ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
حاجه كسراني و شذي زي الفل انا بس كل الحكاية.....
بتقول كلام مش مفهوم وعمال تتلجلج ليه يا دكتور.
عشان بحبها يا ابويا ايوا حبيتها حبيت فيها برائتها و طفولتها حتى جنانها بقيت بخاف عليها زي ما تكون بنتي مش بس مراتي يا ابويا.
فاجئه برده القاطع لينفض يده برجفه عن كتفه وينظر اليه لبرهة ليست بقصيرة.
بص يا مالك انا مش هاقولك انك غلطان في اختيارك بس هاقولك ان الحب عمره ما كان ضعف
يا بني الحب طول عمره بيقوي صاحبه اهم حاجة انه يكون للي يستهاله.
وهنا رفع رأسه ليجيب ابيه سريعا في الرد.
صدقني يا ابويا شذى هي اللي تستاهل قلبي و انا واثق انها بتحبني قد ما بحبها ويمكن اكتر كمان و أن كان على تهورها و صوتها العالي فسنها الصغير و اللي شافته من عيلة ابوها يشفعو ليها يا حج.
وبقيت تدور ليها على أعذار كمان يا شيخ مالك
على العموم ماتكملش دي حياتك وانت حر فيها
انا المهم عندي و اللي اتمناه في حياتي أن اشوفك مبسوط و متهني في عيشتك يا بني و قبل اي حاجه انك تكون محافظ على تفوقك في مركزك و شغلك يا دكتور.
رد اليه الابتسامه و انحني على يده ليقبلها قائلا...
هههههههه طب يا سيدي ربنا يريح بالك و يرضى عنك و يرزقك بالذرية الصالحة اللي تملي عليا انا و امك البيت.
ضحك مالك لوالده و تملكته السعادة أثر تلك الدعوة التي اراحت باله بعض الشئ.
عاد الي بيته و على وجهه ابتسامة الرضا لقد أراح كلام والده ذهنه بعض الشئ على الاقل قلل من غضبه وقلقه الذي كان يخشى ان يتفاقم للأسوأ بينه وبين زوجته و عليه الان ان يريح ذهنها هي تجاه والده.
فتح باب غرفة نومهم المظلمة بالكامل اتجه الي زر المصباح الموضوع بجانب الفراش وانار ضوءه الخاڤت حتى لا يزعجها لكنه تفاجئ بعدم وجودها فيه
شذي انت فين ردي عليا روحتي فين يا شذيييييي.
كانت ممدده بحوض الاستحمام تنعم بحمام دافئ يريح اعصابها من كل هذا الارق الذي قد ملئ رأسها
و على ما يبدو أنها من كثرة الراحة الذهنية التي تحصلت عليها قد غفيت و لازمها النوم.
وقفت مسهمه وسط المياه لاتقوي على التحرك وكأن قدميها متيبسه في ارض جامدة فقط عينها جاحظة نحو الباب الذي يرتج أثر دقه عليه ومقبضه يهتز صعودا وهبوطا
وهي تسمع صياحه المندفع من الخارج بأسمها.
شذى انت جوه..
افتحي الباب ده قافله على نفسك ليه بقولك ردي عليا لاكسر الباب يا شذيييييى
خرج صوتها أخيرا بنبرة متحشرجه مرتجفه أثر صراخه عليها.
حاضر حاضر
تنفس الصعداء و هو يقف بالخارج عندما سمع صوتها حاول أن يسيطير على قلقه واخفض صوته عندما التمس خۏفها.
انت قافله على نفسك ليه افتحي الباب و اخرجي من عندك.
لفت جسدها داخل هذا الشرشف الكبير وعضت على شفتها السفلى بخجل
ان خرجت هكذا الان سيظن انها تفعل ذلك عمدا لتغويه إليها وقفت خلف الباب الموصود لا تدري ماذا تفعل الان
تلك الطائشة لا تتعلم ابدا من أخطائها ماذا سيظن بها و يقول عليها و هي على حالتها هذه
خرج صوتها مرتجفا خائڤا وتسمرت مكانها تضع اذناها على الباب وهي تهتف كفأر مذعور...
اطلع بره الاوضه الاول.
انت عايزة تجنيني اخرجي بقولك من عندك.
هكذا جائها رده القوي مصطحبا بركله من قدمه لتزيد من رجفتها بالداخل.
بطل زعيق يا مالك انت بتخوفني ليه انا كويسه
مافيش حاجه فيا.
أخيرا ما هدئت روعونته وضع جبينه على الباب هامسا لها.
بخۏفك ليه! اخرجي طمنيني عليكي.
طب لو سمحت اخرج من الاوضه انا انا......
علم انها خجله منه طبعا و كيف يسهو عن تلك العادة السيئة التي قد بدئ يعتاد عليها هو الاخر.
فقرر ان يشاكسها بمرح.
انت ايه كنتي بتاخدي شاور ونسيتي لبسك كالعادة مش كده.
تنهدت بقلة حيله نافخه زفيرها بضجر لقد علم عملتها وقضي الأمر.
ايوة ارتحت يلا اخرج من الاوضه بقى عشان البس.
طب ماتخرجي عادي يعني انا جوزك مش حد غريب.
ضمت حاجبيها پغضب وعزمت على أن لا تنوله ما يفطن في باله اذا كان هو يزعجها فهي ستطير النوم من رأسه هذه الليله.
مش هاخرج و انت موجود في الاوضه اطلع بره بقى الجو برد وانا عايزه البس.
تصنمت منصته خلف الباب الخشبي تستمع الي صوته و حين لم يأتيها الرد فتحت الباب بروية لتتأكد من عدم وجوده
مشطت الغرفه بأكملها و عندما لاحظت خلوها ترجلت من المرحاض تتغنج منتصره وهي تهمس.
ال اخرج وانا كده وانت موجود ال دا بعينك عشان تبقى تسافر لوحدك كويس.
و بلحظه وجدت قدمها لا تلمس الأرض وهي محموله بين يديه و يهمس لها بانتصار.
دا بعينك انت يا قلبي اني اسيبك النهارده طب و حياة خۏفي عليكي ما هاسيبك يا شذى.
انه اليوم الرابع له بعيدا عنها تعودت في غيابه ان تستيقظ على رنة هاتفه و تنام بعد أن يغلق معاها.
لكن اليوم قد ارقها النوم و لم تنعم بالراحة بعد أن هاتفها ليلا فهى في الآونة الاخيرة مزاجها كان متقلب واليوم تشعر بالغثيان دون أن ېلمس الطعام فمها.
و تريد الا تبرح فراشها ثانية واحدة نائمة معظم الوقت يتملكها الوهن و لا تعرف السبب.
لتلج عليها
خالتها مرتابة من رقدتها المستميتة هذه.
بت يا شذى ما تقومي يا بت احنا بقينا الضحى قومي فوقي كده الا هو جوزك اتصل بيكي ولا لسه.
فتحت عينها نصف فاتحه ليغلب عليها النعاس مره اخرى.
التليفون كان بيرن بس انا مش عارفه هو و لا مش هو يا خالتو.
يخيبك يعني التلفون رن وانت ماردتيش يا خايبة يوه انت مالك يا بت مفستكه كده.
رفعت رأسها محاوله الاعتدال ليتغلب عليها الوهن و ترقد مره اخرى.
مش عارفه يا خالتو انا تعبانه من امبارح باليل و معدتي بتوجعني و حاسه اني عايزة انام قوي.
شهقت الحجة مجيدة بفرحة غريبة و ازعنت انها تعرف السبب.
هاهه لا تكوني حامل يا شذى.
اتكأت على نفسها محاولة الاعتدال بريبة مندهشة هامسة
حامل!!! معقول بسرعة كده.
يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك أما اقوم افرح الشيخ حسان و ماجده
وانت خليكي نايمة يا حبيبتي وانا هاطلع ليكي الاكل لحد عندك.
تفاجئت بفرحتها السريعه و حاولت إيقافها.
استنى بس يا خالتو حامل ايه عرفتي منين اصلا.
كما لو كانت فتاة بسن العشرين تسارعت خطواتها البطيئة و السعادة ترافقها هاتفه لها
مش مصدقاني يا بت و لا ايه دا باين علي وشك زي الشمس يا عين خالتك و على العموم هابعت اجبلك اختبار حمل ونتأكد و تفرحينا كلنا.
اوقفتها سريعا قبل أن تختفي من امامها هاتفة.
خالتو استنى من فضلك اوعي تعملي حاجه من دي.
وقفت خالتها على الباب تلوم عليها..
ليه يا شذى يا بت سيبيني افرحهم و اقولهم خلينا نفرح و كفاينا نكد و مشاكل بقى.
معلش ياخالتو استنى لما اروح اعمل تحليل عند الدكتور و نتأكد الاول.
عادت إليها و ربتت على كتفها مطمئنه لها.
عين العقل يا حبيبتي و أهو لما تتأكدي تبلغي جوزك و تفرحيه.
ترجلت على الدرج مستندة على دربزينه لتلحق بخالتها يبدو على وجهها الوهن و الوجوم
و عندما رأتها والدتها تسائلت.
الله مالك يا شذى وشك اصفر كده ليه يا حبيبتي.
حاولت التماسك و جلست بجانبها مهدئة لها مافيش يا ماما انا كويسة يا حبيبتي ماتخفيش عليا.
كويسة ازاي بس دانتي شكلك باين عليه التعب خالص.
نظرت الي خالتها لتتدخل و تنقذ الموقف فاتفهمت عليها و اردفت ضاحكة.
بيانها واخده برد يا ماجدة ماتخفيش انا هاخدها و نروح للدكتور نكشف عليها وبالمره اكشف انا كمان على رجلي اخر النهار.
اومئت لها و هي تربت على ذراع ابنتها الجالسة بجواره ومريحة رأسها المستكينة على كتفها.
كده طيب زي بعضه الله دا تليفونك بيرن في ايدك يا شذي ردي ياحبيبتي لا يكون جوزك.
نظرت الي الهاتف بيدها لتجده هو بالفعل زوجها فهمست بتعب.
ايوه هو خدي ردي عليه يا خالتو.
لاء ردي انتي لو حد فينا رد عليه بدالك هيقلق عليكي خصوصا انه بيتصل من بدري وانتي مش بترضي عليه.
اومئت لها و اعتدلت جالسه مبتعدة عنهم قليلا لتفتح الهاتف و تجيب الاتصال.
الو
الو يا شذى انتي مابترديش علي تليفونك ليه قلقتيني عليكي.
مافيش حاجة انا بس كنت نايمة يا مالك.
مش عادتك يعني مانتي كل يوم بتكوني نايمه واول ما برن عليكي بتصحي انتي فيكي ايه طمنيني.
صدقني يا حبيبي انا كويسة و مافيش حاجه.
شذى اوعي يكون في حاجة حصلت وانتي مخبية عليا امي و ابويا كويسين طب انت حد زعلك و لا اتخانقتي مع حد تاني.
ابدا و الله يا مالك انا مش اتخنقت مع حد و خالتو و عمو حسان كويسين جدا.
و على ذكر اسمه وجدته يدلف من الباب الرئيسي للمنزل و هو يهتف بأسمها مبتسما.
مالك ده اللي بتكلميه يا شذى.
تفاجئت بأبتسامته و طريقته المرحه معها فابدلته اياها مجيبة عليه.
ايوة يا عمو هو.
طب هاتي اما اكلمه احسن دا وحشني اوي.
أعطته الهاتف و هي مزهوله من طريقته معها ليبدء الحديث مع ابنه بمحبه.
الو ايوة يا مالك ازيك يا حبيبي عملت ايه في المؤتمر طمني.
ابتسم على لهجة ابيه الذي أظهر له خوفه عليه و محبته الخالصة له.
اطمن يا حاج و ماتقلقش عليا ابنك هايشرفك و هايرفع راسك دايما.
انا متأكد من ده يا حبيبي ربنا يوقفلك ولاد الحلال دايما يا بني و ينجيك للصالح.
طب طمني على شذى يا ابويا انتو زعلتو تاني مع بعض و لا ايه.
الټفت اليه ضامما حاجبيه ثم اردف له بهمس.
ابدا بالعكس يا بني دا من ساعة ما اتكلمت انا و انت وانا اعتبرتها بنتي تماما و صفيت قلبي من ناحيتها هي قالتلك حاجة و لا ايه سريعا ما نفي سؤاله واردف مجيبا عليه.
لا لا أبدا انا بس قلقان عليها اكمن يعني صوتها مش عاجبني وحاسس ان فيها حاجه مش طبيعية.
تمعن النظر فيها ليلاحظ وهنها