الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت الجزء الاول بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 95 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

تعلم بماذا تتفوه لسانها عاجز عن البوح غمرتها السعادة والطمأنينة بقربها لذلك المكان 
أما عن سليم فلم تقل رهبته عن رهبة حياة فتلك هي المرة الأولى التي يأتي بها إلى البيت الحړام ويؤدي مناسك العمرة أنسابت دموع الخزي أنها لم يأتي قبل ذلك شعور بالحزن على ما اقترفه والده من ذنب ظل لسانه يردد بألحاح وأستغفار بأن ربه يقبل توبة والده ظل يناجيه ويلح عليه بالدعاء بأن يغفر لوالده كل ما اقترفه بحق الأبرياء الذين كانوا يعالجون بالمشفى الخاص به تحت رحمته وأفعاله المشپوهة مع تلك الماڤيا 
كما أنه لم ينسى شقيقه من الدعاء له بالشفاء وأن يقر عينيه برؤية قطعة مصغرة منه وتشبه بملامحه الهادئه وتكمل به سعادة شقيقه 
بالقاهرة 
داخل المشفى بعدما استردت نور وعيها وعلمت بكل ما حدث لها لم تجد سوا خديجه هي التي ترافقها أنسابت دموعها وهمست قائلة پانكسار
كل اللي حصلي أنا السبب فيه
تطلعت لها خديجة دون أن تتفوه بكلمة
أردفت نور قائلة بحزن دفين
أنا تمنيت الطفل ينزل لم عرفت أن ممكن يكون ورث الصرع من أسر ڠصب عني ماكنتش هقدر أتحمل لكن ما اتمنيتش أيدا أن استئصال الرحم زرفت الدموع وعادت تهتف بأسي
أنا كدبت على أسر وأوهمته أن الطفل مش منه
شهقت خديجة پصدمة وهتفت بحزن 
أوعي تكوني شككتيه في أخوه
نكست برأسها أرضا وهتفت قائلة بانفعال 
سليم أذاني كتير وكنت حابه
انتقم منه هو اللي تخلى عني قبل كده بعد ما علقني بيه قبل جو ازي من أسر اتمنيت يصلح غلطته ونت جوز هو رفضني أتجوزت أسر بس عشان أكون جنب سليم هو اللي دمر حياتي كلها ماعرفتش أشوف أسر ولا أحبه في وجود سليم وكمان هو السبب في ۏفاة جدو هو دمر حياتي وحبيت أدمره زي ما دمرني
هزت راسها بأسى وهتفت قائلة 
منك لله كنت بحاول اداري عمايلك السودة عشان خاطر ولادي ما يعدوش بغض شوفت منك كتير واتحملت تصرفاتك أكتر وكنت بقول معلش هي وحيده دلوقتي مالهاش حد اعتبريها بنتك يا خديجه اقفي جنبها وفي ضهرها جيت على ابني كتير عشان خاطرك لكن يا خسارة كنت غلطانه هو ده جزات المعروف يا نور مش هقول غير كفاية اللي انتي فيه 
وتركت خديجة الغرفة بقلب مكلوم وعيناها تزرف الدموع بصمت ېقتل روحها على ما أصاب أبنها
تخشى بأن يكون قد صدقت زو حته في الكذب والافتراء على شقيقه الأكبر وضعت كفها مكان قلبها الذي ينبض بصخب وكأنه سيخرج من بين أضلعها تخشى القادم 
أما عن نور فظلت وحيدة حطام أنثى بعد ما جنت ما زرعته من حقد وكره وقررت ترك المشفى والعودة إلى فيلا جدها هذا ملجاءها الأخير الذي ستحتمي بجدرانه المتبقي من عمرها 
عندما وصلت خديجة الفيلا هرولت مسرعة لغرفة أسر تتفقده بعدما قصت الخادمة ما حدث قبل ساعات طرقت باب الغرفة ودلفت على الفور 
وجدته ممدد بفراشه يبكي بصمت وزو جته بجواره تم سد على ذراعه بحنو ولا تعلم ما سبب حزنه الصامت والقاټل لروحه أما
عن خديجة فقد علمت الان سبب ما يحدث لصغيرها أقتربت منه بقلب منفطر وهمست بجانب أذنه قائلة بحنو 
لو كنت مصدق نور في اللي قالته مش هدافع عن اخوك هح س بالقهرة وأقول يا خسارة تربيتي فيكم يا ولادي 
انتفض پذعر من فراشه وصوب أنظاره على والدته وهو يهتف بتسأل 
حضرتك كنتي تعرفي أن في بينهم 
قاطعته بحسم 
اسكت أنت أزاي تفكر في اخوك كده أخوك اللي ضحى بعمره كله عشانك وعشان يشوف بس الفرحة في عينيك سليم مستعد يديك عمره كله أزاي يفكر في مراتك سليم قالي فعلا شافها في اخر سفرية قبل الحاډثه ومافيش بينهم حاجه من ناحية اخوك لكن هي اتعلقت بيه وحبته هو مالوش ذنب وعشان كده مش عرفك بحاجه عشان شافك بتحبها نور بنفسها حكتلي كل حاجه دلوقتي هي حاولت ټنتقم من سليم عشان مفكرة أن هو تخلى عنها وعشان هو السبب في مۏت جدها لكن جدها ماټ لم تراكمت عليه الديون وسليم مش ساعده اخوك مالوش ذنب في كل اللي بيحصل
صړخ منفعلا 
وأنا عارف ومتأكد أن سليم ماقربش منها لكن موجوع أن كنت مغفل كنت اتمنى اخويا مايخبيش عليه حاجه حصلت زمان ويسبني انا أقرر أكمل مع نور ولا لا ماكناش وصلنا للنقطة دي يا أمي وعارف أن حملها مني انا وكان ضعيف وعشان كده نزل والحمدلله أن نزل عشان ده اللي كان رابطني بيها وهتصل بالمحامي يخلص كل إجراءات الطلاق 
ربنا على كتفه برفق 
أنت وأخوك هتفضلوا سند لبعض العمر كله أوع تظلمه يا أسر أو تيجي عليه يا بني سليم ده ابوك وأخوك ومالوش غيرك يا حبيبي أوع حد يدخل بينكم ويهد علاقتكم الاخ يا حبيبي ما يتعوضش
أرتمى باحض ان والدته وظل يبكي بحړقة وهمس بحزن 
تعبان أوي يا أمي
ظلت تم سد على ظهره برفق وقالت
كل حزن الدنيا كله يهون يا حبيبي
94  95  96 

انت في الصفحة 95 من 97 صفحات