الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية انا لها شمس بقلمي روز أمين من الفصل الأول للعشرون حصري بمدونة أيام نيوز

انت في الصفحة 24 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

بالوحدة الذي يلازمها اينما ذهبت حتى بحضرة عائلتها مر أكثر من خمسة عشر دقيقة وهو يراقب تلك الجميلة حتى زفر أحمد وتحدث متسائلا 
هنوصل لحد فين باللي بتعمله ده يا باشا إوعى تقولي إنك هتفضل ماشي وراها لحد بلدها 
اجابه وعينه على من خطفت لبه 
ياريت كان عندي وقت كنت مشيت وراها أدينا ماشيين لحد ما نوصل لكبري بلدنا بعد كدة مش هقدر أكمل علشان حنة أمل بنت عمك جمال أبويا كلمني وانا مستنيك في الموقف كان متضايق وبيستعجلني علشان أقف مع شباب العيلة في توضيب كوشة العروسة
تأفف أحمد ليقول متهكما 
يادي كوشة العروسة اللي صدعونا بيها أبويا كمان ۏجع دماغي من الصبح مكانش عاوزني أروح الشغل أصلا بالعافية أقنعته إني هاجي قبل التجهيزات ما تبدأ لولا كدة مكنتش هعرف أفلت منه
واستطرد بجبين مقطب 
بيقولوا عاملين الكوشة فوق سطح
بيت عمك جمال عشان البنات والستات ياخدوا راحتهم بعيد عن قعدة الرجالة 
أجابه بلامبالاة وهو يتابع تلك الجميلة 
مستفسرا بعدما وجده يقف عند كل محطة تقف بها السيارة وينتظر حتى يتأكد من شخصية المترجل
وبعدين يا ريس هنفضل كدة لحد امتى الميكروباص بيقف تقريبا دقيقتين عند كل محطة 
بطل رغي يا أحمد ولو مش عاجبك إنزل وشاور لأي ميكروباص يوصلك قالها بعدما سأم من تملله ليجلس الاخر صامتا حتى إقتربا من محطة قريتهم حينها استمع لرنين هاتفه وكان المتصل والده نصر البنهاوي زفر بضجر بعدما استمع لتوبيخ الاخر له وهو يستعجله فقاد بسرعة فائقة ليتخطى السيارة ليميل تارة القيادة لليسار متجها لداخل قريته وما ان اختفت سيارته للداخل حتى توقفت تلك السيارة لتترجل هي منها توجهت لمنزل والدها وما أن ولجت للداخل حتى تهللت أسارير والدها حين رأها ليتحدث بترحاب 
حمدالله على السلامة ياإيثار 
الله يسلمك يا بابا إزي صحتك 
ابتسم والدها ليجيبها
وسعي مكان على الطبلية لطاجن الرز يا إيثار
أسرعت لتفسح المكان وهتفت وهي تنظر للطعام الموجود داخل الإناء بلونه الذهبي المشهي 
يا سلام يا ماما على الريحة
واسترسلت بملاطفة وهي ترفع قامتها بمزاح 
الست منيرة بعون الله أحسن واحدة بتعمل طاجن رز معمر بالحمام في كفر الشيخ كلها
ابتسمت بوهن لتشير لها بكفها إلى حجرتها الخاصة بها 
طب روحي غيري هدومك بسرعة عشان تيجي تغرفي باقي الأكل وتطلعيه مع مرات أخوك
قطبت جبينها لتتحدث باستياء مصطنع تداري به ألم قلبها المنشطر
هو أنت على طول كدة معايا يا ماما طب خديني في ولا حتى قولي لي حمدالله على السلامة
زفرت لتهتف بضجر
يا بنتي سيبك من المياعة اللي إنت فيها دي وخلصي
واستطردت بملامح وجه مكفهرة 
إخواتك لسة راجعين من الأرض كانوا شغالين فيها من صباحية ربنا وواقعين من الجوع
تنفست بيأس ومالت برأسها للأسفل لتتحدث بصوت خفيض مليئا بخيبة الأمل 
حاضر يا ماما
انصرفت منيرة لغرفة الخبيز لتباشر ما تبقى داخل الفرن ووقفت هي تنظر لأثرها تنهد والدها بأسى لأجلها يشعر بتمزق روحها الدائم من معاملة تلك القاسېة لها لذا يحاول جاهدا أن يعاملها بلطف وحنان ليقوم بتعويضها ولو قليلا تحدث في محاولة منه للتخفيف من وطأة حزنها 
متزعليش من أمك يا إيثار دي غلبانة أمها ماټت وهي صغيرة واتربت على إيد مرات أبوها وشافت معاها اللي متستحملوش عيلة عندها تمن سنين 
واسترسل مبررا
ڠصب عنها يا بنتي هي بتحبك بس مبتعرفش تعبر 
رسمت على ثغرها إبتسامة مرة لتومي برأسها وانسحبت سريعا للداخل لتبديل ثيابها ولجت إلى المطبخ لتجد
إلتفت برأسها لتتطلع إليها بابتسامة صفراء لتقول بترحيب مفتعل يرجع لحقدها الشديد لها 
حمدالله على السلامة يا إيثار جيتي إمتى محسيتش بيك 
بصوت هاديء أجابتها وهي تتناول أحد الصحون استعدادا لنقله للخارج 
لسة واصلة من حوالي ربع ساعة
ده عزيز هيفرح قوي لما يشوفك إنت متعرفيش هو بيحبك قد إيه قالتها برياء قابلته الأخرى بتنهيدة هادئة لتيقنها أن شقيقها لا يحمل بقلبه الحب لأحدا سوى حاله وولده وتلك العقربة وفقط
خرجت وجدت أشقاءها الثلاثة قد ولجوا لبهو المنزل واصطفوا حول المائدة الأرضية بجوار والدهم ما أن رأها أيهم شقيقها الذي يصغرها بثلاثة أعوام حتى انتفض وهب واقفا ليحمل عنها الصحن ليضعه سريعا ثم يعود محتضنا إياها قائلا بحفاوة وترحاب 
وحشتيني جيتي إمتى
إبتسامة واسعة بينت صفي أسنانها ظهرت على محياها لتجيبه بسرور
لسة جاية من شوية إنت عامل إيه في مذاكرتك طمني عليك
محدش راحمني ولا مقدر إني في ثانوية عامة وعلى إيدك لسة راجع من الشغل في الارض بعد عزيز ما صمم ياخدني معاه نطق كلماته المتذمرة وهو يرمق عزيز بنظرات ساخطة ليقول الاخر بحدة 
إنت مقضيها نوم طول اليوم ومبتفتحش كتاب ولما عزيز ياخدك تساعد وتعمل حاجة مفيدة يبقى كفر
مدت له يدها قائلة بعينين متطلعة 
أزيك يا عزيز
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود بعدما مد يده وسحبها سريعا 
الله يسلمك يا إيثار
تألمت على معاملة شقيقها الجافة التي لا تجد لها سببا حولت بصرها إلى وجدي الذي قابلها بابتسامة صافية مما جعل قلبها يهدأ قليلا وما زاد
من سعادتها هو حديثه المريح 
حمدالله على
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 93 صفحات