رواية الشيطان المتملك الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
دي
اوعدك إنك مستحيل حتلاقيني.... حطلق
منك و حتزوج و حجيب أطفال و خليك
إنت قاعد هنا لوحدك بسلبيتك و ضعفك وووو
: هبببببببة.. إخرسيييي...
عمر بصړاخ مماثل مقاطع حديثها....
:لا مش حسكت عاوزة أقلك كل حاجة
في قلبي و حتسمعني يا عمر.... عشان دي
حتكون آخر مرة نتكلم فيها...زي ما إنت
مش عاوزني انا كمان مش عاوزاك...مش
حتمسك بيك بعد كده و مش حاخذك في
حضڼي و اطبطب عليك زي ما بعمل في
كل مرة.... مش حضحي عشانك ياعمر
عشان إنت متستهلش كل اللي بعمله
عشانك...
تراجعت عدة خطوات للخلف قائلة
بلهجة رسمية :إديني ساعة واحدة عشان
ألم هدومي... متقلقش مش عاوزة منك
حاجة و حتنازلك على كل حقوقي... حاخذ
بس الهدوم اللي أنا إشتريتها بمرتبي...
ركضت إلى الداخل بعد أن أنهت آخر
كلماتها تاركة إياه واقفا ينظر أمامه بذهول...
لم يكن يتوقع انها ستنفجر أمامه هكذا
في يوم من الايام و تخرج كل ما في قلبها...
الان فقط إكتشف أنه...
لم يكن الوحيد الذي يعاني بل هي أيضا
كانت تتحمل أضعاف ما يشعر به و فوق
كل ذلك كانت تبذل قصارى جهدها للتخفيف
عنه و إخفاء آلامها أمامه حتى لا تزيد من
معاناته.
مسح وجهه بتعب قبل أن يأخذ طريقه
نحو غرفته بخطوات مرهقة محاولا
تنظيم أفكاره و إيجاد الكلمات المناسبة
حتى يراضيها...
في فيلا البحيري.....
إنتهت العائلة من تناول العشاء لينتقلوا
للصالون لقضاء بقية السهرة....إستأذنت
ليليان منهم لتصعد غرفتها حتى ترتاح
بعد إن إطمئنت على ايسم مع جدته
إغتسلت ثم غيرت ملابسها و القت
بجسدها على الفراش لټغرق في نوم عميق...
بعد ساعات قليلة إستيقظت ليليان كعادتها
بسبب شعورها بالعطش...وجدت الغرفة
مظلمة و باردة و كأن لا حياة فيها....
لفت الغطاء حول جسدها جيدا قبل أن
تقف من السرير متجهة نحو الشرفة لتغلقها
حتى تمنع دخول نسمات الهواء الباردة..
عقدت حاحبيها بتعجب و هي تتساءل
داخلها عن سبب غياب أيهم و عدم
مجيئه حتى هذه الساعة المتأخرة...
انارت الغرفة ثم بدأت بالبحث عنه في
الحمام و غرفة الملابس دون جدوى...
إنتبهت لوجود ورقة باللون الوردي معلقة
على مرآة تسريحتها ذكرتها بتلك الورقة
التي تركها لها أيهم منذ ثلاثة سنوات.....
امسكتها بيدين مرتعشتين و بدأت في قراءتها
بصوت عال....
:ليلياني...انا آسف... للمرة المليون بقولهالك بس
صدقيني المرة دي ڠصب عني.... مجبر إني
أسيبك و أمشي للأبد...لكن على الاقل حمشي و انا مطمن إني سبت ذكرى حلوة ليا في قلبك بعد
كل القسۏة والعڈاب اللي إنت عشتيهم
بسببي....الايام الاخيرة اللي انا قضتها
معاكي حتبقى الونس الوحيد ليا في وحدتي
اللي جاية... انا لما كنت في لندن عملت تحاليل و طلع عندي کانسر في المخ و للأسف في المرحلة
الأخيرة و الدكاترة قالولي إن فاضلي شهور
قليلة عشان كده قررت إني أرجع و أصلح كل أخطائي.... انا سافرت لمكان محدش يعرفه
عشان اقضي آخر ايامي فيه...مش عاوز حد يشوفني ضعيف و خصوصا إنت... عاوزك تفتكريني دايما أيهم القوي اللي بيحبك و اللي محبش في الدنيا غيرك ارجوكي تسامحيني و إفتكريني
دايما بالخير و لما أيسم يكبر قوليله إن أبوك
بيحبك اوي و إنه كان نفسه يعيش عشان يشوفك و إنت بتكبر... إوعي تبكي عليا او تحزني عشان
دموعك أغلى مني بكثير....انا زمان غلطت
في حقك اوي و دلوقتي بدفع الثمن...لما أموت
أرجوكي متنسينيش بالدعاء و الصدقة و كملي
مشروع العيادة المجانية اللي اتفقنا إننا نعمله
خلي بالك من نفسك و من أيسم و لو قررتي
في يوم من الايام إنك تتجوزي ارجوكي
إختاري الشخص الصح...
بحبك اوي.....
ايهم.
شهقت ليليان محاولة التنفس بعد أن شعرت
بنفسها على وشك الاختناق...سقطت على
الأرض و هي تحاول الصړاخ بأقصى صوتها
لكنها لم تستطع فقد تتحرك شفتيها باسم
أيهم......
يتبع ♥️♥️
مستنية رايكم في الأحداته
الفصل التاسع
ارتخى شاهين على كرسي البار الصغير الموجود في مكتبه و هو يرفع كأسه الى شفتيه ليترشفه باستمتاع و تمهل... القى نظرة أخيرة على تلك الصور المبعثرة التي وصلته منذ قليل من أحد رجاله الذين كلفهم لمراقبة كاميليا و جلب معلومات عنها و عن عائلتها و حياتها... أمسك إحدى الصور لها و هي مدخل الجامعة كانت واقفة تتحدث مع إحدى صديقاتها ترتدي بنطال جينز اسود اللون و كنزة صوفية باللون الزهري الفاتح الذي انعكس على بشرتها البيضاء و الوردية اما شعرها البني فقد تركته حرا ينسدل على ظهرها ليعطيها مظهرا فاتنا...
حدق في الصورة بامعان قبل أن يرتشف رشفة أخرى من كأسه و هو يهمسلا حلوة...حلوة اوي و جريئة كمان اللي تتجرأ انها تفكر تستغفل شاهين الألفي تبقى يا إما جريئة....او مچنونة.... فجأة اڼفجر ضاحكا بدون سبب لدرجة انه وضع الكأس فوق طاولة البار و انحنى بجذعه الى الامام و هو لايتوقف عن الضحك بصوت عال و كأنه فقد عقله .
وضع كفيه على وجهه الذي اسود فجأة و بدأت عروق يديه و رقبته بالبروز و أصبحت ملامحه اكثر قتامه و جسده ينتفض بشدة بسبب الڠضب...
صړخ پجنون قبل أن يرفع قبضة يده و يدفع الكؤوس و الزجاجات التي كانت على سطح البار أرضا لتتحطم و تتناثر الى اشلاء محدثة دويا عاليا ....
خيم الصمت المخيف و لم يعد يسمع سوى صوت أنفاسه اللاهثة في المكان...
بدأ جسده في الارتخاء رويدا رويدا بينما عقله يصور له عدة أفكار لمعاقبتها على فعلتها توحشت عيناه بنظرة مظلمة ليردد بهسيس مخيف بنت حلوة و جات برجليها لعرين الشيطان..
خرج من مكتبه سريعا ليصعد الى جناحه ليأخذ حماما منعشا بعد أن أمر إحدى الخادمات بتنظيف المكتب من الفوضى التي لحقت به...
_______________
في شقة أيهم
رمق عمر أيهم بنظرات حانقة بينما لم يعره الاخر أي إنتباه و هو يتفرس بوقاحة عالية جسد تلك الفتاة التي كانت تتمايل أمامهما بحركات راقصة مغرية....
صړخ عمر بنفاذ صبر على تجاهل أيهم له إنت يا بني آدم مش بكلمك... مش بترد ليه فين شاهين
أشار له الاخر بيده و هو لايزيح عينيه جسد الفتاة قبل أن يجيبه بصوت عال بسبب صوت الموسيقى قال مش جاي عنده شغل مستعجل...اكيد لقى مزاجه في حتة ثانية...
عمر بتذمر طبعا و انتم هيهمكم إيه غير مزاجكم ال...بقلك إيه ما تطرد البتاعة دي برا علشان عاوزك في موضوع مهم..
ايهم و هو يتناول حبات من الفواكه الجافة في إيه
عمر انا حتجوز.... و كنت عاوز شاهين علشان اقله.....
أيهم پصدمة انت... عمر الشناوي... حتجوز
عمر و هو يلوي فمه بتهكم أيوا يا خويا حتجوز إيه من حقي .
أيهم بقهقة لا ياعم مش قصدي كده بس انا مستغرب انك فجأة قررت تتجوز .
قام عمر من مكانه و أغلق جهاز الموسيقى ثم أعطى الفتاة مبلغا من المال قبل أن يدفعها باشمئزاز الى الخارج تحت أنظار ايهم الضاحكةيلا يا اختي امشي من هنا و مترجعيش ثاني.... انا مش عارف الناس دي مبتزهقش من القرف داه ليه .
أيهم بقهقة يا ابني الستات دول احلى حاجة في الدنيا... بيضبطو الدماغ وبيعلوا المزاج...
جلس عمر مقابلا له و هو يقول براحة اهو كده نقدر نتكلم...انت طبعا فاكر البنت اللي انا حكيتلكم عليها من زمان اللي كنت بحبها و انا لسه طالب في الجامعة .
ايهم و هو يشير له بكأسه أيوا طبعا فاكرها... قصة الحب الملحمية بين الأمير و بنت الحارة الشعبية.
عمر بضيق يا ابني احترم نفسك انت سكرت و الا إيه.... على فكرة اسمها هبة و قريب جدا حتبقى مراتي .
ايهم بابتسامة الف مبروك يا صاحبي داه انت حتبقى خبر الموسم الناس عمرها ما شافتك مع بنت و فجأة كده يلاقوك حتتجوز... ايه رأيك نعمل فرحنا مع بعض في يوم واحد.
عمر بنفي لا مش حلحق اصلا... انا لسه ما فاتحتش اهلي في الموضوع و كمان عيلتها لسه ميعرفوش حاجة فححتاج وقت و انت فرحك بعد اسبوعين .
ايهم بس تفتكر مامتك حتوافق انت حكيت قبل كده انها رافضة تماما انك ترتبط ببنت من حارة شعبية .
عمر