الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء التاني من الشيطان المتملك بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 30 من 102 صفحات

موقع أيام نيوز

قضائها
ليوم طويل من العمل المرهق  
أغلقت باب غرفتها بهدوء ينافي
صخب قلبها و جوارحها  لقد عاد
كابوسها من جديد و عادت معه ايام
العڈاب و الحزن بعد أن إستطاعت
طوال الثلاث سنوات الماضية
من مداواة چروحها و آلامها هو
عاد حتى يفتحها من جديد
رمت حقيبتها 
ثم إستدارت نحو باب الشرفة
لتفتحه و تسير بهدوء نحو السور
الرخامي لتسند عليه بيديها  تنفست
الهواء بقوة بعد أن احست بانقطاعه عنها
ثم مسحت براحة 
قبل أن تتوقف فجأة عندما شعرت بدخول
أحدهم إلى غرفتها  
لم تكد تخطو خطوة إلى الداخل حتى
تفاجأت بأميرة تقفز أمامها كالقطة صاړخة
بقوة لولو  شفتي أيهم جابلي إيه
رمقتها ليليان بعدم رضا و هي تضع
يدها موضع قلبها تهدأ ضرباته
التي زادت بسبب فزعها من صړاخ
أميرة يوووه يا ميرا إنت مش حتبطلي
حركاتك دي  موتيني من الړعبة حرام
عليكي  
قهقهت الأخرى بخفة و هي ترمق
ملامحها الفزعة بتسلية قائلة
سوري يا لولو  مش قصدي
بس الظاهر إنت اللي كنتي سرحانة
بقلك إيه تعالي عشان اوريكي علب
المايكاب اللي جابهالي تجنن تجنن
يا لولو  
جذبتها بخفة من يديها لتدخلا
إلى الداخل و تجلس أميرة على السرير
و تبدأ في فتح العلب الفاخرة بحماس
مثرثرة واو   مكنتش عارفة إن أيهم
ذوقه حلو كده  الظاهر في حاجات
كثيرة تغيرت فيه مش بس
شكله  
رفعت عيناها نحو ليليان و هي
تضم شفتيها بتفكير قبل أن تردف
حساه مختلف اوي عن زمان مش بيتكلم كثير
و لا بيشخط زي عوايده  حتى لما اخذ ايسم
انا شفت دموعه و ماما
كمان  المهم انا حسيبك تغيري هدومك
و بعد العشاء حرجع عشان اوريكي
الحاجات الثانية   و إنت كمان  إتفقنا
وقفت من مكانها و هي تلملم اكياسها
بسرعة مضيفة اصل أيهم جايب شنط
كثير و حطها على جنب في اوضته    
خرجت أميرة تاركة ليليان تضع
يديها على رأسها بتعب من ثرثرة
إبنة عمها التي لا تنتهي  
جلست على الفراش بهدوء متمتة بملل
البنت دي
حتجنني  ميكاب إيه و زفت إيه
اللي بتتكلم عليه داه مش مكفيها محل مواد
التجميل اللي في أوضتها  و مين اللي تغير داه
أنا مش فاهمة حاجة و مش عاوزة أفهم اصلا
يتغير ميتغيرش دي حاجة تخصه   يبعد عني
و خلاص داه المهم  اوووف خليني اقوم
اغير هدومي و انزل اشوف إيه الحكاية
بالضبط  
تمتمت بانفعال قبل أن تتجه نحو خزانة
ملابسها لتنتقي ملابس بيتية أنيقة
لترتديها و تنزل  
بعد نصف ساعة كانت مع بقية
أفراد العائلة الذين تحلقوا على مائدة
الطعام يتحاذبون أطراف الحديث
متحمسين برجوع أيهم  
سيف بمزاح بما إنك رجعت فأنا
اعتبر نفسي في إجازة طوييييلة  ياه
بقالي ثلاث سنين مستني اليوم داه 
ايهم بابتسامة و هو ېختلس النظر
ليليان بين الحين و الاخر وانا مال ما
انا بردو في اجازة   
سيف و يمثل الحزن يعني إيه
في اجازة  شركتك و إدارة المستشفى
ردت إليكم انا مليش دعوة من بكرة
دوروا على حد غيري انا راجع مكتبي
في شركتنا  
ايهم بجدية سيف لو سمحت  انت
عارف إن الشركة و المستشفى باسم
ليليان  يعني هي صاحبة الشأن و القرار  
رفعت رأسها عندما سمعته يتحدث عنها
لتتلاقى أعينهما لتخفض ليليان عينيها
متظاهرة الانشغال بطبقها ليتحدث
سيف بثرثرة ماهي رجعتهم باسمك
من زمان  و الأوراق موجودة في مكتب
بابا  هي ما قالتلكش و إلا إيه
سعلت ليليان بقوة لتتجه جميع الانظار
نحوها  ليرمقها أيهم بقلق قبل أن تسارع
أميرة و تعطيها كأس مياه لتاخذه منها
ليليان و هي تشعر بحرج كبير  
تنحنح أيهم عن قصد حتى يجذب الانظار
نحوه قبل أن يتكلم بصوت هادئ طيب
خلينا نأجل الكلام داه لبعدين  
إلتفت نحو والدته ليكمل تسلم إيدك
يا ماما الأكل تحفة بقالي كثير مأكلتش
اكل زي داه  
كاريمان بابتسامة فرحة بالهناء و الشفاء
يا حبيبي  لو عاوز اكلة معينة قلي و انا
ححضرهالك بنفسي  
سيف بغيرة يا سلام  من شاف احبابه يا ست
ماما  
ضحك الجميع و اكملوا تناول العشاء في
جو لا يخلو من المزاح و الضحك  
بعد إنتهاء السهرة العائلية المعتادة
دلفت ليليان غرفتها مشتاقة لصغيرها
الذي لم تره كثيرا اليوم  توقفت عن السير
بعد أن لمحت أيهم متكئا على ذراعه
بجانب أيسم الذي كان يغط في نوم
عميق  
بحرارة بين الحين و الاخر مستنشقا
رائحته الطفولية بعمق  
إنتبه أيهم لقدومها ليقف من مكانه
بهدوء و إبتسامة سعيدة تسللت
مازالت كما
هي  كما تركها منذ سنوات لم تتغير
سوى انها إزدادت جمالا عن قبل
ركز ببصره على خديها و تحديدا في مكان
غمازتيها قبل أن يتكلم بصوت خاڤت
حتى لا يزعج الصغير النائم وراءهأنا
آسف عشان دخلت اوضتك من غير
إستئذان   بس انا كنت عاوز اشوف
أيسم  أصله واحشني اوي و ملحقتش
اشبع منه 
أومأت له بإيجاب و هي تخفض رأسها
دون أن تنظر نحوه  
عقله و قلبه الذين حرما طويلا من
رؤيتها  
لاحظ توقف حركتها و سكونها في
مكان واحد ليعلم انها تنتظر خروجه
من الغرفة  لكنه عكس ذلك سار بهدوء
نحو كرسي وجده قريبا من السرير
ليجلس عليه قائلا أنا كنت عاوز اتكلم
معاكي في موضوع الشركة و المستشفى
إنت ليه عملتي كده   انا مش عاوزهم
و بكره إن شاء الله اول حاجة حعملها
حرجعهم باسمك إنت و أيسم   دول من
حقك 
اجابته دون تفكير انا مش محتاجة
منك حاجة  لا انا و لا إبني انا اصلا
كنت مستنياك عشان ترجع  
خفق قلبه بلهفة منتظرا بشوق ما
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 102 صفحات