نعيمي وجحيمها بقلم أمل نصر
بعادة يعني ايدك تترعش في ربط الكرافت
أجابها بابتسامة حانية
وليه ماتقوليش اني بمثل عشان اشوف لهفتك عليا
كبحت إبتسامة ملحة وقالت بجدية
لو حاسس نفسك تعبان بلاها من حضور الإجتماع دا ياعامر انت قلبك لسة تعبان .
واسيب ابني لوحده
اضطربت واهتزت كفيها من عبارته البسيطة فقالت وهي تنهي ما تفعله لتشيح بوجهها عنه تدعي القسۏة
زفر عامر بسأم وهو يتناول سترة حلته ليرتديها وقال بحسم
ابني مش صغير يا لميا بس انا مش هاسيبه يواجه التيار دا لوحده حتى لو غلطان انا برضوا في ضهره.
تنهدت بحرارة وهي تتطلع أليه مستندة على حافة الكمود ثم قالت
خليك في ضهره ياعامر وافضل كدة ساير فيه من غير ما توجهه ولا تنصحه سيرتنا بقت على كل لسان ابن عامر الريان ساب بنت الوزير وراح اتجوز سكرتيرة ابوها تاجر مخډرات
هو حر في اختياره يالميا بنت وزير ولا بنت غفير أو مهما كانت صفة البنت انا بقى أهم حاجة عندي اشوفه مبسوط دي تكفيني.
قالها وانصرف من أمامها تاركها للأفكار السوداء التي ټغرق بها دون رحمة حتى انتبهت لأقراص الدواء فتذكرت لتتناولهم وتهتف راكضة للحاق به
بداخل سيارتهم التي كانت تقطع الطريق ذهابا الى الشركة يدها بيده وكأنه يستجدي منها القوة بصمت عبر رجاء نظراته لها وهي لا تبخل عليه بمؤازرته وقد قضت ليلتها كاملة بالدعاء المستمر وغمره بفيض حنانها
الذي كان في أشد حاجته إليه بالأمس والان اقتربت ساعة الحسم التي سيترتب عليها أحداث القادم وصلت السيارة اخيرا لمقر الشركة لتترجل منها معه ويدها مازالت بيده لافتين انظار الجميع حولهم وكأنه يتحدى بها العالم غير أبه بما يقال أو يحدث دلف بها لداخل غرفة مكتبه فتفاجأت بوالده عامر الريان شخصيا على كرسي الإدارة الذي احتله جاسر سابقا ويبدوا عليه الإنهماك في عمله على بعض الأوراق أمامه تباطئت خطواتها حتى تشبثت بالأرض غير قادرة على مواصلة التقدم نظر لها جاسر عاقدا حاجبيه باستفسار فرمقته بنظرة مترددة قبل أن تجفل على هتاف عامر المرح
رفعت ايه أنظارها برهبة جعلتها تستسلم لسحب جاسر لها اليا حتى وصل بها إليه يقدمها
عامر باشا احب اعرفك على عروستي.
توسعت عيناها وزاد قلبها في خفقانه وهي ترى عامر الذي نهض عن مقعده تركزت عيناه عليها فقال لها بلهجته المداعبة
ومالها بقى مكسوفة كدة ليه هو انا غريب ولا انت مش عايزة تسلمي عليا
لا طلعت صياد بابن الريان وعرفت تنقي بس مش كدة بقى انا لازم اسلم عليها واتعرف عليها كويس .
سحبها جاسر وهو يردد لوالده بابتسامة تفضح بهجته من الداخل
براحة ع البنت يا عامر ياباشا شوية شوية عليها عشان تاخد عليك .
الف مبروك يابنتي وسامحيني إن يكون اول لقاء مابينا هنا في المكتب.
قالها مخاطبا لها فخرج صوتها بهمس خجول
مما تقولش كدة ياعمي انا عارفة من الأول بظروف تعبك وسفرك ربنا يخليك ويبارك فيك يارب.
ربت براحته على ظهر كفها قائلها بحنان
ربنا يبارك فيك انت يازهرة وعلى العموم انا مش ناسي وهاعوضك انت وجاسر بس نخلص الأول من المشاكل اللي احنا فيها دلوقت
اكتنفها الإرتياح على الفور بقوله فكلماته المطمئنة وصلت اليها بصدق إحساسه اما جاسر والذي اسعده قول أبيه وترحيبه بزهرة لم يسعفه الظرف السئ بالتعبير عن امتنانه فقال لوالده بتوتر
ماقولتش ياولدي الإجتماع النهاردة هايتم بحضور فهمي ولا هايبعت مندوب عنه
رد عامر بعدم اكتراث
يجي أو يبعت أي حد من عنده في الحالتين مش فارقة المهم ان الإجتماع خلاص يدوبك نص ساعة ويبدأ يالا بقى جهز نفسك يابطل انا هاسبقك.
قالها وتحرك على الفور مغادرا تشبثت زهرة بكف جاسر توقفه قبل اللحاق بوالده
هو انا هاحضر معاكم الإجتماع
نفى برأسه قبل على أعلى رأسها وقال
كارم هو اللي هايتولى المسؤلية النهاردة ريحي نفسك انت وادعيلنا بالتوفيق.
بعد نصف ساعة
كان بدء الإجتماع الكبير الذي ضم الشركاء ومسؤلي المجموعة مع عامر رئيس المجموعة وابنه جاسر وعدوهم الاقوى والشرس الوزير فهمي حيدر في لفتة نادرا ماتحدث فعلها الرجل خصيصا كي يرى بأم عينيه تأثير النتيجة الحاسمة في القضاء على الصرح الكبير لعامر الريان اڼتقاما منه ومن ابنه وقد أعد غدته بتفاهمات واتفاقات سرية مع باقي الشركاء زهرة والتي لم تطاوعها قدميها للجلوس والراحة على مقعد مكتبها كانت تقطع الغرفة ذهابا وأيابا بلا هوادة وفمها يردد بالأدعية بلا توقف يتاكلها الفضول لمعرفة ما يجري في الغرفة المغلقة وعلى طاولة الإجتماع المصيري ترجوا الا تكون النهاية لهذا الكيان العظيم وتذكر هي كطرف أساسي ضمن أسباب سقوطه
انت واقفة عندك بتعملي ايه
انتفضت مجفلة لتلتف نحو لصاحبة الصوت تخاطبها بهمس عاتب
حرام عليك ياغادة خضتيني مش تديني تنبيه الأول.
لوكت غادة بالعلكة داخل فمها وهي تخطو لتجلس على المقعد المقابل للمكتب قائلة بتهكم
تنبيه! انت عايزاني ازمرلك مثلا في ايه يازهرة مش صوتي انا اللي عالي ياحبيبتي دا انت اللي كنت سرحانة واكنك في دنيا تانية
تطلعت لها زهرة وهي تتنهد بقنوط قبل أن تجلس خلف مكتبها أمامها وتابعت غادة تسألها بفضول
ماقولتليش بقى انت قاعدة كدة أعصابك ومتعصبة ليه
أطرقت برأسها زهرة تدعي الانشغال بأحد الملفات أمامها فقالت باقتضاب
يعني موضوع كدة شاغلني .
لوت ثغرها غادة وهي ترد بغيظ
بتداري ليه ما الشركة كلها عارفة ان النهارده في اجتماع مهم للشركا الكبار في مجموعة الريان بس انت اكيد عارفة سبب الإجتماع ده
ظلت زهرة على صمتها لحظات ترمقها بيأس فهي الأعلم بغادة وسبب مجيئها في هذا التوقيت إليها هذا وقد أعادت غادة السؤال بإلحاح
يابت ماتقولي هو سر حربي
عايزانى اقول ايه ياغادة بس هو انا هاتدخل كمان في الأمور الكبيرة دي
هتفت بها منفعلة قبل أن تزفر بضيق وتشيح بوجهها للناحية الأخرى لتزيد من سخط الاخرى قبل أن تستقيم منتبهة وقد لمحت بعيناها خروج فهمي حيدر الوزير المعروف لها من شاشة التلفاز بخطوات مسرعة يقطع الرواق بوجه مكفهر ومعه بعض الرجال.
ايه دا مش دا الوزير يابت يازهرة
قالتها غادة فالتفتت لها زهرة بتشتت وحيرة حتى انهار جدار صمودها فتركتها راكضة نحو غرفة الإجتماع الذي بدا انه انفض مع خروج ألأفراد تباعا منه
بت يازهرة استني يابت هاتروحي فين طب خوديني معاكي ېخرب بيتك .
تفوهت بالكلمات غادة وهي ټضرب بأقدامها على الأرض بغيظ لعدم تمكنها من اللحاق بها ومعرفة ما يجري.
وصلت لمدخل الغرفة الشاسعة فتباطئت خطواتها بتردد ثم أطرقت رأسها بخجل مع النظرات المتفحصة لها بفضول من رجال