السبت 30 نوفمبر 2024

مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 36 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


والفرح يدق قلبك من تاني 
ابتلع ريقه بتردد يريد ان يتسأل عن محبوبته وقبل ان يتحدث سبقته جدته التى قرات عيناه لتجيبه بصدق 
عمك صالح فى المستشفى وفيروز جنبه دلوقتي 
جحظت عيناه پصدمه مستشفي ... ليه 
بقاله أسبوعين محجوز فى العنايه واخوك ومراته من وقتها مابيسبوش دريه وامبارح بس فيروز رجعت لم عرفت بتعب باباها 

لم ينتظر الكثير فاخبر جدته بانه عليه التوجه الان الى المشفى وعلى الفور غادر الفيلا وهو يقود سيارته فى عجاله ليصل الى فيروزته ليسبل عيناه برؤيتها ويطمىن قلبه وان يكون جانبها فى تلك المحنه التى تمر به ...
اما الوضع بالمشفى داخل غرفه صالح مشهد يدمع له القلب قبل العين فهاله من الصدمه محاطه بفيروز التى لم تستوعب حقيقه فقدانها لوالدها ..
اتى الطبيب المعالج ليفحصه ويتأكد من ۏفاته ثم نظر لهم باسف وعلامات الحزن مخيمه بصفيحه وجهه 
البقاء لله 
ثم دثرة بالغطاء الابيض واخفى معالم وجه والدها لتفيق من صډمتها وتقترب من والدها بصړاخ قوي هز ارجاء المشفي حاول الطبيب ابعادها وهى مازالت كالمغيبه تصرخ منادتا لوالدها لا تصرخ الا باسمه لا تعى من حولها ولا تكترث لتلك الايداي التى تحاول تكتيفها وابعادها عن جسد والدها الحبيب .
فى ذلك الوقت كان يبحث عن عرفته ليسرع بخطوات اشبه لركض ولكن عندما أستمع لصړاخها القوي الذي يهتف بحرقه اهتز قلبه هلعا والقى بباقه الورود التى كان يحملها بين يديه ودعسها تحت اقدامه وهو يركض بإتجاه الغرفه التى يصدر منها صرخات متتاليه لم تكف ولم تهدى ولم يقدر احد على ردعها ولا منعها من الاقتراب لجثمان والدها الذي فارقت روحه الحياه باكملها ..
وقف متسمرا مكانه جاحظ الاعين وهو يشاهد ذلك المشهد امام اعينه ..
تتعالى صرخاتها وهى بحاله يرثي لها تبكي الحجر وليس البشر فقط ردءها ملتخط بدماء والدها بحاله من الهستريه ترفض التصديق عقلها الصغير لم يريد استعاب الصدمه تنظر بين الوجوه بعيون تملئها الحسره تبحث عن وجه والدها ليهوي جسدها ارضا متكئه على ركبتيها فلم يعد لديها قدره على الصمود .
أسرع نديم إليها يحتويها بين اضلعه يشدد عليها بقوه يريد ان تسري داخل اوردته يريد اخفائها بين ضلوعه بجانب قلبه ياليتها ترا مكانتها بقلبه وتعلم بمدا عشقه لها انسابت دموعه بصمت يضمها لصدره بقوه وكانه يخشى فقدانها لا يريد ابعادها عن احضانه فاحضانه هى مسكنها التى يريد ان تعود اليه ..
لم يعد لديها القدره على الصړاخ حاولت ابعاد ذلك الجسد الضخم الذي يحاط بها فهى لا تريد موساة من احد ولا نظرات الشفقه التى سوف تراها باعين الجميع بعدما خسړت والدها وأصبحت بلا ظهر او سند فقد انقسم ظهرها وتعرى ولم يعد لديها والدها الحصن الساتر لها الحصن القوي والسد المنيع من عثرات الحياه وتقلبات الزمن ..
ابعدته عنه وهى تنظر له بجمود ولم تستطيع التفوة بكلمه تفاجى نديم بردة فعلها لذلك ابتعد عنها برفق ومازالت عيناه محتضنها يخشي عليها ان تصاب بنوبه الاختناق التى تداهمها .
ظالت مكانها راكعه على ركبتيها بجانب فراش والدها تنظر لجسده المواري تحت الغطاء الابيض بعيون متسعه فقد كانت الصدمه اكبر من عقلها على الاستيعاب .
فى تلك اللحظه أتت رهام وزوجها لټنهار دموعها عندما وجدت والدها فارق الحياه ظلت تبكي وتصرخ لتضمها والدتها وتشدد فى احتضانها والدموع تنساب على وجنتهم لم تكف .
وقف نبيل بجانب نديم مصډوما على ذلك الحال 
بعد مرور نصف ساعه اتى طاقم التمريض وطلب من الجميع مغادره الغرفه من اجل تغسيل الچثمان وتكفينه وتجهيزيه لملقاة ربه ..
ترجلا الجميع من الغرفه الا هى فلم تعد قدميها تحملها على السير ولسانها عاجز عن الكلام لياتي عامر يساعدها على النهوض وهو محتضن كتفها لتجر اقدامها جرا .
دفنت وجهها بصدره فلا تريد النظر لاحد بعد رؤية وجه والدها الباسم فقد كانت بسمته لا تفارق محياه لذلك لا تريد أن ترا وجه اخر غيره ..
شعر نديم بالڠضب داخله فاصبح الان غريبا عنها واخر يضمها ويواسيها احزانها لم يعد قادره على رؤيتها باحضان غيرة حتى وان كان شقيقها ابتعد عن المشفى من اجل ان يتوجه لاحدى متجرات الملابس وانتقاء لها ثياب سوداء بدلا من ثوبها الملطخ بدماء والدها .
عاد بعد مرور خمسه عشر دقيقه وهو يحمل حقيبه بلاستيكية به ثوب وحجاب واعطاهم لعامر ليتفقد عامر وضع فيروز الذي يرث له ثم مد يده لاخذ ما جلبه نديم وهو يشكره ليهز له نديم راسه بخفه ثم ابتعد عن المكان. .
ساعدها عامر على النهوض وطلب منها ان تبدل ثيابها بتلك الثياب بالفعل انصاغب لمطلبه وابدلت ملابسها وعندما انتهت من الارتداء نظرت لثوبها العالق به دماء والدها لتضمه لصدرها وتقبل تلك الډماء التى جفت اعلى ثوبها فلم يتبفى من والدها سوا اثر الډماء وستظل محتفظه بهم كما هم ...
شيعت جثمانه بعد أن تم الصلاه عليه ومن ثم التوجه الى مثواة الأخير بمقاپر العائله فى السيدة زينب حيث نشأته لم يحضر شقيقه رغم ان فيروز طلبت من عامر اخبار عمها اقتصرت مراسم الډفن على القليل من عائلته بحضور زوجته وبناته وبعض من اصداقه وزوج رهام ونديم وعامر ووالدته التى ظلت بجانب ابنة شقيقتها .
أنتهى الشيخ من قراءة ما تيسر من القرأن الكريم ثم طلب من الجميع الدعاء للمټوفي وبعد مرور بعض الوقت بدء الجميع من مغادرة المقاپر شخص يليه الاخر ابت فيروز المغادره وابتعدت عن قبر والدها لتنظر للجهه المقابله الى حيث قبر والدتها جلست امامها تخبرها بان والدها قد عاد إليها وظلت تبكي بنحيب وتتحدث مع والدتها لعدة دقائق فى ذلك الوقت تركها عامر تبوح ما بصدرها وابتعد عن المقاپر هو ووالدته فى انتظار انتهاء فيروز من الحديث مع والديها و توديعهم الوداع الأخير ..
عاد نديم الفيلا وجد جدته فى انتظاره وعلامات الحزن مخيمه على محياها 
اقترب منها يقبل وجنتها وجلس بجانبها يضع راسه بحجرها تعلم بمدا حزنه على فقدانه لذلك الرجل الوقور الذي يحترمه ويكن له مشاعر صادقه وبين حزنه أيضا على فيروزته التى قريبه وبعيده فى ذات الوقت لا يستطيع جذبها لصدره ويحاول ان يخفف عنها حزنها وخسارتها لوالدها يلعن نفسه ميئات المرات على تسرعه بالانفصال عنها .
ظلت تمسد على خصلات شعره القصير برفق ولم

تريد الحديث تركته كما هو انسابت دموعه بصمت لتخرج بعد ذلك صړخة ألم تخرج من اعماقه لينتفض جسد جدته وهى تبعد راسه برفق 
تعالي يا حبيبي تعالي فى حضڼي ماحدش عارف بكرة مخبيلنا ايه تنام ڼار تصبح رماد تعالي فى حضڼي ياقلب ستك 
ارتمى باحضانها وهو يهمس بصوت مبحوح فيروزة حالتها صعبه اوى يا تيته ومافيش حضڼ زى حضنك تبكى فيه وتشكي ۏجعها قلبي موجوع عليها اوى بلوم نفسي الف مره ان طلقتها وبعدت عنها مافكرتش فيها هتكون عاملة ازاى من بعدي فكرت فى نفسي واللى يرضيني أنا وبس أنا اناني اوى اتخليت عنها بدل مااخدها فى حضڼي وخبيها من الكل الناس يولع قلبي اللى ډخله الشك من ناحيتها اختارت نبيل وأنا عارف ان هو السبب والغلط والتجاوز كان منه هو اختارت اخويا عشان وعدي لحضرتك ولبابا الله يرحمه دوست على قلبي وعلى حياتي عشان اخويا اللى مش هامه حياتي ولا سعادتي وأنا كل همي ان اسعدة نبيل خاف من فيروز وعشان كده شككني فيها وفى اخلاقها ووصلي انها اتجوزتني بس عشان بتحب نبيل وعايزة تفضل تشوفه وأنا عارف قلب مراتي في مين نبيل لسه عيل صغير مش فاهم حاجه فى الدنيا لسه بيغلط وأنا بصلح وراه لسه مش قد المسؤوليه خسرني مراتي وحياتي وخسر الشركه والمصانع كتير حتى لو عايز يكون جنب مراته فى تعب والدها يخلي حد يمسك مكانه يتابع الشغل ولو ساعه واحده بس لكن أقول ايه انا السبب لم وثقت فيه وسبتله الشركه يعمل فيها ما بداله دلوقتي بحاول الملم وراه واشوف حجم الخساير ايه والصفقات اللى خسرناها والعقود اللى ملزومين بيها يعنى انا جاي عشان اصلح بردو ورا نبيل أنا بجد تعبت والله تعبت من كل اللى بيحصلي ده قوليلى أعمل ايه طيب .
هزت رأسها بالنفي مش عارفه يابني اقولك ايه ده اخرة دلعنا فيه هو لسه طايش والمسوليه كبيره اوى عليه عارفه يا حبيبي وحاسه بيك بس أنا قولتلك يا نديم فكر كويس يابني قبل أي قرار تاخدة رد مراتك لعصمتك تاني ده هيريحك وخد مكان تاني تعيشو فيه يا حبيبي 
مااقدرش أبعد عنك يا امي ومش قادر أقول نبيل اللى يبعد عشان لسه حاسه مسئول مني ومش قادر أتخلى عنه ام رد فيروزة لعصمتي تاني لازم بموافقتها ونكتب كتاب جديد عند مأذون لان الطلاق تم عند مأذؤن ربنا يسهل وتخرج من حزنها وبعدين نفكر ونشوف هنعمل ايه 
ربنا يقدملك اللى فى الخير يا حبيبي ..
نظرت دريه حولها بترقب .
وجدت ابنتها التى مازالت تذرف الدموع على فقدانها لوالدها وزوجها جانبها يحاول التخفيف عنها .
وبحثت عن ابنتها الأخرى حقا فهي ابنتها الكبرى اول من نطقت حروف اسمها هى فيروز اول من خطت بقدميها اول خطواتها كانت ممسكه بيدها هي استمعت لاجمل كلمه تخرج من بين شفاها الصغيرة وهى كلمه ماما كان لها سحر خاص ولذة وفرحه لا توصف اين هى الان اين اختفي حبها من قلبها اخر ما لفظ به زوجها قبل ان يغادر الحياه كانت توصيته على إبنته الكبرى التى اصبحت يتيمه الاب والام معه ..
نظرت الى ابنتها بتسأل اختك فين يا رهام 
كفكفت رهام دموعها ونظرت الى والدتها بحزن ماعرفش 
اجاب نبيل ببرود كانت مع عامر 
اتصليلي باختك دلوقتي خليها تيجي بيتها هنا ووجودها هنا وسطينا فى بيت ابوها 
بحثت رهام عن هاتفها واجرت الاتصال لتنظر الى والدتها بعد ثواني موبايل فيروز مغلق 
اتصلي بعامر بخالتك مريم وهاتي أنا اكلمها 
حاولت الاتصال بعامر لياتي هاتفه مغلق أيضا 
ولكن عندما هاتفة خالتها مريم اعطت الهاتف لوالدتها 
بعد ان غادرو المقاپر توجهو الى منزل خالتها ودلفت لغرفتها لتختلى بنفسها بين جدرانها وحدقتيها تنظر للفراغ والدموع تنساب بغرازه دون توقف ..
رق قلب بسنت وهى تنظر لها والأخيرة لا تشعر بأحد وكانها بعالم اخر بعيدا عن ذلك الواقع المرير ..
تركت الغرفه بهدوء واقتربت من زوجها تهمس له بوضع فيروز لينتابه الشعور بالقلق فركض الى غرفتها يتحدث معها ولكن وجدها فاقده الوعي ولكن جسدها يتشنج والبروده تسري باوصالها انتفض مذعورا ليهاتف الطيب ...
اعطت الهاتف لابنتها بعدما يأست من اجابه مريم على
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 52 صفحات