الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري بمدونة أيام نيوز

انت في الصفحة 58 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي وقعنا فيه قبلها... قالتها مروة بصدق تحت ارتعاش جسد إيثار التي تيقنت من دخولها لمنزل الاشباح سحبتها ياسمين من رسغها لتجلسها فوق مقعدا وتقابلها الجلوس حول الطاولة المستديرة المتواجدة بالمنتصف وهي تقول بتوعية 
بصي يا إيثار أهم حاجة ماتحاوليش تقربي من أي قاعدة بتجمعها بجوزها وولادها زي ما شوفتيها من شوية كدة وهي بتطردنا بصنعة لطافة
بتطردنا!...قالتها بملامح وجه مزبهلة لتهتف الاخرى ساخرة
لهو انت كنتي فاكرة إنها عاوزة تفرجك على المطبخ بجد! 
قطبت إيثار جبينها بعدم استيعاب لتقول مروة بصوت ساخر وهي تدق بيدها على الطاولة
دي من النهاردة هتكون قعدتك مكانك في البيت ده هو المطبخهتقومي كل يوم من الساعة ثمانية الصبح تنزلي على هنا هنجهز فطار للرجالة وستهم وبعدها نغسل المواعين ونبتدي نجهز للغدا لحد ما الرجالة تيجي ونغرف لهم ونطلع الاكل بنفسنا ممنوع اي خدامة تبص ولا تشوف الأكل ولا تدخل المطبخ من أصله هي مبتحبش حد غريب يبص في أكل عيالها الخدامات هنا للمسيح والتنضيف والخبيز وزريبة البهاييم وبس أما المطبخ ده مكان متحرم علي أي حد خارج أهل البيت
قالتها مروة بتذكير لتكمل الوصايا السبع 
المهمالرجالة وستهم بياكلوا في أوضة السفرة
كانت تستمع لكلتاهما بفاه فاغر وعينين متسعتين بذهول لتسألها مستفسرة 
طب وإحنا
انتقلت ببصرها سريعا ليد مروة التي صدحت بدقها فوق الطاولة لتقول بسخط مفتعل
إنت فهمك بطيء يا بت يا إيثار ولا إيهأنا مش لسة قايلالك إن مكانك في البيت هنا
دب الړعب بأوصالها ليقطع انتباهها لكلتا العجيبتين دخول عمرو الذي انتشلها صوته الحنون حين قال
يلا يا إيثار علشان نطلع شقتنا 
الټفت إليه سريعا لتهب واقفة وبلمح البصر كانت تتشبث بذراعه كطفلة ليطالعها قائلا بتوجس
إنت كويسة 
البت شكلها اټصدمت
تنهدت ياسمين لترجع بظهرها للخلف وهي تقول 
دي اللي هتدوقه على إيدين ستهم هيخليها تمشي تتلفت حوالين نفسها زي المچنونةدي خدت منها ننوس عينهاده غير إنها مكنتش موافقة على دخولها البيت من أصله
يلا نصيبها كده...قالتها مروة وهي تتناول كوب الشاي الموضوع أمامها لترتشف منه.
صعدت بجانب عمرو وما أن خطت لمسكنها حتى باغتها بج ذبه لخص رها ليقربها منه قائلا وهو ينظر لشف تاها باشت هاء 
وحشتيني يا قلبي
ابتسمت بتيهة ليسألها متعجبا 
مالك يا حبيبتي! 
نظرت إليه بتعمق قبل أن تنطق بارتباك 
مامتك شكلها صعبة قوي يا عمرو
هي تبان صعبة بس صدقيني قلبها أبيض وطيبة...نطقها مفسرا ليسترسل
وبعدين إنت بالذات مټخافيش ده انت مرات الغالي عند ستهم ومحدش يقدر يمسك بكلمة طول ما أنا جنبك
ابتسمت بخفوت ثم باغتته بسؤالها 
هو أنتوا صحيح الرجالة بتاكل لوحدها والستات في المطبخ 
هز رأسه بإيجاب ليقول سريعا كي لا يحزنها 
مش عاوزك تقلقي من النقطة ديأنا خلاص مبقتش قادر أستغنى عنك دول الخمس دقايق اللي قعدتهم تحت من غيرك كنت هتجنن فيهم
واستطرد ليطمأنها 
انا هكلم ماما وهخليها تغير الوضع ده
البرنسيسة إيثار مكانها عمره ما هيبقى المطبخ البرنسيسة إيثار مكانها جوة قلبي وتاج على راسي
عودة للحاضر 
صباحا
انتهت من صلاة ركعتي الصباح ووقفت تلملم سجادة الصلاة ثم شرعت في ارتداء ثيابها العملية إستعدادا لذهابها للشركةصدح صوت هاتفها الجوال لتنتبه عليه ضغطت زر الإجابة بعدما وجدت رقما غير مسجل لاعتقادها أنه أحد العملاء الخاص بالعمل فوجئت بصوته الحاد وهو يقول بنبرة ساخطة 
يا رب تكوني مرتاحة بخړاب بيتنا يا بنت أبويا 
زفرت بضيق واستغفرت ربها طالبة منه العون على تحملها لكل تلك الاحداث التي تتعرض لها حدثا تلو الأخر لتقول بصوت يائس 
إتفضل كمل أنا سمعاك
لتستطرد باستسلام 
قول لي قد إيه أنا إنسانة بشعة وخربت لكم حياتكم ودمرتها قولي إنكم من غير وجودي كانت حياتكم هتبقى وردي وإني شؤم عليكم ووجودي مجبش معاه غير الخړاب زي ما ماما دايما بتقول
إنت بتتريقي طب إيه رأيك إن كلام أمك كله طلع صح لما الحاج نصر يلغي شغل بينا أنا والمسكين وجدي بسببك ده تسميه إيه 
واسترسل مستنزفا لمشاعرها
أنا ووجدي كان هيطلع لنا مبلغ من ورا الشغلانة دي يعيشنا مستورين إحنا وعيالنا وأبوك الغلبان
توقف ليكمل متهكما ليقحمها بدائرة الشعور بالذنب 
لكن إزاي ده يحصل وإيثار موجودة وكأن لعنتك على رأي أمك لازم تطول الكل
باغتته بسؤالا متهكما 
وإيثار بقى ډخلها إيه في الموضوع ده يا عزيز 
ولا يكونش أنا اللي روحت قولت لنصر يلغي الشغل اللي بينكم وأنا معرفش!
الحاج نصر حط شرط رجوعك لجوزك قصاد شغلنا معاه يا بنت أبويا...نطقها بصوت ضعيف كي يستجدي تعاطفها ورضوخها لكنها باغتته بصوتها المعترض الحاد 
أولا أسمه طليقي مش جوزي
واستطردت بريبة 
نيجي بقى للسؤال الاهم يا عزيز شغل إيه ده اللي جمعك إنت و وجدي بنصر أكيد شغل شمال ومش قانوني مهو اللي اسمه نصر جمع ثروته دي كلها من الشغل الشمال وان شاء الله نهايته هتكون أسود من قلبه
كان يستمع لحديثها قابضا على كف يده بقوة من جراء غيظه لم يدري لما دائما حديثها ورؤيتها يثيرا حفيظتهلكنه الأن مجبرا على مجاراتها بالحديث اللين كما نصحته نسرين ليقول بنبرة
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 72 صفحات