السبت 23 نوفمبر 2024

نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


الشكل كيف أصبح يتوغل باوردتها ويصل لقلبها ليستحوذ على مكانة خاصة كان صعب الاقتراب منها
هي من اوصدت على قلبها بأغلال من حديد بعد تجربتها القاسېة التي عاشتها كيف لقلبها أن يعود نابضا بالحب وما هو مصير ذلك الحب
عليها ارغام نفسها بعدم التفكير في هذا الذي يطرق باب قلبها بصخب لن تسمح له بالدخول فهي تشعر بالتشتت والتخبط وليس من حقها أن يسكن الحب قلبها فقد أقسمت على عدم فتحه مهما حدث.

نفضت تلك الأفكار العالقة بذهنها وحاولت استجماع شتات نفسها المبعثرة..
بينما هي شاردة انتهى يوسف من ركضه بالجواد هبط من أعلاه وحمل الصغيرة وانزلها فركضت نور إلى حيث والدتها تعانقها بفرحة وتهتف قائلا
هيا أمي جربي ركوب الجواد لا تخافي هو هادئ وجميل لم يؤذي
ضحك يوسف واقترب منها
ابنتك لا تخاف ركوبه واستمتعت به هيا لا تترددي فهي فرصة لا تعوض
جذبتها نور وهي تلح عليها بأن تمطئ الجواد ونظرات يوسف تطمئنها فقررت ان تخوض تلك التجربة.
ساعدها يوسف علي امتطائه وقبل أن يركض بها الجواد شعرت برجفة تحتل أوصالها أغمضت عينيها وصړخت قائلة
لا يوسف لن تتركني أريد أن اترجل
لب يوسف رغبتها امسكها من خصرها لكي تترجل من أعلى الجواد وظل قريبا منها وعيناه تعانق عينيهاهمس متسألا بقلق 
لما كل هذا الخۏف
ازدرءت ريقها وهربت من حصار عينيه قائلة بتوتر
هذا أنا ولن أتبدل ساظل كما أنا
نظر لها بعدم فهم ثم قال
ماذا حدث اريد أن افهم وعن أي تبدل تتحدثين ندا انت تفقديني صوابي لم اعد افهمك يا فتاة
لا عليك لا تكترث للأمر
زفر بضيق وجلس پغضب أعلى الرمال ثم هتف مناديا لشقيقته لكي تأتي هي الأخرى.
شعرت ندا پغضب يوسف جلست بجواره تهمس بجانبه 
أنت غاضب من
لن تشغلي بالك لا يهم
قالت منفعلة
كيف لا يهم هيا أخبرني اعتذر أذا كنت سبب غضبك وحزنك هذا
نظر له بحب قائلا
لم اغضب منك ولكن ڠضبي من تصرفاتك الحمقاء أشعر بانك تخفي علي شيء ولم تبوحي به وهذا يغضبني ويشعرني بالعجز فأنا غير قادر على تخفيف حزنك ومشاركتك كل شيء
لم أخفى عليك شيء صدقني فأنا كتاب مفتوح أمامك
ولذلك أشعر بهذا وسوف أعلم بالأمر يا ندا
نهض من مكانه يسير في خطوات واسعة مبتعدا عنها زفرت بضيق وقررت أن تلحق به وسارت جانبه وهي تقول مازحة
يوسف انتظر خطواتك سريعة وتجعلني اركض خلفك انتظر
تسمر مكانه وقال ببرود
لماذا تركضي خلفي ماذا تريدين من
شعرت بالحزن وكادت ان تبكي فدارت وجهها عنه وهمت بالابتعاد أمسك بساعدها يمنعها المغادرة
انتظري يا مچنونة انا أمزح معك هيا اجلسي أريد التحدث معك بجدية 
جلست ندا منصاغة لحديثه 
تبسم لها بحب وقال 
ما رأيك في مشاركتي مشروع خاص بدار كتب 
لمعة عينيها بفرحة وقالت بحماس 
حقا... هل أنت جاد 
بكل تأكيد
ثم استطرد قائلا 
أبحث عن مكان مناسبا وفعلت بنفسي دراسة الجدوى اتمنى انا تشاركيني هذا الحلم 
وأنا سعيدة جدا بهذا القرار يوسف وأنا موافقة بالطبع على مشاركتك هذا الحلم لانه هو حلمي أنا أيضا. 
قال يوسف هائما 
وأنا أود أن تتحقق كل أحلامنا ندا 
تبسمت له برقة وقالت 
بإذن الله سوف نحقق كل ما نتمناه يا يوسف 
يوما ما ساخبرك بحلمي الآخر 
هتفت بجدية 
هيا أخبرني متى أتتك تلك الفكرة وعن كل شيء خطط له 
هتف يوسف بجدية 
تعلمين أنه حلمي كما اعشق القراءة والكتابة والادباء العظماء والمفكرين أود أن أغير مسار الكتابة كثيرا من الكتاب لا يجدون فن الكتابة الإبداعية وأخرىن يستحقون أن يتواجدوا على ساحة الأدب مهدور حقهم أعدك سوف نحدث طفرة في عالم الرواية والأدب. 
وانا واثقة من ذلك يوسف اريد أن أعلم منك الفرق بين الروائي الأديب 
أجابها يوسف قائلا
كل أديب كاتبا ولكن ليس كل كاتب أديبا لأن الروائي يكتب الشعر والرواية والقصة والخاطرة أما الأديب فيكتب في مجالات مختلفة كالاقتصاد والسياسة والتاريخ الفلسفة علم نفس وغيرها من مجالات الحياة.
وليس من اختصاصه الفلسفة ولا علم النفس ولكن يتكلم بإطلاعه عليهما يجب أن يكون الأديب فيلسوفا متعمقا ذو نظرة وعمق ومن أسسه هو الإلمام وإلاطلاع والبحث والقراءة الكثيفة والمكثفة والفحص والتفحيص ومن أختصاصه التفلسف والتعمق في الحياة وايضا يكون ذو نظرة واسعة ومختلفة و كثير الرؤيا.
أما الكاتب الروائي يحتاج وقتا طويلا ليصبح أديبا
الكاتب الجيد يملك خيالا وأسعا يتحرر به من كافة قيود الواقع ليسبح في فكره وخياله المليء بالمتعة والدهشة هو من يعبر عن قضايا مجتمعه نثرا وهي مهنة معتمدة اعتمادا كبيرا على الموهبة ولكن لا بد أن يصقل هذه الموهبة بالدراسة والتعلم والتثقيف وقد يكون روائيا أو ناقدا أو ناقلا للأحداث أوكاتب سيناريو أوصحفيا والكاتب المبدع هو إنسان متعدد المواهب كثير الاهتمامات شديد التعاطف مع من حوله متعطش دائما للمعارف شغوف وذلك سيمنحه الاستمرارية والقدرة على مواكبة ما يطرأ في عالم الأدب والإبداع 
الكاتب الجيد هو في الأصل قارئ جيد ومن دون الاطلاع لن يصبح كاتبا موهوبا مهما فعل ولابد ان يكون واثقا بنفسه وبما يكتبه ولديه وإلمام بالثقافة والمعرفة بكل شيء في المجتمع الذي يعيش به أو معرفة ثقافات الشعوب الأخرى ويختار موضوعاته بحكمة ويصل رسالته من خلال ما يقدمه. 
طالعته بإنبهار وقالت
تعلم أنك شخص لا مثيل لك وأراك كاتبا ناجحا لماذا لم تحاول الخوض في الجانب الأدبي وتصبح روائيا عظيما 
ضحك بخفة وردد قائلا
أنا قارئ جيد وعاشق لرائحة الورق بل اتنفس عشقها وأقرا بلذة وشغف لكني أكتفي بكوني صحفيا يناقش بعض القضايا الهامة من خلال مقالاتي ومصورا ناحجا في عملي لكن خوض تجربة الكتابة ليس من اختصاصي رغم أفكاري العديدة ودائما أسعى للتطلع والمعرفة بكافة مجالات الحياة في العلم والتاريخ والثقافة فالإنسان مهما حيا إلا أننا دائمين نشعر بالنقصان. 
ثم استطرد قائلا 
دعينا نتحدث عن مشروعنا الخاص كيف سنأسسه 
هتفت بتسأل  
هل أخترت أسما لدار النشر 
بالطبع وسيظل الأسم مفاجأة ساطلعك عليه فيما بعد هيا لابد أن نعود للفندق الآن..
مر الوقت سريعا وانتهت الثلاث ليالي اللاتي اقضاهما بتلك المدينة العريقة بأثارها وتاريخ حضارتها وعاد كل منهما إلى منزله وبدأت خطة الاستعداد لإنشاء دار النشر الورقية التي شغلت يوسف طوال الوقت ..
وبعد مرور شهرا حان موعد إفتتاح الدار وأجرا يوسف الدعايا الخاصه بها من خلال عمله صحفيا وبدأ يتحقق الحلم ويكون على أرض الواقع وهنا كانت المفاجأة الأولى عندما أعلن يوسف عن أسم الدار.. 
دار عميد الأدب العربي للنشر والتوزيع 
وحضر الافتتاح الكثير من الكتاب المبدعين في مجال الكتابة الروائية المصورين لينقلوا الحدث من خلال عدسات الكاميرات. 
وجدها فرصة لكي يبوح عن مشاعره وسحب ندا من يدها قائلا 
أود التحدث معك بأمر هام 
تبسمت له وقالت بسعادة وهي تتطالع الوجوه قائلة
يوسف أنا سعيدة جدا بهذا النجاح الذي حققنا سويا ولكن لك الفضل الأكبر في ذلك النجاح المبهر 
حسنا وانا أريد ثمن كل ما فعلته هل تقدرين على منحي ثمن كل ما فعلته من أجلك 
لم أفهم مقصدك 
تتجوزيني يا ندا..
هتف بها يوسف وعيناه تحتضن عينيها
نظرت له بتوتر وقالت ببسمة هادئة
كف عن المزاح يوسف
همس بصدق بالقرب من اذنها
ولكن هذا ليس مزاح أنا اعي تماما ما اتفوه به هيا أجيبيني
رفعت عينيها تعانق عينيه بدهشة
عاد يوسف يردد 
ساخبرك بها ثانيا هل تقبلي الزواج مني
ندا بملامح حزينة قالت 
أعلم أنك تشفق علي وعلى ابنتي ولكنك لست مضطر لذلك يوسف
هز رأسه نافيا 
اصمتي نهائيا ولا تتحدثي عن أي شفقة تتحدثين يا بلهاء كيف لا تشعرين بحبي لك ندا أنا مغرم بك وكل ما أريده أن تصبحين زوجتي ويرتبط أسمك بأسمي إلى ما لا نهاية
همست بتردد وعينيها تنهمر منها دمعة خائڼة
لا يعقل يوسف هذا جنون
قاطعها باسما
وما الحب إلا جنون العاشقين
يوجد فوارق كثيرة تمنعنا
زفر بضيق وقال 
أعلم جيدا فارق العمر بيننا وليست معضلة بل بالعكس أراك طفلة صغيرة ولم أشعر يوما بفارق العمر كما أنني لست بطفل أمامك أنا شاب يافع ورجل جذاب ووسيم لن تنكري ذلك
تبسمت له وقالت
مغرور
ضحك هو الآخر واجابها
لست مغرور إنما اثق بنفسي تماما وأنا مغرم بك
يوسف ليس العمر وحسب نسيت نور أنا مطلقة ولدي طفلة وانت لا زالت صغيرا لم يسبق لك الزواج وسوف يعارضنا الجميع العائلة لن تقبل بذلك والمجتمع الذي نعيش فيه لن يسمح لنا بذلك أيضا سنجد عثرات كثيرة تمنعنا
امسك بيدها وقال بصدق
سوف امحي كل العثرات من طريقنا فقط كل ما يهمني هو أنت ونور فقط
ولكن اخاڤ
مني
اخاڤ اقبل ف اخسرك يوسف وأخاف أرفض أكسرك وتبتعد عني
لم أفهمك... ندا أنت تحبيني أم لا
لم أحب أحد مثلك لكن اخاڤ خسارتك كصديق وأخ هل ستظل صديقي الذي يفهمني و يسمعني دون جدال ستظل أخي سندي وحمايتي وأماني وملاذي الذي سيكون جانبي دائما كل ما أحتجت أليه أجده أمامي... أنا خائڤة على صداقتنا أن تنتهي بسبب هذا الحب كل ما اتمناه ان تظل شقيقي وصديقي ودرعي الواقي من صقيع الدنيا وجراح الايام.
احتضن كفيها بين راحته وقال وهو يطالع عينيها بحب
أنا لم أكن يوما صديقك كنت أمثل دور الصديق والأخ لأخفي مشاعري الحقيقية وراء قناع الأخوه أنا أحبك منذ أن رأيتك منذ أول لقاء جمع بيننا وشعرت بشرارة الحب أوقدت قلبي من غفلته كل شيء قدمته لك كان من أجل حبي مشاعري لم تتغير من صداقة وأخوة لحب لأنها منذ البداية وأنا أحبك
انهمرت دموعها كالشلال وهي تقول 
أول مرة أجد ما اتمناه حبيب صديق أخ أب في شخص واحد
ماذا قولتي 
يوسف أنا أيضا أحبك لا بل أعشقك وكنت دائما أتهرب من ذلك الاحساس وأخفي تلك المشاعر داخلي فقط لأنها من حقها أن تظل في الخفاء
لا ندا ستخرج مشاعرنا للدنيا ولن نخجل منها لن نضيع سعادتنا من أجل الناس سنتمسك بسعادتنا ونعيش حياتنا كما يحلو لنا لا كما يرأها الآخرين
مدها بنظرات أمنة حانية يبث داخلهما القوة والثقه بالنفس لكي تستطيع أن تتلاشى ما حدث بالماضي وتنظر أمامها وتطوي صفحاتهنجح هو في محو ندوبها الغائرة وبدل حزنها لفرح وشقاءها لسعادة. 
غمرتها سعادة لم تذقها من قبل كلما طالعته تجد نظراته الحانية تحتويها تعانقها دون لمسها يقشعر جسدها بلذة العشق التي نثري داخل كل ذرة من أوصالها لقد منحها الله السعادة الحقيقية التي كانت مفتقدة أياها انهمرت دموع الفرح. 
تهللت أساريره وقال بصوت مسموع استرق جميع الحضور 
تتجوزيني يا ندا 
لم تجيبه إلا
أنها ارتمت داخل أحضانه في عناق قوي ليضمها الاخير إليه بشدة لتلتحم أجسادهم كما ألتحمت قلوبهم ذابت ندا داخل حصونه فهو مأمنها وملاذها حصنها المنيع وعشقها الأبدية النور الذي لا يظلم أبدا والشمس التي لا تختفي عن المغيب هو النغمة الشجية بين شفتي الحياة الحب الخالد الذي فتح أبوابه لها وأنار دروبها هو ضوء القمر الذي يغمرها بنوره بجمال عواطفه في محبة وبهاء ضجة هائلة تصدر عن قلوبهم. نبضات واضحة منبثقة في قلبهم النابض بصخب كل نبضة تكشف عن سر مكنون في كلاهما يجتمع بينهما حب الآخر.
عاطفة رقيقة تجتاح أرواحهم قبل تعانق أجسادهم....
تمت.. 

 

12  13 

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات