوحدي عادي صح
قاسم معاكي حسام راجل وملو هدومه..
سعاد حسام ايه دا اللي راجل دا يادوب ١٦ سنه ياقاسم دا لسه عيل..
قاسم سعاد خلاص قفلى على الموضوع دا انا اخدت قراري وخلاص ومن بكره ابتدي جهزي نفسك وحاجتك عشان ترجعي لشقتك القديمه وانا هحاول اقسم وقتي بين هنا وهناك..
سعاد بضحكة سخريه والله عال ماتقول كمان انك هتبات ليله هنا وليله هناك زي ماتكون متجوز اتنين وبتقسم وقتك مابينهم!!
ولا آااااه بس بس بس انا فهمت دلوقتي تلاقيك حنيت للذي مضي
قاسم ايه هو الذي مضي دا كمان
سعاد قعدتك مع الست كريمه لوحدكم فالشقه واللي اكيد مكانتش خاليه ابدا..
قاسم پحده تقصدي ايه ياسعاد بكلامك دا
سعاد اقصد اللي بيحصل بين اي اتنين راجل عازب وست عازبه بيتقفل عليهم باب واحد ياقاسم..
انا كنت بسمع الكلام وانا مڼهاره اصل كله الا سمعتي وشرفي
بس هي خلصت الكلام من هنا وسمعنا صوت صرخه طلعت منها والظاهر انه ضربها بالقلم عشان طلعت بعدها من الاوضه زي الاعصار وجات ناحيتي وڠضب الدنيا كله باين عليها وهجمت عليا هجوم عدوا علي عدوه وابتدت ټضرب فيا بكل قوتها وتقولي اقذر الالفاظ
وكل دا قدام الولاد اللي مكانوش فاهمين هي بتعمل معايا كده ليه 
منجدنيش منها غير قاسم وهو بيشدها من فوقي وېضربها قلم ورا قلم وهو بيقولها بغيظ 
الست اللي بتتهجمي عليها دي وبترميها بالتهم الباطله اشرف من الشرف اشرف منك انتي شخصيا لانها عمرها مااتكلمت على عرض حد ولا جابت سيرة حد غير بكل خير ولا عقلها القذر صورلها فيوم ان كل راجل وست بيجتمعوا مع بعض بتحصل مابينهم القذاره اللي بتتكلمي عليها دي.. عقلها وقلبها وتفكيرها واخلاقها انقي وانضف منك مليون مره
سعاد پصدمه وهي حاطه ايدها على خدها الكلام دا بتقوله ليا انا ياقاسم
قاسم ايوه ياسعاد بقوله ليكي ودلوقتي اتفضلي لمي حاجتك وحاجة حسام عشان تروحوا الشقه التانيه قالها واتحرك من قدامها وراح قعد على الكنبه فالصاله وحط رجل على رجل وباصص قدامه فالفراغ بتركيز وتصميم باين علي كل ملامح وشه 
وانا اشفاقا عليه وخوفا من ان الحاله تتأذم مابينهم اكتر من كده مرضتش اتكلم ولا اقول لسعاد حتى ليه عملتي كده واكتفيت بدفاعه هو عني واللي مقصرش فيه ابدا.. 
اخدت الولاد ورحت على اوضتي وسبت قاسم هو اللي اتولى باقي مهمه الشتيمه لحد ما قال يابس.. 
وكل دا وانا حاسه ان اللي حصل دا سعاد مش هتعديه بالساهل
ابدا لا ليا ولا لقاسم..
وبعد مناوشات كتيره سكتت ودخلت اوضتها تلم حاجتها وحاجة ابنها في هدوء وكأنها رضخت للأمر الواقع
لكني عارفه انه ماهو الا السكوت اللي بيسبق عاصفه وعرفت نوع العاصفه القادمه لما آخر النهار جات بهدوء لقاسم اللي قضي يومه كله قاعد على الكنبه فالصاله وقالتله قاسم انا

________________________________________
هاروح ازور خالتي دلوقتي تعبانه واتصلت بيا ومحدش جمبها غير البنات هروح اشوفهم لو محتاجين حاجه
قاسم شاورلها بأيده بمعني انها تروح وهي اتحركت من قدامه بس بعد مابصتلي بصه خلت الړعب دب فقلبي...
تنهدت السيده كريمه بعدها وهي تردف الفيلا الجايه دي يابني وصلنا خلاص..
نظر حمزه امامه وتجهم وجهه لوصولهم سريعا ولكنه تقبل وقرر ان يتحمل الفضول الذي سيجعل روحه تتآكل الي ان تحين له فرصة اخري ان يلتقي بكريمه 
فيبدوا ان هذا لن يحدث قريبا او فالقريب الذي يرضيه
توقف بالسيارة امام بوابة الفيلا ونظر الي كريمه وقد ارتسمت على عيناه و ملامحه علامات الترجي مما قد جعل السيده كريمه تتبسم له اشفاقا وجاوبته رحمتا بفضوله وهي تهمس له في حنو بالغ 
متقلقش هكلمك فالتليفون بالليل وابقي اكملك باقي الحكايه عارفه انك مش هتصبر لبكره 
واعقبت جملتها بضحكة خفيفه جعلت الطبيب حمزه تنفرج اساريره فقد تحقق للتوا ماكان يتمني في قرارة نفسه ان يحدث ولن يطول انتظاره ولن تتآكل روحه فضولا...
همس لها شاكرا متشكر ياست كريمه معلش انا عارف اني بتعبك معايا لكن كل دا لمصلحة ود صدقيني..
كريمه كل تعب الدنيا يهون عشان مصلحة بنتي ود يادكتور .. 
قالتها ثم الټفت فورا تحاول فتح الباب مما جعل الطبيب حمزه يترجل من السياره سريعا 
ثم قام بالالتفاف حول السياره ليصل الي الجانب الاخر منها ففتح لها الباب وقام بمساعدتها في النزول وقال لها مودعا 
مع السلامه ياست كريمه وخدي بالك من نفسك وارتاحي عشان تعبتي النهارده جامد.
كريمه متشره يادكتور علي كل حاجه بتعملها عشان بنتي وأسفه لو مش هقدر اقولك اتفضل عشان دا مش بيتي وفيه خطوره على ود لو حد شافني معاك او شافك معايا منهم وعرف بعد كده انك. دكتورها وهما مانعيني اني ازورها.
نظر الطبيب حمزه سريعا من خلال بوابة الفيلا ذات الحديد المفرغ ليكتشف من هم من تتحدث عنهم كريمه
وياتري كم عددهم وماسر تلك الخطوره التي تتحدث عنها! 
فلم يجد ما يشبع فضوله فقد كانت حديقة واسعة خاليه من البشر وهذا كل ما رآه.. عاود النظر لكريمه وتنهد وهو يعدل نظارته مردفا 
اطمني مفيش حد الطريق فاضي وعموما ياستي انتي بكلامك. معايا كأني دخلت واخدت ضيافتي وقضيت يوم كامل فبيتك كمان
قالها ثم تحرك مبتعدا عنها موسعا لها المجال لكي تدخل لبيتها وتنال قسطا من الراحه
فصعد سيارته وكاد ان ينطلق بها لكنه توقف عن ذلك حين وقفت بجواره سيارة سوداء عالية فارهه 
ماأن رآها حتي نظر للسيده كريمه خوفا ويكاد يجزم انه في هذة اللحظه قد رأي وجه السيدة كريمه شاحب كشحوب المۏتي وقد زالت منه كل مظاهر الحياة حتي ان شفتيها ابيضت خوفا..
كان بأمكان الطبيب حمزه ان ينطلق فور رؤيته للسيارة تاركا كريمه لتواجه الموقف بمفردها ولكن خوفه عليها من ان يحدث لها مكروها علي يد من تصورهم بأنهم وحوشا ضاريه ثم فضوله ثانيا أبى ان يترك المكان قبل رؤية الوحوش من هم وكيف يكون شكلهم..
سرعان مافتحت ابواب السيارة من الجانبين ونزل منها ثلاث اشخاص تباعا رجل وامرأتان احداهما صغيرة فالسن تحمل طفلا صغيرا لا يتعدي عمره ثلاتة اعوام..اما الاخري فقد كانت تقريبا في سن كريمه او اصغر قليلا او ربما اعتنائها الواضح بنفسها من مظهرها العام هو مااحدث ذلك الفرق بينهم في السن
اما الرجل فكان الرجل طويلا ذات بنية ضخمه ولكن جسده متناسق مفتول العضلات حسن المظهر تقريبا لا تشوبه شائبه..
اخفض الطبيب حمزه عينيه ممثلا انه يبحث عن شيئ ما في سيارته 
وهو يرى الرجل قد نظر اليه نظرة حاده كصقر يراقب تحركات شيئا ما على الارض بتركيز شديد لعله يكون فريسه..
تحرك الرجل في اتجاه الطبيب حمزه بخطوات بطيئة وحذرة 
الي ان وقف بجانبه ثم مال بجسده ليتقابل وجهه بوجه الطبيب حمزه من نافذة السيارة ثم سأله بنبرة هادئه لكنها تنم عن ريبة 
انت مين وواقف هنا تعمل ايه بالظبط
فتح الطبيب حمزة فمه محاولا التحدث رغم انه لا يعلم ماذا يقول وما يجب ان يقال في هذا الموقف 
ولكن كريمه كانت بمثابة طوق نجاة لكلماته الغارقة في جوفه حين ردت بدلا عنه وقد اكتشف حمزه انها تقف خلف الرجل مباشرة 
دا الدكتور بتاعي ياحسام وصمم انه يوصلني فطريقه عشان كان مروح وكمان عشان شافني تعبانه..
حسام بدون النظر اليها او اعارتها ادنى اهتمام ومازال مستمرا في النظر للطبيب حمزه وسأله مرة اخري دكتور ايه دا ياكريمه
فى هذه اللحظه بديهيا قمت بالتطوع انا بالرد دكتور الصدر والجهاز التنفسي..
وهنا تفحصني هذا الحسام بنظرة اخيره
ثم اعتدل مبتعدا وقد بدا ان كذبتي قد انطلت عليه فالتف مواجها لكريمه وللوهلة الاولي ظننت ان هناك بوادر شفقه عليها بدأت تظهر على ملامح وجهه
ولكن سرعان ماتحولت الي علامات ڠضب وهدر بها بصوت غاضب ولما رايحه لدكاتره مقولتيش ليه ياكريمه
ردت عليه كريمه بتلعثم ماما ماهو انا بعد مامشيتوا تعبت فجأه ومقدرتش استحمل ياحسام يابني يعني خروجي من وراكم مكانش متخططله وكان صدفه..
حسام والتليفون ياكريمه كان ايه مشكلتك انك تتصلي بيا منه وتبلغيني
كريمه وهو انا كنت فأيه ولا ايه بس ياحسام يابني بقولك كنت تعبانه مش قادره آخد نفسي..
وهنا صمت حسام وقد تجهم وجهه وهو ينظر الي كريمه وقد سكن جسده كتمثال تجسد للڠضب لم تدب به الروح ويتحرك الا حينما سمع نداء العجوز قائله 
حسام سيبها ويلا تعالى.. 
وهنا تحرك بخطوات بطيئة في اتجاههم وترك كريمه ترتجف مجهدة كورقة شجر كانت في مواجهة عاصفة قويه ونجت منها بفضل الله وحوله..
حمل حسام الطفل الصغير حين وصل اليهم ووقف للحظات 
وفي هذه الاثناء كانت العجوز تودود له بصوت هامس وهي تنظر الي كريمه بكره واضح وحين انتهت كان رد حسام عليها بايمائة
 

انت في الصفحة 8 من 72 صفحات