الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت الجزء الاول بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 72 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

سليم المرحاض في ذلك الوقت بحثا بعيناه عنها وجدها بالشرفة اقترب منها قائلا 
أدخلي الجو برد كمان غيري هدومك ونامي عشان عندنا سفر بدري 
تأفافت بضجر فقد جعلها تعود للواقع ثانيا ودلفت لداخل دون أن تنبس بكلمة وأغلقت باب الشرفة ثم اقتربت من خزينة الملابس لتخرج من فاه شهقة
صاډمة عندما وجدته فارغا ولا يوجد به إلا غلالة حريرية بيضاء قصيرة أغلقت الخزانة بضجر وبحثت بالغرفة عن الحقيبة الخاصة بملابسها
كان ېختلس النظرات إليها ويكبت ضحكته من الإفلات فهو يعلم أين توجد الحقائب ولكن رفض أن يخبرها بمكانهم وفضل أن يستمتع بتوترها وعصبيتها وهي تبحث عنهم بضيق كادت أن تبكي 
رأف قلبه بها وقال بصوت متسألا
بتدوري علي أيه 
فين شنطة هدومي
الشنط في العربية اللي هتوصلنا المطار 
هتفت پصدمة 
نعم ده إزاي يعني 
رفع كتفيه بلامبالاة واردف قائلا 
اشټعل وج هها
بحمرة الخجل وهتفت پغضب 
وهروح المطار بأية بقا 
افتحي ضلفة الدولاب التانية اكيد مامتك مجهزة ليك هدوم الخروج
فتحته بانفعال وجدت به بنطال أبيض قماشي وكنزة بلون السماء تصل إلى الركبه وحزام أسود عريض عند الخصر وجاكت أبيض شتوي وحجاب سماوي اللون 
ظلت متسمرة مكانها لا تعلم ترتدي تلك الثياب ام تظل بثوب الزفاف إلى الصباح ولكن شعرت بالضيق فلن تتحمل قضاء الليلة بثوب الزفاف لانه ثقيل وتود أن تتخلص منه ومن المستحيل أن ترتدي الغلالة أيضا حسمت أمرها وجلبت الثياب المعلقة ودلفت بها المرحاض 
كان الأمر شاقا بالنسبة لها وهي تحاول نزع ثوب الزفاف ظلت بالمرحاض قرابة الساعة ٱلى أن انتهت من ذلك العناء وارتدت أيضا الثياب الأخرى ووضعت حجاب راسها ثم غادرت المرحاض وهي تحمل ثوب العرس وضعته داخل حقيبته الخاصة وتركته بالخزانه وظلت تدور بعينها داخل الغرفة كأنها تبحث عن شيء تحت نظراته المراقبة لها وهو ممدد بج سده أعلى الفراش 
لاحت ابتسامته عندما وجدها تكبر بصوت خاڤت للصلاه وبدأت في صلاتها وعيناه تلاحقها في كل حركة تفعلها إلى أن أنهت صلاتها وظلت جالسة مكانها تردد الاذكار 
وبعد لحظات استقامت واقفة وجلست على الأريكة الجلدية الموضوعة بالغرفة ظلت جالسة لعدة دقائق ثم غفلت مكانها شعر سليم بالضيق من تلك الفعلة فظل ساهرا ليتأكد من نومها وبعد مرور ساعة أخرى نهض عن الفراش وحملها برفق واراحها على الفراش ودثرها جيدا بالغطاء وظل جوارها إلى أن غفلت عيناه 
أما عن الجناح الآخر الخاص بأسر وميلانا
بعدما ابدلت ثوب العرس وارتدت الغلالة البيضاء التي تنساب على ج سدها بنعومة تطلع إليها أسر بعشق 
أما الوضع بالفيلا الخاصة بعائلة السعدني 
كانت نور تزرع غرفتها ذهابا وإيابا پغضب جامح لم تستطيع ردعه منما أثر على حالة الجنين وبدأت أحشائها تتقلص پألم حاد لم تستطع تحمله غادرت غرفتها وهي تضع كفيها على احشائها من شدة الالم الذي يهاجمها وصړخت مناديا باعلى طبقات صوتها لسيدة خديجة 
طنط يا طنط الحقيني مش قادرة
نهضت خديجة مسرعا على صوت صړاخ نور 
خير يا بنتي في ايه
كان جبينها يتصبب عرقا وهمست بصوت متعب 
الحقيني يا طنط أنا بمۏت
شهقت خديجة پصدمة واقتربت منها تسندها
وعادت بها إلى غرفتها قائلا بصوت حاني 
أطمني يا حبيبتي أكيد مجرد مغص طبيعي بيحصل في بداية الحمل
اراحتها على الفراش وقالت 
هنزل اعملك نعناع دافئ هيريح معدتك
أنسابت دموع نور ونظرت لخديجة بتوسل قائلا 
ارجوكي يا طنط أنا مش عاوزة أخسر ابني أنا مابقاش ليه غيره دلوقتي
اشفقت على حالتها وجلست بجوارها تجفف لها عرقها وظلت تم سد على جبينها برفق وقالت بصوت مطمئن 
ما تخفيش أن شاء الله خير أنا هتصل بأسر يتصرف دلوقتي 
نهضت من جوارها وغادرت غرفة نور تبحث عن هاتفها لتحاول الاتصال بأسر لكي يجلب لهما طبيب الآن 
وجدت هاتفه مغلق فحاولت الاتصال بسليم 
الذي نهض مسرعا من نومه عندما صدح رنين هاتفه التقطه من اعلى الكومود عندما نظر لشاشته دب الړعب بقلبه واجاب والدته متلهفا
أيوة يا ماما حضرتك بخير 
هتفت خديجة قائلة 
أنا بخير يا حبيبي بس نور تعبانه وحاولت اتصل باخوك تليفونه مغلق
قاطعها ببرود 
أكيد بتمثل يا ماما عشان تبوظ لأسر الليلة
ردت بجدية
لا يا ابني هي تعبانة بجد والا ماكنتش كلمتك في الوقت ده 
خلاص يا ماما اقفلي دلوقتي وانا هبعت لها عربية إسعاف تنتقل المستشفى بتاعنا وهتابع حالتها بنفسي مع الدكتور 
بعدما أغلق الهاتف مع والدته هاتف الطبيب المسؤل عن مشفى والده وطلب منه ارسال سيارة إسعاف إلى الڤيلا ومتابعة حالة نور بنفسه ويخبره بكل ما يحدث أولا بأول 
وظل مستند على الفراش بظه ره فقد جفاه النوم بعد تلك المكالمة 
تطلع لتلك النائمة بجواره التي حرمته من قضاء ليلتهم الأولى معا وتنام جانبه قريرة العينين لا تحمل لدنيا هما ولن تحمل جبال من الهموم مثلما هو
يحملهم على عاتقه وزاد الحمل فلم يعد لديه قدرة على الصمود والثبات كان يود أن يفتح لها قلبه ويخبرها عن كل الاسرار الذي ډفنها بداخله ليجعلها تشاركه احزانه وتخفف عنه فهو بأمس الحاجة إليها ولكن كبريائه يمنعه من الضعف والاستسلام فهو لم يعتاد إلا
71  72  73 

انت في الصفحة 72 من 97 صفحات