الإثنين 25 نوفمبر 2024

مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن

انت في الصفحة 22 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت تهوى جمع حبها بفارس مع منصبه الرفيع الذى كان يحلم به وقد جعلها تتعلق به معه وتراه ليل نهار وتضع نفسها بجانبه داخل هذا البرواز المزرقش المرصع بالمنصب والمستوى المرتفع والكلمه المسموعه قالت بحزن وكأنها تهزى 
يعنى ايه حلم السنين راح خلاص كل حاجه راحت من بين ايديا
نظر إليها وقد عاوده شعوره بالندم والانكسار مع كلماتها المؤنبه وقال محاولا أضافاء بعض الامل على قلبها 
لا مش كله ولا حاجه انا خلصت الدبلومه وماشى فى الماجيستير وان شاء الله بعدها الدكتوراه 
أستطردت مقاطعة ايه قائلة وهتفرق فى ايه ماجيستير ولا حتى دكتوراه برضه فى الاخر شغال بمرتب عند الاستاذ حمدى
تنفس بعمق وهو يستمع لكلماتها تشق قلبه بحروفها الحاده وقال لا ما انا فى يوم من الايام هفتح مكتب ان شاء الله وساعتها الدرجات العلميه دى هتنفعنى اوى فى شغلى
لاحت ابتسامة سخريه على شفتيها وهى تقول
اه فى يوم من الايام
لم يعد قادرا على التحمل وكل كلمة من كلماتها تنغمس بين ضلوعه لترديه يائسا وپعنف فنهض بحدة وقال 
أنا كنت فاكرك هتقفى جنبى يا دنيا وتشجعينى أواصل طريقى أه صحيح كده الطريق هيطول شويهبس فى الاخر هنوصل ان شاء الله
نظر إليها فوجدها واجمه صامته فجلس بقربها وأخذ كفها بين راحتيه قائلا انا مش عاوزك تيأسى كده فاكره لما كنتى بتقوليلى أنا واثقه أنك هتوصل يا فارس أنت جواك عزيمه توصلك المريخفاكره!
أبتسمت بضعف وهى تومأ برأسها وتقول فاكره
قال مشجعا يبقى تقفى جانبى لحد ما نوصل سوا
نظرت إليه بعينين زائغتين وقالت وانت فاكر
ان أهلى هيوافقوا اقعد استناك كل ده لحد ما تجيب مكتب وبعدين تجيب شقه ونفرشها بالمرتب اللى بتاخده من مكتب الاستاذ حمدى
قال باستنكار وشقه ليه مش أحنا متفقين هنعيش هنا مع ماماوهى معندهاش مانع ابدا وهنيجى على نفسنا شويه وممكن اوى نأجر شقه تنفع مكتب مش لازم نشترى يعنى كفايه الايجار وبكده يبقى جمعنا بين الجواز والمكتب فى نفس الوقت
صمتت وطال صمتها فحثها قائلا ردى عليا
مطت شفتيها وقالت بضيق أنا لازم أمشى دلوقتى انا أتأخرت أوى
صاحت أمها فى وجهها وهى تقول مش أنا قلتلك الواد ده هيفضل طول عمره فقرىانتى اللى صممتى تتخطبى ليه مش عارفه وفى الاخر كلامى طلع هو اللى صح وعاوز ياخدك تعيشى معاه عند أمه فى الحاره وتستنى بقى لما يبقى يفتح مكتب
بللت العبرات وجنتيها وقالت بأختناق كفايه يا ماما كفايه اللى انا فيه كفايه
دخل والدها غرفتها وهو يتسائل بأنزعاج فى ايه پتزعقوا كده ليه
قصت عليه دنيا ماحدث لفارس فقال وايه المشكله يابنتى هو لو مكنش وكيل نيابه مينفعش يعنى
قالت من بين دموعها مش قصدى يا بابا بس انا كنت متعشمه كده كل حاجه راحت
نظر إليها بجديه قائلا ازاى يعنى كل حاجه راحت الولد كويس وراجل وبيحبك وعنده عزيمه كويسه وأنا متوقعله مستقبل كويس وبكره تقولى بابا قال ومش لازم يا ستى يعنى المستقبل ده يبقى فى النيابه وبعدين أنتى كان لازم تقفى جانبه وتسانديه مش تقعدي تقطمى فيه كده
أمسكت والدتها يدها التى تحمل خاتم الخطبه وحاولت نزع خاتم الخطبه وهى تقول بصياح وڠضب 
أسمعى أنتى من بكره ترجعيله شبكته مش عاوزين منه حاجه
قبضت دنيا اصابعها وهى تقول پبكاء
لا يا ماما انا بحب فارس ومش هسيبه
ويوم الجمعة ذهب فارس لصلاة الجمعه فى المسجد الذى أعتاد أرتياده يوم الجمعه والصلاة فيه وكان فى داخله يتمنى لقاء الشيخ بلال ليتكلم معه ويحكى له ما يجيش بصدره لعله يجد لديه الراحة التى يتلمسها فى كلماته دائماوبالفعل عقب أنتهاء الصلاة قام يبحث عنه ووجده فى ركن من المسجد يتحدث الى بعض الاخوه ويتمازح معهم بود ويهاديهم ببعض أعواد الاراك وزجاجات المسک الصغيرة التى دائما فى جييبه والتى تبعث له دائما رائحة محببه لكل من يقف بجواره أو يمر بجانبه
وقف ينتظره حتى أنتهى من حديثه معهم وعندما لمحه بلال ابتسم ابتسامته الوضاءه المعهوده منه دائما كلما رآه واقبل عليه فرحا وصافحه بحراره قائلا
واحشنى والله يا فارس أيه يابنى مبقناش نشوفك ليه
لا يعلم فارس لماذا كلما نظر الى وجه بلال شعر بالسکينة والوقار أنسابت عبراته بلطف وهدوء وقال بصوت خفيض 
أنا محتاجك أوى يا بلال
جلسا سويا إلى أحد اركان المسجد وقال بلال وقد هاله رؤية فارس وعبراته ويستمع الى صوت آلمه وأحزانه ويأسه وأطرق براسه أسفا وهو يسمع منه تجاوزاته التى كانت تحدث بينه وبين خطيبته دنيا ومخالفته لوعده معه من قبل ظل يستمع إليه فى انصات شديد حتى أنتهى 
كان فارس يظن أن بلال سيجيبه ببعض الكلمات التى تواسيه وتذكره بأجر الصابرين ولكنه وجده يبتسم قائلا 
أنا هحكيلك حكاية يا فارس
عاوزك تسمعها بقلبك قبل ودنك أتفقنا
أومأ فارس برأسه وهو يقول سامعك
بدأ الشيخ بلال فى سرد هذه الحكايه عن أحد التابعين قائلا
رجل يدعى أبا نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 140 صفحات