الفصل الثاني والاربعين من أنا لها شمس بقلمي روز امين حصري لمدونة أيام
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثاني والأربعون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
داخل غرفة التحقيقات الخاصة بقسم الشرطة التابع للمركزإختار عمرو أحد المقاعد الخشبية المتواجدة جانبا بأحد جدران الحجرة ليجلس عليها مبتعدا عن والده وشقيقيه كي لا يشعر به أحدهمنكس رأسه للأسفل ليضعها بين كفاه كي يداري غضبه العارم الذي أصابه من ذاك الخبر المشؤوم الذي تلقاه منذ القليل من صغيره البرئشعر بدوار أصاب رأسه أما جسده فسرت بسائره ڼار مستعرة ود لو بإمكانه الخروج لي حړق بها عدوه اللدودلم يتوقع ما حدث حتى بأبشع كوابيسه ڼارا مشټعلة لو خرجت لډمرت الأخضر واليابس أمامها كالإعصاركان والده وشقيقيه يتحدثان في بعض الأمور التي يجب إتباعها كي يتجنبوا ثورة عائلة ناصف الغاضبةلاحظ نصر إبتعاد نجله بعدما انسحب ليجيب على مكالمة هاتفية فسأله مستفسرا باهتمام_
أخذ نفسا مطولا قبل أن يرفع رأسه ليناظر والده بهدوء كي لا يكشف تخطيطه حيث عقد العزم على أن يقوم بتنفيذه مهما كلفه الأمر حتى بعدما استمع عن حمل من توطنت في القلب_
ده يوسف يا بابا
برغم كم المصائب التي تكومت ونزلت على رأسه دفعة واحدة إلا أنه ابتسم بحبور حين استمع لاسمع حفيده الغالي والمقرب من قلبه والذي انتوى أن يحارب فؤاد بشراسة فور حصوله على مقعد البرلمان لاسترداد الصغير واحتضانهنطق سريعا بتلهف_
طب ليه مخلتنيش أكلمه يا عمروالواد ده وحشني قوي
هو ده وقت كلام العيال بردوا يا ابا
إلتفت إليه نصر يتطلع عليه بحدة واستغراب لنبرته التي خرجت رغما عنه بسخط كي تكشف ما بقلبه المړيض نحو الصغير ليبتلع لعابه سريعا حين رأى عينين نصر تطلق سهاما صوبه ليسترسل بدهاء أبعد به شړ والده عنه_
أنا قصدي تستغل الوقت وتكلم حد من الناس الكبار يبعت قوة كبيرة من الشرطة ولا الجيش توقف عيلة ناصف عند حدهملحد ما الشرطة تلاقي اللي عمل المصېبة دي وياخد جزائه
متقلقشأبوك عامل حساب لكل حاجة
ثم الټفت إلى عمرو من جديد ليسأله باهتمام_
مقولتليشيوسف قال لك إيه
أجابه والحزن يسيطر على ملامحه ونبرات صوته_
سلم عليا وقال لي إني واحشه قوي
ساله واللوم يملؤ عينيه_
ليه مدتنيش التليفون أسلم عليه
نطق بخفوت_
ملحقتشيدوب كلمني كلمتين والولية اللي إسمها عزة اخدت منه التليفون وقفلته
قطب نصر جبينه ليتابع الأخر بايضاح_
أصله كلمني من تليفونها من غير إيثار ما تعرف
ابتسم نصر ساخرا لينطق بحدة وغل_
أه يا زمنعليت الواطي وعملت له قيمةبنت غانم الشحات بقى لها سعر وبتتحكم في أسيادها اللي كان يوم عيد عندها هي وعيلتها العرر يوم ما اتنازلنا وناسبناهم
تعالى يا عمرو كل لك لقمة معانا
كان الضابط قد بعث وابتاع لهم الطعام كي يتناولوه لحين الصباح والبت في أمرهم وصعد هو للملحق الخاص به المجهز ليغفو كي يستطيع المواصلة في التحقيق بتلك الواقعة التي قلبت المركز بأكمله رأسا على عقب
داخل الجناح الخاص بفؤاد وزوجتهكانت تتمدد فوق التخت يدللها ذاك المغرم الوسيم بعدما صعدا مباشرةيحمل فوق ساقية صينية يوضع عليها كل ما لذ وطاب من أنواع فاكهة الموسم حيث بعثت بها عصمت مع إحدى العاملات كي يتغذى صغيري نجلها الحبيبقطع جزءا من فاكهة الكمثرى وقربها من فمها لتقضمها باستمتاع وعينين شاكرة لينطق بنبرة صادقة_
إوعى أشوفك زعلانة أو قلقانة من أي حاجة طول ما أنا عايش وفيا نفس
تنهدت بهدوء لتنطق بايضاح_
من بعد ما دوقت راحة البال والسلام النفسي جوه حضنك وأنا بقى عندي فوبيا إني أخسر الأمان اللي حسيته بينكم
توقفت لتأخذ نفسا مطولا قبل أن تتابع بنبرة أظهرت كم تأثرها ورعبها من الرجوع إلى الماضي وخسارة ما اكتسبته في كنف تلك العائلة التي احتوتها برعاية هي وصغيرها_
من أول يوم دخلت بيتك فيه وأنا بنام مطمنة شعور كنت نسيته من سنين
تنهدت لتكمل ما أظهر معاناتها بالماضي_
من يوم ما خرجت من بيت بابا وجيت بيوسف على القاهرةوأنا مفيش يوم عدى عليا من غير مشاكل عيشت سنين والخۏف ملازمني زي ظلي
تطلعت إليه لتتعمق بعينيه التي تتمعن بتفاصيلها بتأثر وألم لتتحول نظراتها من حزن إلى أعلى درجات الهيام وهي تقول_
لحد ما القدر ورحمة ربنا حطتك بطريقيومن يومها وأنا حياتي كلها إتغيرت
أمسك ذقنها وبدأ بمداعبته بأصابع يده ليقول بنبرة تفيض حنانا وعشقا_
طب وإيه اللي اتغير يا إيثارما أنا هو نفسه فؤاد حبيبكيبقى ليه الخۏف اللي يوصلك لحالة الرهاب اللي كنتي عليها النهاردة!
هزت رأسها وأمسكت كفه بخاصتيها لتنطق متأثرة بعينين بهما غيمة تكونت بفضل شعورها بالذنب_
خفت يا فؤادخۏفت أهلك يحملوني ذنب خروج فريال من البيت وأفقد حبهم واحتوائهم ليا أنا وإبني
لم تعد تحتمل كتمان دموعها وحبسهم أكثر فسمحت لها بالهطول وهي تقول بنبرات مزقت بها نياط قلبه_
إنت أصلك مشوفتش معاملة بيت نصر ليا كانت عاملة إزايإجلال كانت بتحاسبني على دور البرد اللي بيصيب إبنها وتنصب لي المحاكمة
أفلت يداه من خاصتها ليحاوط بهما وجنتيها باحتواءجفف بإبهاميه دموعها التي سالت على الخدين لينطق سريعا قاطما حديثها_
كل اللي فات عاوزك تنسيه وتمحيه من ذاكرتك خالصوكأنك معشتهوش أصلا
هز وجهها بيداه وكأنه يجبرها على الخروج من تلك الحالة المړضية_
مفهوم يا إيثار
هبطت دموعها من جديد لتلقي بحالها داخل أحضانه وهي تقول_
أنا مش قوية زي ما الكل شايفني يا فؤادأنا أضعف مما تتخيلوا كلكم
على عجالة ابتعدت عنه لتتعمق بعينيه وهي تقول بنبرة توسلية_
إوعدني إنك ماتسبنيش مهما حصللو في يوم عملت حاجة تزعلك ناقشني وحاول تفهم أسبابي وصل لي وجهة نظرك وأنا هتقبلها بس إوعى تسيبني
إحتوى وجنتيها من جديد لينطق بقوة وثبات بث لها من خلالهما الإطمئنان والسكن والسکينة_
عاوزك تكوني متأكدة من حاجة مهمة قوي وتحطيها دايما قدام عيونكإن مهما حصل مستحيل أبعد عنك
واسترسل بعينين ممتنتين تفيض عشقا_
لأن ببساطة أنا محسيتش إني عايش غير بعد ما عرفتكأنا وأهلى مدوقناش طعم الفرحة اللي بجد إلا بعد دخولك إنت ويوسف لحياتنا
وهمس بغرام_
ده غير إن شفايفك بقت ترياق الحياة اللي بيحييني معقول أضيع عمري كده بسهولة
نطقها واقترب عليها ليأخذها بعالمه الساحر من خلال قبلته الرقيقة التي بث لها كم من المشاعر الهائلة
بعدما أطمأنت أن الصغير قد غفى بسلام هبت واقفة وباتت تجوب الغرفة إيابا وذهابا وقد تملك الړعب من قلبهاباتت تفكر في شړ عمرو الذي سيطال إيثار بالتأكيد بعدما علم بحملهافهو كائن بربري يسعى لتخريب حياة كل من حوله وافساد سلامهم النفسي وبالاخص تلك المسكينة التي أوقعها حظها السئ
ليعشقها ذاك المړيض بالتملك دون غيرها من فتيات البلدةتوقفت فجأة لتنطق وهي تشير بكفيها_
وأنا هوجع قلبي على إيه أنا هروح أحكي اللي حصل لصاحبة الأمر