الأربعاء 04 ديسمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 43 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


صمتت منة قليلا لتستوعب عبارته ثم سألت بدهشة
شقة ايه أجابها سيف وهو يلقي إليها بنظرة خاطفة قبل أن يعيد انتباهه الى الطريق
شقتنا يا منايا هتكون شقة ايه يعني شهقت منة واجابت
إيه شقتنا نروح نشوف شقتنا أنا وانت بس وماما وافقت قطب سيف واجاب بابتسامة حائرة وهو يسترق اليها النظر
آه وافقت ولعلمك أنا أخدت إذن عمي الأول كمان وهو موافق مستغربة ليه مش فاهم أنا أجابت منة بامتعاض واضح ولكن بجدية شديدة

علشان مينفعش سيف ممكن تروحني أنا مش هشوف شقق معاك لوحدنا 
أوقف سيف سيارته فجأة لدرجة أن عجلاتها قد أصدرت صريرا عال وهو يضغط على مكابح السيارة بشدة حتى كادت منة أن برأسها في الزجاج الأمامي ولكن أنقذها حزام الأمان نظرت اليه منة باستنكار تام وهمت بالصړاخ فيه عندما أوقفها تعبير وجهه السوداوي وهو يطالعها بنظرات ڠضب ڼاري يتصاعد بقوة بين فحم عينيه المشتعل وقال بصوت كالفحيح بينما ينفث ڼارا من فمه
نعم سمعيني تاني كدا وكرر عبراتها التي أشعلت نيران غضبه 
مش عاوزة تشوفي شقتك معايا لوحدنا لم يترك لها الفرصة للاجابة وبدلا من ذلك تابع پغضب شرس
ليه أن شاء الله شايفاني أيه قودامك باباكي ومامتك لو ما كانوش واثقين فيا ما كانوش وافقوا عليا زوج لبنتهم من الأساس عموما ولا يهمك يا منة وكما أوقف السيارة بغتة أدار المحرك منطلقا بها بسرعة عالية ضاغطا بقوة على دواسة البنزين مما جعلها تتمسك بمقعدها جيدا وهى تختلس اليه النظرات برهبة فهذا الوجه من سيف لم تختبره سابقا كان سيف عاقدا لحاجبيه بقوة ويعتلي وجهه تعبير ڠضب أسود لا يريد أي كان اختباره عضت منة طرف لسانها وقد شعرت بالذنب لإغضابه ولكنها شعرت بالخجل والرهبة لانفرادهما تماما في منزله وحاولت الحديث بتردد وخشية
سيف سيف أرجوك ما تزعلش مني أنا أنا ما كانش قصدي اللي فهمته أنا لتقاطعها يده التي رفعها أمامها آمرا اياها بالسكوت وتحدث من دون أن يعيرها إلتفاتة وبجمود تام
خلاص يا منة اقفلي ع الموضوع دا أجابت منة برجاء وقد بدأت الدموع تترقرق في مقلتيها
لأ مش خلاص يا سيف مش عاوزاك تزعل مني أنا أنا آسفة يا سيف آسفة ليتهدج صوتها وقد غلبتها دموعها التي انهمرت كالسيل على وجنتيها المرمريتين وهي تشهق بغصات بكاء حار جعلت سيف يرنو اليها بنظره ليراها مڼهارة في نوبة بكاء حاد أطلق شتيمة من بين أسنانه ثم ألقى بنظره في المرآة الجانبية قبل أن يعطي أشارة أنتظار ليقف بالسيارة تماما الى جانب الطريق 
الټفت اليها وقال عاقدا جبينه آمرا اياها بالتوقف عن البكاء
ممكن تبطلي عياط ثم باستخفاف وسخرية غير مقصودة تابع
مافيش حاجه حصلت للعياط دا كله رفعت منة عينين سابحتين في بركة من الدموع وقالت بصوت متقطع من بين شهقات بكائها العڼيفة وهى تمسح عينيها بظهر يدها فغدت كالطفلة الحزينة بعينيها الدامعتين
انت انت زعلان مني وأنا أنا آسفة ما اقصدش المعنى اللي جه في بالك والله بس أنا كن كنت زمجر سيف حانقا وأحل حزام الأمان الخاص بالسائق وسط لعڼة مكبوتة انطلقت بهمس منخفض من بين شفتيه المطبقتين ليجذبها بقوة بين وهو يحل حزام الأمان الخاص بها وقد احتواها بقوة بين ذراعيه لتنخرط في نحيب حار يقطع نياط القلب بينما سيف يهدهدها مربتا على ظهرها وهو يهمس لها بكلمات صغيرة أن تكف عن البكاء بعد فترة بدأت نوبة البكاء التي أصابت منة بالانحسار وان كانت لا تزال شهقاتها تنتابها بين لحظة وأخرى انتظر سيف الى أن هدأت تماما ثم خاطبها بخفوت قائلا
خلاص هديتي لتوميء برأسها ايجابا تناول سيف محرمة ورقية من صندوق المحارم أمامه وناولها اياها تناولتها منة ومسحت وجهها الغارق في دموع الألم لإغضابها سيف قالت منة وهى تطالعه بتوسل أن يفهمها
انا آسفة يا سيف ما قصدتش خالص المعنى اللي جه في بالك انى مش واثقة فيك كل الحكاية إني وأسدلت جفنيها خفرا متابعة
إني مكسوفة مش اكتر همت ابتسامة حانية بشق طريقها الى وجه سيف عندما انتبه فقال بعتاب وقد فارقه غضبه من هذه الطفلة القابعة أمامه في ثوب إمرأة فاتنة 
وهي دي أول مرة نكون فيها لوحدنا ما انا كل ما بزورك بقعد معاكي لوحدنا قالت منة وهى تهرب بنظراتها جانبا قاضمة بأسنانها شفتها السفلى بتوتر كعادتها
بس بيكون ماما وبابا موجودين لكن مش بنكون لوحدنا كدا خالص نهرها سيف بصوت أجش بينما عيناه تراقبان فمها المضطرب وأسنانها الصغيره
أنا مش ممكن أأذيكي وهحميكي حتى من نفسي عهد عليا يا منايا انى عمري ما هكون سبب لحزن يدخل قلبك أو دمعة أسف تنزل من عينيكي ابتسمت منة وهمست له بحب قبل أن تلقي بنفسها بين الدافئة
وأنا مصدقاك وواثقة فيك وهمشي وراك وأنا مغمضة من غير خوف ولا قلق ليحتويها بين ذراعيه وهو يسأل بمزح خفيف
أعتبر
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 117 صفحات