وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
دخل النادل بالمشروب ووضعه أمام كل منهما كوبا وانصرف.
قالت تغريد لسدن اشربي ياسدن أنا قاطعها رنين هاتفها بإسم تميم.. وضعت الهاتف على أذنها وأمسكت بيدها الأخرى كوب الليمون وقالت بإبتسامة هاي تيمو
رد عليها تميم بتوتر ها.. يا تغريد طمنيني أنا مستني منك تليفون آجي آخدك وأشوفها
ردت بإبتسامة اصبر ياروحي شوية وأنا هبقي أرن عليك
ابتسمت تغريد ووجهت حديثها لسدن قائلة اشربي ياسدن.. متتكسفيش ياحبيبتي
ابتسمت سدن لها بمجاملة والتقطت الكوب دون أن ترد.
ضحكت تغريد وردت علي أخيها سلام انت ياتيمو وهبقي أرن عليك
وضعت هاتفها وهي تنظر لسدن بشرود عما تخفيه تلك الفتاة الصغيرة نظرات الخۏف في عينيها تتزايد والقلق باد عليها بالإضافة إلى تلك الحجاب الذي يخفى أكثر من نصف وجهها وتتمنى لو تنهض وتنزعه لاكتشاف مايخفيه يجعلها تتحسس وجهها كل حين وآخر.
نهضت مغادرة المنضدة التي يجلس ان عليها وقبل أن تبعد قليلا اقتربت خلف سدن ساكبة عليها كوب الليمون شاهقة بإعتذار سوري مكنش قصديتعالي ياحبيبتي الحمام ننضف اللي عملته ده
الرغم من أن ذلك الأسبوع كان مكدسا عليها من رعاية غصون حتى تتعافي وأبنائها وولدي ياسر اللذان ترددا عليها كثيرا الأيام السابقة بسبب انشغال يمني بإفتتاح ذلك المتجر الذي نوت أن تبدأ به حياتها العملية وبناء ذاتها بعيدا عن الجميع كما أن والدتها بدأت تظهر التذمر من الولدين متحججة بحالتها الصحية وتقدمها العمريولأول مرة تشعر بثقل الحمل على كاهلها وأنها أصبحت غير قادرة على الإهتمام بالجميع معا وإرضائهم لذا كان عليها أن تفعل ذلك الشىء حتى تستطيع أن تزيح بعض الثقل من عليها.
تسارعت نبضات قلبها وتلجم لسانها ونظرت له بإشتياق عافرت ألا يظهر على ملامحها وردت بجمود ممكن ادخل
انتبه أنها مازالت واقفة على الباب فقال بحماس طبعا اتفضلي
دخلت تدور المكان بعينيها وهي ترى أن كل شىء مازال على حاله تلك الشقة التي شهدت أجمل أيام حياتها وأسعد لحظاتها معه انتبهت له يتأملها بعيون محب مشتاق تمنى لو تنزع قناع الجمود الذي ترتديه في حضوره وترتمي بأحضانه كما كانت تفعل كلما كان عائدا من عمله.. ولكن ذلك التأمل لم يطول عندما جلست على الأريكة الموضوع وقالت ممكن نتكلم شوية
نظرت له بثبات وردت بنفس الجمود بس أنت عارف إن القهوة ع الريق غلط علي معدتك وأنت معدتك تعبانة
أجابها بحزن ظهر على ملامح وجه الذي شابت في تلك الفترة القصيرة أعواما وأعوام معدتي اتعودت زي ما حياتي كمان اتعودت
ثم استكمل سائلا اعملك معايا قهوة
الفصل_العاشر
عاد حاملا قدح القهوة بيده متجها ناحيتها استوقفه هيئتها وهي تجلس ساندة جبهتها بيدها وعلى وجهها علامات الإرهاق اقترب منها وجلس بجوارها على الأريكة ثم وضع القهوة أمامه انتبهت لوجوده فرفعت وجهها تتصنع القوة.
بادرها هو بالحديث قائلا شكلك مجهدة أوي
هزت رأسها بنفي وقالت لا ..أنا كويسة
حمل القهوة وارتشف منها متسائلا إيه سر الزيارة الجميلة دي
رفعت حاجبها بإستنكار وقالت بتتريق يا مراد
وضع القدح أمامه واقترب منها يتأملها بشوق وقال بحنان بتكلم جد والله دا أحلى صباح عليا من يوم مابطلت افتح عيني على جمالك
ارتبكت ياسمين من نظراته وكلماته لها وتنحنحت وقالت بجدية ممكن نتكلم في الموضوع اللي جيالك عشانه
ابتعد قليلا بخيبة ثم نظر أمامه بجمود وقال اتفضلي.. ممكن طبعا
نظرت له ياسمين وقالت ببعض الانكسار أنا بصراحة مكنتش اعرف قد إيه أنت مهم في حياة الولاد غير لما بعدت.. عرفت قد إيه هما محتاجينك غلطت اما فكرت ان مجرد انفاقك عليهم أو تلبية احتياجاتهم يكفيهم.. أو مكالمة تليفون تغنيهم عن وجودك لكن عرفت غلطي اما لقيت جني وفادي بيتدهوروا نفسيا حياتهم انطفت وفقدوا الشغف فيها جني متعلقة بيك لدرجة انا مكنتش اعرفها وفادي انعزل عننا قاعد في أوضته طول الوقت وبقي بيتكلم معايا بحسابوطبعا بيحملوني أنا ذنب بعدك عنهم وبقيت أنا الجانية في نظرهم
التفتت لها ورد عليها بهدوء بعيد عن مين السبب في اللي وصلنا له لأني مش عاوز اتكلم فيه حاليا عايز أعرف المطلوب مني إيه
نظرت له ثم نظرت أرضا وقال