جوازة نت بقلم منى لطفى
فراشه سامحة لأمه بالجلوس اليه من ناحية ووالده من ناحية أخرى بينما تعتلي شفتيها ابتسامة سعيدة راضية
مرتك ما فاتتكش واصل كانت جارك طول السبوع اللي انت كنت فيه مغمي عليك يا نضري غلبنا فيها كلام انها حالتها دلوك لازمن تاخد بالها من روحها بس هي دماغها يابسة كيف الصعايدة ما رضيتش واصل ضحك الحضور وعلقت منة على كلام حماتها وعينيها تلمعان ببريق يخطف الأبصار
ربنا ما يحرمني منك ابدا انتي منايا يا حبيبتي ومن غيرك فعلا أنا من غير روح
أراد احمد تبديل هذا الجو المشحون بالعواطف فصفق بيديه وقام متجها اليهما وهو يقول بمرح
ألف حمدلله على سلامتك يا أبو السيوف ومال عليه هامسا في أذنه ولا تزال الابتسامة ترتسم على وجهه ومن يراه يعتقده يتبادل المزاح مع سيف في حين أنه كان يوجه اليه تحذيرا هامسا حيث قال
عارف لو سمعت انك زعلتها تاني ولا عملت حاجه تضايقها تاني هعمل ايه تابع من دون ان يعطيه الفرصة للجواب
أجاب سيف بتأكيد وهو يشد على يد منة القابعة في يده بينما تختلس النظرات المرتابة اليهما
عهد عليا يا احمد انى عمري ما هزعلها ولا هسمح لنفسي اني أكون سبب في حزن يدخل قلبها تاني
شد احمد على كتفه قائلا والابتسامة قد اتسعت لسعادته بعودة المياه الى مجاريها بين شقيقته الوحيدة وزوجها
يبقى ألف حمدلله على سلامتك وأسافر وأنا مطمن عليكم انا أجلت سفري مخصوص علشان حالتها كانت مش مطمناني خالص
تحدث عبدالهادي قائلا لولده
ما تشد حيلك بجه يا ولدي وتجوم لنا بالسلامة انت عجبك رجدة المشتشفى ولا ايه
أجاب سيف بزفرة عميقة وهو يرنو بنظره الى منة الجالسة بجواره من الناحية الاخرى للفراش
وانا أكره يا حاج بس الدكتور اللي مش راضي بيقول مش قبل اسبوع كمان
وانا مع الدكتور اعذرني يا بابا الحاج سيف مش هيخرج الا لما الدكتور يطمنا عليه خالص وان الچرح مابقاش منه خوف
انتهز سيف الفرصة وسأل والده باهتمام
إلا صحيح يا حاج معرفوش مين اللي ضړب عليا ڼار
غشت عينا الحاج نظرة غامضة وقال بهدوء وثبات
وهيعرفوا منين يا ولدي العيار كان طايش ومحدش عرف مين اللي طخه المهم انك جومتلنا بالسلامة
المفروض يا بابا الحاج حكاية ضړب ڼار في الهوا دي مجاملة تتمنع خالص انت حضرتك شوفت سيف جراله ايه انا من لحظة ما سمعت ضړب الڼار وانا قلبي اتقبض
هز عبدالهادي برأسه ايجابا
صوح يا بتي عنديك حج
تحمد لسيف عبدالعظيم وعواطف بالسلامة وعلم أن ابنتيه برفقة سميحة شقيقته وكانتا قد زارتاه مرة واحده فقط وآثرت منة ألا يحضرا الى المشفى ثانية حتى ينتهي شفاء سيف فقد كانتا مذعورتين من رؤية والدهما ممدد طريح الفراش وإن كان يحاول محادثتهما والمزاح معهما ولكنه لم يكن في كامل لياقته المعهودة بالنسبة لهما
انصرف الموجودون وقد غادر والدي منة مع احمد وعائلته الى القاهرة بعد أن سبقهما نادر الى الاسكندرية فهو ما ان اطمئن ان سيف قد استقرت حالته الصحية حتى غادر الى مدينته وكان يتصل يوميا للاستفسار عن حالته الصحية وفرح عندما علم بخبر استيقاظه من غيبوبته سعادته بالخبر كانت من أجل منة فلا بد أنها الآن في أقصى درجات سعادتها وقرر طوي صفحة حبه المستحيل من حياته للأبد وطلب من والدته البدء بالتفتيش عن عروس مناسبة له
بعد رحيل الجميع نظر سيف الى منة وأشار بيده هامسا
تعالي تقدمت منة اليه وجلست بجواره حيث أشار رفع يده اليمنى الطليقة وأمسك بها وجنتها في حين اليسرى كان يحركها بصعوبة حيث الضماد الذي كان يلتف على جذعه العلوي من ناحية اليسار حيث مكان الاصاپة نظر الى عينيها مليا قبل ان يرفع يده مزيحا وشاح رأسها الى الخلف لتتساقط خصلات شعرها المنفلت من ربطته لتحيط بوجهها الملائكي الفاتن طفق ينهل من عذب ملامحها كما العطشان الذي عثر على واحة ماء عذبة رقراقة همس متسائلا بينما نظرت اليه منة في حب وابتسامة سعيدة تزين ثغرها المكتنز
انتي قلتيلي سامحتك صحيح ولا أنا اللي كان بيتهيألي وانا في الغيبوبة أمسكت منة بيده التي تحيط بوجهها وأجابت بصدق استشعره في حروف كلماتها
لا ماكانش بيتهيألك ولا حاجه انا فعلا سامحتك يا سيف اللي حصل خلاني متأكده اني مقدرش أعيش من غيرك ثانية واحده أنا بحبك يا سيف عمري ما عرفت يعني ايه