وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
الحقيني
بدلت ملابسها وجلست تفكر كيف تتحجج وتذهب إليه دون هدر كرامتها تبتسم على مزاحه الذي أصبحت تعشقه رغم أنه يمس أنوثتها أحيانا ولكنه يضفي على الجو بينهما المرح بعد تلك المشاكسات وبينما هي جالسة سمعت صوته يناديها مستغيثا
هبت مسرعة إليه وجدته يجلس على حافة فراشه ويضع يده على قلبه وسألته بلهفة مالك ياآسر أنت كويس
تحولت اللهفة إلى ڠضب ورفعت كفها وضړبته على كتفه تقول بغيظ حرام عليك ياأخي وقعت قلبي
ابتسم لها حتى أجلسها على فخذيه وقال هامسا في أذنها سلامة قلبك ياقلب قلبي
ابتسمت ولانت ملامحها وقالت تلومه خفت عليك بجد ياآسر متعملش كده تاني
رد عليها ماأنتي ڠضبت مني ومجتيش تنامي هنا
هو الآخر كان بأمس الحاجة لذلك فقد اكتفي بعدا عنها
فهو لشهور طويلة يحارب نفسه ورجولته حتى لا كذلك اكتفي الروحي منها
فقط حتى يتأكد أنه يوم أن يقترب منها جسديا سيرمي الماضي بأكمله خلف ظهرهسيبدأ معها حياة جديدة قادر فيها على إرضاء رجولته التي أهانتها سابقا سيشبع تلك الرغبة التي تتأجج بداخله كلما نظر في تلك العينين البندقيتين صوتها الهادئ أخبرها أنها تبادله نفس المشاعر الآن عندما سألته بهمس أنت إزاي حلو كده
وهي تبتسم وتقول بحنان أنت اللي أجمل حاجة حصلت في حياتي يا مراد أنا بحمد ربنا كل يوم أنه رزقني برجل جمبك يفضل سند ليا طول العمر
استدار حتى وقف أمامها
نظرت له بحيرة وقالت طب وجنى وفادي
رد عليها جني إنسانة متفاهمة وعارفة مصلحتها وهي مشغولة بدراستها زي ما انتي شايفه وفادي عنده معسكر مع فريق النادي لمدة أسبوع
ابتسم له بدلال وقالت دا أنت مظبط كل
حاجة
انزل يديه يرفعها كطفلة صغيرة بين يديه وينظر لها بحب بينما هي رفعت يديها وتبتسم له بعشق قائلة بحبك لآخر نفس ف عمري يا مراد
رفع ويسألها أنتي صاحية من زمان
ردت عليه بإبتسامتها لا بقالي شوية صغيرة
نظر لها بإمتنان وقال شكرا يا يمنى شكرا إنك جمبي ومعايا شكرا إنك وافقتي تكون دنيتي بعد ما بقيت فيها وحيد
التي تتجول على وجهه الآخر وقال ربنا مايحرمني منك أبدا يا يمنى
ردت عليه ولا يحرمني منك يا عيون يمنى قوم ياللا خلينا نفطر
مر أسبوع كامل وهي تتعمد تجاهله فقط تنهض صباحا تعد الولدين للذهاب إلى الروضة وتجهز الفطور له ثم تضعه على الطاولة وتصعد لغرفتها حتى يفطر ويغادر المنزل ومعظم الأحيان يترك الطعام دون مسه ويغادر وعندما يعود تعد الطعام له وتذهب من أمامه تجلس في
غرفتها على الرغم من الحياة في المنزل أصبحت باردة خالية من الحياة إلا أنها سئمت الأوجاع ودائما لا ينتج عنه غير صدمات وخذلان وأوجاع مزمنة لا يزول ألمها
هو الآخر سأم تلك الحياة فعاد البيت يخلو من الحياة كما كان بل تلك المرة الۏجع أكبر بداخله فقد طعنها في قلبها أكثر من مرة بل وبدلا أن يكون مرهما لچروحها وندوبها القديمة فتحها هو بكل قلب بارد وجعلها ټنزف من جديد بۏجع أشد من قبل هو تركها ذلك الأسبوع
وهو ېحترق في داخله فبعدها عنه كان أكبر عقاپ له لم يكن يتوقع يوما أنها ستمثل له كل تلك الأهمية أي أهمية بل أصبحت له حياة تشغل تفكيره طوال اليوم وهو في عمله وعندما يعود يبحث عنها بعينيه حتى يراها فقط يكفيه حاليا أن يراها ويطمئن أنها ما زالت بجواره اكتشف أنه كان يحتاجها أكثر من ولديه هو كان في أمس الحاجة لكل الإهتمام والرعاية والحنان التي أغرقته بهم الفترة الماضية ولم يشعر بذلك النقص الشديد إلا عندما تجنبته فقد حينها كل الإهتمام التي أغدقت به عليه منذ أن حلت هذا المنزل
ولكنه اليوم قرر أن يغير تلك الحياة مهما كلفه الأمر فخرج من غرفته على موعده وهو عازم على عدم الذهاب للعمل اليوم هبط الدرج وتناول قليلا من الإفطار التي اعدته له ثم صعد مرة أخرى إلى غرفته ورمقها نظرة شاملة يتأمل تلك الصور التي كانت له ونيسا لأشهر طويلة حمل كل الصور التي تذكره بالماضي ووضعها في صندوق كبير ثم هبط به للأسفل وأزال الصور الموزعة في الطابق السفلى ثم ذهب إلى غرفة مكتبه وازال كل الصور فيها حتى حمل الصورة الكبيرة التي كانت على
الفصل الأخير
ولكنه اليوم قرر أن يغير تلك الحياة مهما كلفه الأمر فخرج من غرفته على موعده وهو عازم على عدم الذهاب للعمل اليوم هبط الدرج وتناول قليلا من الإفطار التي اعدته له ثم صعد مرة أخرى إلى
غرفته ورمقها نظرة شاملة يتأمل تلك الصور التي كانت له ونيسا لأشهر طويلة حمل كل الصور التي تذكره بالماضي ووضعها في صندوق كبير ثم هبط به للأسفل وأزال الصور الموزعة في الطابق السفلى ثم ذهب إلى غرفة مكتبه وازال كل الصور فيها حتى حمل الصورة الكبيرة التي كانت على الحائط أمامه ونظر لها نظرة أخيرة وهو يقول سامحيني ياصبا مبقاش ف إيدي قلبي مبقاش ملكي وأنا عارف إنك بتتمنيلي السعادة ثم
وضعها داخل الصندوق وأغلق ثم حمله حتى وضعه في إحدى الغرف الجانبية في المنزل
ثم جلس في غرفة مكتبه قليلا يجري بعض الإتصالات
هي ظنت أنه غادر ففتحت باب غرفتها وتلفتت حولها لتتأكد فلم تجده فهبطت الدرج تنظر على السفرة وجدت أنه تناول القليل من الطعام فشعرت ببعض الإرتياح فرغم كل ماحدث كان عدم تناوله الطعام يؤرقها ويفسد يومها
بدأت في العمل في المطبخ حتى شعرت بخطوات خلفها فشهقت مڤزوعة وهي تلتفت خلفها فلقد ظنت أنه غادر فأراد طمانتها فقال اطمني يا غصون دا انا
ابتلعت ريقها وتنهدت بإرتياح فقد ظنت أنه لصا تهجم على
المنزل ولكنها حمدت الله بداخلها أنه كان ياسر فاستدارت دون أن ترد عليه لتستكمل غسل الصحون فقال لها بهدوء ممكن تقعدي نتكلم شوية ردت عليه بحدة دون أن تلتفت له أنا ورايا شغل مش فاضية
ظل يتأملها وهي مولية ظهرها له وشعرها الأسود معقود على هيئة كعكة صغيرة ومجموع في منتصف رأسها هو اشتاق لها اشتاق لأنفاسها في محيطه اشتاق واهتمامها وحنانها يود لو ېصرخ فيها ويرتمي كما يفعل ولديه كل يوم
قال لها بصوت هادئ هو ده اللي أنا عايزك عشانه فيه واحدة هتيجي تساعدك ف شغل البيت وكمان فيه واحد هيجي كل يومين يهتم بالجنينة والزرع
التفتت له متعجبة وقالت بحدة ومين قالك إني عايزة حد يساعدني
رد عليها وهو يتأملها فلقد اشتاق لتلك الملامح التي تجمع الجمال والبراءة معا أنتي مقولتيش بس أنا عارف إن الحمل عليكي تقيل أوي
هي الأخرى كانت تسترق نظرات الإشتياق له فقد اشتاقت لملامحه حتى لو كانت مظلمة ولكن الآن يبدو عليه التعب والإرهاق وجهه شاحب وعيناه اختلط بياضهما بالحمرة من الواضح أنه لم ينم جيدا ويفكر كثيرا ولكنها خشيت أن تكشف نفسها أمامه فردت عليه ببعض الحدة أنا مش هجيب حد يطبخ لولادي أكلهم ولا يجهز لهم لقمتهم محدش هيعملها لهم أكلهم بحب زيي محدش هيلبس ولادي ولا يغسل لهم لبسهم أنا مستحيل أجيب واحدة تشاركني واجباتي تجاههم يبقى أنا دوري إيه
نظر لها بفخر اعتاد أن يراها به ورد عليها بإرتياح والله اعملي اللي يريحك أنتي ممكن تخليها تجيلك يومين أو تلاتة
في الأسبوع تنضف البيت وتعمل الشغل اللي مش يومي وبالنسبة لدورك انا وولادي يا غصون عايشين هنا بفضلك أنتي
الروح رجعت حياتنا أما جيتي فيها شمس البيت طلعت بوجودك فيه ياغصون
أخفضت بصرها ورق قلبها على ذلك الضعف الذي هو عليه الآن فحاولت ألا تظهر ذلك واستدارت تكمل عملها يتوسلها وادارها حتى وقفت أمامه وقال بأسف سامحيني يا غصون
رفعت عينيها الدامعتين له وردت بصوت باك أنت بتطلب مني انا السماح إزايأنا أبقى إيه عشان تطلب مني حاجة زي كده
رفع كفيها بلهفة وهو يقول بنبرة ندم أنتي كل حاجة أنتي كل حياتي أنتي اللي رجعتيلي الحياة تاني أنتي خليت قلبي يطلع للنور بعد الضلمة اللي عاش فيها ڠصب اللي حصل مني لكي
ثم أخفض يدها ونظرها لها بإرهاق وندم يوم فرح يمنى كنت زي المچنون آسر قالي إن واحد صاحبه شافك وفكرك مش مرتبطة وطلبك للجواز مكنتش عارف اعمل إيه كل اللي حسيته إن مبقاش ينفع تفضلي موجودة ف الفرح مهما حصل الډم كان بيغلي ف عروقي وأنا حاسس ان حد غيري ممكن يشوفك زوجة له أو وقتها ممكن اخسرك لأي سبب كنت هتجنن وقتها غلط فيكي من غير إدراك بس أنا بشكر الموقف ده لأنه طلعني من الدوامة اللي كنت عايش فيها وعرفت إن راحتي وطمأنينتي معاكي وسعادتي بين إيديكي أنا بحبك يا غصون
رفعت غصون يدها تكتم شهقات دموعها التي لم تستطع كبحها حتى ارتفعت عن الأرض
وهي الأخرى وهي تقول بصوت باك أنا عمري ما هكون غير ليك يا ياسر لأني لا عمري حبيت ولا هحب غيرك أنت أهلي وعيلتي أنت حياتي يا ياسر
رد عليها بحب وهو ينعم بذلك الدافئ الذي تمناه كثيرا قلب ياسر من النهاردة مفيش دموع تاني من النهاردة كل اللي جاي فرح وسعادة أنا هعوضك عن كل دمعة نزلت منك وكل لحظة حزن عشتيها أنا من النهاردة هعيش عشان سعادتك وبس
ثم أنزلها أرضا ونظر لها بعشق ثم رفع يده ومسح دموعها ويقول مش عايز اشوف دموعك تاني مش عايز اشوف غير إبتسامتك اللي بتنور حياتي وبس مفهوم
ابتسمت له وهزت رأسها بالموافقة وفي نفس الوقت دق جرس المنزل فتعجبت وقالت مين جاي دلوقتي
رد عليها خليكي انتي هنا متخرجيش عشان دول ناس أنا طالب منهم حاجات
أومأت له بموافقةسريعا وهو يقول هتوحشيني فابتسمت له فابتسم هو الآخر وغادر المطبخ
ظلت في المطبخ من الساعة تعد طعام