الفصل الثالث يا كل كُلي بقلم روز أمين
يتملك منه بسبب نجله العنيد تناول الجميع طعامه دون شهية وبعد الانتهاء تحرك عبدالله إلى غرفة نجله متغاضيا عن كبريائه وعناده ودق بابها ثم فتح الباب لينظر على ذاك الممدد فوق الفراش ناظرا لسقف غرفته بشرود لف وجهه لمعرفة الداخل فسحب جسده سريعا لأعلى بعدما رأي والده الذي تحدث بنبرة حادة
طب ولما أنت صاحي مطلعتش تفطر معانا ليه
مليش نفس
أغلق الباب واتجه صوب الفراش ليجاور نجله الذي تنحى جانبا ليفسح لهأخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء ليتحدث بنبرة عاتبة
وبعدين معاك يا ابني هتفضل مقاطع الكلام والأكل والشرب معانا لحد إمتي
نظر بعينيه واسترسل لائما
إنت بتعاقبني علشان خاېف عليك
مش يمكن بعاقب نفسي...جملة استسلامية نطق بها ليهتف الاب بتساؤل
بقلب ملتاع همس بثبات رغم المرارة التي تستقر بين مقلتيه
على إني مطلعتش راجل ومقدرتش أوفي بالوعد اللي عطيته للبنت الوحيدة اللي حبيتها
تنهد عبدالله بثقل وتحدث
الغلط كان من الاول خالص يا حضرة الظابط مكنش المفروض تحبها من أصله وإنت عارف المشاكل اللي بين العيلتين
ومن إمتي قلوبنا كانت بادينا يا حاج...جملة مټألمة خرجت من ذاك المعذب أوجعت قلب والده عليه زفر بقوة ليسأله بنبرة حنون
صمت الإبن ليسترسل الأب من جديد بانصياع
لله الأمر من قبل ومن بعد أنا هبعت مرسال لمحمد الانصاري وأطلب إيد بنته أما أشوف أخرتها معاك
بلهفة مفرطة نظر عليه نجله ليسأله بعجالة
حضرتك بتتكلم بجد إنت فعلا هتخطب لي جنة
اجابه الأخر بنبرة بائسة
أيوة بتكلم بجد ولو اني متأكد إنه هيرفض
ملكش دعوة بالموضوع ده خالص إنت فاهم يا محمود أنا هبعت طرف محايد وربنا يقدم اللي فيه الخير
وافقه محمود فنهض ثم تحدث وهو يستعد للخروج من الغرفة
قوم يلا علشان تفطر وتشرب معايا الشاي فى الصالة برة
توجه محمود إلى قطعة أرض مميزة مملوكة لدى محمد الأنصاري كان يحب الجلوس بها عصر كل يوم ليقوم بتوديع الغروبوجده جالسا بصحبة نجله الأكبر علي جلس بعدما ألقى التحية الحارة عليهما ثم تحدث بنبرة مهذبة
عمي محمد أنا طالب إيد بنتك جنة ويشرفني أنك توافق
أبوك بعت لي من يومين مرسال وأنا بعت له الرد...كلمات نطقها محمد بجمود ليتحدث محمود سريعا بعينين راجيتين
أنا مليش دعوة بالمرسال يا عم محمد أنا جاي لك بنفسي وبترجاك توافق وأنا تحت أمرك في كل اللي تؤمر بيه من شبكة ومهر وكل طلباتك هتكون بأمر الله مجابة
هتف علي بنبرة غاضبة
الظاهر إن كلام الحاج مش واصل لك يا حضرة الظابط
تجاهل محمود حديثه لمعرفته بطباع علي الحادة ونظر إلى الحاج محمد يترقب إجابته فتحدث بنبرة صارمة
روح لحال سبيلك يا ابني أنا معنديش بنات للجواز
بس إنت كده تبقي بتظلمني أنا وجنة يا عمي ذنبنا