الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري بمدونة أيام نيوز

انت في الصفحة 45 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

لها ما حدث معه بالأمس 
المفروض إننا في نيابة يعني المواعيد ليها إحترامها وقدسيتهامش واقفة في فرنة بلدي علشان أستنى ساعة واتنين لما صاحب الفرنة يحن عليا ويديني دور في طابور العيش
أشار للعامل ليخرج ثم تراجع بمقعده الهزاز وأخذ يدور يمينا ويسارا وهو يرمقها بعينين باردتين كالصقيع ليقول بنبرة ذات مغزى
أعرف ناس حياة العباد متوقفة على شغلها حرفيا ومع ذلك انتظرت ساعة بحالها
ابتسمت ساخرة بجانب فمها بعدما تأكدت من حدسها لتتحدث بذات مغزى 
طب كويسكدة يبقى صفينا حساباتنا ممكن بعد إذنك نبدأ التحقيق علشان ألحق ميعاد شغلي 
رفع سماعة الهاتف الأرضي دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود 
تعالى لي في مكتبي حالا يا سامي
اغلق الهاتف ثم أشار بكف يده بغرور كي تجلس دون أن يتفوه بحرف رمقته ثم جلست بحدة ليحضر كاتب النيابة بعد قليل ويبدأ بأخذ أقوالها بجدية وموضوعية وكأن شخصا أخر تلبس شخصيتهشخصا حكيما عاقلا عادلسألها بجدية
الإسم

والسن والعنوان والحالة الإجتماعية 
اجابته بثقة 
إيثار غانم محمد حسان الجوهري 
عندي ثمانية وعشرين سنة ساكنة في مدينة نصر عنواني بالكامل موجود في البطاقة اللي مع حضرتك 
نظر للبطاقة التي أمامه فوق سطح المكتب ليناولها للكاتب لمليء البيانات لتسترسل هي 
الحالة الإجتماعية مطلقة 
ضيق عينيه مستغربا لينفض سريعا تلك الافكار التي اقټحمت مخيلته ليلقي عليها سؤالا تلو الأخر 
إنتهت من تقديم إفادتها ليتحدث بجدية 
كدة خلصنا
نهضت بحدة ثم تحدثت وهي تستدير للمغادرة 
بعد إذنك
أوقفها صوته البارد حيث قال قاصدا استفزازها وكأنه أعجب بحالة التنافر والتجاذب التي خلقت بينهما منذ أن إلتقيا بالأمس 
هتمشي من غير ما تدوقي قهوتنا
إلتفت تنظر عليه بجبين مقطب وعقل غير مستوعب نهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمامها لقد كان مظهره جذابا للغايةتطلعت لطوله الفارع وجسده الرياضي الذي ظهر من خلال ثيابه حيث كان مرتديا بدلة سوداء وقميصا مماثلا محكمان على جسده مع وضعه لربطة عنق رمادية اللون ورائحة عطره المميزة التي ملئت أرجاء المكان ليتعمق بمقلتيها بعينيه الحادتين اللتان تتابعاها بدقةليتحدث بنبرة هادئة وكأنه تحول لأخر 
سبق لما زرتك في مكتبك طلبتي لي قهوة وضيفتيني بيها أنا كمان عاوز أضيفك وأشربك قهوةبس قهوة بجد
إزداد إنعقاد حاجبيها ليستطرد هو بكلمات متقطعة لتجعل منه مثيرا 
قهوة فؤاد علام زين الدين
كان ينتظر رضوخها لسطوة وسامته كغيرها من النساء اللواتي قابلهن بحياته فجميعهن يذوبن بمجرد رؤيته وكعادته لم يبالي بهن وكأنهن والعدم سواءفما بالك بتلك التي يقف أمامها ويحدثها بكل ذاك الإهتمام لكنها فاجأته بنظراتها الحادة حيث تحدثت بذات مغزى 
ضيافتك وصلتني يا سيادة المستشار متشكرة لأفضالك
ابتسم باستفزاز وتحدث قائلا 
إنت مش لسة قايلة من شوية إننا صفينا حساباتنا
ليسترسل بمداعبة في محاولة منه بتلطيف الاجواء 
خلينا نشرب قهوة على الأقل مايبقاش ليك جمايل عليا.
أنا متأخرة على شغلي يا افندم فياريت لو مفيش حاجة خاصة بالتحقيق تسمح لي أمشي... قالتها بملامح وجه حانقة ليشير بكف يده باتجاه الباب بملامح تحولت لمقتطبة بفضل إسلوبها المنفر لتقول هي باستياء 
بعد إذنك
خرجت كالإعصار ليتأكد حينها بأنها وصلت للمنتهى مما فعله به تنفس بهدوء ليعود لمكتبه من جديد متابعا عمله ولكن بذهن شارد بتلك الفرسة الجامحة وهذا النوع من النساء الذي يصادفه للمرة الأولى بحياته
 في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا
دخل منزله كالإعصار المدمر حتى استقر بمنتصف البهو ليهتف بنبرة صاخبة زلزلت أركان المنزل بأكملها 
سمية إنت ياللي إسمك سمية
خرجت من المطبخ لتهرول إليه لتتبعها ياسمين ومروة اللتان كانا يتابعان تجهيز الغداء تحت ارتيابها من عدم إجابة زوجها إلى الأن على إتصالاتها المتكررة لكنها كبتت إنزعاجها بناءا على تعليمات إجلال الصارمة وقفت أمامه بجسد مرتجف بعدما رأت ڼارا مشټعلة بعينيه الغاضبة ليمسكها من ذراعها يهزها پعنف شديد وهو يقول بسخط 
جوزك فين خ
إبتلعت لعابها وظهر الړعب بعينيها لمحت إجلال قد خرجت من غرفتها لتنظر إليها بنظرات مستنجدة استشاط داخله من صمتها لېصرخ بوجهها 
ماتردي يا بت جوزك فين
فيه إيه يا حاجبتزعق ليه...جملة قالتها إجلال بداخلا مړتعب ليهتف الاخر صارخا 
فيه إن بنت ناصرة ضحت علينا وقالت لك إمبارح إن جوزها نايم فوق وهو بايت برة البلد كلها
اتسعت عيناه عندما رأى عدم تفاجيء زوجته بالموضوع بل أنها أمسكت كفه لتفلته من فوق ذراع تلك التي تكاد تفقد أنفاسها من شدة رعبها 
سيبها وتعالى نتكلم في أوضتنا يا حاج 
قطب جبينه وسألها بتشكيك 
أسيبها إزاي بقول لك البت قرطستني
هي جت الفجر خبطت علينا وقالت لي وانا محبتش ازعجكوقولت أكيد سرح في الوقت مع أصحابه ونام عند حد منهم...قالت كلماتها بهدوء كي تحسه على الاسترخاء لكنها فوجئت باحتدام ملامحه ليهمس مذهولا 
يعني مرات إبنك كانت جاية تقول لنا علشان نشوف البيه بيتسرمح في انهي داهية تاخده لوش الفجر وإنت اللي منعتيها تتكلم
زفرت بضيق مع تقليب عينيها بضجر لتهتف ناهرة إياه بنبرة حادة 
هو كان حصل إيه للغاغة اللي إنت عاملها دي كلها يا نصر
رمقها پغضب ليصيح ملقيا اللوم عليها 
حصل إن إبنك بايت في القسم يا ست إجلالإبن نصر البنهاوي
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 72 صفحات