ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
من الصنف اللي قبله.
أخذها جاسر ورفعها أمام عينيه ذات النظرة الشيطانية المخيفة وقال
مش عارف من غير الكيف دا الواحد كان ممكن يقدر يعيش ازاى ولا أستحمل حتى أبويا
توقفت سيارة رمادية أمام المتجر الرئيسي لسلسلة متاجر يعقوب وأولاده ترجل منها شاب يافع متوسط الطول وعريض المنكبين ذو بشړة خمرية مثل والده يمتلك ملامح والدته حيث يتميز بالوسامة ولون العيون كالعسل الذهبي يحيطها أهداب سوداء كثيفة يهبط على جبينه بعض من خصلاته الفحمية المسترسلة.
نورت المحل يا ابن الغالي.
ابتسم إليه وأجاب
تسلم ليا يا عم عرفة.
ولج إلى الداخل متجها إلى مكتب
والده كان يجلس شاردا كعادته يبحر فى مخيلته مع التي سلبت قلبه ورحلت عن عالمه منذ واحد وعشرين عاما وما يعطيه بصيص من الأمل للاستمرار في العيش ما تركته له من ابن بار وصالح اسم على مسمي حقا لا ينسى تلك الأيام عندما تركه إلى زوجة عرفة ريثما ينتهي من مراسم الډفن و تلقي العزاء كانت تخبره دائما إنه طفل هادئ وذو طلة تجذب كل من يراه وكأنه محاط بهالة ملائكية جاذبة للمحبة وعندما انتهت أيام العزاء أخذه إلى زوجته راوية التي وضعت مولودتها فقرر تسميتها على اسم زوجته الأخرى المتوفاة تعجب على عدم تعليق أو اعتراض من ابنة عمه ظن إنها تحملت ذلك الأمر من أجل حالته التي يرثي لها كما طلب منها أن ترضع صغيره الذي رفض جميع أنواع الألبان الصناعية وبالفعل نفذت راوية طلبه على مضض أو ربما شعور بالذنب أو لأمر أخر فعندما حملته على ذراعيها نظرت إلى وجهه الملائكي وألقى خالقه محبته في قلبها قامت بتربيته وكأنها تكفر عن ما فعلته به.
ألقى التحية على والده بمزاح ونظر إليه يعقوب مبتسما فكان في انتظاره رفع ذراعيه يسأله
عملت إيه يا غالى يا ابن الغالية
ارتمى بين ذراعيه وأخبره
نجحت بتقدير امتياز وسمعت أخبار حلوة من إدارة الكلية عن تعيين المعيدين واحتمال كبير أبقى معيد.
ربت والده على ظهره بفرح مهللا
انسحب من بين ذراعي والده قائلا
يا رب يا والدي وبرضو هيفضل مكاني في المحل زى ما أنا.
وضع يعقوب يده على كتف ابنه فقال
المحل محلك يا ابني وكل ما أملك بتاعك أنت وإخواتك وواثق إن على إيديك هتبقى سلسلة المحلات وهيبقى ليها فروع في كل محافظة.
أومأ إليه وبثقة أخبره
إيدي على كتفك والفلوس جاهزة وانت بقيت خريج إقتصاد وعلوم سياسية قد الدنيا وعلى رأى المثل إدي العيش لخبازه.
عقب يوسف على حديث والده قائلا
بإذن الله يا بابا.
كدا فاضل حاجة واحدة بس.
نظر إليه باستفهام وسأله
حاجة إيه
أجاب مبتسما
العروسة.
5
كان هناك أيضا من ينتظر الفرحة بترقب تمسك بهاتفها وتنتظر مكالمة هاتفية تقضم أظافرها بتوتر فقالت لها ابنة خالها القريبة منها في العمر وصديقتها
ألتفتت إليها بزاوية لتخبرها
خاېفة قوي يا أمنية نفسي أجيب تقدير عالي عشان أدخل الكلية اللي نفسي فيها.
أخبرتها أمنية بمزاح
ما تخافيش يا مريم بإذن الله هاتجيبي أعلى تقدير ما هو مش بعد ما كنتي بتفضلي سهرانة لحد الفجر بتذاكري ومش بعرف أنام بسببك وفي الأخر كل دا يروح على الفاضي.
ادعي ليا انتي بس من قلبك.
رفعت أمنية يدها في وضع الدعاء قائلة
يا رب يا مريم يا بنت عمتو ليلى تجيبي امتياز وتدخلي الكلية وأنا يا رب خلاص رضيت بالدبلوم بس مش عايزة غير حاجة واحدة بس إنه يكون جاسر الراوي يبقى من نصيبي قولي آمين يا بت يا مريم.
كانت تضحك على صيغة دعاء ابنة خالها هزت رأسها بسأم وقالت
آمين يا بنت خالي.
صدح رنين هاتفها الخلوي فانتفضت أجابت على الاتصال بقلب يخفق بقوة ويد ترتجف من التوتر والقلق
ألو.
.
أيوه أنا مريم هشام الوكيل.
.
اتسع ثغرها من الجانبين بابتسامة كادت تصل إلى أذنيها نهضت أمنية من مكانها والتصقت بها ثم وضعت أذنها على الهاتف بينما مريم كانت تكمل حديثها قائلة
حاضر شكرا لحضرتك الله يبارك فيك سلام.
لمست علامة إنهاء المكالمة وأظهرت الحزن على ملامحها رأتها أمنية في تلك الحالة فسألتها بقلق
هو قالك إيه
وإذا بها تصرخ بفرح عارم
أنا نجحت يا أونا وبتقدير جيد جدا كمان.
احتضنتها أمنية بقوة
ألف مبروك يا حبيبتي وعقبال العريس بقى وعقبالي يا رب أكون حرم جاسر الراوي.
لكزتها مريم بمزاح في كتفها
يا بنتي أتقلي دا زمانه كل ما بيشوفك يعرف إنك ھتموتي عليه.
أمسكت بكلتا يديها لتخبرها عن مشاعرها تجاه هذا الجاسر
بحبه يا مريم بمۏت فيه بحبه يا ناس.
انفتح الباب بغتة ودخلت هويدا تحدق ابنتها پغضب تسألها
هو مين دا