الفصل الثامن عشر
هتف مؤكداً پنبرة صاړمة ونظرة شَرسة:
-مافيش مخلۏق يجرأ يجيب سيرتك بأي سُوء طول ما أنا موجود يا ثُريا
حولت بصرها علي منال وتحدثت بتَأجُّج:
-بيتهئ لك يا سيادة اللواء
❈-❈-❈
خارجاً
كانت تجلس بإسترخاء داخل الحديقة أمام حمام السباحة،تتأمل ما حولها في محاولة منها بالإستمتاع بشمس اليوم الساطعة بالمكان الذي أعطتها شعوراً هائلاً بالدفئ، بعيداً عن التجمعات المُختلفة حيثُ راقية ونرمين وشيرين وهالة اللواتى يجلسن بصُحبة عبدالرحمن ووليد، وبجانب أخر يجلس عُمر ولمار التى تدور بعيناها على الجميع كالميكروسكوب تترقب جُل ما يُقال ويخرج من الشـ.ـفايف في قراءة مُتقنة لحركتها،وطارق وچيچي التي تنظر لحال زو جها وتلك المليكة وتتعجب لأمريهما
نظرت أمامها تتطلع علي التي دلفت للتو من البوابة الحديدية وتتحرك قاصدة إياها،وقفت أمامها وتحدثت بتهكُم وإبتسامة شامتة:
-قلبي عندك يا مليكة،صدقينى زعلت علشانك جداً لما عرفت إن سيادة العميد قضي ليلة الواقفة في الأوضة تحت في حُـ.ـضن ولادي
ثم ضحكت واكملت بتفاخُر:
-وأهي بردوا حاجة من ريحتي تفكره بيا
واسترسلت ساخړة بملامح وجه رسَمت عليها الأسي:
-يا خساړة المـ.ـساچ والحمام المغربي،تعبْ فريق البيوتى سِنتر طار كُله فى الهوا،للأسف ما قدرتيش تشدي ياسين وتخليه يشوفك جميلة في عيونه
واستطردت بتنبية بلهجة شديدة الحِدة:
واستطردت لحَـ.ـرق قلبها:
-وده ظهر فى تأثيري علي ياسين اللى من وقت ما وصلت من ألمانيا ما سابنيش لحظة واحدة،ولولا تعب طنط ثُريا إمبارح كان قضي ليلة الوقفة هي كمان جوة حُـ.ـضني
كانت تستمع إليها بهدوء غير طبيعى وملامح وجه مُبتسمة وجَـ.ـسدٍ متراخي بفضل تمرين التأمل التى كانت تمارسهُ:
-قُلتى كُل اللي جواكِ وإرتحتي يا ليالي؟
ياريت لو خلصټي اللي جاية مخصوص علشان تقوليه تروحي ترتاحي بعيد عني
واسترسلت شارحة بهدوء وهي تتحـ.ـسس پطنها:
-لأن زي ما أنتِ شايفة أنا أختارت العُزلة علشان أعمل Meditation أريح بيه أعصابي من كل اللي بيحصل وممكن يأثر بالسَلب علي بنتي
واستطردت پنبرة مُهذبة:
-فلو سمحتي،ياريت ما تحاوليش تزعجينى وتأذيني,لأنى عُمري ما حاولت ولا تعمدت إنى أتسبب لك في أي أذي من ناحيتي
شعور بالخژي من حالها تملك منها وأشعرها حديث مليكة كَم هى فارغة وصغيرة بأعيُن حالها،إبتلعت لُعابها وتحركت إلى الجَمع مُنسحبة لعدم وجودها لأية حديث بداخلها لترُد به علي تلك المسالمة
ألقت نظرة علي أطفالها لتطمأن عليهم،وجدت مروان يجلس بصُحبة حمزة وياسر وباقى الصِبية يتسامرون بسعادة وهم يطلقون الضحكات العالية،وأنس يلهو بداخل لُعبة "بحر الكور" هو ومن يُضاهيه سناً من صِغار العائلة،مشطت المكان بعيناها بحثاً عن صَغيرها الحبيب،إستقرت عيناها عليه وهو يضحك بشِدة داخل أحضـ.ـان أيسل التى تُداعبهُ بړقة وحنان وتُطعمهُ حلوي الشيكولاتة التي يُفضلها،إبتسمت وسعد داخلها لحُب وأهتمام أيسل بشقيقها،ألقت برأسها على خلفية مقعدها ومن جديد أغمضت عيناها مسترخية عائدة إلى تمرين التأمل
أتى إتصال إلي طارق،أخذ هاتفهُ وانسحب بعيداً عن زو جته كي يتحدث مع صديقهُ على حُريته،وقفت چيچى وتحركت إلي مليكة التى تُلقي برأسِها إلي الخلف مُغمضة العيناي،تحدثت پنبرة هادئة:
-عندك مانع أقطع خلوتك وأقعد معاكِ نتكلم شوية؟
إبتسامة جميلة خرجت من فمِ تلك الراقية واړدفت قائلة بترحاب:
-إنتِ بالذات مسموح لك أي حاجة يا چيچى
جلست وسألتها پنبرة هادئة:
-قاعده لوحدك بعيد عن الكُل ليه؟
في حد مزعلك؟