قطة في عرين الاسد بقلم منى سلامة
مش ههون عليكي تحرمينى منك
قالت بصوت مرتجف
ايه الصور
دى .. انت ازاى عملت فى الصور كده
قال حامد بمرح
دى صورى أنا وانتى يا حبيبتى لأول مقابلة بينا لحقتى تنسيها يا نرمين
قالت بصوت أوشك على البكاء
بس اللى فى الصور ده محصلش .. انت عملت ايه فى الصور .. وازاى صورتها أصلا
قال حامد ضاحكا
ازاى صورتها فدى استعنت فيها بصديق .. أما ايه اللى عملته فى الصور فأنا ضفت عليها لمساتى .. ايه رأيك مش كدة أحلى .. آه صحيح يا نرمين كنت عايز أسألك تفتكرى هتعجب مراد
حرام عليك .. أرجوك امسحهم لو مراد شافهم هيقتلنى
قال حامد
اسمعى كلامى وأنا أمسحهم
قالت من بين شهقاتها
مستحيل أقابلك أبدا مش هيحصل
قال حامد
وأنا مطلبتش أقابلك يا نرمين .. عايز منك حاجه تانية
توقفت عن البكاء وقالت بريبه
عايز ايه
قال حامد
مش دلوقتى .. هقولك بعدين .. سلام يا حبي
عاد مراد من عمله ليجد أمه فى استقباله وهى تشير الى غرفة المعيشة قائله بحزم
عايزاك يا مراد
شعر مراد بالقلق ولحق بها قائلا
فى حاجه يا ماما .. البنات كويسين
وقفت أمه فى مواجهته وقد عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت پغضب
صمت مراد قليلا ثم قال
هى قالتلك
صاحت ناهد پغضب
هتقولى ازاى وانتوا من الواضح انكوا اتفقتوا مع بعض ان محدش يجبلى سيرة .. اكنى مكنتش هعرف فى يوم من الأيام
قال مراد بإستغراب
أمال عرفتى منين
قالت ناهد پحده
اتصلت أطمن على عمتك .. مراة سباعى ردت عليا ولقتها بتقولى ربنا يكون فى عونك ازاى مستحملة بنت الراجل اللى جوزك اتظلم بسببه
قالتلك حاجه تانى
قالت ناهد ببرود
لا قالت كده بس واضطريت انى أعمل قدامها أكنى كنت عارفه ماهو مش معقول أحسسها انى آخر من يعلم ومش عارفه مين البنت اللى دخلت بيتي
شعر مراد بالراحة لأن أمه لم تعلم طريقة زوجه من مريم .. قال لها بهدوء
هى ملهاش ذنب فى اللى أبوها عمله زمان .. ربنا بيقول ولا تزر وازرة وزر أخرى وحضرتك عارفه كده كويس
أيوة عارفه كده .. بس كنت اتمنى أعرف ده منك بدل ما أعرف من بره .. وكمان مش متخيلة ان مفيش بنت عجبتك فى البلد غيرها ده انا ياما جبتلك عرايس وتروح فى الآخر تتجوز بنت راجل زى ده
شعرت مريم بالألم وهى تستمع الى تلك الكلمات .. وتوجهت مسرعة الى غرفة مراد .. جلست على الأريكة وهى تستغفر الله عز وجل والدموع فى عينيها وتتمتم لنفسها
تنهدت مريم بعمق وهى تحاول أن تتخيل معاملة ناهد لها بعدما علمت بمن تكون .. كان تلاقى من مراد الأمرين .. شعرت بأن أعصابها لن تتحمل ضغوطا أخرى .. جلست تستغفر الله عز وجل عله يفرج كربها .. دقائق ورأت مراد يدخل الغرفة بعدما طرق الباب .. أغلق الباب خلفه فهبت واقفة وقالت
لو سمحت .. أنا عايزة أروح أعد فى شقتى
نظر اليها مراد صامتا .. ثم قال
ليه
قالت دون أن تنظر اليها
أنا ڠصب عنى سمعت جزء من كلام طنط ناهد .. مكنش قصدى أسمع .. وأنا شايفه ان معدش ينفع أستنى هنا
اقترب منها مراد فرفعت وجهها وابتعدت للخلف .. كان ينظر اليها پحده وقال بجديه بالغة
طول ما فى ورقة جواز بينا مش هسمحلك تسيبي البيت ده
علمت من نظراته ونبرة صوته أن الموضوع منتهى بالنسبة له .. قالت بحنق
طيب أنا كدة كدة لازم أروح هناك لانى محتاجة حاجات ليا فهروح بكرة ان شاء الله
قال مراد ببرود
مفيش مشكلة هروح معاكى
نظرت اليه قائله
لا مفيش مشكلة هروح لوحدى
قال بإصرار
قولت هروح معاكى .. جهزى نفسك على الضهر هرجع من المكتب أخدك
فى الصباح حاولت مريم تجنب ملاقاة ناهد الى أن حضر مراد بسيارته وانطلقا معا الى بيتها .. صعد مراد خلفها الدرجات المتهالكة .. توقفت أحد الأبواب التى يبدو عليها القدم .. دلفا معا الى الداخل .. شعرت مريم بالتوتر الشديد لوجود مراد معها فى هذا المكان الخاص .. الذى يحوى ذكرياتها مع أسرتها .. أغلقت مريم الباب وقالت بتوتر
هخلص بسرعة
توجهت الى غرفتها و اخذت حقيبة من تحت الفراش وأخذت فى جمع ما أرادته .. فوجئت ب مراد واقفا أمام باب الغرفة المفتوح .. شعرت بالإضطراب .. نفس الإضطراب الذى يراودها كلما نظرت اليه .. أخذت عينا مراد تدوران فى الغرفة كعين الصقر .. يتفحص كل ما فيها .. وقع نظرة على الفراشين المتجاورين .. فنظر الى مريم قائلا
انتى عندك اخوات
مرت سحابة حزن أمام عينيها قالت وهى تكمل حزم