رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري بمدونة أيام نيوز
لتلك الجميلة ذات الاعوام الخمسون ليتحدث بعينين راجيتين
معلش يا حبيبتيهبلغها كام نقطة بس وهقفل على طول...قطع حديثه نجله الذي ولج للتو لينظر بحدة بالغة إلى الهاتف متحدثا وهو يجذب الهاتف من يده
هو ده اللي اتفقنا عليه يا بابا مش قولت لك بلاش الموبايل وحاول تسترخي
واسترسل بعتاب وهو يتطلع لوالدته
أنا حاولت يا أحمد بس بباك هو اللي صمم يرد لما عرف إن إيثار هي اللي على التليفون... هكذا أجابته فوضع أحمد الهاتف وتحدث لتلك التي تستمع لحديثهم عبر سماعة البلوتوث الموضوعة بداخل أذنها حيث تتابع القيادة
تابعي الشغل بنفسك وبلاش ترجعي للباشا يا إيثارهو محتاج راحة تامة إسبوع على الأقل
أنا مكلمتش الباشا علشان الشغل يا دكتور أنا كنت بكلمه اطمن على صحته لكن أنا عارفة هتصرف إزاي في المواقف اللي زي ديأصلها مش أول مرة الباشا يسيب لي الشركة تحت تصرفي...اجابها بتأكيد
علشان كدة بقول لك إتصرفي ومترجعلوش ولو فيه حاجة ضروري كلميني أنا
تمام هقفل علشان معطلش حضرتك... نطقتها باقتضاب ليتحدث باحترام
اغلق معها ليتحدث إلى أبيه
مش ممكن يا بابا اللي بتعمله في نفسك ده معقولة الشغل عندك أهم من صحتك!
نظر لتلك الأسلاك المعلقة بيده ليتحدث بتملل وهو يعتدل جالسا
تعالى شيل البتاع اللي مركبهولي ده علشان أروح بيتي أرتاح فيه
نهضت نيليلتقترب من زوجها قائلة بقلق
زهقان يا نيلي مش طايق منظر المحاليل ولا ريحة الأدوية والتعقيم... كلمات قالها باقتضاب ليكمل وهو يتزحزح لينزل قدميه من فوق السرير ليهتف نجله
يا بابا مينفعش اللي إنت بتعمله ده على الأقل خليك هنا يومين كمان لحد ماترتاح
نطق بضجر
مش هرتاح طول ما أنا في المكان ده يا أحمد روحني يا أبني نفسي أنام على سريري
حاسبي يا لارابالراحة بابا لسة تعبان
ابتسم هو ووضع كف يده ليمرره فوق شعرها قائلا بحنان
سيبها يا أحمددي اللي فيه الشفا لقلبي
أنا أسفة يا بابيانا السبب في كل اللي حصل ده
ابتسم لها وتحدث نافيا كي يمحي عنها شعور الذنب الذي بات ملازما لها منذ تلك الليلة المشؤمة
إنت ملكيش ذنب في أي حاجة حصلت كل اللي حصل من أول حاډثة بسام لحد حاډثة الإغتيال بتاعة إمبارح مكتوب ومقدر
اقتربت نيلي من نجلتها وبدأت بسحبها لتحثها بالإبتعاد عن والدها لتقول
مش وقت الكلام ده يا لارا بابي لسة تعبان ولازم يطلع يرتاح في أوضته
لا يطلع إيه بابا مش لازم يطلع سلالم ويجهد قلبه...نطقها أحمد باعتراض واسترسل مفسرا
أنا كلمت الشغالين خليتهم جهزوا أوضة الضيوف علشان الباشا يرتاح فيها لحد ماصحته تتحسن
وافقه الجميع وتحرك أيمن صوبها بصحبة زوجته ونجلاه
بالشركة
بعد قليل كانت داخل مكتبها تجفف أثر دموعها التي انهمرت عندما وصلت لمقر الشركة وشاهدت تجمع بعض رجال الشرطة المتواجدون لاستكمال التحقيق مع جميع الموظفين تذكرت ما حدث بالأمس لذاك المسكين وكأنه شريط سينمائي يعاد أمام عينيها من جديدحاولت جاهدة تجاوز ما حدث والتغلب على الألم الساكن قلبها لتتحرك إلى مكتبها وترتمي فوق مقعدها باستسلامدلفت فتاة رشيقة تمتلك جسدا ممشوقا ترتدي تنورة قصيرة تكشف عن ساقيها البض تعتليها كنزة ضيقة بأكمام تاركة العنان لشعرها الأصفر مما جعلها صاړخة الجمال اقتربت من إيثار وتحدثت باحترام
صباح الخير يا أستاذة إيثار
لتجيبها الأخرى بعملية
صباح النور يا هانيا
واستطردت وهي تناولها ملفا
إتصلى بأسماء العملة الي موجودين في الملف ده واعتذري لهم وإلغي مواعيد النهاردةوبلغيهم إن حالة أيمن بيه الصحية متسمحش وإننا هنبلغهم بالمواعيد الجديدة أول ما حالته تتحسن ويرجع لشركته
تحدثت هانيامستفسرة
هو أيمن بيه كويس
اجابت باقتضاب
الحمدلله هو بخير بس طبعا مش هيقدر ينزل الشركة قبل إسبوع على الأقل
واسترسلت
من فضلك خلي البوفيه يعمل لي قهوتي
أومأت الفتاة وتحركت للخارج
داخل مبني النيابة العامة بالقاهرة الكبرى
كان يجلس فوق مقعده الخاص بمكتبه منشغلا بتخليص أحد الأوراق المتواجدة أمامه ليقطع تواصله رنين الهاتف الأرضي الموضوع جانباأمسك بالسماعة