متيم بغرامها فاطيمة يوسف
أزرار قمصيه الأبيض وكأنه بتلك الحركة سيدخل الهواء إلى صدره يشعره بالراحة ولو قليلا وحدث حاله بضيق بصوت خفيض وهو ينظر إلي المكان من جميع اتجاهاته وقد رأى الازدحام حوله بطريقة لم يراها من ذي قبل
_ أووووف زحمة بطريقة أوفر وحر وريحة لاتطاق ربنا يسامحك يابابا على اللي انت عملته فيا ده
ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهاتف والده وما إن آتاه الرد حتى ردد بطريقة منفعلة
وأكمل وهو ينفخ پغضب
_ مش عارف ليه بتعمل معايا كدة كأني مش ابنك الوحيد والله !
رد ذاك الجالس في مكتبه وهو يستند بكبرياء اعتاد عليه
_ متأفورش عاد أني وديتك بلدي اللي اتربيت فيها سنين شبابي وعارفها كويس ولو مكملتش فترة الانتداب بتاعتك انت عارف تحذيري يافارس
_ أمممم ... تمام يابابا بهدل فيا على كيفك لما أشوف أخرة اللي بتعمله معايا ايه ! سلام .
أغلق الهاتف ودلف إلى ذاك البهو الواسع وهو يتمشى في حديقته بكبرياء لم يسبق من قبل ولكن عند فارس عماد الألفى ذاك الشاب الثلاثيني إلا ثلاث سنوات ذو الطول الفاره والجسد الرياضى والبشرة البيضاء
انتظر طلب من بالأسفل ثم بعد خمس دقائق طلب المصعد وانتظر قليلا حتى توقف وانفتح الباب
خلع نظارته وأمسكها بيده ثم نظر إلى المصعد يتفحص العدد الموجود فيه ولكنه وجد تلك الفتاة التى تقف تعدل حجابها في مرآة المصعد وما إن رأته حتى أشارت بيديها قبل أن يدلف وهي تمنعه
اتسعت مقلتيه وهو ينظر إليها باستنكار من هرائها من وجهة نظره ثم نطق بنبرة استيائية مفتعلة بعض الشئ من طلبها الغريب وهو لم يعطي طلبها أدنى اهتماما ودلف على الزر وكل ذلك في غصون ثواني
_ نعم يا آنسة !
وقبل أن يكمل كلامه أشارت إليه بيدها قبل أن يضغط على الزر
لم تكمل كلامها وقد انغلق باب المصعد وبدأ في الصعود تحت تذمرها فعقب هو على طريقتها اللامعقولة من رأيه
_ هو أنا راكب مع السفيرة عزيزة وأنا مش واخد بالي ولا ايه يعني !
ثم نظر إليها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها مكملا سخريته منها
_ أنا لو عليا ميشرفنيش أركب مع إللي شكلك والله
مرددة بتحذير
_ لو سمحت احترم نفسك وانت بتتكلم
وأكملت بنفس التحذير بطريقة جادة لاتقبل النقاش
_ أو لو سمحت متتكلمش عاد لأن مش من الذوق انك تتكلم بالطريقة داي مع بنت
ثم لوت شفتيها بامتعاض وهي تنظر إليه بنظرة استيائية
_ والله صحيح مش بالمناظر بيبقوا بجلابية وعمة بس ينض رب لهم تعظيم سلام من أخلاقهم العالية .
اقترب منها وبعينين حادتين كالصقر نظر إليها وأمسكها من يدها وهو يهزها پعنف ولم يراعي أى شئ
_ انت بتقولي ايه يابت انت شكلك اټجننتي في دماغك ويومك مش هيعدي النهاردة ولعبتي في عداد عمرك يابنت الصعيد .
كادت أن تنتزع يدها من يده كي توقف الاسانسير ولكن حدث مالا يحمد عقباه فقد انقطع التيار الكهربائي وهم واقفون منصدمين مما حدث
شحب وجهها پخوف شديد فهي لديها فوبيا الأماكن المغلقة وتشعر بالاختناق الشديد ورددت بړعب هائل بان على معالم وجهها ومازالت يداه عالقة في كتفها ونطر إلى وجهها الذي حقق في ملامحها للتو
_ دي مش معاد قطع النور ايه اللي بيحصل دي
ثم وجدها تتمسك بيده بشدة جعله شك في أمرها وباليد الأخرى تحاول فكاك حجابها قليلا من على عنقها وأكملت بصوت عال وهي تقترب من الباب
_ لو سمحتم شغلوا المولدات إحنا في الأسانسير .
أما هو لم يرمش له جفن من انقطاع التيار الكهربائي فهو ذو مشاعر صلبة والخۏف لايعرف طريقه ولا يحبذ أن يراه أحدا بمظهر ضعف ثم نطق بنبرة ساخرة وهو ينفض يدها من على ملابسه بطريقة استيائية
_ دلوقتي ماسكة فيا ومن شويه كنتي عايزة تفج ريني
وأكمل وهو ينظر لطريقتها بغرابة ولم يفسر مظهرها ذاك انها مړعوپة وخائڤة
_ إنتي مچنونة يابت إنت ولا بتستعبطي عليا وبتعملي الحبة اللي كل واحدة بتعملهم لما تشوف شاب جذاب .
أبعدت يدها بوهن والشعور بالاخت ناق لديها يزداد وبالتحديد عندما استمعت إلى العامل في الخارج ينوه عن حدوث عطل في المولدات أيضا ثم نظرت له بنفس نظرته الاستيائية وهي تهدر به بنبرة صوت خفيضة كي لا تفقد طاقتها التنفسية في العراك مع ذاك المتعجرف
_ جذاب ! هو إنت مفكر نفسك مين يابتاع إنت
معرفاش البلاوي داي بتتحدف علينا من أنهى حتة
ما إن استمعت أذناه إلى ما قالته وسبابها له حتى نظر إليها پغضب شديد وقد برزت عروق رقبته من غضبه العارم ثم اقترب منها ونظر بعينيها مهددا إياها بفحيح
_ مش بقول لك شكلك لعبتي في عداد عمرك ده انت يومك مش فايت النهاردة
وأكمل بنبرة حادة وهو مازال ناظرا إليها نظرته التي حقا أرعبتها وأشعرتها بالحماقة نظرا لذاك المكان المتواجدين فيه وبالتحديد أنها على وشك الإغماء
_ اعتبري نفسك من النهاردة في خط ر وخافي على نفسك علشان لسانك اللي أول حاجة هعملها هق صه لك وهندمك على كلامك ده
وكاد أن يكمل ته ديده لها إلا أنه لاحظ وضع إحدى يداها على بطنها والأخري على جبهتها ويبدوا على وجهها التعرق الشديد وفجأة ارتمت أرضا بعدما دارت بأعينها في المكان الضيق ثم فجأة غابت عن الوعي وارتمت أرضا
نظر لها بذهول ثم هبط لمستواها وأمسك بالعرق النابض بيدها كي يستشعر نبضها
ثم رفعها أرضا من أسفل رأسها وهو يحاول افاقتها ولكنه لم يستطيع فقام بفك الحجاب من على رأسها ورماه أرضا كي يجعل الهواء يصل لرئتيها كما اهتدى له عقله
وحينها انسدل شعرها الأحمر الڼاري على يده فتح فاهه من مظهرها أمامه بوجهها المستدير الأبيض ثم وجد حاله يحت ضن وجهها بين يداه بعدما أسندها على حائط المصعد ولسانه تفوه بوله
_ يخربيت جمال أمك ده حتة القماش دي مدارية حلويات
ثم تذكر حديثها اللاذع له وأكمل
_ بس لسانك عايز مبرد
ظل يتحسس وجهها ويس تبيح النظر إليها دون أن يراعي حرمة جس دها ولا ضعفها الآن وهي غائبة عن الوعي
ثم استفاق من حالة اللاوعي التي أصابته وقرر إفاقتها ولكن اهتداه عقله لشئ ما وأصر عليه أن يفعله فقام بتوجيه هاتفه على وجهها وقام بتصويرها فيديو وهو يهبط بخصلاتها على وجهها قام بإفاقتها فظل يدلك جبينها وأعلي أنفها بحركات هو كطبيب يعرفها جيدا إلى أن فاقت وبدأت بفتح عينيها رويدا رويدا ونظرت حولها بنظرات مشوشة وجدت نفسها مازالت داخل المصعد فشعرت بالإختناق الشديد مرة أخرى وهمست بصوت مرهق وهي ترفع ساعدها تنظر إلى ساعتها بعيناي مشوشة
_ زعق وعلى صوتك بقى لنا عشر دقايق كدة هم وت .
استمع الى نبرتها الرقيقة وهي تتحدث في أشد حالات ضعفها الآن فحركت داخله وسرت القشعريرة في جس ده من مظهرها ذاك أمامه ثم اقترب من وجهها قائلا
_ مانت طلعت حلوة أهو وبنت كيوت زي بقية البنات أمال إيه الوش الخشب اللي إنت مركباه لي ده ولسانك اللي سلطتيه عليا من ساعة ما دخلت .
_ متم وتنيش .... ابعد عنننني .
وفجأة تحرك المصعد واشتغلت المولدات به فعلى الفور ابتعد عنها وعدل من هيئته ثم حاول انعاشها ولكنها لم تستجيب فانفتح باب المصعد فعلى الفور وضع حجابها على رأسها وحملها وخرج بها أمام جميع الأعين وذهب إلى أقرب غرفة كشف أمامه
ذهل الجميع من حمله لتلك الفتاة دون أن يتحققوا من وجهها
اندهش الطبيب الموجود بالغرفة من ذاك المتعجرف الذي دلف للتو واقتحم غرفة الكشف دون استئذان فهدر به دون أن يرأف بحالة الغائبة عن الوعي
_ انت إزاي يابني أدم انت ټقتحم غرفة الكشف بالطريقة داي !
أجابه ذاك الفارس بكبر اعتاد عليه وهو يرفع رأسه بشموخ بعد أن وضع تلك الغائبة عن الوعي على تخت الكشف الموجود بالغرفة وهو يشير إليها بيداه
_ تعالى الاول اكشف على المرمية الغايبة عن الوعي دي أو تسبني أفوقها أنا وبعدين أعرفك بنفسي .
اندهش الطبيب من عجرفته في الحديث ثم جز على أسنانه پغضب وهو يتحرك من مكانه ويذهب إلى تلك المغشى عليها كي يفحصها أولا ثم بعد ذلك يرى أمر ذاك المتعجرف
ذهب إليها ثم اتسعت مقلتيه وهو يتحقق من هويتها واقترب منها هاتفا بذهول وهو يحاول إفاقتها
_ آنسة فريدة !
وأكمل وهو ينظر إليه سائلا إياه بقلق
_ هي حصل لها ايه بالظبط ومين إنت علشان تشيلها كدة
نفخ ذاك الفارس بضيق وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا بملل مجيبا إياها بكلمات قليلة وكأن لسانه ابتلع الكلمات من شدة كبرياؤه الذي تربى واعتاد عليه في معاملة الغير
_ النور قطع في الاسانسير وهي وقعت واغمى عليها اما انا مين شيء ما يخصكش .
مط الطبيب شفتيه بامتعاض من ذاك المفتقر للذوق والأدب في الأخذ والرد وقرر التعامل معه بنفس طريقته ثم مد يده ناحية الباب وهو يأمره بملامح جادة صارمة
_ طب من فضلك اخرج بره دلوك عشان اعرف أكشف على الداكتورة ومليكش صالح بيها .
رفع ذاك الفارس في
سبابته في وجه
ذاك الطبيب هادرا به
_ وانت ايش تكون
عشان تؤمرني
اخرج او ما اخرجش انت ما تعرفش انت بتتكلم مع مين !
انا الدكتور فارس ابن الدكتور عماد الالفي الحاصل على جايزة نوبل في في جراحة القلب ويمتلك اشهر مراكز عالمية للقلب اكيد تعرفه من فضلك فوقها من غير كلام كتير عشان تعرف انا ممكن اعمل ايه لو طولت اكتر من
كده .
نظر له الطبيب بغرابة وداخله يردد بذهول بأن كيف لهؤلاء العظماء كما نراهم في المحطات الفضائية ومواقع التواصل بأنهم على قدر كبير من الأخلاق والذوق أن يكون نتاجهم هؤلاء المتعجرفين المفتقرين إلى الأدب فتيقن الآن أن كلمة التربية قبل التعليم لابد أن تدرس في جميع المراحل التعليمية كي تلقن هؤلاء المتكبرين معډومي التربية درسا لن ينسوه أبدا طيلة حياتهم
ثم أدار وجهه ناحية الملقاه على التخت وفاقدة الوعي دون أن يلقي بالا