مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
فى النوم ولم تتركه ينعم به
أستيقظ فزعا على صوت والدته التى كانت واقفه بجوار فراشه توقظه وتهتف به
قوم يا فارس قوم يابنى اتأخرت على شغلك الساعه بقت تسعه
تقلب على فراشه وقال دون أن يفتح عينيه معنديش شغل النهارده يا ماما
جلست على طرف فراشه بدهشه ممزوجه بالقلق وهى تقول
من أمتى بقى انت بتاخد اجازاتانت مالك تعبان ولا ايه
مجهد بس شويه سبينى اصحى براحتى لو سمحتى يا ماما
تركته والدته خرجت وأغلقت الباب خلفها توضأت وصلت الضحى ثم ابدلت ملابسها وذهبت للتسوق عادت وكانت تظن أنها ستجده قد استيقظ ولكنه وجدته مازال نائما كأنه يهرب من شىء ما فهى تعلمه جيدافهو لا ينام هكذا الا ليهرب من شىء يؤلمه ويؤلمه بشده
وفجأه استمعت لصوت زغاريد يأتى من خارج الشرفه أنهت ما تفعله بسرعه وتوجهت للشرفه لتنظر ماذا يحدث فى شارعهم البسيطكانت والدة عمرو صديق فارس تطلق الزغاريد بين الحين والاخر وهو يقف وسط بعض الشباب والجيران يهنئونه ويباركون له النجاح والتخرج من كلية الهندسة
أستيقظت من شرودها على صوت قرع جرس الباب فى صخب
نظرت الى الوضع الذى كان عمرو يقف فيه فلم تجده فايقنت أنه هو صاحب هذا الصخب توجهت الى الباب مسرعه وفتحته بسرعه وهى تقول بابتسامه
بالراحه يا عمرو فارس نايم
انا مالى ومال فارس انا جاى للرز بالبن اللى وعدتينى بيه يا بطه
قالت بسعاده وهى تفسح المجال له ليدخل وتشير باصبعها لعينيها
من عنيا يا حبيبى هيكون عندك النهارده أنت والشارع كله بأذن الله
ضحك بصخب كعادته وقال
بمرح بس انا اللى اوزع يا خالتى الله يخليكىانتى عارفه انا خلاص بقيت مهندس رسمى وهقسم بالعدل ان شاء الله
قال بدهشه مصطنعه نصها!!! طيبه اوى على فكره
فى هذه اللحظه خرج فارس من غرفته غير مستوعب لما يحدق وقال بضيق
ايه الدوشه دىمين اللى ولكنه بتر عبارته وهو ينظر لصديقه عمرو والفرحه التى تعلو وجهه والابتسامه المرسومه على شفتيه فى سعاده بالغه فذهب ضيقه فى لحظه وقال بشك
ضحك عمرو وهو يقترب منه قائلا طبعا نجحت وأتخرجت علشان تبطل تقولى يا تلموذ
بادله فارس ضحكاته وهو يقول برضه هتفضل تلموز مفيش فايده
نظر عمرو الى فارس نظرات متفحصه ورغم ضحكات فارس الا ان عمرو استطاع ان يخترق تلك الابتسامات الواهنه والضحكات المتستره وقال بهدوء
مالك يا فارس شكلك زى ما يكون فى حاجه مضايقاك
قاطعتهم والدته قائله طب انا هروح أنقع الرز بتاعك يا بشمهندس علشان نلحق نوزعه بالليل
تركتهم والدته ودخلت المطبخ وعاد فارس أدراجه الى غرفته يتبعه عمرو سئلا بإلحاح ماهو هتقولى مالك يعنى هتقولى مالك قول بقى بالذوق أحسنلك
أبتسم فارس وهو ينظر لصديق عمره الذى لم يتغير ابدا مازال طفلا متشبثا بما يريد دائما ولكنه استطاع ان يغير مجرى الحديث بسؤال مباغت هتروح أمتى تخطب عزة
توتر عمرو وشحب وجهه وهو يقول
مش عارف يا فارس خاېف ترفضنى متردد اوى فى الحكايه دى
وضع فارس يده على ساقه مشجعا وقال
أسمع يا عمرو انت متعرفش هى رايها فيك ايه بلاش تقولى هترفضنى والكلام الفاضى دهأنت خلاص أتخرجت وبقيت مهندس قد الدنيا وكلها شهر ولا حاجه وتبتدى شغلك وعزة ممكن يكون حد حاطط عينه عليها ويتقدملها قبلك وترجع ټندم وتقول ياريتنى كنت خدت قرارى بدرى شويه
نظر له عمرو حائرا وقد شعر بكلمات فارس تغزو قلبه بشدة وتمزقه وهو يردد
حد تانى ياخدها منيتفتكر يا فارس
أومأ فارس براسه وقال مؤكدا ايوا طبعاوليه لاء بقولك ايه انا مش هسمحلك تأجل الحكايه دى أكتر من كدهبلغ والدتك وخليها تروح تجس النبض علشان البنت وأهلها يعرفوا أنك عاوزها
فرك عمرو جبهته بتوتر وهو يقول بأرتباك
خلاص هقولها وربنا يستر بقىبس الشغل يا فارس هتقدم ازاى من غير ما أشتغل
فارس يا سيدى ده هيبقى ربط كلام بس لحد ما ربنا ييسرلك شغلك وانا أصلا كنت مكلم الدكتور حمدى عليك علشان عارف ان أخته عندها مكتب ديكور وهو وعدنى وقالى اعتبر الحكايه تمت
أطلت نظرات الامل المختلطه بالقلق وهو يحاول طمأنة نفسه وهو يقول هو أه انا مهندس مدنى مش ديكور بس ممكن الاقى شغل معاهم مش كده يا فارس
ابتسم فارس أبتسامه صغيره وهو يحاول رسم التفاؤل على شفتيه قائلا
أومال كليه ايه اللى أتخرجت منها دى تصدق اللى نجحك ظلمك يا أخى
ثم أدرف بحسم خلاص أتفقنا هتمشى فى الموضوع
دب انشاط فى عمرو