الفصل الثامن أنا لها شمس بقلمي روز أمين
بعيد عن حضڼي
تنهدت بأسى وهي تقول لطمأنتها
هو يعني يوسف نايم في الشارعده عند أبوه والشهادة لله اللي إسمه نصر والحرباية مراته بيعاملوه أحسن معاملةوالولد بنفسه بييجي من هناك يحكي ويتحاكي باللي بيعملوه معاه
إنت مش فاهمة حاجةالبيت ده لعڼة يا عزةلعڼةمحدش من اللي ساكنين فيه بيحب الخير للتانيوأنا مش عاوزة إبني يدخل في وسط الناس دي ...نطقتها لتنفلت منها دمعة نزلت على قلب عزة كمادة كاوية لتحرقهجذبتها بأحض انها وبدأت تهدهدها كطفلة صغيرة مع طمأنتها ببعض الكلمات والمسح على ظه رها بحنو مما هدأها لتستكين وكأنها كانت بحاجة ملحة لاحتواء احدهم ليخرجها من ظلمة ليلها الدائم.
داخل الحديقة الخاصة بقصر المستشار علام زين الدين يتحرك حول المسبح بطوله الفارع فاردا ج سده وهو يتأمل سكون الليل ومظهر نجومه البديعة أغمض عينيه ورفع وجهه للأعلى ليأخذ نفسا عميقا من الهواء النقي ويزفره براحة مستمتعا بالهدوء من حولهقرب من فمه كوبا من الشاي الساخن ليرتشف بعض قطراته متذوقا إياه بتلذذابتسم تلقائيا عندما تذكر مشاكسته مع تلك الش رسة في الصباح ليضع يده على ذقنه ويحكها بتسلى وهو يتذكر وجهها الذي زاد إحمرارا من شدة خجلها عندما كان يخبرها إكتشافه لقصة شرشبيلأنطلقت منه ضحكة عالية ليقول بصوت مسموع
انتفض بعدما استمع صوت شقيقته الذي صدح من خلفه وهي تقول متعجبة
إنت بتكلم نفسك يا فؤاد!
إيه يا بنتي اللي بتعمليه ده فيه حد يتسحب ويفاجيء الناس بالطريقة اللي تخض دي
واضح إن الباشا بتاعنا كان بيكلم نفسه وهو سرحان لدرجة إنه مسمعش بكعب الشوذ بتاعتي وهي بترن على الأرض.
هز رأسه ليقول مستسلما
أنا عارف إني مش هخلص معاك النهاردة ولا هعرف أسد قدامك علشان كده بنسحب وبرفع الراية البيضا من أولها
ضحكت لتتحدث بكبرياء
وإيه الجديد ما أنت في كل مناقشة لينا بترفع الراية البيضا وتعلن است سلامك
يا ترى إيه اللي شاغل بال سيادة المستشار ومسهره للوقت المتأخر ده
رفع كتفيه بلامبالاة لتسترسل متعجبة
قاعد في الجنينة لوقت متأخر وبتشرب شاي وبتكلم نفسك وعاوز تفهمني إن مفيش حاجة
ناظرها باستغراب ليقول بملاطفة
يعني أألف لسيادتك قصة علشان ارضي فضولك ولا أعمل إيه أنا
أه يا حبيبي كويسة...نطقتها بهدوء ليعاود سؤالها باهتمام
ماجد عامل إيه معاك
لتجيبه بإيجاز
الحمدلله كويسينماجد إبن حلال وبيحبني
مش هتقولي بقى إيه اللي شاغل دماغك
إنطلقت منه قهقهات عالية وهو يقول
مفيش فايدة فيك
ضحكت مع شقيقها لينسحبا للداخل كي ينال هو قسط من النوم يريح به ج سده ويمده بالطاقة لاستكمال الغد.
داخل مسكنه الخاص الذي جمعه بإيثار حيث تركه بكل ما فيه لحين عودتها المنتظرة فحينما تزوج من تلك السمية جهز له والده الشقة المقابلة لمسكن إيثار وترك الاخرى لحين عودتها الأكيدة بالنسبة لهم
كان يتسطح فوق فراشه الذي جمع بينه وبين حبيبته الاولى بل والاخيرةمحت ضنا صغيره الغافي بين أحض انهمكبلا إياه يشتم عبيرها من خلال عبير صغيره الأغلى على الإطلاقنظر للغرفة يتطلع بكل ركنا بها متذكرا ليلة زواجه السعيد بهاابتسم وهو يتذكر أسعد ليلة مرت بسنواته أجمعتنهد پألم وعاد بذاكرته للخلف
إنتبااااه
عودة لما مضى
ببهو منزل نصر البنهاوييجلس مجاورا زوجته يلتف حوله أبنائه الثلاث طلعت وحسين ومدلل العائلة عمرو الذي تحمحم وهو يقول
أنا عاوز اتجوز
الټفت إليه الجميع وإجلال التي تهلل وجهها لتسأله متلهفة
أخيرا ربنا هداك
تطلع إليه نصر ليسأله باهتمام
حاطط عينك على بنت مين
ابتسمت إجلال بغرور لتقول بيقين
أكيد بنت الحاج عبدالسلام