خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله
على العربية
دبت الأرض بقدمها وتناولت كتبها ثم انصاعت له تاركته يشرد في آثارها بضيق
فحقا هو سأم من طباعها
________________________________________
تلك وحديثها اللاذع مع والدته وكأنها تتعمد أن تثير غضبه وتخرجه عن طوره فهو إلى الآن لا يعلم فيما أجرمت والدته لتعاملها هكذا رغم كل ما كابدته في رعايتها بعد ۏفاة أمها وجلب أبيها للعيش معهم انتشله من شروده صوت والدته الحنون وهي تربت على يده
أزاح غضبه جانبا وقائلا بحنو
بالله عليك متزعليش منها نادين قلبها أبيض هي بس مندفعة وأكيد متقصدش تضايقك
مش زعلانة يا حبيبي ربنا يعلم انا بحبها أد ايه
رفع حاجبه بمشاكسة وقال بفخر واعتزاز ليس ابدا بموضعه
آما على بعد عدة امتار من ذلك الحي الراقي نفسه وخصة بتلك الشقة ذات الذوق الرفيع التي أشرفت هي على تصميم كل ركن بها كي تكون كيانها الصغير الذي يجمعها به وبأطفالهم و تكتفي بهم عن العالم أجمع
فنجدها تتحرك في رشاقة وبخطوات مفعمة بالنشاط تحضر طعام الفطور شهقة خاڤتة صدرت منها عندما شعرت
بادلته تحية الصباح ببسمة هادئة بعدما التفتت له
صباح الخير ....شكل مزاجك رايق النهادرة يا حسن
غمز حسن بتسلية وقال بنبرة مشاكسة يعلم انها تخجلها
يخربيت حسن دي اللي بتطلع من بؤك شبه الړصاص وبترشق في قلبي
ابتسمت تلك البسمة الرقيقة التي تجعله يظن أن العالم خلى من كل مصائبه ولم يتبقى غير ربيع بسمتها و سلامها النفسي الذي ينفض دواخله ويعبث بأفكاره ونواياه
انتشله صوتها الناعم مما جعله يجيبها
عيون حسن وقلب حسن من جوة
تنهدت تنهيدة حارة وتساءلت بنبرتها الناعمة تلك وعيناها تغوص بعينه البنية القاتمة بتيه يذهب عقله ويحفز غريزته دائما
_ بتحبني يا حسن
اومأ لها دون تفكير وكأن الأمر اعتيادي بالنسبة له و دون أن يؤكد بكلمات
الله ....الله يا سي بابي بقى سيبنا ھنموت من الجوع وبتدي مامي سكرة
لأ خد مني انا السكر أنا أحلى منها
قهقه حسن بقوة على طفلته يقضم وجنتيها الشهية قائلا في مزاح جعل الصغيرة تكركر ضاحكة وهو يتوجه بها إلى الخارج
ده انا هموتك يا لمضة وههريك سكر لغاية ما تقولي حرمت يا بابي
أبتسمت رهف وهي تشاهد ذلك المشهد الذي لم يتكرر كثيرا بسبب إنشغال زوجها المستمر لتحمل الأطباق وتلحق بهم
متجيش تاخدني هاخد أوبر مع نغم
زفر انفاسه دفعة واحدة و اوقف السيارة ينظر لها نظرات حادة مشټعلة وهي تلملم أشياءها وإن كادت تفتح باب السيارة قال بإصرار وهو يقبض على يدها
انا هاجي اخدك زي كل يوم
نفخت اوداجها وصړخت بوجهه بعناد
كعادتها بعدما نفضت يده
مش عايزة و سبني براحتي محدش هياكل مني حتة وياريت بلاش تعيش الدور اوي كده يا يامن انت بتعمل اللي عليك واكتر
أزاح نظارته الشمسية كاشف عن ناعستيه الثائرة بعدما استفزته بتمردها المعتاد واعتراضها الدائم ويستطرد بكل ثقة وكأنه يذكرها غافل كون ذلك السبب سبب شقائها
أنا مش عايش الدور يا نادين دي وصية ابوك ليا و ده حقي اللي الشرع سامحلي بيه طول ما انت على ذمتي ......... وكلمة كمان هاخدك أروحك وهحلف مفيش جامعة تاني
نفخت أوداجها بقوة من تهديده الصريح لها وفي أقل من دقيقة واحدة كانت تترجل من السيارة و تركض بعيد عنه بخطوات عصبية جعلته يلعن تحت أنفاسه وهو ينظر لآثارها فلم تعارضه دائما وتجبره على ټهديدها في كل مرة لم لم تتفهم كونه يفعل ذلك لأنه يعشقها ويخشى عليها من تلك النسمات العابرة بجانبها ترى إن لم يكن والدها فعل ما فعله قبل مۏته كانت بادلته مشاعره هل كانت ستتفهم خوفه عليها دون وصية أبيها تنهد بعمق وهو يمسد ذقنه بحركة ملازمة له ما أن اختفت عن أنظاره وتأكد أنها أصبحت بالداخل ثم شرع بالقيادة غافل عن ذلك القابع بسيارته وعينه تطلق شرار يكاد يحرقه بموضعه
أبتسمت بزهو وهي ترى نظراتهم المسلطة عليها و إن كادت تخطوا نحوهم اوقفها صوت صديقتها
نادين عاملة أيه
قالتها فتاه سمراء هادئة الملامح وتزين وجهها بحجاب يتناسب مع ملابسها المحتشمة
أهلا يا نغم
أجابتها بعدم تركيز وعيناها عليهم لا تحيد عن موضعهم لاحظت نغم نظراتها وقالت بتوبيخ
نفسي تسيبك