السبت 23 نوفمبر 2024

نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


سابدل ثيابي وألحق بكن 
لا أنت أيضا متعب 
لن اسمح لكن بالخروج وحدكن انتظروني بالخارج 
تبسمت له مريم وقالت
حسنا يا شقيقي الحبيب نحن ننتظرك 
زفر يوسف بضيق بسبب غياب ندا وابدل ثيابه في عجالة لكي يذهب معهن إلى مطعم الفندق فيبدو أنهن جائعين. 
داخل المطعم يتناولون طعامهن أما يوسف لم يهدأ له بال نهض عن مقعده وذهب إلى حيث البوفية صنع طبقا من الطعام وصعد به إلى حيث غرفة ندا. 

وقف أمام الباب هنيهة يطرقه برفق فتحت ندا عينيها على الفور وهتفت من داخل فراشها بكسل 
من يطرق الباب 
تبسم يوسف وقال  
أنا يوسف هيا أفتحي
وضعت حجابها توارى خصلاتها بعشوائية وركضت مسرعة تفتح له الباب 
ولج لداخل ووضع صحن الطعام وهو يقول 
تناولي طعامك أولا قبل النوم 
لم أشعر بالجوع 
اقترب منها بهدوء وقال بلهجة أمره
هيا ندا تناولي طعامك أولا ماذا يحدث إذا لم تتجادلي معي وتنفذين طلبي دون الثرثرة 
كانت تنظر له بدهشة ابتسم لها بحب وأشار بعينه على الطعام وقال 
جلبت لكي طعامك المفضل 
كانت تهم بأن تشكره ولكن أسكتها وهو يضع سبابته أعلى شفتيها ويقول
لم أنتظر منك كلمة واحدة إلا أن تتناولي طعامك وإذا جفاكي النوم نحن أسفل بالمطعم ننتظرك نحن اتينا إلى هنا من أجل المتعة والتفتل بين شوارع الاقصر ومعالمها السياحية لا من أجل النوم 
أنهى كلماته ثم غادر غرفتها بهدوء عاد اليهن وعينياه مشدوده بين فنية وأخرى يطالع باب المطعم يعلم أنها قادمة وسوف تلبي رغبته. 
تناولت ندا القليل من الطعام ثم ابدلت المنامة بثياب أخرى تساعدها على الحركة ارتدت بنطال قماشي من اللون البيج وكنزة صيفية طويلة تصل إلى ركبتيها باللون الأسود وحجاب بيج ووضعت حقيبتها السوداء كروس ثم غادرت الغرفة بحثا عن مكان المطعم.
أقبلت عليهم ندا ببسمة مشرقة وجلست معهما وهي تضم صغيرتها إلى أحضانها. 
تبسم يوسف بلطف ونهض عن مقعده قائلا وهو يطالعهن 
هيا نستعد لجولتنا داخل الأقصر فقد غربت الشمس الحاړقة والطقس الآن يدعوا للبهجة والسرور.
غابت الشمس و هي تجر ثوبها الجميل وتلملم نورها وتمشي نحو الأفق البعيد لتعلن انتهاء وجودها في لحظة غياب قسرية لكن الشمس لا تخلف موعدها أبدا وما من أحد في الكون كله يستطيع أن يجبرها على البقاء فهي تختار الرحيل في كل يوم لكنها تملك من الوفاء ما يجعلها تعود مرة أخرى لتشرق من جديد.
طالعت ندا مشهد الغروب بفرحة عارمة ونظرت ليوسف قائلة بحماس 
يوسف التقط بعض الصور للمشهد الغروب انه حقا رائع
فقد بدأت السماء بتغيير لونها لتصبح حمراء الوجنتين ففي خطوط الشفق الأحمر من الصدق الكثير.
في لحظة الغروب تتجلى المشاعر الجميلة الممزوجة بالهدوء والحب والرومانسية الحالمة فكم من شاعر ألهمه منظر الغروب الساحر وكم من رسام شحنه غروب الشمس بالطاقة والإبداع فغروب الشمس هو أجمل النهايات وأعمقها وأسماها وهو دليل ولادة متجددة للشمس وكأنها تغرب من مكان لتشرق في آخر لأنها خلقت لتعطي. من أراد أن يشعر بالحب والحنين فليجلس ليراقب غروب الشمس وليتأمل هذا المنظر الساحر ويسبح الله سبحانه وتعالى الذي أودع سره في هذا المنظر الرائع الذي ينعكس على كل شيء ويتركه أجمل ورغم أنه انعكاس مؤقت إلا أنه يدوم سحره في القلب والعينين والروح فليس من العجب أبدا أن يكون الغروب ملاذا للكثير من الأدباء ليتغنوا فيه فالغروب الذي تصنعه الشمس هو ذات الشروق الذي يمنح الروح الحياة.
شاركها يوسف تطالعها لهذا المنظر البديع والتقط لها العديد من الصور في ساحة الغروب.
وبدأت رحلتهم إلى معالم الاقصر توجهوا إلى معبد الكرنك حيث الآثار الفرعونية والعراقة
في المساء داخل المعابد يتم عروض الصوت والضوء الساحرة التي تقام يوميا والتي تعتبر طريقة رائعة لاكتشاف معبد الكرنك يتخللها علي جانبي الطريق عددا كبيرا من تماثيل أبي الهول الصغيرة أو ما يعرف بطريق الكباش ويعتبر معبد الكرنك أكبر دار للعبادة مسور على وجه الأرض.
حيث تتسلط الأضواء المنبعثة من داخل المعبد ويصدح الصوت في أرجاء المكان معلنا عن الحديث عن كل صرح داخل المعابد ومتى بنيت وعن سبب التسمية وعن الالهة باللغة العربية الفصحى اللغة الانجليزية اللغة الفرنسية.
ويتم التقاط الصور التذكارية داخله وخارجه أنبهروا بجمال وعظمة الآثار الفرعونية كما شاهدوا المسلات وورق البردي وزهرة اللوتس المنقوشة على أعمدة المعبد والرسوم الفرعونية واللغة الهيروغليفية حضارة سبعة ألاف عام. 
وانتهت الأمسية الساحرة وعادوا إلى الفندق تناولوا العشاء ثم صعدوا إلى غرفهم متعبين يريدون النوم استعداد لتجربة الغد وزيارة المتاحف متحف الاقصر ووادي الملوك والبحيرة المقدسة..
قبل أن يخلد يوسف للنوم أرسل الصور إلى ندا عبر تطبيق الواتس اب 
فتحت الصور على الفور وارسلت اليه 
كان يوما مميزا حقا غمرتني سعادة لم أشعر بها من قبل
عندما قرأ ما أرسلته تبسم بفرحة وتسطح الفراش وهو يطالع شاشة هاتفه ورد مجيبا  
اللحظات الجميلة التي لا تنسى وتخلد بالذاكرة السعادة في وجود الأشخاص اللذين نحبهم ليست بالأماكن.
أجابته
صدقت يا شقيقي
شعر بالضجر بسبب ما تفوهت به ورد بغيظ
حسنا يا صغيرتي أخلدي للنوم غدا يوم شاق ومليء بالمغامرات سنلتقي صباحا
أحلام سعيدة
زفر بضيق وهو يغلق الشات بينهما ثم وضع الهاتف أعلى الكومود ومدد جسده بارهاق ولا زال شاردا في هذه الفتاة التي سړقت لب قلبه وأستحوذت على تفكيره لكنه في حيرة يتسأل داخله إلى أين ستأخذه مشاعره وهل لديه جراءة على المصارحة بما يخفيه داخل صدره أم يظل صامتا هل سيتحمل قلبه الصمود ويقيد مشاعره للأبد أم لديه فرصة على التحرر من قيود العشق
بعد طول تفكير وصراع مع الذات خلد للنوم وهو متخذ قرارا على إنهاء العاصفة الهوجاء التي أجتاحت كيانه...
أما عن ندا فقد جفاها النوم وقررت أن تجلس داخل شرفة غرفتها تطالع النجوم التي تزين السماء فهي تنبهر جمالهم عند النظر اليهم تجدهم نقاط صغيرة بعيدة الميال تفترش السماء الزرقاء كل نجم يحكي حكاية عن عاشقان ازدهرت مشاعرهم تحت ضوءهم اللامع وعن حبيبان تفرقا تحت أمسية ليلية ساحرة فكل نجم يحمل داخله قصصا وحكايا واقعية كان شاهدا عليها. 
تبسمت ندا وهي تشرد بخيالها المولع بالكتابة وكأنها تقف تحاكي النجوم وكل نجم يروي لها حكايات العشاق من محبة خصام وفراق. 
والقمر الهالة المضيئة التي تتوسد كبد السماء الحالكة في جوف الغسق واقفا شاهدا على ذلك. 
من ينظر له يسلط لمعة ضوءه الأبيض الساحر كأنه يجري تعويذة عشق أبدي بينهما فمن منا يطالع القمر دون أن ينجذب له ويسير معه خطوة ب خطوة بل يركض فرحا وهو يظن نفسه يتسابق مع القمر يمد يده ويحلم بأن يلمسه يشعر بقربه رغم بعد المسافات ينير عتمة السماء يتلألأ بزهو ويسبح بين النجوم والسحاب في منظر بديع من صنع الخالق سبحانه وتعالى.
لفحت وجنتيها نسمات الهواء البارد اغمضت عينيها لتستشعر جمال تلك اللحظة شعرت بأن الهواء يداعبها برقة وهي مثل الطفلة الصغيرة تبتسم بسعادة سرت قشعريرة بأوصالها وهي تتذكر أحداث اليوم إلى أن فتحت عينيها فجأة وهي تهمس بصوت خاڤت
ما بك يا ندا أجننتي.. لماذا خيالك يشرد إلى هذا الحد لابد أن أخلد للنوم الآن وأطرد من رأسي المزدحم تلك الأفكار الحمقاء هذا لا يعقل.. 
ثم اسرعت في خطواتها تدلف لداخل الغرفة وهي تقترب من الفراش ترغم نفسها على النوم قبل أن يجن چنونها بسبب التيه التي أقحمتها داخل فكرها الشريد.. 
الفصل الثامن
أنبثق نور الصباح معلنا عن بداية يوم جديد يحمل في طياته الكثير.
بعدما تناولوا طعام الإفطار معا في جو مبهج لا يخلو من المزاح والمشاكسة بين يوسف وشقيقته وندا تطالعهم بضحكة عفوية والصغيرة تشاركهم السعادة وهي تبتسم برقة.
نهض يوسف أولا عن مقعده وقال 
هيا بنا لنبدء مغامرة اليوم
إلى أين نحن ذاهبون
هتفت بها ندا بتسأل
أجابها يوسف بجدية 
سنذهب إلى متحف الأقصر أولا وبعد ذلك سنتجول بالصحراء ونحن نمطي الجمال والخيل
شهقت مريم بفرحة وهي تهلل قائلا
أريد أن أمطئ الجمل هذا حلم من أحلامي
ضحك يوسف على جنون شقيقته جذبها لصدره وهو يقبل راسها
حسنا سوف نحقق جميع أحلامك يا صغيرتي
ثم هبط لمستوى نور وقال 
وإنت يا حلوتي الصغيرة ماذا تحلمين هل ستشاركيني ركوب الخيل
أؤمت رأسها بالايجاب وهي تبتسم له
داعب خصلاتها البنية ونظر ل ندا قائلا 
وجميلتي ماذا تريد أيضا هل نتسابق معا بالجواد
هزت رأسها نافية وقالت بتردد
لا لن أفضل سباق الخيول ولا ركوبها أيضا
لماذا..
أخشى السقوط..
ضحك بخفة وقال هامسا بالقرب من أذنها
لن تسقطي وأنت معي... ثقي بحديثي لن ادعك تسقطين أبدا إلا بشيء واحد
وما هو ذاك الشيء
ارسل لها غمزة مشاكسة وقال 
ساخبرك لاحقا هيا لكي لا نتأخر
ساروا الجميع مغادرين الفندق واستقلوا الباص الذي يصلهم في جولتهم السياحية داخل الأقصر ومعالمها..
كان يوسف يوثق كل ما يرأه أمامه بكاميرته الخاصة وعندما وصلوا إلى حيث المتحف وبدء يتجول داخله أخرج دفترة ليخط بيده بعض الملاحظات التي رأها بهذه المدينة العريقة المليئة بالاثار الفرعونية والمتاحف والمعابد وكل شيء أمامه يدعوا للانبهار بعظمة القدماء المصريين وحضارتنا العريقة ولن ينسى ألتقاط الصور التي تجمعهم مع الأصالة والعراقة بما هو موجود داخل المتحف من قطع أثرية نادرة وقيمةمن التاريخ الفرعوني
كما يوجد التماثيل الخاصة بملوك الأسر المختلفة والمومياوات النادرة لملوك وأمراء الفراعنة فهو يجمع المئات من القطع الأثرية والعملات نادرة وغيرها من تاريخ الحضارة الفرعونية على مر العصور فسحر الحضارة الفرعونية يتجمع داخل هذا المتحف.
عند الغروب قرر يوسف أصطحابهم إلى قرية بدوية من أجل ركوب الجمال والخيول.
كان الطقس معتدل والأجواء ساحرة في الجنوب بعدما ترجلوا من داخل الحافلة ساروا على رمال الصحراء يتقدمون في خطواتهم إلى حيث الخيام البدوية المقامة على تلك البقعة من مدينة الأقصر وتحدث يوسف مع أحدى رجال البدو عن رغبته في ركوب الخيل والجمال وقد أستأجرا لشقيقته الجمل وساعدها على إيمتطاءه وكل رجلا بدوية يقود الجمل بها.
أما يوسف اقترب من ندا متسألا
هل ما زالت عند رائيك
أؤمت رأسها بخفة
تنهد بضيق وقال 
لا تخافين وأنا معك
لا ساظل اتابعك
كفى عن الخۏف واطردي تلك الهواجس من عقلك
ظلت متمسكة بالرفض فحمل يوسف الصغيرة ووضعها على ظهر الجواد ثم امتطئه وهو يمسك اللجام بقوة وضربه بخفة لكي يركض بهما بعيدا داخل الصحراء وندا مكانها تشاهدهم عن بعد.
ثم افترشت الرمال وجلست تنتظرهم ريثما يعودوا وهي تخط بأناملها على الرمال حروف أسمه يوسف
وتعود محوها وتنقش حروفا أخرى أحبك
ثم تهز رأسها بهسترية رافضة تصديق ما تشعر به تتسال داخلها كيف تتسلل لقلبها بهذا
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات