رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
انت في الصفحة 1 من 57 صفحات
رواية أصقلها شيطان
في بيت الخالة ميسرة متوسط الحال وقفت سدرة صباحا تعد نفسها من أجل الذهاب لمدرستها حيث تدرس في عامها الأخير من المرحلة الثانوية ثم خرجت بعد أنتهائها لتجد خالتها وزوج خالتها يستعدان لتناول طعام الأفطار ألقت عليهما التحية وكما أعتادت أن تفعل دوما قبلت رأسيهما بحب وتقدير وأتجهت لمقعدها تسحبه ثم جلست عليه وشرعت في تناول قطعة خبز بعد أن دهنتها جبنا أبيض والتقمتها بعجالة وكأنها في سباق مع الزمن تعجبت خالتها كثيرا من تعجلها الغير مبرر لكنها لم تنبث بحرف حتى لا تثير حفيظتها فقد أصبحت سدرة مؤخرا تتحسس من أقل كلمة حتى وأن كانت نصيحة توجه لها وما هى الإ ثواني معدودة حتى سعلت سدرة بقوة كما توقعت ميسرة فقد توقف الطعام في مجرى تنفسها لأنها لم تمضغه جيدا وتبلعه سريعا مما جعلها تشعر بالأختناق أمدت الخالة يدها بكوب ماء لها لتشرب ما به حتى يساعدها على التنفس بشكل صحيح لكي يتوقف الفواق الذي أصابها جراء فعلتها ثم صاحت بها تعاتبها بلين
تنفست سدرة بعمق بعدما ابتلعت كوب الماء كله دفعة واحدة ثم نظرت لخالتها بضيق تبرر لها سبب تعجلها
معلش يا خالتو أصل انا مستعجلة لأني اتأخرت
نظرت لها ميسرة متعجبة
اتأخرتي!!
زفرت سدرة بنزق ونظرت لخالتها وقد فاض كيلها بعدما أصبحت خالتها تضيق عليها الخناق وتوجه لها الكثير من الأسئلة المملة
انا اشتركت في مجموعة مدرسية في العربي باخدها يوم ويوم بتبدأ سبعة الإ ربع وبتخلص قبل الطابور وانا قولت لعمي حسان عليها وهو وافق
أنت سمحت لها تاخد المجموعة دي يا حسان
أومأ حسان رأسه بأضطراب واسرع يبعد عينيه عنها لأنه أثار ڠضبها منه فقد طلبت منه مررا أن لا يمنح سدرة موافقته أو يقرر أمرا يخصها وحده وعليه مشاورتها فيه حتى يتخيرا سويا ما هو مناسب لها وعلى غير ما توقع حسان فقد أكتفت ميسرة بهز رأسها بصمت ثم رجعت تنظر لسدرة تسألها
أضطربت سدرة وزادت ضربات قلبها خوفا من أن ينكشف أمرها وتنكشف كذبتها الخبيثة أمامهما لكنها تمالكت نفسها وأظهرت الثبات كما علمها ذلك الخبيث الذي نجح في جذبها لمستنقعه واسرعت تبتسم لها وهى تهز رأسها
تفحصت ميسرة ملامحها فوجدتها هادئة فاطمئنت قليلا لها لكنها أصرت على معرفة أسم المعلم الذي يدرس لها
تمام بس قولي ليا الأول مين المدرس اللي بتاخدي معاه وفي حد معاك من صحباتك البنات
أنا باخد مع استاذ عبدالمتكبر وسوزان صحبتي بتيجي معايا
عقدت ميسرة حاجبيها بدهشة
أول مرة أسمع أن الأستاذ عبدالمتكبر بيدي دروس
أسرعت سدرة توضح لها السبب
لأ دا ميعتبرش درس دي مجموعة تقوية عملها بأجر رمزي وأحنا اللي أصرينا عليه يدينا لأنه شرحه حلو كنوع من ترسيخ المعلومات عندنا وهو مكنش راضي لغاية ما أقترحنا أنه ياخد حاجة بسيطة وكل واحد يدفع اللي يقدر عليه واللي مش قادر ميدفعش
ابتسم حسان مشيدا بفعل صديقه
هو دا الأستاذ عبدالمتكبر طول عمره سباق للخير ربنا يبارك له وعشان كدا أنا وافقت أن سدرة تاخد عنده أول ما قالت ليا
نظرت له ميسرة بعتاب مبطن وهزت رأسها توافقه الرأي
فعلا الواحد يشهد له من طول عمره بالقناعة والفلوس أخر أهتمامته وهمه الأول والأخير مصلحة الطلبه ربنا يبارك له ويصلح له حال أولاده
نهضت سدرة تحمل حقيبتها
طيب انا همشي انا بقى يدوب أوصل على ميعاد الحصة
ناولتها ميسرة عدة شطائر ملفوفة في غلاف بلاستيكي
ماشي يا حبيبتي خدي بالك من نفسك وحطي السندوتشات دي في شنطتك عشان تبقي تاكليها في وقت الفسحة
عقصت سدرة حاجبيها بنزق
هو أنا لسه صغيرة للسندوتشات دي يا خالتو أنا معايا مصروفي عمو حسان ادني مصروف الأسبوع كله أمبارح لو احتاجت حاجة هجيب منه
هزت ميسرة رأسها برفض وأصرت عليها
هتاخدي السندوتشات يعني هتاخديها والإ مفيش خروج من باب البيت
رضخت سدرة لأمر خالتها وأخذت المغلف بضيق تدسه داخل الحقيبة واسرعت تخرج
من باب المنزل تصفقه خلفها بقوة رجعت ميسرة تنظر لزوجها بعتاب لكنه اسرع يواري وجهه منها ويخبئه بداخل الطبق