السبت 23 نوفمبر 2024

نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 11 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


الاجرى هاتف ندا لكي يطلب منها الاستعداد وانتظاره أمام البناية.
داخل منزل ندا..
اغلقت الهاتف مع يوسف وتطلعت لهيئتها داخل المرآة لتنظر لنفسها داخلها برضا. 
فقد كانت ترتدي ثياب بيضاء بها فراشات صغيرة زرقاء وتضع عند خصرها حزام ازرق يحاوطه برقة وترتدي حجابها الأبيض وتضع حقيبة كروس زرقاء وانتعلت الكوتشي الأبيض الرياضي اما ابنتها فقد كانت ترتدي مثلها كنزة صيفية من نفس لون الثوب الخاص بوالدتها وترتدي بنطال من الجنز الأزرق وتنتعل الكوتشي البينك خاصتها وتحمل خلف ظهرها حقيبتها الوردية. 

بعد أن انتهت من لمساتها الأخيرة غادرت غرفتها برفقة صغيرتها وتجر خلفها حقيبة الملابس الخاصة بهم لتتفاجئ بوالدتها لم تستعد للسفر جالسة مكانها المفضل وتضع أمامها عدة القهوة تشعل الاسبرتاية وتصنع لها فنجان من القهوة
هتفت ندا بدهشة 
أمي لماذا لم تستعدي إلى الآن
تبسمت لها بحنان وقالت 
حبيبتي لم اقدر على المجيئ معكم اذهبي انتي ونور انا أثق بابنتي أكثر من نفسي وأذا تحدث عنك أحد سوف أخرص السنتهم
ركضت تحتضن والدتها وتعانقها الأخيرة بحب وهي توصيها بالاهتمام بصحتها والاهتمام بابنتها وان تسعد وتمنت لهما رحلة سعيدة..
غادروا البناية لتجد يوسف أمامها يحمل عنها الحقيبه وهو يبتسم لها 
صباح الخير يا ندا ثم دنا من الصغيرة يقبل وجنتها 
صباح الخير روبانزل 
ضحكت الصغيرة على اطراء يوسف لها
وهمست ندا قائلا
صباح الخير يا مغامر
ابتسم وقال وهو ينظر جانبهن
أين والدتك
رفعت ندا كتفها وقالت
بدلت رأيها بالفعل لن تأتي معنا
رفع حاجبيه بدهشة وقال
حقا والدتك غريبة الأطوار كيف حدث هذا بعدما أقنعناها بالمجيئ معنا لكي تهدأ ولن تسمح لاحد بالحديث عنك
قالت اثق بك ولن استطيع القدوم واذا تحدث أحد سوف تخرص الالسنه
حسنا هيا بنا إلى المحطة القطار سوف يتحرك بعد ساعة
استقلوا جميعا السيارة وعانقة مريم ندا والصغيرة وظلوا يتهماسون عن الطقس هنا وفي الاقصر سوف يواجهون شعلة صيف حاړقة..
في غضون دقائق كان الجميع داخل عربة القطار يجلسون باماكنهم لينطلق القطار في رحلته من القاهرة إلى الاقصر..
كانت المقاعد متقابلة حيث جلست مريم ويوسف بالمقعدين المقابلين لندا ونور.
أستغل يوسف الهدوء الذي عم ب ركاب تلك العربة الخاصة بالدرجة الأولى وأخرج من حقيبته كتابا يقرأ به
بينما ندا تنظر للخارج من خلف النافذة وتحتضن ابنتها التي غفت عندما تحرك القطار.
نظر لها يوسف وقال 
ما رأيك في مشاركتي القراءة لدي بعض الكتب التي تفيدك في مشروعك القادم
لمعة عينيها بفرحة وقالت
حقا...
أجل لم أنسى فكرة روايتك الجديدة وجلبت معي بعض الكتب لكي نستغل وقتنا بالاقصر وتري كل شيء على أرض الواقع هذا سيجعلكي تكتبين دون ملل وتلمي بكل من حولك
أنت رائع حقا يا يوسف لماذا لم التقي بك من قبل
ضحك وقال بمرح 
كنت اتجول هنا وهناك لذلك لم تعثري علي
ثم اردف قائلا بجدية  
ماذا كنت ستفعلين لو تعرفنا منذ زمن 
ضحكت برقة وقالت  
كنت فعلت ما أفعله الآن ساظل اشكرك على تلك الصدفة التي جمعتنا سويا سأظل مديونة لك بكل شيء جميل حدث لي وما زال يحدث معي
قاطعها قائلا  
اصمتي ستضيعي الوقت في التراهات لم انتظر منك شكر هيا اقرئي هذا دون جدال يا فتاة
التقطت منه الكتاب وبدأت في الغوص بين طياته ومن حين لآخر ېختلسون النظر وتتلاقي الأعين في بسمة صافية وموجة عابرة من المشاعر تجتاح القلوب في صمت ثم يعاودن ثانيا لقراءة ما بيدهم.
ومريم خلف شاشة الهاتف خاصتها تتصفح الانترنت وتشغل وقتها لكي لا تمل من عدد ساعات السفر الطويلة...
أغلق يوسف الكتاب ونظر لشقيقته وجدها في ثبات عميق وتضع رأسها على كتفه ابتسم بهدوء وطالع ندا المنشغلة بقراءتها وقال 
ندا هل ممكن أن نذهب ونتناول الشاي معا
اغلقت الكتاب ونظرت له بتردد
ولكن نور نائمة
أراح رأس شقيقته على المقعد ونهض وهو يمد يده لندا قائلا 
لن نتأخر وكما قولتي نور نائمة ومريم أيضا هنا ونائمة لا تقلقي لن نتأخر عليهن
نهض معه وهي تضع الكتاب مكانها وسارت جانبه 
حسنا.. هيا بنا
ذهبا سويا إلى العامل الذي يصنع المشروبات والتقط منه كوبان من الشاي ووقف عند النافذة ووقفت ندا أمامه تطالع الخارج.
قطع شرودها بتسأل
ما الذي يشغل تفكيرك
نظرت له ببسمة هادئة وقالت 
لا شيء
تنهد بعمق ثم ارتشف القليل من الشاي وقال 
ما هي فلسفتك في الحب
فلسفتي...
بالطبع فلسفتك أو اخبريني ما هو الحب من وجهة نظرك
سحبت شهيقا عميقا وزفرته ببطء ثم قالت
فلسفة الحب 
أنك تتخطى مع حبيبك كل المواقفتمر بكل الصعاب وتتجاوزها. 
علاقة سامية لا يوجد بها شوائب ولا ترسبات علاقة قوية مشدودة من الطرفين كل منهما متمسك بالاخر لن يفصل بينهما شيئا لا يوجد بعد مسافات ولا بعد الأجساد تقارب وتلاحم أرواح تلاقي فكر وشعور أحساس لا يوصف عندما تتذكر من تحب وتعشقه حد الجنون لترى تخيلك مجسم أمامك كأنها حقيقة واقعية لا مجرد حلم او خيال.
روح واحدة بداخل جسدين ولكن كل جسد منهما متعلقا بروح الجسد الآخر يحيا وينض به يتنفس بوجوده ويختنق ويحزن بغيابه.
الحب ليست كلمات تقال بل هو مشاعر توصف وتحس مشاعر صادقة اهتمام أحتواء دفء أمان ود لطف محبة كثير من الاحاسيس تتجسد في هذا المسمى تفاهم ونضج وإستعاب تفاهم عقلين ونضج تفكير وإستعاب مواقف وتخطي صعاب مواجهة حقائق لغة المحبين العيون التي هي ابلغ من الكلام عندما تتلاقى العيون يتعرا كل منهما للاخر تفهمه دون كلام وتشعر به وحتى ان كان صامتا تدرك مشاعره وأحساسه من خلال نفسك وقلبك وعقلك انت هو وهو أنت...
انهت كلماتها بخجل وارتباك
ليتسال يوسف ثانيا
إذا شعرتي بتلك المشاعر هل ستتمسكين بها ام لا 
ضحكت برقة وقالت
مر ذلك يوسف لم أفكر إلا بابنتي ومستقبلها فقط
قال معارضا 
وإنت... أليس من حقك أن تعيشي الحياة وتجدي الحب الحقيقي الذي يطمئن له قلبك ويغمركي بالسعادة التي تستحقينها ندا لا تقيدي قلبك بأغلال من حديد ما زالتي صغيرة ومن حقك أن تخوضي المعارك للفوز بالحب وشريك الحياة. 
صدقني يوسف السعادة الان تتلخص في وجه ابنتي عندما أراها سعيدة قريرة العين هذا يجعلني في قمة سعادتي اتمنى لها حظا افضل من حظي
ثم نظرت له لتبدل الحديث 
هيا أخبرني أنت ما هي فلسفة الحب بالنسبة إليك أو ما هو الحب الذي تتمنى أن تحصل عليه
طالع عينيها بهيام وقال 
ما رأيك أخبرك الفرق بين الحب والعشق
أؤمت له بالايجاب ليستطرد هو قائلا
الحب ينسى مع مرور الوقت ويصبح ذكرى جميلة تمر بخيالك كلما تذكرتها تبتسم.
أما العشق فهو عشق الروح بصمة الروح عشق لا يفارق قلبگ مهما كان البعد بينكما فهو يزداد ويتوغل داخلك لا يمحوه الخصام او حتى الفراق يظل موجود مصاحبگ لآخر لحظة في عمرگ..
تعانق أرواح لا أجساد... تقاسم الحزن بينكم لنصفين والفرح أيضا
قلب ملاصق لقلب الآخر ينبض معا نبضة ب بنضة ونفس ب نفس
اذا شعر طرفا منهما بالحزن سكن قلب الآخر ذلك الحزن ولن يتركه إلا وهو عازما على تبديل حزنه لفرح مرضه لشفاء دموعه لبسمة رقيقة تنير ملامحهم سويا هو الحضن الدافئ من قرص الشتاء هو البلسم للروح وطبيب القلب المجروح هو الضحكة الصافية المنيرة في عكمة ليلك القمر المضي بحبك والشمس الساطعة التي تحتضنك أشعتها الذهبية وتدفئك.
الهواء العليل الذي يداعب بشرتك ويطاير نسمات الهواء خصلاتك في حرية دون قيود
هو ازهار الربيع المتفتحة في بهجة وسعادة تدغدغ أوصالك باحاسيس جياشة لا تضخ إلا من شخص يحبك بل يعشقك ويهواك بكل جوارحه هكذا هو العشق الذي مهما تحدثنا عنه لن نستطيع وصفه..
ثم قال بهدوء 
تعلمين أجمل ما في الحب والعشق والغرام هو أن
تجدي شخص إذا نظرت إليه شعرت بانك ملكت الدنيا ومن عليها.. 
و إذا إشتكيت إليه خفف همك وواسي چرحك ..
و إذا تهت أرشدك ...
وإذا بكيت مسح دموعك ...
و إذا إحترمته قدرك...
و إذا غبت عنه جن جنونه قلقا عليك... 
واذا احتجت إليه تجده بجانبك دائما
يشعر بك دون أن تتحدث.. 
يغمرك بحبه وحنانه يروي لك ظمأ شوقك له... 
يعشقك دون مقابل...
يتمنى لك السعادة...
أذا تخلي عنك الجميع هو لن يتخلى يظل متمسك بك.. 
يعيش من أجل أن يرى البسمة لا تفارق شفتيك... 
يزرع لك أمالا وأحلاما يتمنى تحقيقها معك 
يفعل كل ما بوسعه من أجلك... 
أجلك أنت فقط..
تعلقت بعينينه وقالت متسألة
هل وجدت من يستحق حبك
لم يجيبها نظر لساعة يده ثم قال بهدوء 
هيا نعود لأماكننا سوف نصل محطتنا القادمة يجب أن نستعد للترجل 
عادوا إلى أماكنهم وبدء يوسف في ايقاظ شقيقته وفعلت ندا المثل مع ابنتها وهي تيقظها برفق وتنهال عليها بالقبلات المتفرقة ويوسف يشاهدهن ببسمة حالمة وهو يتنهد ويضع الكتاب داخل حقيبته استعدادا للترجل من القطار. 
نظر لهن قائلا 
سوف ننتظر قليلا داخل القطار لكي لا نتصادم بالازدحام داخل المحطة ويجب أن نظل متقاربين لكي لا نبتعد أثر الازدحام الذي ينتظرنا عند مغادرة القطار. 
وقف القطار في محطته الأخيرة الاقصر 
وبدء الركاب في الترجل وأنتظر يوسف برهة ثم حمل الصغيرة على كتفه وأمسك بحقيبة ندا ونظر لهن قائلا 
ظلوا ملاصقين لجسدي لكي لا نتوه عن بعض 
امسكت ندا يد مريم وظلوا متشبثين بظهر يوسف إلى أن غادروا القطار والمحطة وتنفسون الصعداء. 
أوقف يوسف سيارة أجرى تقلهم إلى حيث الفندق الذي سبق له الحجز به عبر الهاتف وعندما وصل إلى الفندق التقط مفاتيح الغرفتين المجاورتين شقيقته وندا ونور بغرفة وهو وحده بالغرفة المجاورة. 
داخل غرفة الفتيات. 
ابدلت ندا ثيابها وشعرت بتعب وارهاق السفر ارتمت بجسدها أعلى الفراش 
طالعتها مريم ضاحكة 
بالطبع متعبة أثر السفر لم تنامي طوال الطريق 
اجابتها بوهن
لا أفضل النوم بأي وسيلة مواصلات افضل التطلع للطبيعة الخلابة وأن أشاهد كل ما يدور حولي 
حسنا نامي ولا تقلقي نور في رعايتي 
أشكرك مريم 
انت شقيقتي وليس بيننا شكر يا ندا هيا استرخي وسأخذ نور معي ونتفتل داخل الفندق 
اغمضت ندا عينيها وذهبت في النوم أما عن مريم التقطت يد الصغيرة وغادروا الغرفة وقفت أمام غرفة شقيقها تطرقها بهدوء 
فتح يوسف الباب وابتسم لهن ثم دعاهن يدخلون 
أهلا بغرفتي المتواضعة 
لم يجد ندا بينهن تسأل عنها بقلق
أين ندا ألم تأتي معكن 
هزت مريم رأسها نافية
ندا متعبة و
قاطعها بلهفة خوف 
ما بها 
لا تقلق هي بخير وارادت ان تنام انت تعلم عدد ساعات السفر وهي لم تنم طوال الوقت 
أؤمى له بخفة وداعب خصلات الصغيرة وهو ينظر لها بحب قائلا
وجميلتي الصغيرة ماذا تريد أن تفعل الآن 
هتفت مريم قائلة وهي تمسك بيد نور 
اتينا لنخبرك اننا ذاهبين معا نتفتل داخل الفندق ونكتشف الاقصر 
حسنا
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 13 صفحات