وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
نفسكم
تنهد والټفت لها يتصنع الإبتسامة وقال يمازحها قولي بس ياقمر إنك محتاجاني اقعد معاكي وأنا كنت جيت لك جري
نظرت له بنصف عين فهي تفهمه جيدا تعلم أن ذلك المزاح يخفى وراءه قلق وتوتر وحزن عميق ولكنها هي الأخرى مثلت أنها صدقته وقالت عايزاك تيجي تفطر معايا لأن اختك لسه نايمة وتتفضل تفضي أوضتك عشان الست اللي بتيجي للتنضيف كل أسبوع جاية النهاردة
تنهدت بإستسلام والټفت تقول حاضر هفطر لوحدي زي ماأنا عشت عمري كله لوحدي
إنتبه لرنين هاتفه الذي يصدح في الغرفة فذهب ليري من المتصل فوجدها ياسمين أجابها صباح الخير يا سمسم
ردت عليه على الجانب الآخر صباح الخير ياآسرممكن تجيلي البيت فورا
أجابته كل خير ياآسر بس محتاجاك معايا ف حاجة كدا
رد عليها بإطمئنان طب الحمد لله بس ممكن نص ساعة بس عشان مستني ولاد ياسر وأجيبهم معايا
ردت عليه لا ياحبيبي أنا كلمت ياسر لأني محتاجاه ضروري وهو هيجي عندي وهو الولاد تعالي أنت لأني محتاجة منك شوية حاجات تعملها
رفض النوم أن يزورها ساعات راحتها التي تنامها قبل أن
تذهب لعملها المسائي قسۏتها التي تعيشها لم تكتسبها سوي من مرارة الغدر والخذلان جعلوا منها فتاة قاسېة لم تعد تبالي للحياة ولا تنتظر منها سعادة تيقنت أنها لن تفلح فيها سوي بهذه القسۏة وهذا الجحود متيقنة أن لا أحد يستحق التعاطف معه مهما كان وقاعدتها في الحياة أنك يجب أن تتعلم فنون القسۏة وتمتلك قلبا من حجر كي تعيش على هذا الكوكب وبالفعل اكتسبت ذلك لعدة سنوات ولم يلن ذلك القلب سوي مرتين يوم ۏفاة أمها شعرت حقا بالإنكسار وذلك الشرخ الذي لازم قلبها وهي تحاول جاهدة أن تخفيه وليلة أمس وهي تكسر ذلك الوسيم بكلماتها بعد أن طلبها للزواج لأنها على الرغم من عدم ثقتها في الجميع لكنها اليوم رأت في عينيه الرماديتين طفلا يغرق ويريد من ينقذه ويتشبث به ومرت الساعات ومهما حاولت تناسي ذلك تطاردها تلك العينين في كل مكان.
ردت عليها سدرة ببرود قولي ياعمتي معلش أصلهم استعجلوني عشان الشغل
تنهدت سدرة ثم ردت عليها ببرود وإستهزاء لا ياعمتي متقلقيش خالص ولا أنت يابا تقلق خالص تشرف وتنور اهم حاجة عندنا تتبسطوا ولو عاوزين مننا نعلق لكم عقدين نور ع البيت نعلق وماله.. ثم رفعت حاجبها بإستنكار وأكملت ووالله لو كان لنا حتة تانية غير هنا كنت أخدت أختي ومشيت على ماتتبسط لك يومين يابا
ابتسمت سدرة بتهكم ثم ردت لا.. متشلش همنا خالص وكفاية انت بس تحبها عن إذنكم
شعرت بڼار تسري في جسدها من الغيظ وبدلا من أن تذهب لغرفتها ذهبت لغرفة أختها فهي بالفعل تحتاج لها الآن حتى لو بوجودها فقط معها في نفس المكان.
فتحت عليها باب الغرفة وجدتها مستغرقة في الرسم.. ترسم لوحة بالأبيض والأسود لفتاة ذو ملامح حزينة وعين واحدة تبكي وشعرها متطاير يخفى بقية وجهها ولكن الدموع أخذت حيزا كبيرا من اللوحة لتعبر عن مدى الحزن والۏجع الذي تعيشه تلك فتاة اللوحة علمت سدرة أنها تعبر عن نفسها وحالتها في هذه الصورة وأنها تخفي بقية وجهها كما تخفيه سدن دائما ورغم أن سدرة ترى أن هذا التشوه الذي بوجه أختها ليس كبيرا ولم يأخذ حيزا كبيرا من وجهها ولم يمنع براءتها من تزيين ملامحها ولكن سدرة جعلته عائقا لها في الحياة.
اقتربت منها وهي تمسك كوب الشاي وقالت لها أنتي مبدعة ياسدن تحسي إني اللوحة هتتكلم
التفتت لها سدن التي تفاجأت بوجودها وقالت بس إيه الكرم ده.. واقفة في أوضتي بتمدحي كمان ف الرسم مش ده اللي دايما تقولي عليه شوية شخبطة وكلام فاضي ولا داخلة هربانة من عمتك حميدة
هزت رأسها بموافقة وقالت فعلا كنت شايفاه كده لحد ما وقفت دلوقتي وحسيت اللوحة دي.. عرفت إن عندك حق تحبي الرسم بس ده مينكرش إن مش أي حد يرسم وأنك بجد موهوبة وسيبك من عمتك دي وانسيها
ابتسمت لها سدن وردت أسعدتيني بجد ان الرسم عجبك.. الرسم ده حياتي
جلست