الجزء الاول من الفصل الثالث والثلاثون من أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري
تتناول طعام الغداء تجاورها عزة حاملة الصغير الغافي فوق ساقيها أشارت فريال للعاملة بأن تضع ما بيدها وتعود للأسفل من جديد فانساقت الفتاة إلى ما أمرت به جلست عصمت على
أجابتها بنبرة هادئة
الحمدلله حاسة نفسي أحسن بعد الشاور
لما تنامي هترتاحي أكتر...قالتها بحنو لتسألها فريال بنبرة متعجبة وملامح وجه يكسوها الاستياء
حذرتها عصمت بنظراتها لتتابع بتأثر وتضامن ظهر بعينيها
طب والله الحيوان مظلوم مع حقېر زيه
ابتسمت عصمت رغما عنها لتنطق عزة التي وجدت فرصتها
طب والله عندك حق يا هانم ده مچنون قال إيه بيحبها ومش قادر يتخيل إنها بقت لراجل غيره
مستحيل حد يكون بيحب بجد ويعمل كده في اللي بيحبه...جملة معترضة نطقتها فريال باستهجان لتتابع بحدة اكثر وهي تتطلع على تلك الكدمات المنتشرة بوجهها
هو كده بالظبط...قالتها إيثار قبل أن تتابع بإبانة
للأسف هو اتربى على إنه يمتلك كل حاجة تعجبه من يوم ما طلبت الطلاق وأخدت إبني وبعدت وهو هيتجنن كل فترة كان بيحاول يقتحم حياتي ويعرض عليا الرجوع وطبعا كان بيعرض عليا ملايينه الكتير أخر مرة قالي إنه شرى ڤيلا في زايد وهيكتبها بإسمي وهيحط لي المبلغ اللي أقول عليه في حسابي في البنك
لكن عمري ما تخيلت الجنون يوصل بيه بإنه يخطفني وأنا على ذمة راجل تاني لا وكان
تطلعت إلى عصمت لتتابع وهي تهز رأسها
فيه حد عاقل يعرض طفل صغير لتجربة خطڤ هتأثر عليه بالسلب باقي عمره
هزت رأسها بأسى أما فريال فكانت تستمع إليها متعجبة من تلك المعلومات الجديدة عليها فقد كانت تعتقد أنها كانت متزوجة من رجلا بسيط لا يمتلك أموالا طائلة كالتي تحكي عنها لتسألها بفضول بعدما فشلت بالتحكم بحالها
كالعادة تطوعت عزة بالإجابة وهي تتحدث بكثيرا من الثرثرة
ده أبوه عضو مجلس شعب كبير وعنده أملاك وأطيان ملهاش أول من أخر والواد عمرو ده طول عمره دلوعة أمه اللي مش شايفة غيره قدامها مغرقاه بالفلوس اللي ملهاش حصر
لتسترسل وهي تشير بكفيها
هو فسد ووصل لحالته دي من قليل
نطقت عصمت بهدوء
شكرتها واستندت بظهرها للخلف وهي تقول إلى عزة
شيلي الأكل من فضلك وهاتي لي الدوا يا عزة
نظرت عصمت إلى الطعام لتنطق باستهجان
الاكل زي ما هو يا إيثار لازم تاكلي علشان الأدوية
مش قادرة يا دكتورة...قالتها وهي تنظر للطعام باشمئزاز لتكمل بايضاح
معدتي ۏجعاني ومش قادرة أكل أي حاجة
كلي تفاحة خفيفة مش هتتعب لك معدتك
تطلعت عصمت باستحسان لتصرفات ابنتها التي تنم عن أصلها الطيب وطمأنتها بأن تربيتها لم تذهب هباءا وقفت لتنطق قاصدة عزة
نيمي يوسف جنب مامته يا عزة ونزلي الصينية للمطبخ ونبهي عليهم يعملوا أي حاجة خفيفة لعشا إيثار
ثم تطلعت على فريال لتتابع
أكلي مرات أخوك التفاحة وخليها تشرب كباية العصير كلها
لتسترسل قاصدة إيثار
مينفعش تاخدي الادوية من غير ما تكوني واكلة كويس
نطقت كلماتها بتلقائية ولم يأتي بخيالها كم التأثر والسعادة التي سكنت روح تلك العطشة للحنان من مجرد إستماعها لكلمات والدة زوجها الراقية لقد عاشت حياتها محرومة من الحنان الأسري أدنى حقوقها الادمية لم تحصل عليها وسط عائلتها المفككة التي أشرفت على تربيتهم