الفصل التاسع من رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين خاص بمدونة أيام نيوز
مش زعلان منك يا بنتي أنا زعلان من نفسي
واستطرد بأسف بصوت ذليل نزل على قلبها وكأنه نصل سکينا حاد شطره دون رحمة
كان نفسي أكون لك الأب القوي اللي يقف في ظهرك ويحميك بس العين بصيرة والأيد قصيرة أبوك راجل غلبان والزمن جار عليه والفقر هده
ما شعرت إلا بدموعها الأبية تنهمر فوق وجنتيها ك سيل جارف يطيح بكل ما يقابله خرج صوتها ضعيفا متأثرا وهي تقول في محاولة للتخفيف من وطأة ما يشعر به من تخاذل
إنت في عيوني أحسن أب في الدنيا كفاية مساندتك ليا في موضوع طلاقي ولولا وقوفك جنبي قصاد نصر مكنتش قدرت أخد إبني وأخرج بيه برة البلد
ربنا يخليك ليا يا بابا
ابتسامة حانية خرجت من ثغرة وهو يقول بنبرة حنون
وحشتي ابوك يا إيثار
أنا اللي هجي لكهجيب لك يوسف بكرة واجي أقعد معاك يومين بحالهم
اتسعت عينيها لشدة حبورها لتهتف بتهلل ولهفة
بجد هتيجي يا بابا
حلق قلبه فرحا لسماعه لتلك النبرة السعيدة التي غمرت صوت صغيرته ليؤكد لها قائلا
إن شاء الله هجي لك شوفي عاوزاني اجيب لك معايا إيه وانا عنيا ليك
تسلم عيونك يا بابا مش عاوزة أي حاجة غير إني أشوفك وده كفاية...انهت مكالمتها الهاتفية بحال مختلف كليا عن بدايتهافكم كانت أحلامها بسيطةيكفيها ولو كلمةشعورا غمرة ليجعلاها كطير حر يطلق جناحيه القويتين محلقا بسماء الله الواسعة دون قيد
ظهر اليوم التالي
انتهت من العمل على ملفا مهما كانت تعمل عليه لتستمع إلى صوت هاتفها الجوال لتجيب على الفور بعمليةأخبرها المتصل أنه كاتب النيابة وأنها غفلت وتركت بطاقتها الشخصية أثناء تنازلها عن محضر التعدي ليتناسى هو ويقوم بوضعها داخل الأوراق الخاصة بالمحضر واليوم فقط عثر عليها أثناء بحثه للملفاشتدت سعادتها للعثور عليها بعدما كانت قد فقدت الأمل وسعت بالفعل على استخراج بدل فاقد بعدما قدمت بلاغا بفقدانهاأخبرته أنها ستأتي إلى النيابة بعد ساعتان من الأن لاستلامها دخلت إلى أيمن وطلبت منه الإذن وتوجهت سريعا قبل إنتهاء مواعيد العمل الرسمية بالمبنى كي تعود لمنزلها لتستعد لاستقبال أبيها الغالي توجهت إلى مكتب النائب العام المقصود لتجد الكاتب بانتظارها أمام باب المكتب فسلمها إياها وشكرته هي وتحركت صوب الخروج وأثناء سيرها بالممر فوجئت بخروج شرشبيل كما أطلقت عليه يخرج من باب مكتبه حاملا حقيبته الخاصة بعمله تلاقت الأعين لتقول بابتسامة هادئة بعدما شعرت براحة بقلبها لشخصه
رمقها بجمود متجاهلا إبتسامتها لتتجمد الإبتسامة على محياها وهو يرد باقتضاب وملامح عابسة ترجع لرؤيته لوجه فايزة لتنزع صباحه ويومه بالكامل وتعيد تجديد أحزانه
أهلا وسهلا
ابتلعت لعابها خجلا وشعرت كما لو أن أحدا سكب دلوا من الماء البارد فوق رأسهاطالعت ذاك المغرور الذي تحرك صوب المصعد الكهربائي دون الألتفات لها وكأن لا وجود لها من الأساستحركت بقلب مشتعل وجاورته الوقوف إنتظارا لوصول المصعد لينضم إليهما شريف النائب العام التي قدمت إفادتها لديه في قضية عمروتحدث إلى فؤاد وهو يحيه برأسه باحترام
فؤاد باشا
قابل الأخر تحيته بمثلها بابتسامة خاڤتة ليحول شريف بصره إليها وهو يسألها بعدما تذكرها
أخدتي