الجزء التاني من الشيطان المتملك بقلم ياسمين عزيز
أمامه
كومة من الأوراق يتفحصها بتمعن
رفع رأسه نحوها ليضيئ وجهه بابتسامة
عريضة ثم قال يا اهلا و سهلا نورتي
المكتب إتفضلي
وقف من مكانه متجها نحوها ليقف
قريبا منها مشيرا نحو الاريكة لتجلس
عليها قبل أن يعود نحو هاتف المكتب
يطلب لها عصيرا تأملته ليليان بضيق
و هو يسير من جديد ليجلس بقربها
مرسومة على وجهه
قطع الصمت عندما تحدث أيهم متسائلا
ليه تاعبة نفسك و جاية ما انا قلتلك
حهتم بالشغل النهاردة كان المفروض
تقعدي ترتاحي و تشبعي شوية من أيسم
تنحنحت ليليان قبل أن تجيبه بتردد
لقيت نفسي فاضية قلت آجي و كمان
طنط كاريمان مهتمة بأيسم جدا بالأخص
أتمت كلامها لترمقه بنظرات غير راضية
ليتعجب أيهم الذي هم بسؤالها لكن قبل
ان يتحدث قاطعه طرق على الباب
ايهم ادخل
دخلت السكرتيرة و في يدها صينية
صغيرة لتضع محتوياتها على الطاولة
و تغادر بعد أن أشار لها
إلتفت نحو ليليان مرة أخرى مستفسرا
في حاجة حصلت
ليليان بضيق يعني مش عارف
ليليان قصدي اللي حصل إمبارح و الصبح
كمان
فرك أيهم طرف شفته السفلى محاولا
السيطرة على ضحكته ليهتف بتهرب
و إيه اللي حصل إمبارح و الصبح
صړخت ليليان بحنق على طريقة كلامه
المتلاعبة بطل تعمل كده مش بحب اللف و الدوران إنت عارف كويس انا بتكلم على
إيه و عاوزة تفسير دلوقتي حالا
و انا آخر حاجة عاوزها هي إني أشوفك
زعلانة و متضايقة
ليليان بتحذيرأيهم لو سمحت
أيهم مقاطعا محصلش حاجة إنت كنتي
تعبانة لدرجة إنك مكنتيش حاسة بحاجة
نمتي في العربية و انا شلتك و طلعت بيكي
الأوضة و هناك غيرتي هدومك و أكلتي
شوية شوربة و بعدها نمتي للصبح
ضيقت ليليان عينيها بتفكير قبل أن
أضافت بتردد طب ليه مصحيتنيش على
الاقل عشان اغير هدومي اووف مش فاكرة
حاجة
أيهم بتسلية إنت ليه مكبرة الموضوع
كل حاجة خلصت
ليليان پغضبهو إيه اللي خلص و كل اللي
في الفيلا فاكرين إننا رجعنا لبعض تقدر تقلي
حنعمل إيه في المصېبة دي
نفخ أيهم الهواء بنفاذ صبر قبل أن يتريث
العصير و إهدي كل مشكلة و ليها حل متقلقيش
أشاحت بوجهها بعيدا عنه ليعيد الكوب
لمكانه ثم يقف من مكانه ليسير نحو النافذة
الزجاجية واضعا يديه في جيوب بنطاله
و ينظر للأسفل لحديقة المستشفى
رمت
من الحب لسنوات
حرك رأسه يمينا و يسارا لينفي هذه الأفكار
المزعجة التي لا طالما أرقت نومه لينتبه
لها عندما وقفت بجانبه
ليليان بصوت هادئ كلما آجي أتكلم معاك في
موضوع تتهرب زي عوايدك كل حاجة عاوزها
على مزاجك تضربني تعذبني تخوني و تبهدلني
و بعدين تسافر و تهرب عشان مطلقنيش و دلوقني
راجع و عاوزنا نرجع عشان سيادتك ندمان و ضميرك
صحى و بقيت بتحبني و عاوز تعيش حياة
طبيعية معايا انا و إبنك و أنا المفروض اوافق
و أقبل
بكل حاجة إنت تعملها و عشان توصل
للي إنت عاوزه بتخلي عيلتك تضغط عليا
بكل الطرق عشان أقبل كلهم شايفين قد إيه
بتحاول تنجح علاقتنا و بتعمل كل اللي تقدر
عليه عشان تراضيني و اقبل ارجعلك من ثاني
و لو ماوافقتش حيزعلوا مني و حيقولوا إن
أنا اللي ظالماك
إلتفتت نحو لتنظر في وجهه بتمعن قبل
أن تكمل لو كنت مكاني حتعمل إيه
أغلق أيهم عينيه پألم قبل أن يجيبها بصوت
مخټنق مينفعش الشيطان يكون مكان
الملاك
ليليان بصړاخ مفاجئليه مصر تحسسني
إني لعبة بتحركها زي ما إنت عاوز طول
عمري معنديش لا رأي و لا قرار و لا أهمية
لم يعد يطيق صبرا
لواقعها يسحبها من جديد نحو عالمه الخاص
يقسم انه لن يتركها حتى تخضع له بإرادتها
دخلت الجامعة بخطى مرهقة بعد ليلة
طويلة لم تذق فيها طعم النوم بسبب
شجارها اليومي مع والدتها التي لم تكتفي
بضربها و شتمها لتهاتف شقيقتها و زوجها
حتى يأتيا في ساعة متأخرة من الليل
في محاولة منها للضغط عليها حتى تتراجع
عن قرارها المتهور دون جدوى
أخذت طريقها نحو الكافتيريا للحصول
على كوب قهوة كبير عله ينجح في إعادة
نشاطها و حيويتها التين يفتقدهما جسدها
حتى تستطيع الصمود في هذا اليوم الطويل
كطالبة في كلية الطب
رمت الكوب الورقي في أقرب سلة
مهملات قبل أن تتابع طريقها نحو قاعة
محاضرتها التالية بعد أن فاتتها اول الحصص
تصنمت مكانها و هي تستمع لضحكات عالية
وراء أحد الأبواب المغلقة بعدم إحكام ليظل
فراغ صغير بين طرف الباب الحائط بدا
لها الصوت مألوفا لتقترب بتمهل و تسترق
السمع
لحسن الحظ لم يكن سوى صوت ضحكات
ميار التي بدت و كأنها ستطير فرحا في أي
لحظة و هي تحدث صديقتها المقربة ديالا
ديالاأمال هي فين مجاتش المحاضرة اللي
فاتت مش من عوايدها أنها تغيب
ميار بنبرة سعيدة مش حتيجي النهاردة
أنا سألت الغبية بسمة و هي قالتلي إنها
كلمتها إمبارح و قالت إنها مش حتحضر
النهاردة
أضافت و هي تجلس على إحدى الطاولات
العالية أحسن بقيت مش طايقة أشوفها
قداميانا ماسكة نفسي بالعافية عشان
ماقتلهاش بإيدي بس بعدي يقول إهدي
يا بنت و إستني لغاية ما أوصل لهدفي
و بعدين إعملي اللي إنت عاوزاه
ديالا بابتسامة مصطنعة أنا مش عارفة
إنت ليه متمسكة بمحمد اقصد هو